أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - نعم تحَقَق حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَت ألمانيا














المزيد.....

نعم تحَقَق حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَت ألمانيا


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إستبشرَ العراقيون خيراً بعد الخلاص في عام 2003 من أحد أعتى الأنظمة الشمولية الاستبدادية الدموية في العالم (نظام الأوباش الصدامي)، ورددَ الكثير من المعنيين بالشأن العراقي بتصريحاتهم إنّ العراق سينهض من تحت الرماد كطائر العنقاء كما نهضَت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. تُرى لماذا جرى تشبيه الحالة العراقية مع الحالة الألمانية؟ ... الجواب بسيط وواضح، هو أنّ العراق بثرواته الطبيعية والبشرية العلمية يستطيع النهوض وإعادة بناء ما دمرته الحروب الداخلية والخارجية بسبب السياسات الرعناء للنظام البائد بفترة قياسية. لكن لنرى كيف سارت عملية نهوض ألمانيا ألتي لاتمتلك موارد طبيعية كالعراق... تحولت المدن الألمانية إلى أنقاض بعد إنتهاء الحرب، وتقاسمَ الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الغنائم، إذ قام الجيش الأحمر بنقل جميع المصانع الألمانية بالقطارات والبواخر إلى الأراضي السوفيتية ,,وهذا حقه الطبيعي،، إضافةً إلى إقتسام الخبراء الألمان (1500 خبير) بين البلدَين، وعلى الصعيد البشري لم يبقَ في المدن الألمانية الخرِبة سوى الشيوخ والنساء والأطفال، مع تلك الصورة المأساوية أخذَت النساء الألمانيات على عاتقها إعادة بناء ما هدمته الحرب، وقد أطلِقَ عليهن ’’نساء البناء’’ إذ أخذنَ أستخدام الركام لبناء ما هُدّم وجمع الكُتب المحروقة والتالفة لتكون مصادر للتعليم المدرسي والجامعي، وقد إستمرّت هذه العملية عشر سنوات (وهنا تجدر الاشارة إلى أنّ مشروع مارشال بدأ في خمسينات القرن الماضي، أي لاعلاقة له بمرحلة البناء الأولى). في الأعوام العشرة التي تلتها جرى التركيز على النهوض في مجالات البحوث العلمية والتكنولوجيا والاقتصاد، وها نحن نرى كيف أنّ ألمانيا أصبحت القطب الرئيسي في الاتحاد الأوربي في كافة المجالات. إنّ ثقافة وذهنية الانسان الألماني بتمسكه بوطنه وإعادة الهيبة له هي ألتي حَسَمت الأمور وأعطت اُكلها. أما في العراق، لماذا الصورة مختلفة وأصبح كل شيء مستباح - دم الانسان، المال العام، القانون، أرض العراق!؟ هنا يجب وضع الاصبع على الجرح والاشارة إلى المتسببين بذلك الواقع المأساوي، وهم يتمثلون بثلاث مجموعات: المجموعة الأولى هي مَن تبقى من بقايا البعثيين الذين تضرّرَت مصالحهم، والمجموعة الثانية هي من جيل الحصار الاقتصادي، ذلك الجيل الذي تعرّض إلى عملية مَسخ أخلاقي رشّحَت سلوكيات خارج الأعراف والتقاليد والقيَم الأخلاقية والثقافة العراقية المتحضرة، أما المجموعة الثالثة فتتمثل بقيادات الاسلام السياسي ألتي جاءت من بلدان الشتات وهي لاتفقه شيء بادارة الدولة، وقد مارَست الفساد بأبشع صوَرِه، وهذه الأخيرة أثّرت سلباً على سمعة الشخصيات الوطنية الأكاديمية في بلدان اللجوء، بحيث لم يُعطَ لها المجال بالعودة الى العراق كي تساهم باعادة بناء ما تمّ هدمه طيلة الأربعة عقود الماضية. من هنا يتبيّن، أنّ المجاميع الثلاث تتناحر مع بعضها لا من أجل البلد، بَل على حساب العراق وشعبه. الخلاصة هي أنّ قوى الاسلام السياسي ستستخدم كافة الأساليب اللاقانونية للبقاء جاثمة على صدر الشعب العراقي، ولن يتغيّر أي شيء ما دامت العملية السياسية أسيرة المحاصصة الطائفية والقومية.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بئسَ التشكيلة الوزارية
- الفرصة الأخيرة
- إستبعاد تسع وزارات من المحاصصة ... شرط أساسي للنهوض بالعراق
- غلواء الزيارات المليونية والتمدّد الداعشي ... معادلة متكافئة
- هل سيتحلّى البرلمان العراقي الجديد بالمواطنة وخالٍ من الطائف ...
- حكومة الانقاذ الوطني كما تُفسّرها وتريدها أقطاب جريمة المحاص ...
- ما أعلنته وزارة التخطيط ... يكشف عن أمور كثيرة
- العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأ ...
- الهدف الحقيقي من وراء إجراء الإنتخابات
- صدور كتاب / التنبؤ والتخطيط الإقتصادي
- مَن ينتخب النواب الحاليين مرةً أخرى ... هو على شاكلتهم!
- الذاتية الفاضحة... والمسؤولية الوطنية
- رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير الخ ...
- العراق متعدد الثقافات ... وليس إسلامي الثقافة!
- أوكرانيا والعراق ... تماثليات
- تقويض تعددية الأحزاب السياسية وأهدافها
- مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني
- رسالة مفتوحة إلى المحكمة الإتحادية العليا ... قبل فوات الأوا ...
- تشكيل إئتلاف مدني ديمقراطي... خطوة متقدمة ولكن!
- مصير السلطة أهَم من مصير العراق


المزيد.....




- -ميت غالا 2025-.. ما تحتاج إلى معرفته عن أكبر ليلة في عالم ا ...
- مجزرة كشمير.. كواليس ما يدور بذهن القيادة الباكستانية عن هجو ...
- الأردن.. وفاة 4 أطفال بحريق سكن مسجد والأمن يكشف تفاصيل
- بيدرسن: ندعو إسرائيل إلى وقف هجماتها على سوريا فورا وعدم تعر ...
- محكمة أميركية تصدر حكمًا بالسجن 53 عامًا على قاتل الطفل الفل ...
- السر المقدّس: لماذا بنى المصريون القدماء الأهرامات؟
- بوتين يعترف بوجود -رغبة بتوجيه ضربة- لكنه يقاومها
- الحوثيون يعلنون قصف إسرائيل: كل الأمة ستتحمل تبعات الصمت عما ...
- أوليانوف: رفض أمريكا والاتحاد الأوروبي التوسط في الأزمة الأو ...
- الجيش الباكستاني يعلن نجاحه في اختبار صاروخ أرض-أرض بمدى 450 ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - نعم تحَقَق حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَت ألمانيا