أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد أبو هزاع هواش - المؤامرة أم قلة العقل؟














المزيد.....

المؤامرة أم قلة العقل؟


محمد أبو هزاع هواش

الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 20:22
المحور: سيرة ذاتية
    


هل هناك من يتآمر على الشرق الأوسط أكثر من أبنائه؟

تعتمد نظرية المؤامرة على فرضية أساسية وهي أن هناك قوة، أو قوى، تحيك الشر تتحين الفرصة لغرز خنجر في ظهرك. هناك من يتآمر على شخص، على مجموعة، ضد بلد بأكمله، ضد عرق بكاملة، أويتأمر على أمة بكاملها. لهذه النظرية من المؤيديون الملايين من كل الأعراق، الألون. والأديان، لكنها تنتشر بشكل أكبر بين من ليس لديه قوة، ضعيف، ولامكان له تحت الشمس: أي بين أهل الشرق الأوسط. لهذا، يقول هذا الشخص/أو المجموعة، أن هناك من يتأمر عليه وعلى شعبه، على دينه وعلى معتقده. إذا وضعنا العلم في هذه المعادلة نرى أن للمؤامرة حظ سيئ مع العلم اللذي ينفيها بقوة.

من يتأمر علي؟ هل هناك قوى كبرى تتأمر ضدي، هل يجتمع خبراء ويقررون ماذا سيفعلون ضدي؟ أنا شخص عادي، لانشاط سياسي، ولا ديني، فلماذا يتآمرون علي؟ من هي هذه المنظمة التي يهمها أمري، أنا الإنسان العادي اللذي يهتم بأمور بسيطة جدا؟ هذه تساؤلات لايسألها الكثيرون لأنفسهم، أو لأصدقائهم اللذين يقولون لهم بأن المؤامرة عويصة وستحرق الأخضر واليابس، بل يوافقونهم الرأي. يعتقد معظم سكان الشرق الأوسط أن هناك مؤامرات تحاك ضدهم. الحقيقة والعلم يقولان بأن الأمور على المكشوف. ليس هناك مؤامرة أو كلام فاضي من هذا النوع بل حركة منطقية للتاريخ، الإقتصاد، السكان، والمال. أنها حركة مستمرة منذ بداية التاريخ يعرفها العقلاني ويفسرها الأحمق بالمؤامرة.

في الشرق الأوسط تعشش هذه الفكرة، ويعتقها معظم البشر. هنا لابد من الإشارة إلى أن معظم سكان الشرق الأوسط يعتبرون أنفسهم علماء بالدين، والسياسة والفن والرياضة ولهم إتصال مباشر مع الله ويقررون مايجب عمله. بعد التوقف والتمعن بهذه الفكرة الأخيرة فمن السهل التعرف على لماذا يؤمن الشرق أوسطيون بالمؤامرة أكثر من غيرهم.

يعتبر معظم الشرق أوسطيون أنفسهم مهمين جدا ولهذا فلابد من وجود مؤامرة ضدهم لأن وضعهم خرا بصراحة. لايفسر الشرق أوسطيون سوء وضعهم إلى عدم تنظميهم بشكل عصري يناسب عصرنا. مشكلة الشرق الأوسط أنه ليس هناك أحزاب عصرية تقود الجماهير. هذا الفراغ أدى ويؤدي إلى إنتشار الأحزاب الدينية بشكل واضح جدا. عندما يتنظم المرء يقل إعتماده على نظرية المؤامرة لتفسير الأمور وتصبح رؤيته عقلانية مبنية على العلم والتجربة. فمثلا: عندما تتدخل قوى كبرى في منطقة ما، يراها الشخص العقلاني كنتيجة متوقعة للأمور والأحداث وليست كمؤامرة. عندما تدخلت أمريكا لتحمي مصالحها النفضية هو نتيجة منطقية يكررها سياسي الولايات المتحدة الأمريكية في العلن وليس في الأقبية كما يظن أهل نظرية المؤامرة.

بالطبع ستتدخل الدول والممالك بشؤون الشرق الأوسط إذا دعاهم أهل الشرق الأوسط وتركوهم يفعلو بهم مايريدون. إذا لم تكن شعوب الشرق الأوسط منظمة فلماذا لايتسغلهم الآخرون؟ ليس هناك مؤامرة هنا وخصوصا إذا كان أهل الشرق الأوسط يساهمو في هذا بشكل واضح. فمثلاً: صرف حكام البترول البلايين من ثروات أهل الشرق الأوسط على السيارات، الثياب، الأسلحة، المنيكة، القمار والتعريص بشكل عام. ليس هناك مؤامرة هنا: الأمور واضحة وفي العلن. بينما تنتشر السلفية والقتل على الهوية، تدمير المصانع، المدارس، معامل الأدوية. الجسور: لازال البعض بقول أنها مؤامرة. الأمور واضحة: إذا دخل الدين في الصراع بين البشر أقبل الخراب. إذا دخل الدين في أي صراخ خربه ولعن أنفاسه.

تنتشر نظرية المؤامرة عند من ليس لديه ثقافة، علم، أو طاقة إقتصادية. الثقافة تنتج معرفة تبني أساس لأجوبة صحيحة، وينتج العلم عن طريق التجربة والنظرية توقعات لحلول واقعية غير غيبية، وتنتج الطاقة الإقتصادية إزدهاراً بالعلوم التي نحتاجها في حياتنا اليومية. تعتمد الشعوب الشرق أوسطية على الغيب لحل الواقع..

تعيش شعوب الشرق الأوسط في حالة فوضى ودمار مرعبة. لاتنتج المنطقة شيئاً يذكر للبشرية: ولايخرج من المنطقة سوى النفظ والمقاتلون اللذين يريدون تغيير العالم للعودة للوراء. يهرب الكثير من أهل المنطقة إلى الغرب للعيش بحرية والمساهمة في التقدم البشري بشكل عام كغيرهم من البشر. فهل هناك من يتآمر على الشرق الأوسط أكثر من أهله؟



#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوم لعبة خاسرة
- حرية الكلام
- هل أصبحت سوريا مستشفى مفتوح للأمراض العقلية؟
- عندما ركل الدواعش العقل
- الخريف العربي والفينيق السوري
- معركة أم حرب أهلية؟
- هل سيطالب أهل الخليج بالإصلاح؟
- دمار وفوضى في الشارع العربي
- الفقر ،التدين، التنوير والإنترنت
- من الياسمين إلى الخلافة
- ثورة ياسمين أم فوضى خضار؟
- المهاجر المسلم والطريق المسدود
- المنهج، العقيدة والإختلاف في معركة النجار-قريط
- معارك حوارية معاصرة
- الإنترنت ومعاركها الغير إفتراضية
- على عتبة حقبة جديدة
- الحوار والجوائز
- حضارة اللف والدوران ج ٢
- حضارة اللف والدوران
- الحرية والعدالة لإله الفيسبوك


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد أبو هزاع هواش - المؤامرة أم قلة العقل؟