أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - الخيطُ الفضي..














المزيد.....

الخيطُ الفضي..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4623 - 2014 / 11 / 3 - 16:04
المحور: الادب والفن
    


ـــ هل تقدر أنت ؟.. هل أقدر انا؟.. هل نقدر كلانا؟!.
في طرف الكون أنت، وأنا في طرفه الآخر.. هل نقدر؟!.
في كل يوم يعود الى مدينة الاشجار، يقرأ بعض الغيب. يحاور أجنة الأشياء، وربما كان يسمع صوتها. تلك خبايانا، تتعرش في الصمت مثل أشنات في السواقي. نتحول أحيانا إلى دوائر، حين نتسع نضيع في المسافات الشاسعة.. نبتعد. الأشجار تظل واقفة، عندها نصير إلى مدينة أخرى.
كان هو يحب الضوء، ويحب المفاتيح، ويشتهي العناقيد. وكان يحب أن يحط نقاطا على الكلمات القديمة كي يتوضح معناها. حاول أن يتعلم كيف أن يكون صبورا كما تمنت أمه أن يكون. كما تعلم طرقا عديدة للكتمان، حتى أنتهى إلى موعظة مفادها، إن القميص الأبيض على الدوام يتعرض للتلوث على غير ألوانه الاخرى. لذا أعط قفاك أكثر مما تعطي صدرك وانتظر، حتى لو تهزّل لونك. تلك هي أول فاتحة مشاوير كتمانه.
في مطلع صباه أحب فتاة بحجم سني عمره، وكان يحبها بقدر كبير من الكتمان والتروي، لكن بذات قدرته على الحب، كان يذوي عشقاً. وكانت هي أقل قدرة على البحوح، مما جعلها أكثرعرضة للتفتت جوى. هو لم يقدر أن يعالج قفله باي المفاتيح الممكنه لديه، وقت أنتظرت هي مثل أي قفل أن يعالجها لتنفتح اسرارها واساريرها. مرّ زمن. بهدوء مرّ ربما وبرويّة أيضا، لكنه أنتهى بسرعة أيضا. وكانت أول مرحلة من مراحل صبره الفاشلة.
هنا كل المسافة تشير إليك، وكل اللمعان.. أنت تحب المسافة والضوء. ولأنك بت تعرف أسرار الأقفال تعلمت لغة المفاتيح، وكما تتشهى الأشياء أمنح روحك أكثر لمشتهى العناقيد؟.
في الليل، رأيتكَ ترتق قميصك الأبيض القديم، وكنتُ أسمع تهجيك توقا لمتعة العناق. ما زال العشق يذويكَ. كم ستنتظر رؤية الكلمات المتربة القديمة لتحط عليها نقاطك.. مواجعك، كي تنمو عينيك شجرة أخرى في مدينة الأشجار.
ـــ أنا أحب الضوء، لأنه أنتِ. وأحب المفاتيح لأنكِ أكثر حلول أسرار نفسي. وأحب العناقيد لأنكِ لذيذة، وأشتهيكِ.
أستدار صوب وجهة لا تراه فيها، كانت روحه غائمة. يلتفت الصبي لأمه، يقول:
ـــ البرق بقلبي أمي... يتقطر بالأحمر والاسود، يتقطر بالصراخ. غيري قد يقدر، لكني لا أقدر.
وعندما عاد لوجهها مثل خيط فضي، أبتسمت في وجهه، كان ثغرها مثل فرخ عصفور.. هو يحب أجنّة الأشياء، سمعها تقول:
ـــ أنا أقدر.
عندها تهزل القميص الأبيض بين يديه. ما عاد يتحمل الترتيق.
لم تنحنِ ليراها، ولم تقطر مثله كي يراها، لكنهما ضاعا في قبلتهما البليلة زمنا طويلا.
كانت الاشجار في مدينة الاشجار على حالها. والمسافة كانت على طرفي أقدامهما. وكانا يسيلان مع ماء السواقي مثل الأشنات.
لكن في اللامكان أيضا.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائرة الوهم..
- حلم الوشائج..
- للعشقِ ألوانه والأسئلة..
- في كون الباطن..
- وجود في افتراض..
- ومض يراعات الريح..
- أماكن الرائحة..
- مسامير الغربة..
- في بيت الرأس..
- كوني قبيلة شفتيكِ..
- يا ساري الليل..
- كأنكِ وردات شتاء لم يولد...
- المرجل..
- وردة الحيض أشهى..
- أمدُ يدي ، أتحسسكَ..
- هطولكِ غزالة للتشهي..
- في زاوية من زوايا طفل ، كان..
- لوكيميا البدانة..
- أيزابل..
- لتويج القلب غناء النهدين..


المزيد.....




- الكوميدي هشام ماجد: أنا ضد البطل الأوحد وهذا دور والدتي في ح ...
- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - الخيطُ الفضي..