أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل حسن الدليمي - دريد الوسخ














المزيد.....

دريد الوسخ


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4629 - 2014 / 11 / 10 - 02:40
المحور: كتابات ساخرة
    


اطلقت عليه أمه " الوسخ " منذ الصغر أيام كان الاستحمام " بالطشت" يشكل عبئا على الامهات، وهماً كبيرا، يبدأ بنقل الماء من النهر وصولا الى القاء القبض على الصغار الهاربين من النظافه ، فقد كان على أم دريد على وجه الخصوص الركض خلف ابنها في معظم شوارع القرية لتقتاده عنوة قرب ذلك الموقد ملقية بجسده الناحل في عمق ذلك " الطشت الذي كان ضمن عدة جهازها " وتدعكه بكل مااوتيت من قوة بواسطة ليفة مهيئة من نخلة "الخستاوي" الوحيدة في بيتها حتى يظهر لون بشرته الحقيقية بدءً من ساقيه الى يديه وظهره ثم تلبسه بعد ذلك دشداشة البازه المخططة وقبل ذلك تلفه عاريا بثوبها القديم الذي كان يحل محل " المنشفة " وتجلسه وقتا مناسبا تحت اشعة الشمس الشتوية ومن ثم تعيد اطلاق سراحه ليعود الى مكانه المحبب فوق " المزبلة المشتركة مع الجيران" .
وكبر دريد ولم يوفق في اكمال دراسته الاولية ومضت السنون سريعا ولم اعرف عنه أي شيء حتى عام 2005 حين كنت اتخطى جسر الحلة الخشبي المعمر باتجاه مرآب العجلات وإذا بدريد يستوقفني وسط الجسر قائلا : الست فلان ؟ واجبت نعم هو أنا ... دريد يرتدي بدلة سمائية نظيفة وربطة عنق مغايرة لم يحسن شدها بمثالية، بل لم يحسن تنسيق الالوان حتى لتحكم عليه للوهلة الاولى أحد مجانين الحلة الذين المعروفين بهذا الزي، ويسير خلفه شابين كل منهم يتأبط بندقية آلية ينظران شمالا ويمينا كأن صاحبهم مطارد فسألته بمزاح " دريد هل لازلت دريد الوسخ" فاحمرت عيناه واشار لحاشيته بالابتعاد الى الوراء ثم رد قائلا لو كان غيرك الذي اطلقها "لغلفته " وبهذا المصطلح السوقي ايقنت انه من مسؤولي الزمن الديمقراطي ضحكت ضحكة طويلة وبادرته بسؤال آخر " صدك دريد اين تعمل الان فصعقني انا مستشار السيد ...!!! فازددت ضحكا وهزئت فعلا ولم أصدق لكنه استدرك الموقف واخرج هويته التي اخرستني فعلا انه مستشار السيد ...!!! والذي زاد قناعتي ذلك الرتل الطويل من العجلات رباعية الدفع وهي تصطف بانتظاره وتحت وطأة هذا الذهول والحيرة بادرني بالسؤال " هل لديك حاجة عند السيد ؟ قلت لا فأنا تركت خدمة الوطن لخدام جدد أمثالك الوطن عندهم بدلة وربطة عنق وعجلة دفع رباعي واموال ومكاتب تشبه مكتب الرئيس الامريكي مخففا لهجتي هذه بابتسامات متواصلة خشية أن يعتبرني ضد الحزب والثوره ، وردني باجابة مقنعة " هو عصرنا" هل لديك اعتراض ؟ قلت لا مبارك لكم .
قبل ان اتركه عرض علي رقم هاتفه النقال وطلب رقم هاتفي لكن والله ماكنت اتمنى ان اتصل به لو انقلبت الدنيا، وبعد مرور ثلاثة ايام رن هاتفي النقال انه رقم غريب لاني وبصراحه لم احتفظ برقم هاتفه ، من ؟ قال أنا الحاج دريد ... عرض علي وظيفة لم اسمع عنها من قبل وقد شارفت العقد الخامس من عمري كان طلبا رخيصا وساذجا مفاده أن اعمل " مخبرا سريا مقابل مبلغ خرافي " فقط المهمة تتعلق بالكشف عمن لايحب السيد... وحزبه ويحاول تأليب الرأي العام عليه فرددته بسرعة البرق " الا تستحي من هذا الطلب قلت لك لن أعمل مهما قدمت من مغريات فأنا قررت اعتزال العمل الرسمي مطلقا "
ولم يمض وقت طويل حتى رشح " دريد الوسخ " لعضوية البرلمان العراقي وفاز فوزا ساحقا على كل المنافسين في المدينة العتيدة التي تضم بين جناحيها جهابذة الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذين لم يتجاوز افضلهم المائة صوت بافضل الحالات بينما حصد "دريد الامي" الاصوات حصد مزارع ماهر وصار يشرع القوانين ويراقب عمل الحكومة لكن عيبه الوحيد انه يصاب بالانهيار من الكامرات فلم يظهر منذ فوزه الى اليوم بتصريح واحد لذا لن تعرفوه ، بيد انني لمحته يوما وهو يجلس كالاسد في الصف الامامي في قاعة البرلمان انه رفع يده مصوتا على قانون منع التدخين في الاماكن العامه لانه فقط " يكبسل" ويعتبر التدخين من المحرمات وفقا لما افتى به شيخه الجهبذ " فضولي الحرامي" الذي انصرف بعد عام 2003 لدراسة الفقه بشهادة الابتدائية وواصل درسه ليصبح مؤهلا للفتيا .
وهنا يجدر طرح تساؤل مشروع من أوصل " دريد الوسخ" لهذا المقام وهل من بارقة أمل في انقاذ البلاد بعقلية دريد وفتاوى فضولي ؟



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكينه أم الكيمر
- بغدادية بلا زيف
- قراءة في كتابالهيرمينوطيقيا ...
- مواسم المطر
- معارك اللسان
- ذياب شاهين بين المرأة والوطن
- إمارة البنفسج
- قراءة في مجموعة صادق الطريحي
- مصائد المغفلين
- قتل أباه وكبّر
- مياسة الحفافة والثقافة
- كوثر وحقوق الانسان
- كوثر والحلاقة
- خبّازة من حيّينا
- يتقاطع وسياسة صحيفتنا
- من ابي ضرغام لابن آوى
- لا سفير ولا سياسي شلون أحطك على راسي
- زفرات شيخ: حكمت شبّر بين جمود الطبيعة وحركيتها
- قراءة في كتاب عامر عبد زيد والمتخيل السياسي
- تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل حسن الدليمي - دريد الوسخ