سلطة انفلات بالمكسرات

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم أكن أتصور حتى في أشد كوابيسي السياسية والامنية ان نصل إلى هذه الدرجة من فساد السلاح المسمى تجاوزا وتجملا بالانفلات..!!
فساد السلاح شأنه شأن الفساد الاقتصادي والفساد السياسي والاداري والفساد الاخلاقي..يرسم جزءا هاما من لوحة فلسطينية عبثية ..مقززة ومخيفة.. تعبر عن تجليات فوضى الانانية السياسية التي تتحكم في الصفوة الحاكمة والمتنفذة .
ليعلم من لايعلم أن هذه الصورة القذرة تسيء الينا كقضية وشعب وتضر بمصالحنا أكثر بكثير مما فعلت وتفعل دبابات شارون وبالتالي فاني أميل الى ان هناك مخططا تقوده عقول ذكية مستعينة بايد غبية ونفوس نرجسية هدفه في المقام الاول الاثبات للعالم اننا لانستحق حتى "كانتون " وأن دماء ابنائنا كان مجرد عصير فراولة..!!
لقد أحزنني جدا خطف الموظفين الاجنبيين وببث مباشر في خانيونس يوم الاثنين قبل الماضي وخطف مصور التلفزيون الفرنسي قبل أيام بغض النظر عن الدوافع والاسباب مع قناعتي أنه ربما لبعض الذين يقدمون على أفعال كهذه مطالب عادلة لاتجد طريقها الى البيروقراطية المستشرية في كافة المؤسسات الحكومية الفلسطينية .
كم من ضحية ذهبت بايدينا..من صاروخ أعمى أو رصاصة حمقاء وكل ذلك على خلفية انفلات السلاح في أيدي جنرالات غير مسئولة وميلشيات العائلات
العصابات التي تتمسح بدماء الشهداء..!!
كم من طريق أغلقت..على الطريقة الفلسطينية لتحقيق رغبة فلان أو اظهار ارادة علان أو مطالبة الحكومة براتب أو نيشان ودائما يدفع الثمن مضاعفا المواطن الغلبان من كمده وأعصابه وخوفه .
هذا طبعا عدا اقتحام مباني المحافظات ومكاتب المجلس التشريعي وحرق المؤسسات واستعراض العضلات في السوارع العامة بالاطارات المشتعلة والام سكستين..!!

ان المهزلة الامنية باتت مثار سخرية ونكت الشارع ..وآخرها ان أحدهم حمل سلاحه واقتحم مجلس الوزراء ولما سأله قريع عن السبب قال المقتحم :ان زوجتي تعيرني دائما ببطالتي وتقول لي "روح أعمل أي حاجة عشان يشوفوك الناس "..!!
ان الرئيس عباس مطالب بحكم منصبه وسلطاته ان يجد حلا شافيالهذا السرطان الامني الذي لايقل سوءا وبشاعة عن الاحتلال حتى ولو كان هذا الحل قاسيا بعض الشيء لان من شأن هذا المرض العضال لو استمر واستفحل ان يرجع بنا الى الوراء خمسين سنة على الاقل .
ان من حق الشعب على رئيسه وحكومته ان يحققا الامن على وجه السرعة دون حساب أو مجاملة لاي متنفذ والا فمن الاشرف لكليهما ان يقدما استقالتيهما بدلا من أن يكونا مجرد خيال للظل..!!لان بقاء الحال على هذا الوضع يضع علامات استفهام خطيرة جدا على المستقبل القريب خاصة في أثناء و بعد الانسحاب الاسرائيلي الشكلي من قطاع غزة..
أقولها كمواطن حزين.. وبكل الصدق والجرأة الى الرئيس عباس رغم انني لم انتخبه
إننا أحوج مانكون الآن إليك لاتخاذ قرارات حاسمة مع تنفيذ عاجل أكثر من الطبطبة والتسكين.
كفانا..لقد مللنا طعم سلطة الانفلات بالمكسرات ونريد فقط كسرة أمن ولو معمسة بقليل من الدقة والزعتر..!!

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل