أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - ضجة حول تصريحات الكاتبة فاطمة ناعوت عن أضحية العيد















المزيد.....

ضجة حول تصريحات الكاتبة فاطمة ناعوت عن أضحية العيد


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 02:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ضجة حول تصريحات الكاتبة فاطمة ناعوت عن أضحية العيد
بقلم: أحمد سعده
منذ عدة أيام نشرت الكاتبة فاطمة ناعوت بعض التصريحات حول رأيها عن الذبح في عيد الأضحى، ومن وقتها قامت قيامة المنددين في مصر ولم تقعد؛ بزعم أن تصريحاتها تنطوي على نوع من السب والغمز واللمز والازدراء، وهذا النمط من الهجوم على ما يعتبره البعض إساءات ضد الإسلام والمسلمين ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، لأن الإساءات لن تتوقف، ولأن المحتجِّين لن يتعظوا. وهو أمر مفهوم ومتوقع كلما مس قريب أو بعيد الهوية الدينية في مجتمعاتنا العربية بالأخص، وعالمنا الثالث بشكل عام في سياق توجس جماهيره وقلقهم واندماجهم في هويتهم المغلقة وانتمائهم الأشد خصوصية لها، بدلا من الانتماء الأرحب عالمية وعمومية وانفتاحا على الإنسانية في كل زمان ومكان.
والحملة الموجهة ضد ناعوت تتراوح أهدافها ما بين محاكمتها وحتى تكفيرها بعد أن "كثرت سكاكينها" إما بسب أن تصريحاتها التي أوحت للمتربصين بشىء من الخوف، وبقدر رهيب مفزع بسبب عامل التوقيت؛ وإما بسبب الطابع الهمجي السائد في مصر الآن، أو قد يكون السبب هو الصياغة المضطربة لعباراتها رغم كونها الكاتبة الكبيرة، وبالطبع فإن ناعوت أقوى بما يكفي لمواجهة محاولات إعدامها معنويا واعتبارها عدوًّا للإسلام، وملعونة ومنبوذة إلى يوم الدين.
ولنقرأ معا تصريحات "ناعوت" بروية وإنعام دون أن نستسلم لحالة الهستيريا وفوضى الهجوم الغير مبرر. وها هو نص تصريحاتها كما قرأته بجريدة "المصري اليوم" الأربعاء 1 أكتوبر 2014:
{بعد برهة تساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم.
وقالت: مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس باغت أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، وبرغم أن الكابوس قد مرّ بسلام على الرجل الصالح وولده وآله، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتُنحر أعناقها وتراق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنًا لهذا الكابوس القدسي، رغم أن اسمها وفصيلها في شجرة الكائنات لم يُحدد على نحو التخصيص في النص، فعبارة ذبح عظيم لا تعني بالضرورة خروفًا ولا نعجة ولا جديًا ولا عنزة.
وتابعت: لكنها شهوة النحر والسلخ والشي ورائحة الضأن بشحمه ودهنه جعلت الإنسان يُلبس الشهيةَ ثوب القداسة وقدسية النص الذي لم يُقل.
وواصلت: اهنأوا بذبائحكم أيها الجسورون الذين لا يزعجكم مرأى الدم، ولا تنتظروني على مقاصلكم، انعموا بشوائكم وثريدكم وسأكتفي أنا بصحن من سلاطة قيصر بقطع الخبز المقدد بزيت زيتون وأدس حفنة من المال لمن يود أن يُطعم أطفاله لحم الضأن الشهي، وكل مذبحة وأنتم طيبون وسكاكينكم مصقولة وحادة.}


