أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبو هزاع هواش - شراشيح الثقافة














المزيد.....

شراشيح الثقافة


محمد أبو هزاع هواش

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 08:52
المحور: كتابات ساخرة
    


الشرشوح هو من لاإسلوب جديد لديه وتقليده لمنظومات سبقت زائد سرقته لأساليب ولغة الآخرين غير مكتمل وفاشل. بالطبع ليس لديه مقدرة على الإختراع ومحاولاته في هذا الصدد بائسة وتعيسة. أنه مثل الحداثة في الشرق الأوسط: مشروع غير منتهي وذلك لأن سكان المنطقة لازالوا في ورطة السلف/الماضي ضد الحاضر ومشكلة الهوية من ضمن مشاكل مستعصية بالجملة. وصل بقية العالم إلى فترة مابعد الحداثة ومازال الشرق الأوسط يعاني من التأقلم مع الحداثة نفسها و مفاهيمها التي غيرت العالم مئتي سنة سبقت ويلحق نموذجها بنجاح معظم الكرة الأرضية. الأنكى من كل ذلك رغبة الكثيرين من الشرق أوسطيين بالعودة إلى ماقبل الحداثة وأيام السلف من غير حساب عاقل لهذه الخطوة. لهذا ومن دلالات كثيرة من أرض الواقع، يمكننا القول بثقة أن الشرق الأوسط مجتمع شرشوح يشرشح أبناءه بإزدياد وينتج ثقافة مشرشحة محلها لاإعراب له في هامش الثقافة العالمية والفكر.


لست بحاجة إلى العودة إلى معاجم اللغة لأعرف أن كلمة : شرشح، ومشتقاتها، لاتدل على شيئ سوى تدني المستوى أو شيئ مخيف. فالبيك إبن البيك يستخدمها لوصف الأفقر منه، والأب يستخدمها ليصف تصرف أولاده الأرعن، ويستخدمها الأولاد للدلالة على خجلهم من تصرفات أهلهم أيضاً. من الواضح وسع إستخدام هذا المصطلح المعبر. لكن هذه الكلمة وقبل كل شيئ كانت تستخدم من قبل والدي كلما أراد تهديدي قبل ضربي فيقول : بدي أشرشحك وأفضح عرضك ياكلب. كان عمري وقتها حوالي الثانية وعشر وعندها عرفت ماهي ثقافة الشرشحة.


يلام المثقف والثقافة السائدة على شرشحة الأمة، هذا مع التنويه إلى المحاولات الباسلة من قبل الكثير من مشعلي الشموع في أنفاق الظلام. إن مثقف هذا العصر يمكن إعتباره مشرشحاً في معظم الأحيان وذلك لعكسه حال الأمة التعيسة التي يجمعها الفكر، اللغة والنظرية أكثر من التقسيمات الجغرافية ومخافر الحدود. في عالم الفكر والثقافة سيطلق العالم لقب ثقافة الشرشحة قريباً على ماينتجه الشرق أوسطيون إذا لم يتدارك هؤلاء الأمر ويعطوا المكان للموهوبين، المتعلمين، والمتنورين وليس للدكاترة والمحامين الذين لاعمل لهم أو مدراء شركات سابقين في التقاعد يمطروننا بكتب لاأهمية لها من الشمال واليمين ومن الأسفل والأعلى أيضاً محاولين أيهامنا بأنهم رب التخصص في الموضوع المتناقش. نظرة واحدة إلى عدد كتب اللامختصين المكتوبة بالعربية تعطيك نموذج عن الشرشحة الفكرية الحالية المستفرية في المعرفة المنتجة بتلك اللغة.

المثقف المشرشح هو اللذي يعتقد بأنه فوق كل نقد مع أنه لم يقدم شيئاً يذكر حتى الآن ومعظم إنجازاته ومنتجاته لاوزن لهما وينقصهما النظرية، الرؤيا، والمعرفة. تتضمن مقالات شراشيح الثقافة على معلومات مكررة معظمها مسروق من أقوال وأفكار الآخرين، وبالطبع يترفع شراشيح الثقافة عن ناقديهم لأن أساسهم الفكري هش ولهذا فهم يتهربون من المناقشة وعند نشرهم لمقالات تأتينا وكأنها منشورات وليست مكاناً لتلاقح الأفكار وتنميتها. هذا المثقف الشرشوح لاموقف له وبالطبع فكره غير ثوري وطلبه للتغيير جله ذر رماد في الأعين. بالطبع يتبجح المثقف الشرشوح بدلالات لاقيمة لها وله شطحات عنصرية وبالطبع لازال هذا النموذج المصدي يعتقد بالبشر كبهاوات وصعايدة وبالطبع شراشيح وغيرهم.



#محمد_أبو_هزاع_هواش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أكره التصفيق؟
- من سيصلي في مسجد الغراوند زيرو؟
- خواطر في عصر خطر
- القضيب
- الطائفية وخطرها
- المجتمع المدني وحقوق الأقليات
- حياة تساوي لاشيئ
- مفردات عنف من ذاكرة
- نادين البدير ومعركتها مع التخلف
- حول أهمية الثقافة عن العنف الأسري
- الحوار المتمدن وشروطه في عيد تأسيسه
- محمد المشاكس والتعليقات
- شوارب الحلقة الثانية
- ابن تيمية وهموم أمة الغزاة وهدر الدماء بقرار
- السلطان والجابري والنجار والخوري والعقل المستقيل الغنوصي اله ...
- شوارب
- إمرأة مسترجلة أم رجل يلبس ثياب النساء؟
- ابن تيمية وهجوم بلا وعي
- الجغرافيا ومقالات التنوير والحداثة
- ترجمة كوزموبوليتان


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبو هزاع هواش - شراشيح الثقافة