أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن المصريون والسياسة المصرية-7














المزيد.....

الأرمن المصريون والسياسة المصرية-7


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وبقيام ثورة يوليو 1952، تحول التوجه السياسي الأرمني من أقصي اليسار إلي أقصي اليمين في إطار سياسة ركوب الموجة مع الاقوي والأنفع. ومن ثم ، استبدلت سياسة التعاطف بأخرى مؤازرة بشدة. وإن كانت رسمية للعهد الجديد وما انبثق عنه من آثار وثمار. ففي أعقاب الثورة مباشرة أصدر – مامبريه سيرونيان مطران الأرمن الأرثوذكس في مصر بيانا أيد فيه حركة التحرير المباركة وتمني نجاحها في كافة الميادين لخير البشرية ولخدمة الحرية والمساواة ولخير العروبة .
كما سارع الأرمن بتأييد النظام الجمهوري في مصر عندما أعلنه مجلس قيادة الثورة في 18 يونية 1953 . وقد وصفه المطران الأرمني بأنه من أطيب ثمار العهد السعيد الذي ستنعم به البلاد وتبلغ ذري المجد.
وعندما وقع العدوان الثلاثي علي مصر في عام 1956 ، شجب المطران بالأصالة عن جاليته هذا الاعتداء الغاشم. وتزعم حملة تبرعات بين الأرمن لتخفيف معاناة منكوبي بورسعيد. وتبرع عدد غير قليل من الأرمن بدمائهم للجنود المصريين المصابين ردا لجميل شعب مصر الذي آوي الأرمن بين أحضانه بعد هروبهم من مختلف البلاد الخاضعة للسيطرة التركية، فوجدوا مصر خير ملجأ والمصريين خير إخوة.
وكذا، سارع الأرمن بتأييد اتحاد مصر وسورية (1958-1961) فيما عرف بالجمهورية العربية المتحدة :" بالأصالة عن طائفة الأرمن الأرثوذكس أشيد بالوحدة المقدسة بين الشعبين المصري والسوري راجيا أن يكون مولد الدولة العربية المتحدة فاتحة خير للشعوب العربية كلها، وأن نري جميع الدول العربية ، وقد صارت دولة واحدة قوية متماسكة تعمل لخدمة السلام ومبادئ الحياد الإيجابي".
وبينما كان أرمن مصر يجتهدون علي قدم وساق في إبداء ولائهم للنظام السياسي الجديد ، تلقوا ضربة قاصمة في عام 1961 من بعض الأرمن السوريين المنتمين إلي حزب الطاشناق.
في أبريل 1961 ، أعلنت السلطات الحكومية عن وجود أربعة من الأرمن السوريين ضمن شبكة الجاسوسية العاملة ضد الجمهورية العربية المتحدة. وقد قلبت هذه الحادثة وضعية أرمن مصر رأسا علي عقب لأنها أدخلتهم في دائرة الشبهات السوداء، ووضعتهم تحت المنظار. عندئذ ، سارع المطران سيرونيان بتوضيح موقف أرمن مصر للرئيس جمال عبد الناصر عبر سلسلة من الخطابات والبرقيات :" اطلعت بمزيد من الحزن والأسف علي ما نشر في الجرائد بشأن المؤامرات الدنيئة التي دبرها بعض الأرمن غير المسئولين المنتمين إلي حزب الطاشناق بالإقليم الشمالي وعن اتهامهم بأعمال الجاسوسية والتخريب. غن الشعب الأرمني يتبرأ من هؤلاء المجرمين الخائنين الذين كفروا بوطنهم وجحدوا فضله ويعتبرهم سبة وعارا، ويستنكر بشدة مؤامراتهم وجرائمهم الفظيعة.كما يرجو أن ينال هؤلاء المجرمون أقسي العقاب جزاء وفاقا علي ما أجرموه في حق هذا الوطن الكريم الذي أعزهم وأكرمهم . وبهذه المناسبة نري من واجبنا أن نؤكد لسيادة الرئيس ولاء الأرمن وإخلاصهم للجمهورية وشعبها العظيم وحبهم وتقديرهم لشخصكم الكريم".
وفي 5 مايو 1961 ، وجه المطران سيرونيان بيانا عاما إلي السلطات الحكومية يتبرأ فيه من الخائنين السفلة النذلة، وبرأ شعبه بمصر من ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وفي 6 مايو ، ناشد المطران المشرف العام للاتحاد القومي الذي يمثل الرأي العام بألا " يؤثر مثل هذا الحادث الفردي في تقدير بعض المواطنين لطائفتنا التي اندمجت في هذا الشعب وأصبحت جزءا منه. ورجاه بان يؤكد هذا المعني في نفوس المواطنين المصريين خاصة والعرب كافة ".
كما زار وفد أرمني برئاسة المطران ديوان رئاسة الجمهورية بالقبة في 13 مايو 1961 لتوجيه الاعتذار الرسمي. وبهذه المناسبة سجلوا كلمة في دفتر الزيارات نصت علي ما يلي: "بمناسبة ما جاء في الصحف من اتهام أربعة أشخاص من الأرمن المتمتعين بجنسية الجمهورية العربية المتحدة ضمن المتهمين في قضية التجسس- نعلن استنكارنا واحتقارنا خاصة لهؤلاء الأربعة الذين ينتمون إلي طائفتنا ، بل نعلن تبرؤنا منهم، لان طائفتنا لا تعترف إلا بكل من يدين بالولاء والحب والإخلاص لهذا البلد الكريم الأمين، الذي أظلنا منذ مئات السنين، فأصبح وطننا الأول نعيش له ونموت في سبيله ، نسالم من يسالمه ونعادي من يعادي...".
وقد رد الرئيس عبد الناصر من المنشية بالإسكندرية علي الوفد الأرمني:" تلقيت البرقية التي بعثتم بها باسمكم وباسم السادة أفراد الطائفة الأرمنية والتي استنكرتم فيها ما قام به بعض الأرمن من أعمال ضد الوطن. وغنني أشكر لكم هذه المشاعر وأبعث إليكم وإلي الجميع بأطيب التمنيات".
ورغم استنكار الجالية الأرمنية المصرية لحادثة الجاسوسية وقبول ناصر رسميا له ، إلا انها قد أقحمت أرمن مصر في دائرة الشبهات ووضعتهم علي صفيح ساخن في مهب الأعاصير السياسية. ولذا ، تعد هذه الحادثة بالفعل آخر العلاقات السياسية الفارقة في وجود الأرمن بمصر، إذ عمقت لديهم فكرة الخروج منها إلي الوطن الام قليلا أو مهاجر أخري كثيرا ، يدعم ذلك من الخلف قوانين التأميم الاشتراكية التي تزامنت تقريبا مع هذه الحادثة . ولا غرو أن توالت بعد ذاك طلبات العديد من الأرمن الراغبين في مغادرة مصر علي المطرانية يطببون مساعدتها في تحقيق رغباتهم ماديا وإداريا.



