أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - معارك اللسان














المزيد.....

معارك اللسان


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 4162 - 2013 / 7 / 23 - 13:23
المحور: الادب والفن
    


معارك اللسان
كامل حسن الدليمي
في حوار أجرته إحدى الفضائيات العراقية بين رموز ثقافية عراقية تمثل واجهة ثقافة العراق ظهر جليا أننا لا نعيش زمن صراعات سياسية بل وثقافية أيضا وهنا صارت ساحة صراع الثقافة مكملة للصراع السياسي المحتدم منذ عشر خلت، فهناك تدافع على عروش سياسية وثيرة وهنا تشابك ألسني على صفوف صدارة الثقافة ،ولا يريد احدا ان يعترف بحقيقة تابعية الثقافة للسياسة وان لكل طرف من أطراف الصراع خلفيته الساندة رغم ما نتمناه له ،أن تنأى الثقافة بنفسها بعيدا عن الصراع السياسي وتتبنى طروحات خدمة الوطن من أي موقع ولو بكلمة طيبة ولا يجدر برموز ثقافية كبيرة كيل المديح لأنفسها وادعاء الأسبقية في الدخول إلى مملكة الحمايات وأسراب المصفحات وغلق الشوارع والممرات ليمر سيادته ومعاليه وحضرته بأمن وسلام وليموت الناس موتا معجلا أو مؤجلا، نعم لقد صور الرموز أنفسهم آلهة رعاية الثقافة والأنبياء المبعوثين تسديدا لمسيرتها والأوصياء الحصريين عليها، نعم كلا صور للمشاهد انه الرب الأوحد ، الذي يجب ان يعبد دون اعتراض أو تردد ، وان خلف كل منهم حاشية واتباع ومروجين ولم يوضحوا شيئا واحدا فقط هو ان لكل منهم مليشيا او جناح عسكري هكذا بدى اللقاء ، وغلبت روح الاستحواذ على صدارة الصفوف المتقدمة من الثقافة من خلال شرح تفصيلي للمناقب ونظروا للاخرين من ابراج عاجية ، لم يتطرق احد منهم للهم الثقافي فلم يتحدثوا عن وضع المثقف الاقتصادي أو الاجتماعي لم يتحدثوا عن حرية الرأي ومسؤولية المثقف عن تسديد السياسي فليس كل سياسي مثقف وما رقت الامم الابمثقفيها المتوحدين دون ايما تقاطع شريطة ان يضعوا الوطن الهدف الاسمى ،وان للمثقف القدرة على خلق مجتمع سليم بعيد عن العقد ومترفع عن طلب المناصب والمقامات وثمة الألقاب التي لا تغني من فقر الثقافة العراقية والتي لا زالت تتأرجح بين المواقف التابعة للأحزاب السياسية وبين الاستقلالية المتخيلة التي ليس لها على ارض الواقع أي تطبيق من قال ان تشرذم المشهد الثقافي العراقي يخدم وحدة الكلمة ويوحد الصف الثقافي بغية الخروج بمنظومة ثقافية رصينة بمقدورها الوقوف أمام عواصف هوجاء من خارج العراق وداخله، من سوى المثقف بمقدوره تفكيك منظومة ثقافية بالية لا زالت تهيمن على ذهنية بعض المنتقلين الى ديمقراطية منفلتة لا ضابط لها متحولين الى ديمقراطيين بلمح البصر، لقد كانت الحوارات الساخنة بين طرفي الصراع وليس طرفي النقاش ترمي بالتهم وتعلن التراجع الثقافي عل، وقد تلمس المتلقي ان ثقافة البطل الاسطوري لا زالت تعشعش في عقول الكثيرين من خلال طرح مزاعم ليس لها أي اساس علمي مفادها ان لا يصلح لهذا المنصب الا فلان ولا لهذه الرئاسة الا علان وهذا ما اعتدنا عليه وما اغلقت عليه اذهاننا ففي الوقت الذي نتصور ان لا بديل عن فلان يقف خلف الكواليس الالاف ممن هم افضل منه عطاءا وقدرة على تصريف الامور .
كان يجدر بمثل هذه اللقاءات ان تضع على طاولة النقاش المشهد الثقافي العراقي وتطرح اسئلة موضوعية أين هي الثقافة العراقية مما يحدث الآن في العراق؟ ماذا أنجزت خلال عشر سنوات؟ وما هي المواقف التي اتخذتها بوجه الهجمات التجهيلية القادمة من خلف الحدود؟ ماهي السبل الكفيلة بانقاذ العقلية العراقية الملاحقة بالخرافة والشعوذة من كل الجهات المتنفذة بهدف الهيمنة وضمان البقاء ؟ اليس للمثقف العراقي رأي في ذلك هل فرض المثقف على المؤسسة الحكومية موقفا من شأنه أن يدرأ الفتنة أو يرتق الجراح التي تكاثرت على جسد الوطن؟ ما هي الصرخة المدوية التي اقضت مضاجع السياسي فتراجع عن مواقفه ضد هذا المجتمع المسكين وأسئلة كثيرة كان من الأجدر أن تطرح ويوجد لها هؤلاء الرموز تفسيرات وحلول ناجعة تأخذ طريقها للتطبيق على ارض الواقع. فمثلا ان يقول احد لا نمارس أي نشاط ثقافي وسنغلق دوائرنا ما لم يصار إلى حماية المواطن من خطر الهجمات والمفخخات في مدينة بغداد والمدن الأخرى ، او سنتظاهر ونعتصم في الشوارع حتى تستقيم الطاقة الكهربائية في البيوت،أو سنطالب السياسيين واعضاء البرلمان بالتبرع بنصف رواتبهم الفلكية لتوزيعها على فقراء العراق كعيدية وهي ليست منة بل من حقوق المواطن ايا كان ان يعيش بكرامة ، أو سننتشر في شوارع بغداد لنأخذ نصيبنا مما يسببه السياسي للمواطن البسيط من عذابات بدء بالمواكب الرسمية وقطع الشوارع وصولا الى المفخخات التي تحصد رؤوس لا ذنب لها ، وإجراءات كثيرة أخرى بمقدورها الضغط على على أي عنوان من العناوين خدمة للصالح العام.
ما هكذا تورد الصراعات ولا يمكن لرموز تمثل الثقافة العراقية ان تضع على الحبال كل غسيلها مرة واحدة ولا نرى ان مثل هذه اللقاءات الا عامل من عوامل اذكاء الفتنة الثقافة النائمة وما الفرق بين الصراع السياسي المحتدم على عروش السلطة وبين الصراع الثقافي على أساس البحث عن واجهات الثقافة ومناصبها التشريفية . الم يكن من الأجدر ان تعكس الثقافة روح الوئام والانسجام بين المؤسسات الثقافية لتشكل درسا للسياسي أقول قولي هذا واستغفر الله لي وللمتحاورين .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذياب شاهين بين المرأة والوطن
- إمارة البنفسج
- قراءة في مجموعة صادق الطريحي
- مصائد المغفلين
- قتل أباه وكبّر
- مياسة الحفافة والثقافة
- كوثر وحقوق الانسان
- كوثر والحلاقة
- خبّازة من حيّينا
- يتقاطع وسياسة صحيفتنا
- من ابي ضرغام لابن آوى
- لا سفير ولا سياسي شلون أحطك على راسي
- زفرات شيخ: حكمت شبّر بين جمود الطبيعة وحركيتها
- قراءة في كتاب عامر عبد زيد والمتخيل السياسي
- تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-
- صناعة المثقف
- شاعر العرب الهولندي


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل حسن الدليمي - معارك اللسان