أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - إمرأة واحدة تكفي














المزيد.....

إمرأة واحدة تكفي


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 21 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"هتجوز عليها..، وده حقي شرعا..، ومش هطلقها..، وتخبط دماغها في حيطة..!!"
........................................

صديق ليا، عنده 34 سنة قرر إنه يتجوز على مراته الأستاذة الجامعية، ومن وقتها قامت القيامة بينهما ولم تقعد، وطلبت مني الزوجة التدخل لإقناعه بالتراجع عن الفكرة، وإما "الطلاق"...
.
موقف فعلا صعب ومذل لا تقبله أي إمرأة "طبيعية"...
.
- أنا مش هعرف عليها واحدة، أنا هتجوز على سنة الله ورسوله يا أحمد..
.
وهتعمل إيه مع مراتك الجميلة الرقيقة، رفيقة السنين، وأم ابنك..؟
.
- أبوها بيعارضني في جواز على سنة الله والرسول، وبيتشرط عليا إني أطلقها لو عملت كده..
.
يا صديقي ده طبيعي..، الرسول الكريم نفسه لم يقبل على بنته فاطمة أن يتزوج عليها على بن أبي طالب، ولم يتحمل حزنها وألمها وغضبها لكرامتها...
.
وخرج الرسول مخاطبا قومه غاضبا "والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكاناً واحداً أبداً" .. الرسول يشترط على "علي بن أبي طالب" أن يطلق فاطمة لو أراد ان يتزوج عليها... إنه المنطق الأبوي والإنساني، بعيدا عن أي اعتبارات دينية..
.
ليس من حق الرسول أن يحرم حلالاً، أو يحلل حراما..، لكنه قالها واضحة وصريحة "فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها" .. وهنا بيت القصيد، فالرسول الأب والإنسان "من حقه" كأب أن يدافع عن إبنته ويدفع الحزن والأذى عنها..، ولم يتزوج علي بن أبي طالب على فاطمة في حياتها أبدا.. وأنت تتعجب من موقف حماك..!!
.
- أنا بقالي 6 سنين مُخلص ليها، ومن حقي دلوقت أتجوز تاني وأقتدي بسنة الرسول..
.
الرسول أخلص لخديجة 25 سنة كاملة، من غير ما يتجوز عليها رغم أنها كانت أكبر منه، وهو كان شابا قويا في أعز عنفوانه، ولما ماتت خديجة، حزن الرسول عليها عاما كاملا وكان عمره أصبح 51 سنة، ثم تزوج بعد خديجة من إمرأة تبلغ من العمر 55 سنة، سوداء من مهاجري الحبشة زال عنها جمالها، وكانت أرملة رجل سكير، تحتاج لمن يأويها ويعولها وهي السيدة "سودة بنت زمعة".
.
الرسول تزوج من سودة علشان يعولها، وكمان ترعى بنته فاطمة.. زواج تكافلي لا علاقة له بالغرائز والشهوات... لكن إنت بتعمل إيه دلوقت؟!
.
- لكن الرسول بعد كده إتجوز وعدد، وكمان القرآن أمرنا بكده...
.
الرسول عاش شبابه كله بمبدأ "إمرأة واحدة تكفي" .. ولم يعدد إلا على سبيل الاستثناء في فترة ضيقة جدا ما بين سن 53 إلى سن 60 .
.
وأمر التعدد هو الوحيد في القرآن اللي جاء محصور بين شرطين..!! يقول الله: "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" .. الآية يا صديقي تأتي في سياق "اليتامى" لحمايتهن من ظلم الكفيل الذي قد يطمع فيهن وفي أموالهن، فكيف تعتبره أمرا ملزما؟ رغم أنه يخص اليتامى، وقيده الله بشرطين... القسط والعدل.
أنا منكرش إن الإسلام منح الرجل "رخصة" لكن لم يجبره على إستخدامها، وكمان خلي إستخدامها مشروط...
