أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل حسن الدليمي - مياسة الحفافة والثقافة














المزيد.....

مياسة الحفافة والثقافة


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 12:26
المحور: كتابات ساخرة
    


ولدت مياسة في قرية من قرى مدينتي العتيدة ساعة قحط وجوع ، وأكملت دراستها الأولية في مجلس " طويره الكواله" ثم تخرجت ولديها خزين هائل من المعلومات والحركات المهيجة للمشاعر ففوق مهنة " الحف بكافة أشكاله" أصبحت كواله من الدرجة الأولى وابتاعت لها جهازا إيراني الصنع وحقيبة جلدية تخفي بداخلها " الردات " كما تسميها وهو شعر مصنوع لهذا الغرض ودارت على البيوت في موسم جني ثمار ما تعلمته حتى ذاعت شهرتها في الإحياء وصار اسمها على السن النسوة المهوسات باللطم على لا شيء .
وبعد هذا التحول الكبير والطفرة النوعية في حياتها حاولت اختراق الوسط الثقافي وتسجيل حضور فيه خصوصا بعد عام 2003 حين اصبح الحقل الثقافي ساحة لمن هب ودب وبابا للارتزاق الغير مشروع وصار حامل أختام ملوك الثقافة ملكا والملوك عاملين على رفع التهم عنهم ،ومن وسط هذه الفوضى خرجت " مياسة " بنتاجها الأدبي الذي تشكل خليطا بين ما يسمى "باللطميات والادعية" المنتحلة من مفاتيح ....! وتربعت صدارة المشهد الثقافي وجاملها ملوك الثقافة لتقربهم من الصدارة زلفى لما لها من تأثير على الدهاقنة من كل الصنوف.
مياسة لها رأي في كل منتج ثقافي فهي شاعرة دون معرفتها ببحر من بحوره ، وناقدة فلتة ولغوية دون أن تميز بين الفاعل والمفعول به وقد اعتدت التنبؤ لمستقبل العديد من المثقفين وهم في بداية الطريق لكني الآن أعلن عجزي عن استشراف مستقبل مياسة والمنصب الثقافي أو السياسي الذي ستحتله لان صدمة العقل في أشخاص كانوا يحلمون بالسيطرة على أعقابهم من الأبناء والبنات تسنموا مناصب خطيرة وتحسنت أحوالهم في الملبس والمشرب والتصريح الناري ضد خصومهم بل صاروا اللاعبين الأساسين والباقون في الاحتياط يجلسون على مصاطب الانتظار ممتعظين .
وقضية مياسة الحفافة تذكرني دائما بالفوال : والفوال تسمية دارجة في الأوساط الشعبية العراقية تعني من يتنبأ كذبا بالمستقبل ويقرأ الطالع لليائسين القابعين وراء خيباتهم الحياتية وجور الزمان عليهم ، الباحثين عن إسعاف حاجتهم ولو بـ (عوذة ) تطرد أعين الحساد أو طلسم يحملونه دائما يحفظهم من شر المفخخات المستطير ، وعقول " العلاسة" الذين اعتاشوا على ضفاف انهار الدم المراق على شرف النهب والسلب والحوسمة الشرعية منطلقين بذلك من مبدأ " أفد وأستفد "
إن الفوال الذي كان عائثا بالفقراء سلبا ونهبا صار اليوم مسئولا كبيرا تحف به رعاية الحمايات بدلا من عين الله يقوم لقيامهم الجالسون إجلالا لمقامه ومركزه المؤثر وهو يشم رائحة العارفين بمهنته الأولى عن بعد فيوسدهم " الغبراء" كي ما يفضحوا أمره فقد كان من قبل من الرفاق السائرين على خطى سادتهم بقناعة تامة فوق عمله بفتاحة الفأل ، لكنه سرعان ما انقلب بعد ان رأى الرياح تجري بما لا تشتهي سفنه وابتاع مسبحة أطول من قامته ومداسا أسود واطلق لحيته بفوضوية عارمة حتى غطت كل ملامحه ودار على بيوت المعارف عازما على الفوز بمقام حكومي رفيع بطريقة ديمقراطية جدا ورغم أن لا أحد من المعارف والاهل اختاره الا انه فاز فوزا ساحقا بضربة أقصت منافسية وجعلته من المسؤولين الذين إذا سألوا سيصمتون فما حقق أي حسنة تذكر سوى انه ملأ كل فراغاته أموالا واتجه في نهاية الأمر ليصبح راعيا للثقافة وبيتا للمثقفين ، شكرا لمياسة والفوال على حسن الصنيع .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوثر وحقوق الانسان
- كوثر والحلاقة
- خبّازة من حيّينا
- يتقاطع وسياسة صحيفتنا
- من ابي ضرغام لابن آوى
- لا سفير ولا سياسي شلون أحطك على راسي
- زفرات شيخ: حكمت شبّر بين جمود الطبيعة وحركيتها
- قراءة في كتاب عامر عبد زيد والمتخيل السياسي
- تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-
- صناعة المثقف
- شاعر العرب الهولندي


المزيد.....




- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط
- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل حسن الدليمي - مياسة الحفافة والثقافة