أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل حسن الدليمي - مصائد المغفلين














المزيد.....

مصائد المغفلين


كامل حسن الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 10:27
المحور: كتابات ساخرة
    



لايقتنع بعض المغفلين والمشككين بأن المقعد لا يسع إلا شخص واحد ، مالم يصنع أصلا لغير ذلك ،وليس مرد المشاكل في العالم في وضع الكرسي وسعته ، بل الطامة الكبرى التي تعانيها على وجه الخصوص مجتمعاتنا العربية في من يجلس في الموضع الذي يستحق؟ وما أهمية الكرسي الذي يشغله وما مدى تعلقه بصناعة أو اتخاذ القرار وبرأي من سيهتدي لو ظلّ السبيل، من باب ديمقراطية الفعل وليس من باب العجز التام فليس للعاجز أصلا إلا افتراش البسيطة والتفرج على ما يجري من أحداث فقط، ومن سمع بشعب في العالم قد جلس على كرسي الحكم بكامله إذن سيحكم من ساعتها ؟ ومن سمع بعشيرة عربية كلها شيوخ أو وزارة كل منتسبيها وزراء لابد من رئيس ومرؤوس وقائد ومقود .
وهل ما يحدث اليوم في مجتمعنا العراقي غير لبس مفاده من القائد اذا كان الجميع قادة ؟ ومن المقود اذا الشعب نافر من كل مدعي للقيادة صدق أو كذب ، والتشكيك بالنوايا صار سجية وديدنا، من قبل الفاشلين بقدرة القائد على القيادة الأمر الذي سيحول دون تحقيقه لاي هدف من أهدافه لان عمله مرتبط كليا بالاخرين .
وفي هذا المقام يحضرني دعي من عشيرتي، صار طعما لمصيدة المغفلين، تتلخص حكايته بأن نام يوما فحلم بأن يصبح شيخا للعشيرة وليس له أي مقوم على الإطلاق سوى ما تبقى من مقاولة رصف شارع يصل المدينة بالقرية كان قد حصل عليه من لدن المحتل الغاشم، وقد نهب التخصيصات وهرب لدولة عربية جارة صار فيها من أصحاب المصالح والمستثمرين "الطياريين" كما يصطلح على تسميتهم في الدارجة ، وكبر الحلم في مخيلته حتى حوله إلى واقع مرير فأول ما فعل ابتاع له سبعة "عباءات صفراء" مع كافة ملحقاتها وألبسها لمن يجد فيهم القدرة على تغيير وجوههم في اليوم ثلاثة مرات، خصوصا ممن أطلقوا اللحى إلى ما يقترب من " السرة" أو يتجاوزها، ومن الذين أقر بحرمة اجتماع الطماطة مع الخيار، وحرمة استخدام المولدات الكهربائية، وقوالب الثلج، والتدخين وحلية القات، والحشيشة، والآرتين ابو الحاجب، وقليل من الخمر المعتق...
ولعدم وجود مكان في بيته يتمكن من احتواء " اللكامه" أو "الكتايب" كما يسميهم الشارع العراقي قام بتوسعة الاستقبال على المنام معتقدا بأن الأمر سيحل بهذا الإجراء وتتم المشيخة خالصة لوجهه من خلال هذه المستمسكات ، وعبء جيوبه بثلاثة نقالات وسماها( نقال البيت ، نقال المشايخ، نقال المسؤولين ) وهو لا يعرف بالأساس إلا مراقب في بلدية المدينة يعمل بالأجر اليومي ،وضابط "يتيم "من ضباط الدمج كان يعمل معه في مطعم مشويات من مطاعم المدينة ، وشيخ كان الفأر قد اعتاش زمنا على عباءته لعدم استخدامها لفترة طويلة ، وفوج من " جوعية " هذا الزمان الذين فقدوا أي مبدأ من المبادئ التي تجعلك تعتد بهم ،وتحترم أفعالهم ، وبدأ الرجل يلقي الخطب على أتباعه المهوسين بطعم لحوم " الماعز" وكلما جاء بفرية صفقوا له حتى كاد أن يصدق بأهميته الاجتماعية ، وللأسف بعد أن نفد ما عنده من أموال جمعت بطرق غير شرعية مع فقدان الإيراد أنفض القوم عنه معلنين براءتهم من فعله باحثين عن " قشمر " آخر يعتاشون على ما لديه وما أكثرهم.
ألم أقل في البدء ان الكرسي لايمكن ان يسع ألا لشخص له القدرة على شغله والصبر على مكارهه فللكرسي محامد ومكاره دينية ودنيوية لا نجاة لفاشل من القصاص وخذوا واقعنا العربي مثلا ،الى أي دهليز قد حمل الكرسي شاغليه وبعضهم والله لا يعرف" كوعه من بوعه " لكن الغفلة جاءت به للصدارة فضيع " الخيط والعصفور" وتصور أن سيادة القوم أفضلية عليهم وألغى من قاموسه مصطلح "خدمة الناس" فطاح بالضربة القاضية كما طاح حلم مشيخة صاحبنا المجنون (...)
إن رئاسة القوم وقيادة الرجال فن عرفه الإنسان منذ القدم فولى عليه الأكفأ والأشجع والأعلم والأكثر انتماءً وأصالة حتى نضمن سلامة إصابة المتولي من الهلوسة والهسهسة التي تصيب بعض أغصان الشجرة فتصفر وتسقط مع أول هبة ريح وبين المشيخة والرياسة بون لكن الأمثال كما يقولون " تضرب ولا تقاس" .



#كامل_حسن_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل أباه وكبّر
- مياسة الحفافة والثقافة
- كوثر وحقوق الانسان
- كوثر والحلاقة
- خبّازة من حيّينا
- يتقاطع وسياسة صحيفتنا
- من ابي ضرغام لابن آوى
- لا سفير ولا سياسي شلون أحطك على راسي
- زفرات شيخ: حكمت شبّر بين جمود الطبيعة وحركيتها
- قراءة في كتاب عامر عبد زيد والمتخيل السياسي
- تثقيسيا- قراءة في أولية المتن-
- صناعة المثقف
- شاعر العرب الهولندي


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل حسن الدليمي - مصائد المغفلين