#عطا_درغام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية-6
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية-5
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية-4
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية -3
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية -2
- الأرمن المصريون والسياسة المصرية
- الصراع الحزبي الأرمني في مصر-2
- الصراع الحزبي الأرمني في مصر-1
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-3
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-2
- الأرمن المصريون وأرمينية السوفيتية-1
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-7
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-6
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-5
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-4
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-3
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-2
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-1
- الجمعيات الأرمنية في مصر-5
- الجمعيات الأرمنية في مصر-4


المزيد.....




- الحكومة اللبنانية تتحرك لنزع سلاح حزب الله... كيف رد الحزب؟ ...
- أمين عام حزب الله يهدد بإطلاق صواريخ على إسرائيل إذا استأنفت ...
- سفير إسرائيلي سابق يدعو ماكرون لفرض عقوبات على تل أبيب
- -يسرائيل هيوم-: إسرائيل عرضت على جونسون خرائط ضم الضفة الغرب ...
- زيارة جونسون إلى -أريئيل-.. تكريس أميركي للاستيطان وتحد لحل ...
- كاتب إسرائيلي: واقعنا اليوم أسوأ من دولة أورويل الشمولية
- تامر شحيبر.. طفل غزي جديد يموت مُجوّعا على ذراعي والدته
- أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها بجنوب السودان بعد اختطاف أحد أفر ...
- طائرات بريطانية تواصل التحليق فوق غزة.. ما الهدف؟
- مسؤولون: ترامب يخطط لتولي إدارة الجهود الإنسانية في غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن المصريون والسياسة المصرية-7