أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعده - تعريف موجز بفيلم الخروج للنهار.














المزيد.....

تعريف موجز بفيلم الخروج للنهار.


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 03:47
المحور: الادب والفن
    


"السينما ليست فقط للتسلية وتزجية الوقت، ولكن للمتعة والفن والتفكير".. هالة لطفي
عرضت السينما المصرية، مؤخرا، فيلم حزين بقدر ما هو معبر وجميل، ويلخص، بكل واقعية، وبكل دقة وحساسية، حالة البؤس والإحباط السائدة في مجتمعنا. "الخروج للنهار" هو اسم الفيلم لكاتبته ومنتجته ومخرجته "هالة لطفي"، وهو الحالة الوجدانية التي تصف "أحلامنا" في التغيير، وأن نصحو ذات صباح جميل ومُشرق، ونخرج لنهار جديد من الأمل يمحي ظلام اليأس. لكن بدلا من ذلك الأمل؛ نستيقظ على كابوس الواقع الكئيب، فنضيع في صحراء اليأس، لا نعرف أين الطريق!!
نلتقي في هذه الديستوبيا الرائعة بالأم الممرضة ذات الوجه الشاحب والبائس كبؤس الأيام، قامت بأدائها بامتياز مذهل "سلمى النجار" في تجسيد لمعاناة مئات الآلاف من الأمهات المصريين واستسلامهم لحياة تم تدمير كل مقوماتها، والزوج قعيد الفراش المصاب بالشلل الرباعي في انتظار رصاصة رحمة تُنهي آلامه وأوجاعه بعد أن أصبح عبئا على الحياة، بل عبئا حتى على الملاءة التي ينام عليها، وقام بأداء الدور باقتدار "أحمد لطفي" الذي رحل عن عالمنا قبل أن يخرج هذا العمل للنهار، والإبنة اليائسة بلا عمل وبلا زوج وبلا أمل، لم تعد تنتظر من المجتمع سوى كل قبيح، كملايين من بنات مجتمعنا يطاردهم شبح القهر والحرمان، وقامت بأدائه "دنيا ماهر"، وفتاة "الميكروباص" المُريبة والغريبة والمُبهَمة والمُلَعثَمَة، والمُدهشة بكل ما يبدو عليها من تناقضات أبرزتها في مشهد واحد لا يُنسى بدقة تُحسَد عليها "دعاء عريقات" التي قامت بالدور.
ولأن البطل فى هذا العمل هو المكان، أىْ هذا المنزل الصغير، أو بالأحرى المجتمع، تغدو لكل شخصية في هذا العمل أهميتها، ورغم أن شخصيات الفيلم الأربعة لا يمكن نسيانهم؛ إلا أن الشخصيات التى شاهدناها بصفة مباشرة على مدار 96 دقيقة هي مدة عرض الفيلم شخصيات غير مُركَّبة، وبسيطة، فالفيلم لا يحكي شخصيات فى المقام الأول؛ بل تدور أحداثه حول شخصية طبقة من المجتمع، ومعاناة الأحياء الأموات في منزل صغير.
وفى هذا السياق، يمكن النظر إلى فيلم الخروج للنهار؛ على أنه تحدي؛ أو بالأحرى استثناء؛ تحدي لانحدار السينما المصرية واحتضارها بفعل "فاعل"، واستثناء، لقدرته الفائقة على التزامه بواقع الأحداث "في منزل صغير"، وبعامل الزمان الضيق "24 ساعة مابين صباح وصباح"، وبأداة الأدوار المختصرة "4 شخصيات".
أربع شخصيات فقط يلخصن فظاعة معاناة البشر الأحياء تحت أنقاض عجز المجتمع، لا يملكون سوى الحلم بالخروج لنهار جديد، دون أن يملكوا أي رؤية لهذا النهار، الفيلم يصف بقوة تعبير هائلة حالنا، واقعنا الرمادي كألوان الفيلم وظلاله؛ غير أن هذه الحالة التي قدمتها الكاتبة والمخرجة والتى لا شك فى أنها حالة مُحْبِطة وخانقة، إلا أن إصرارها البطولي على السباحة ضد تيار الاحتكار والخروج بفيلمها المُستقل رغم كل الصعاب بعيدا عن سيطرة السوق، وبعيدا عن أي ابتزال تجاري أصبح معتاد، كان بداية تستحق حقا كل احترام.
يبقى القول أن تجربة الخروج للنهار رفعت التوقعات في مستقبل أفضل لسينما جادة وهادفة تحترم ذوق المشاهد وتراه جديرا بالجمال، وتُخرجنا من دائرة الإحباط وحتى التيه، بعد أن أصبحنا نشحذ كعابري السبيل على طريق العودة؛ بينما يراودنا اليأس، وتغمز لنا عين الاكتئاب.



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مستقبل مصر ما بعد الانتخابات الرئاسية.
- انتبهوا .. مصر على أعتاب جهنم
- أُمي الغالية, أفتقدك جدا .. وسأظل أفتقدك للأبد.
- النساءُ .. الجاريات المعتقات
- المعطف الأحمر (قصة قصيرة)
- مسجد الرحمة
- الديمقراطية .. الكنز المفقود
- رسالة إلى امرأة غائبة
- مِنَ العشيرةِ إلى الدولة... استغلالٌ لا ينتهي.
- حتى لا تصبحَ الثورةُ المصريةُ في ذمّة التاريخ
- الانقلاب العسكري
- مصر الدولة .. أم الثورة!! ؟
- النقابة العامة للبترول تعتمد اللجنة الإدارية لشركة ابسكو
- أسطورة الجيش والشعب أيد واحدة
- - حبيبتي -
- إلى أين يأخذنا الصراع.؟
- الثورة المصرية قد تمرض لكن لا تموت


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعده - تعريف موجز بفيلم الخروج للنهار.