أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبو هزاع هواش - ثورة ياسمين أم فوضى خضار؟














المزيد.....

ثورة ياسمين أم فوضى خضار؟


محمد أبو هزاع هواش

الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 17:15
المحور: كتابات ساخرة
    


بصراحة إذا سألوني عن إسم لما حدث في تونس فلن أقول كما يردد الجميع "ثورة الياسمين." سأقف مختلفاً وأقول بأنها تدعى : "فوضى الخضار." لاأدري من أين أتى مثقفوآ الوطن العربي بهذا المصطلح؟ ماعلاقة الياسمين بما حدث؟ كما نعرف كان للخضار دور أهم من الياسمين الذي جلبه إلى الواجهة فذلكة مثقفي الفضاء الناطق بالعربية العاطفية، الإنشائية.

لم ينزل التوانسة إلى الشارع بحثاً عن الياسمين وإنما عن الخضار واللحم ولقمة العيش. لم ينزل التوانسة بحثاً عن الياسمين وإنما عن ماكان موجوداً في محل غوشي والسوبر ماركت كما رأينا بالصور.

يقوم مثقوا الوطن العربي بصب الزيت على النار. هل هذا كلام ياأمه الغوغاء والضوضاء؟ هل يأتي التغيير هكذا؟ هل يجب التخطيط للتغيير أم على الجميع تكسير البنية التحتية تدريجياً بعنف لدولة فقيرة نسبياً؟

إنها ثقافة سوق الخضار وليست ثقافة سوق الزهر والياسمين.

حتى هذا اليوم بلغ عدد اللذين حرقوا أنفسهم في البلدان العربية خمسة. هكذا سمعت. من حسن الحظ لم تحدث أعمال عنف وشغب حتى الآن. كذلك قرأت وشاهدت أن تونس وجماعة " ثورة الياسمين" قد إنتقلوا إلى حالة من الفوضى ستضر البلاد كثيراً. إذا أخذنا بعين الأعتبار إمكانيات تونس المتواضعة يمكننا القول بثقة أن هذه الفوضى الإرتجالية التي سميت ثورة ستغيير المنطقة على المدى القريب جداً.

مع نمو الأخت ثورة الياسمين تنموا مشاكل عنيفة ودموية وفوضوية تخريبية. هناك لاعبون خطيرون في تلك المنطقة ينظرون بإهتمام إلى مايحدث وبالطبع ليس للياسمين مكان في هذا النقاش.

من هو الذي أطلق إسم " ثورة الياسمين" على هذه الأحداث؟ يبدو أن مثقفي الوطن العربي الغوغائيون عموماً قد فعلوها مرة أخرى حيث لاترى مقالاتهم سوى تحريض على أعمال كثورة الياسمين تلك. هل يحسب هؤلاء تكلفة هذا؟ إنه من السهل أن ينظر/أو تنظر إحداهن علينا من غرفتها في بلد غربي. ومن السهل أن يقوم هؤلاء بالتحريض على أعمال عنف وشغب.

يقال عن الثورات أن العقلاء يخططون لها وينفذها الشجعان ويستغلها الجبناء. هذا تطبيق هذه المقولة على "ثورة الياسمين" سنري التالي: أنه لايوجد مخطط وراء هذه الفوضى. من نفذها يمكن أعتبارهم من الشجعان لأنهم قدموا الضحايا ووقفوا لجهاز دولة قمعي من الشرق الأوسط . من سيستغلها لايعرف اليوم ولكن من المنطقي القول أنه لاعب جديد.

هذا اللاعب الجديد سيستبدل النظام القائم الذي لم ينهار حتى الآن والذي فقد رأسه فقط ولكنه سينهار عاجلاً أم آجلاً وعلى الجميع التحضير لهذا بعقلانية من دون أخذ رأي مثقفي الوطن العربي. يتبين يوماً بعد يوم أن بن علي لم يصمد أبداً. إذا صدقنا ماروته العربية فبن علي كان ضحية ملعوب صغير من ضابط كبير كذب عليه وقال له بأن قصره سيهاجهم فهرب من دون أن يجمع ملابسه. السؤال هنا في ظل هذا الفراغ هو حول من سيتسفيد من فراغ القوة هذا؟ حتى هذا اليوم عادت المعارضة من خارج تونس ومن ضمن هذه المعارضة الإسلاميون الذين من دون شك سيكونون المستفيد الأكبر من ماحدث وسيستفيدوا من أحدات قادت إلى فراغ مفاجئ للقوة.

إن قرار بن علي المفاجئ بمغادرة تونس لم يؤثر على أجهزة الدولة التي تستمر بالعمل والتي سترهق مع إستمرار الفوضى وأعمال الشغب ومايتبعها. هذه النقطة جيدة إلى أن ترهق المظاهرات المستمرة وأعمال الفوضى هذه الدولة فتنحدر البلاد إلى مزيد من المشاكل. لن يستطيع الحزب الحاكم الحالي أيقاف الآحزاب الأخرى التي بالطبع سيكون للإسلاميون نصيب فيها. السؤال هنا هو حول حجم طبقة العلمانيون في تونس، هذه الطبقة إن وجدت ستكون بالطبع في المدن الكبري. يعني هذا وعلى المدى البعيد سقوط المدن الصغيرة والبعيدة تدريجياً في أيدي الأحزاب الدينية التي يتصاعد مدها كل يوم وخصوصاً مع إنعدام ومحاربة الدول عموما للبدل.

إن مستقبل تونس القريب واضح وهو المزيد من الفوضى والعنف. من سيأتي بعد بن على مهم لأن بأمكانه تغيير المنطقة بشكل كبير؟ هل ستحافظ تونس على مافعله بورقيبة وبن علي من علمانية ؟ الجواب على هذا السؤال الأخير واضح وهو أن العلمانية في ذلك البلد ستأخذ المقعد الخلفي.



#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهاجر المسلم والطريق المسدود
- المنهج، العقيدة والإختلاف في معركة النجار-قريط
- معارك حوارية معاصرة
- الإنترنت ومعاركها الغير إفتراضية
- على عتبة حقبة جديدة
- الحوار والجوائز
- حضارة اللف والدوران ج ٢
- حضارة اللف والدوران
- الحرية والعدالة لإله الفيسبوك
- لحظة صدق
- مجزرة علي أبواب الجنة
- تحول مهم
- سر إختفاء سعيد
- شراشيح الثقافة
- لماذا أكره التصفيق؟
- من سيصلي في مسجد الغراوند زيرو؟
- خواطر في عصر خطر
- القضيب
- الطائفية وخطرها
- المجتمع المدني وحقوق الأقليات


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبو هزاع هواش - ثورة ياسمين أم فوضى خضار؟