أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - فضيحة..في قمة الثقافة..














المزيد.....

فضيحة..في قمة الثقافة..


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1303 - 2005 / 8 / 31 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


توفيق الحاج

انتابتني القشعريرة وأنا أقرأ عن الشاعر الجزائري "أبو بكر زمال " الذي يعرض احدى كليتيه للبيع من أجل ان يعيش أطفاله المهددين بالجوع والعراء..!!

مصير مبدع عربي كان بالامكان تلافيه لو عمل صاحب القصيدة عتالا أو ماسحا للاحذية..!!

فضيحة انسانيه..في قمة الثقافة تبين بالدليل القاطع مدى نجاح وزارات التقافة والشئون الاجتماعية العربيات مع اتحادات الكتاب وبيوت الشعر وصالونات الادب في تحقيق الاهداف الجليلة والنبيلة..!!

نعم الادب والادباء والشعر والشعراء عندنا بخير ولم يصلوا بعد الى مادون مستوى الجوع الصومالى او الفقر الهندي ..ويحق لوزراء الثقافة العرب أن يفخروا بمنجزاتهم العظيمة دون ان يعيروا انتباها لحاسد أو حاقد..

أعرف وزارة للثقافة أشبه بحارة غوار..تحول بعض المبدعين المحسوبين الى موظفين كتبة وبعض الشعراء اليائسين الى مستفيدي كوبونات اعانة شهرية..وتحرص بدءا من الوزير وحتى الغفيرعلى الاختفاء خلف المكاتب المرتبة وربطات العنق الملونة
والابتسامات الباهتة ..!!
وعند السؤال عما يجب فعله لتحسين الحال
يهمسون لك بمقولات محفوظة وهم ينفثون دخان سجائرهم في رئتيك..الصبر ياعزيزي الصبر لقدأرسلنا الله خصيصا لانقادالوطن ومثقفيه من جهالة محققة ولابد ان نحقق معا خطة ألفية لبناء عهد ثقافي جديد

أعرف ايضا اتحادا عربيا للكتاب توفاه الله بمرض عضال منذ أكثر من عشر سنوات ومع محاولات الانعاش الرسمية فانه يفيق سريريا بين فترة وأخرى ليوقع بيان تأييد أو بيان تنديد ثم يعود مطمئنا الى غفوة أهل الكهف..!!

من هنا فان حالة ابوبكر زمال حالة عربية لاتفاجىء أحدافي ظل المعايير المقلوبة وفهلوة التسطيح والتجهيل التي تمارسها أكثر من جهة ثقافية رسمية في عالمنا العربي..

أجد نفسي مضطرا لعقد مقارنات سخيفة لكي أصل بالقارىء الى قمة الضحكة الباكية
لنعلم مثلا أن الراتب الشهري لدستة كاملة من الشعراء العرب
أقل من هزة وسط واحدة لراقصة من الدرجة الثانية ربما لانها تتميز عنهم جميعا بخلفية ثقافية ساحرة..!!

ولنعلم أيضا ان أجر الفنانة"ل" عن فيلمها الساخن الاخير يعادل ميزانية ثلاث وزارات كاملة في دولة رائدة من دول العالم الثالث..!!

يجب ألا نندهش من فرط المقارنة..وهي تصفعنا وربما توقظنا من خدر الانحدار في القيم والذائقة وكل شيء
ربما تنقذنا من بلادة الاستهتار بالمبدع الذي بدأ يتسول..

اننا أمة تضحك من جهلها الامم..تدوس صفوة مفكريها بلا رحمة وتتركهم في مواجهة العوز والجوع وكأنها تفقد ذاكرتها ومبررات وجودها
أمة كهذه لن يكتب لها الخروج من محنها وستبقى مهيضة ذليلة حتى تنتصر لبنيها الذين يمنحون لها الخلود بصمت بعيدا عن رغوة الامراء وضجيج الفرسان..!!

وأخشى ان لايمر وقت طويل حتى نرى في شوارعنا العربية الصامتة شاعرا يمسح الاحذية..وقاصا يتسول بينما تكتظ وزارات الثقافة غالبا بوزيرذي فكر سلطوى.. بينه وبين الثقافة عداوة متأصلة ومدير عام منافق وسكرتير يحمل الاختام
وموظف يفك الخط بالكاد يقرأ العنوان..ثم ينام..
وعلى الثقافة منا ومنكم السلام ..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلطبيطة..!!
- سلطة انفلات بالمكسرات
- هل تتحول غزة من زنزانة الى قن دجاج..؟!!
- نهاية امبراطور صغير..!!
- مقبرة الارقام
- ساقية العنف..لماذا..؟؟..وكيف..؟!!
- ومن التاريخ ماكذب..!!
- عنزة..ولو طارت..!!
- د.القمني..بين الفكرة والساطور
- من هو الرئيس القادم..؟!!
- ما وراء تفجيرات لندن
- فت عدس
- انهم يسرقون الوطن ..وفي وضح النهار..!!
- أقنعة..
- أيها التابع..من المبتدأ
- البراقشيون..
- حقيقة..
- الفاعل والمفعول به
- دروس في حلب التيوس..
- حرام..حرام..يافرات..


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - فضيحة..في قمة الثقافة..