أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن - جمع الشمل -...














المزيد.....

وعن - جمع الشمل -...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4638 - 2014 / 11 / 19 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وعن " جـــمـــع الـــشـــمـــل "
رسالة إلى صديق ما زال يأمل جمع شمل السوريين في الخارج, حتى يوقف المذابح في الداخل... وإعادة سوريا كما كانت من خمسين أو ستين سنة.
يا صديقي
بعد أربعة سنين من حرب داخلية, صيغت مما لاشك فيه بمؤامرات ومخططات خارجية, مدعومة بخيانات جماعية داخلية... حرب لم تعرف ســوريـا مثلها خلال خمسة آلاف سنة من تاريخها حتى اليوم.. حرب محت قلب هذا البلد ومن كيانه ومؤسساته وكتابه ومفكريه ومـمـا كان يسمى نخبته وسياسييه, كل القشور التي كانت تظهر مبادئ أفلاطونية أو إنسانية... بأقل من أشهر معدودة... وغلبت سلبيات التعصب والحقد وكره الآخر وضرورة ذبحه بالسيف أو بالسكين, كما كان يذبح المعترضون من خمسة عشر قرن.. وبناء على هذه الشريعة القديمة التي أعادوها خلال هذه السنوات... والتي تقربهم من الاستشهاد والجنة.. وما فيها من وعود ملذات وهمية.
غايتك بجمع الشمل, مما لا شك فيه, نبيلة.. إنسانية... ولكن يا صديقي لم يتبق بهذا البلد أية إنسانية... وأنا أصبحت أشــك بإنسانية البشر.. هناك.. وأشــك بهـا بكل إنسان.. هــنــاك و هـــنـــا... هناك لأننا رأينا كيف يقتل الجار جاره الي كان يعيش معه من سنوات طويلة.. ولما أعلن الجهاد.. صار جاره كافرا.. حلال قتله.. وحلال غزو بيته واغتصاب كل ما يملك... وهنا... وهنا يا صديقي... هل سمعت صوتا أو قرأت كلمة.. لسوري بهذا البلد, يستنكر الفظائع الوحشية التي انفجرت بين جميع الأطراف المتقاتلة.. وكل منهم يكفر الآخر.. محللا دمه وعرضه.. حتى أصبح قتل وسحل الجار وتفجير دور المعتقدات.. أسرع درب للوصول إلى الله ورسوله.. خدمة وطبقا لإيمانه ومعتقده المذهبي.. ولم أسمع يوما واحدا ممن تريد جمع شملهم.. صرخ كفا.. أو كتب كلمة بهذا الصدد... وكم صرخت مئات المرات.. كفا وكفا بهذا الصدد.. حتى اختنقت.. وضاع صوتي في وادي الطرشـــان...
وادي الطرشان؟... وادي الطرشــان.. هنا في مدينتنا... وادي الطرشــان هنا في مدينتنا.. يا صديقي.. وكل منا وغالب راغبي " جمع الشمل " كانوا ملتزمين بصمت أعمق من المؤامرة التي حيكت ضد هذا البلد...
وعدتك بمساعدتي الشخصية.. ووعدتك بتسخير قلمي وكتابتي وعلاقاتي بهذا الصدد.. ولن أتراجع... ولكن هذه الحقيقة لا يمكن الصمت عنها... لأن من تريد مشاركتهم " بلقاء جمع الشمل " غالبهم التزموا بصمت موات رهيب.. ومنهم من أراد حتى أن يمحى البلد بكامله حتى آخر حجرة... لأنه كان لا يسمع سوى قناة الجزيرة القطرية.. كأنها خطبة الجمعة... ولا يسمع أي شيء آخر... وأن أردوغان مــســلــم حكيم مثالي.. وأن أبا بكر البغدادي (منقذ الأمة).. ولا أصدق اليوم أنهم سوف يفتحون قلوبهم ومشاعرهم.. ويعودون من جديد إلى تــآخ وجمع شمل, لم يكونا في السنوات الطويلة الماضية سوى قشور مظهرية تظاهرية خارجية... وأن السواد وما يحمل علم داعش اليوم.. هو حقيقة قلوبهم ومشاعرهم... وأن هذا السواد مزروع بالجينات... مع مزيد المرارة والأسى والأسف.....
