أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - قصة: خروج














المزيد.....

قصة: خروج


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


يخرج في الصباح النديّ إلى الشارع الذي لا يعرف الهدوء. يستيقظ العالم من نومه قبل ذلك بوقت قصير. يشرب الملايين من الرجال والنساء قهوتهم اللذيذة في الشرفات، وثمة رجل يسعل في شرفة شقته في الطابق العشرين، يطفىء سيجارته ويقول: ابتداء من صباح الغد سأتوقف عن التدخين، تضحك المرأة التي اصطبغت سيجارتها بأحمر الشفاه، ترفع ساقيها فوق درابزين الشرفة في الطابق العشرين، والرجل اللبيب يفهم قصدها دون كلام.
يخرج في الصباح الندي بعد أن استحم بالماء الساخن والصابون. يستحم الملايين من الرجال في اللحظة نفسها وهم يغنون، والنساء يقلين البطاطا في المطابخ، ويسكبن الشاي في الكؤوُس، وثمة امرأة تبكي بحرقة في بيتها، لأنها اكتشفت أن عشيقها اللئيم يعشق امرأة أخرى متزوجة ولديها ثلاثة أطفال.
يخرج في الصباح الندي إلى الشارع الذي تملأه المظاهرات، يمضي الملايين من الرجال والنساء في اللحظة نفسها إلى أعمالهم الكثيفة، يقرأ ضباط حلف الأطلسي تقارير سرّية أُعدّت لهم على عجل، ويستعرض الحاكم المستبد في القارة المجاورة آخر المعلومات عن نشاط الأحزاب الهدامة، وثمة امرأة ترفع سماعة الهاتف لتستعين بصديقتها في التغلب على لغز الكلمات المتقاطعة في جريدة الصباح.
يخرج في الصباح النديّ بعد أن طبعت أمه على جبينه قبلة، يلمح على نحو خاطف: البيوت والأشجار والناس وشعر البنات المنسدل على الأكتاف، يشعر بالدهشة، فكأنه يرى كلّ شيء في هذه الحياة للوهلة الأولى، ثم يقترب من موقع المجابهة، حيث الجنود الطغاة، يخرج في الصباح النديّ ذلك الولد الفلسطيني الذي لا يعرفه أحد في هذا العالم، يخرج ولا يعود.



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مروان
- قصة: انتحار
- عرض أزياء
- قصة: مرايا
- قصة: بيان
- قصة: كلاب
- قصة قصيرة جدًّا: أرغفة
- قطط
- الاحتفال
- مطر
- زمن آخر
- الطفل ينام
- المرأة والحصار
- حالة
- زجاج
- أين نسهر هذا المساء؟
- عمي الحاج
- الحفلة
- رمل وماء وهواء
- إيقاع الحليب


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - قصة: خروج