مبدئيا أنا لا أكتب هنا دفاعا عن فاطمة أو تصريحاتها، فقد تسابق المتسابقون وبنفس الطريقة الاندفاعية للعب هذا الدور، لكني أكتب دفاعا عن حرية التعبير كحق دستوري يكفله الدستور والقانون، وأكتب ضد الممارسات السوداء لمحاولة شق الصدور للتفتيش عن الكفر أو الإيمان داخل النفوس.
ومن الواضح أن الأستاذة فاطمة تصدت دون استعداد فكري لتناول هذا الموضوع، واستنكرت ظاهرة الذبح في عيد أضحى المسلمين واصفة إياها بأنها "أهول مذبحة" يرتكبها "الإنسان" منذ عشرة قرون!، والأمر بالفعل بشع لكنه بالطبع ليس "أهول مذبحة"، فكم من المذابح التي ارتكبها البشر ضد بني جنسهم من البشر طوال التاريخ في حروب من أجل المصالح فكان تاريخا للغزوات والفتوحات العدوانية تحت رايات دعاوي نشر الحضارة ومحاربة الهمجية أو الرسالة الدينية لمحاربة الكفار وهداية من يبقى منهم بعد الإبادة، ولا تزال الكاتبة رغم كل حصيلتها الفكرية لا تميز الفرق بين "البشر" و "الإنسان"، لأننا باختصار كبشر لم ندخل للآن عصر الإنسان.
وترفض ناعوت بعبارات حادة ذبح الأضاحي كذنب تدفعه هذه الكائنات البريئة نتيجة الكابوس القدسي لأحد الصالحين كما قالت، وهي بالطبع تقصد النبي إبراهيم وولده إسماعيل، غير أن صياغاتها المضطربة أدخلتها فى متاهة وندية أو بالأحرى خصومة مع منتقديها فسارعوا إلى تكفيرها وتجريسها، مع أن هؤلاء "المناضلين في سبيل الله" وقبلهم ناعوت لن يُظهروا مثل هذا الحماس الشديد لو تم تناول القضية من جانب اجتماعي اقتصادي يتمثل في غلاء أسعار اللحوم على مدار العام بسبب سلوكيات الذبح في عيد الأضحى، فكلهم لا وقت لديهم لإنعام النظر فيما يقرأون عن المصريين، أو فيما يكتبون عن المصريين.
ونحن نطالب دائما بفصل الدين عن الدولة، كشرط رئيسي للتقدم، ولكن ليس بفصله عن المجتمع، ولو اجتهدت ناعوت قليلا لأدركت أن "الصالحين" ليسوا هم من يحددون طريقة وشكل حياة البشر، فوحدها الحالة الاجتماعية والاقتصادية هي المسئولة عن ذلك، والأديان بصورة عامة ورثت كل ما تبقى من هذه الحالة الاجتماعية والفكرية والروحية وعملت على تأبيدها وتأبيد كل عناصر تقليديتها بعد أن أضفت قداسة وشرعية على كل العناصر التى كانت تقدسها "الوثنيات" السابقة، ويظل دور الدين قويا طالما ظلت تلك الحالة الاجتماعية التى ظهر الدين فى إطارها باقية من الناحية الجوهرية كمجتمع طبقي رغم تطوره التاريخي، على أن مسئولية الكاتبة بشكل جزئي عن هذه الحملة المسعورة ضدها بسبب إبحارها ضد تيارات تُغرق من "لا يعرفها".
وتقول ناعوت أن شهوة النحر وربما التباهي والتفاخر هي الأسباب وراء إضفاء قداسة وقدسية على النص الذي لم يُقل، وهي محقة في ذلك تماما، فالنص الديني كان دائما أداة ضمن أدوات أخرى يستخدمها البشر لخدمة استغلالهم وتبريرهم، فمن يتزوج بثانية ينسى أن السبب يكمن في رغباته وشهواته ويُلصق الأمر بالله ورسوله، وهكذا على مدار التاريخ لا يدخر النظام الرأسمالي جهدا في استغلال غالبية المجتمع رجالا ونساءً، متسلحا بتكريس النص الديني وتطبيقاته الفقهية لخدمة نظامه الاجتماعي الطبقي وتبريره مغلقا كل باب للتحرر بما فى ذلك حتى باب الاجتهاد.
غير أننا بصدد عدوانية مفرطة ضد كاتبة كل جريمتها أنها حاولت التعبير عن رأيها في شأن الأضحية لكنها لا تعرف ماذا تكتب، وكيف تكتب، ولماذا تكتب!، وهذه مأساة لأننا نتحدث هنا عن كاتبة يعرفها جيدا جمهور القراء في مصر، ولا تفسير للعدوانية ضدها سوى أننا "وبحمد الله" نبحث عن "جنازة نشبع فيها لطما" بدلا من حوار رصين هادف ونقاش جاد.
ولا تدري الأستاذة فاطمة، أنها بهذه الطريقة التصادمية لا تكسب شيئا، بل تخسر كل شىء، غير أنه ليس من الإنصاف تماما أن يسارع البعض لتكفيرها ومهاجمتها بكل هذه الشراسة، ويسارع آخرون للدفاع الأجوف رغم أنها نجحت باقتدار في شغل المصريِّين عن قضاياهم الحقيقية، تماما كما يفعل المتطرفون دينيا حينما يتناولون أمورا لا تسمن ولا تغني من جوع.



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام من النشاط النقابي
- ما بعد الحرب على غزة.
- حول الموقف المصري من الحرب على غزة.
- الجرف الصامد من غزة إلى سيناء.
- السِيسِي على خُطَى الشيطان.
- هل صليت على النبي اليوم؟!!
- عنف ذكوري بشع في الشارع العام ضد الصحفية سارة سعد
- تحرش
- مصر .. كابوس الانهيار!!
- تعريف موجز بفيلم الخروج للنهار.
- قراءة في مستقبل مصر ما بعد الانتخابات الرئاسية.
- انتبهوا .. مصر على أعتاب جهنم
- أُمي الغالية, أفتقدك جدا .. وسأظل أفتقدك للأبد.
- النساءُ .. الجاريات المعتقات
- المعطف الأحمر (قصة قصيرة)
- مسجد الرحمة
- الديمقراطية .. الكنز المفقود
- رسالة إلى امرأة غائبة
- مِنَ العشيرةِ إلى الدولة... استغلالٌ لا ينتهي.
- حتى لا تصبحَ الثورةُ المصريةُ في ذمّة التاريخ


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - ضجة حول تصريحات الكاتبة فاطمة ناعوت عن أضحية العيد