"بقيت لك البحصة"... لأنك قادم جديد لهذا البلد.. وأنا مدان لك ولنفسي بالحقيقة.. وما من يوم من الأيام تراجعت عن الحقيقة... لأنها مزروعة بجيناتي... وهكذا ترعرعت وتربيت... ولا يمكنني الصمت عن أي خطأ أو اعوجاج أو ضــيــم.. وخــاصة عن غــبــاء معتمد.. وكيف تريدني أن أصمت حتى أراعي " جــمــع الــشــمــل "!...
***********
أصدق ما قرأت هذا الصباح كلمة لصديق شـاعر أديب, يمارس مهنة الطب. وعادة قصائده وكتاباته عاطفية حنينية, غالبها عن الماضي وحنينه إلى الماضي وذكرياته الدمشقية.. ولا بدأن غرامه ودراسته الطب البشري بجامعة دمشق.. هما اللذين هيمنا على كتاباته وذكرياته.. أما اليوم فقد كتب تعليقا على صفحة الصديق والمهاجر القادم الحديث الذي يحاول جاهدا جمع الشمل... الصديق الطبيب الشاعر حلل اجتماعيا وخلقيا وواقعيا محاولات جمع الشمل بجاليتنا السورية المتعددة الآراء والأفكار والماضي والعلاقات والاتجاهات والتصرفات والانفصامات والتحجر.. وحتى العودة إلى انطوائية فكرية ومعيشية وطائفية تعود مئات ومئات السنين بالفكر إلى الوراء... رغم أنها (تعيش) في فرنسا من سنوات طويلة... حلل هذا الطبيب الشاعر الصديق الرائع قائلا : أننا إذا لم نناقش جميعا وبهدوء منطقي كامل كل فروقات الآراء, بلا مواربة.. بلا مواربة... وخاصة بــلا باطن وظاهر... فاللقاء سيؤدي إلى لا شــيء... لأننا بحالة كوماتية... كحالة بلد مولدنا ســوريـا اليوم.. والقلب توقف عن النبض. يا للتشخيص الصحيح الصادق.. والحل الطبي الوحيد المتبقى.. هو الصدمة الكهربائية.
نــعــم يا صديقي.. الصدمة الكهربائية.. (لا الصدمات الكهربائية التي تستعمل بالتحقيق)... إنما في المستشفيات بقسم الإسعاف لإنقاذ حالات توقف القلب.. هي أن نتكلم بكل صراحة ووضوح... علنا نلتقي ــ ولو بنصف الطريق ــ على بعض الحقائق التي أهلكت بلد مولدنا وأكثر من نصف شعبنا حتى اليوم.. ســواء بالموت.. أو بالخراب والتهجير...
الحقائق.. كل الحقائق... وإلا على ماذا نجتمع؟... لتبويس الشوارب... والتنميقات الكلامية الملونة المزيفة الشرقية المعتادة؟؟؟!!!..............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي وولائي ووفائي.. وأطيب وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد الصقيع والصمت؟؟؟!!!
- عودة إلى مدينة حمص السورية.. أو ما تبقى منها...
- كلمات صريحة لأصدقائي...وغيرهم...
- التعايش المشترك؟؟؟!!!...
- التقسيم.. وعتمة الموت...
- اتجاه معاكس... اتجاه مغلق...
- وعن ندوة نقاشية... وهامش عن الحياد.
- ماذا أصاب ربيعكم.. يا عرب؟؟؟!!!...
- جهادستان Djihadistan
- وانتهت الحكاية!!!...
- عودة أخيرة إلى بيان الحوار
- عودة إلى جائزة ابن رشد...
- رسالة إلى صديقي الفنان المتفائل... وهامش عن جائزة أبن رشد.
- رسالة إلى السيدة ناهد بدوية
- خمس سوريين... وأردوغان المنقذ؟!...
- عودة داعش إلى القمقم؟؟؟...
- تصريحات أوغلو وصرخات دي ميستورا
- عودة قصيرة للأسبوع الماضي... تفسير.
- عين العرب كوباني... فاجعة الفواجع...
- بايدن وأردوغان... والخراب...


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن - جمع الشمل -...