أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعده - رسالة إلى امرأة غائبة














المزيد.....

رسالة إلى امرأة غائبة


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 22:01
المحور: الادب والفن
    


حبيبتي، أَكتُب إليكِ كعادتي لأنني بدونكِ وحيد للغاية، الحزن يخترق روحي ويكاد يمزق قلبي، وقد غادرني كل شىء إلا الليل، هل حقا لستِ هاجسِ؟!
لقد كتبت كثيرا إلى حد أنني لم أعُد أجد ما أكتبه عن رحيلك، وكما تعرفي عني لا أرتدي رداء الحب نفاقا، ولست من أولئك الذين يوزعون عواطفهم تحت ضغط الاحتياج, ومهما فقدت بدونكِ بوصلتي وخريطتي، إلا أن قلبي لم تزعجه مرارة الانتظار، ولم أتسلى يوما بقصص زائفة، وبعد أن سافرتِ وتركتِ مدينتي حزينة وكل البنات والنساء هنا يجدننى مملا للغاية، فقد أفسدهنّ جميعًا أشباه الرجال بقصص العشق وروايات الغرام، أما أنا فاعتدتُ الذهاب إلى الطبيعة مثلما كنا نفعل، لكن إلى أين سأذهب وحدي؟ اعتدت البحث عنكِ داخل أفكاري وفي كتاباتي وفي أشعاري، أُفتش عنكِ دوما في حقائبي وفي ملابسي وبين أوراقي، وكلما اقتربت منكِ تغدو بعيدة عني فأعود أدراجي، هناك أناس يبحثون عن شىء ربما عن زوج أو زوجة، أو صديق، أو حبيب، أو سيارة، أو عمل، أو بيت جميل، أو حالة معينة، لكني أبحث عن روحي عندكِ ومعك، كل الأشياء صارت غريبة عني، والشوارع صارت أضيق مما كانت حيث كنا نمشي، حتى الأبراج والأشجار والطيور والمياه تبدو كئيبة، حتى الشتاء لم يعد مدهشا ولم يعد دافئا كما كان، بغيابك شعرت بحقيقة ضعفي وعجزي، فإن كنت شيئا فذاك لأنك حبيبتي ورسولتي ومعلمتي، وإن كنت قويا فبدونك لست إلا قاربا مفقودا أو دمعة حائرة، وإن كنت مغرورا فأنت يا أميرتي سر غروري، هل تتذكرين كيف كانت الجبال والبحار ملكي وكيف كانت الشمس تدور حولي، وكيف كنت أقرأ الأقدار والأفكار وأملك الأرض والسماء؟ الآن أصبحت فقيرا جدا، وعجوزا جدا، وصارت أوجاعي لا مثيل لها وخسارتي لا تعوض، كيف فعلتِ كل ذلك، وكيف حرضتِ عليا كل حواسي؟!! لقد ألغيت حولي كل النساء، ولم تعد هنالك من تُحاول اقتحامي، ورغم يقيني أنك لن تأتي إلا أنني عاجز عن نسيانك، فلماذا أتذكر كل التفاصيل عنكِ رغم علمي أني لن أراكِ ثانية؟! حتى ابتسامتي النادرة تختفي عندما أتذكركِ ولايبقى مني سوى البكاء، بسببك لا أستطيع فعل شىء، وكلما افتقدتك ينكسر قلبي لشظايا كالزجاج، من سواك يرتبني، ومن غيرك يمنحني القناعة، ورغم أن قليل الحب خير من العدم، إلا أنني صرت خائفا حتى من اقتراب النساء، وصرت خائفا حتى من عطر النساء، وعدتك أن لا أكتب إليك وكتبت، وعدتك بكل بُرُود أن أنسى عينيك وشفتيك وأعلن تمردي على نهديك وها أنا ذا قد كذبت، هل حقا تدرين ما فعلت بي عن دون عمد؟! هل حقا تدرين أني كلما حاولت الانتصار مرارا لنفسي انهزمت؟!



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنَ العشيرةِ إلى الدولة... استغلالٌ لا ينتهي.
- حتى لا تصبحَ الثورةُ المصريةُ في ذمّة التاريخ
- الانقلاب العسكري
- مصر الدولة .. أم الثورة!! ؟
- النقابة العامة للبترول تعتمد اللجنة الإدارية لشركة ابسكو
- أسطورة الجيش والشعب أيد واحدة
- - حبيبتي -
- إلى أين يأخذنا الصراع.؟
- الثورة المصرية قد تمرض لكن لا تموت


المزيد.....




- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد سعده - رسالة إلى امرأة غائبة