.
الدين الهدف منه تنظيم أمور الدنيا، وتهذيب النفس البشرية، وإنارة الطريق أمام الإنسان..، الدين نزل لترويض أصعب ما في الأرض والوصول بالإنسان لأقصى درجات العدل والمساواة والرحمة، وتقوية الميثاق الأخلاقي..
.
ومتنساش إن الإسلام دعا إلى مساواة البشر لكن لم يستطع في وقته أن يلغي الرق والعبيد..، النهاردة قدرت البشرية تتخلص من تجارة البشر بعد نضالات طويلة.. وعلى نفس السياق كرم الإسلام المرأة التي لم تكن لها في ذلك الوقت أي حقوق تذكر في بيئة بدوية خشنة لا تعترف أساسا بالمرأة.. النهاردة بقى صعب إنسانيا وقانونيا تطالب بحقك في ملكات اليمين مثلا.! وأصبح من حق الزوجة قانونا أن تشترط في عقد الزواج أن لا يتزوج زوجها بأخرى عليها..
.
السُنة يا صديقي ليست تقليدا جاهلا أعمى لأمور دنيوية وفطرية بنت زمانها.!! الرسول كان بياكل جراد وشعره طويل ودقنه طويلة وبيتكحل وبيلبس جلابية و و و و... لكن دي كلها عادات تخص فترة زمنية، وليس لزاما عليك أن تفعلها..
.
للأسف إحنا بمنتهى الأنانية والجهل وعدم الفهم بنسيء لصورة الرسول وبنحوله لرجل شهواني لا يعرف من الدنيا سوى النساء واللحية والدقن.. وكأن هي دي السنة! وكأن هو ده الدين.!
.
إنك تتجوز على مراتك ده شىء ملهوش علاقة بالدين والسنة، لكن له علاقة بطبيعتك كرجل، وبقدر الإنسانية جواك، له علاقة بأفكارك وثقافة مجتمعك..، باختصار ده موضوع يخص هوى النفس وأمراضها، والأنانية والطفاسة والتنطع الذكوري..، مش أكتر من كده يا صديقي..
.
عايز تتجوز تاني.. براحتك.. بس بلاش تعمل ده باسم الله والرسول...
.
ولحد ما تفكر وتاخد قرارك، حاول تتجاوز أنانيتك وفكر شوية في شريكتك، وإتكلم معاها وصالحها، وخليك حذر من الذاتية والتعالي لأنها جريمة "إبليس" الأولى...
.
إمرأة ينوي زوجها أن يتزوج عليها..، لا يلومها أحد على أفعالها...، لأنها كثيرا ما تكون في هذا الوقت ضعيفة.. مكسورة.. وأحيانا مهزومة.. فلا داعي للتمادي والقسوة عليها..
.
وإوعى تنسى دايما إن زوجتك بتمر "شهريا" بأيام صعبة، تتألم فيها، وتنزف دما..، فتعامل بمنطق إنساني، وكن رحيما ولا تزيد من ألمها، واحضنها، وتجاوز حتى عن عصبيتها..



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار زينب مهدي
- حضن ووداع
- عايدة
- قصة -محمود ومريم-
- الدولة الإِسلامية .. كابوس لا ينتهي.!
- ضجة حول تصريحات الكاتبة فاطمة ناعوت عن أضحية العيد
- عام من النشاط النقابي
- ما بعد الحرب على غزة.
- حول الموقف المصري من الحرب على غزة.
- الجرف الصامد من غزة إلى سيناء.
- السِيسِي على خُطَى الشيطان.
- هل صليت على النبي اليوم؟!!
- عنف ذكوري بشع في الشارع العام ضد الصحفية سارة سعد
- تحرش
- مصر .. كابوس الانهيار!!
- تعريف موجز بفيلم الخروج للنهار.
- قراءة في مستقبل مصر ما بعد الانتخابات الرئاسية.
- انتبهوا .. مصر على أعتاب جهنم
- أُمي الغالية, أفتقدك جدا .. وسأظل أفتقدك للأبد.
- النساءُ .. الجاريات المعتقات


المزيد.....




- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - إمرأة واحدة تكفي