أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق الجنابي - احلام الشيخوخه














المزيد.....

احلام الشيخوخه


فاروق الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 22:33
المحور: سيرة ذاتية
    



ذهبت الى قيلولتي ظهرا" كالعاده وبعد فتره وجيزه سمعت صياحا" وعويل وبكاء ،فنهضت من فراشي واذا باطفالي حولي يبكون وسألتهم ماهو السبب لهذا البكاء فلم يجبني احد ،وصرخت فيهم كفى عويلا" اريد ان افهم مابكم ياهمج ؟،ولكنني لاحظت نفسي واقفا" ومازال جسدي ممددا" على الفراش ،وقفت صامتا" لاادري ما اقول ،وحتى لوتكلمت لم يسمعني احد.وفي لحظة المستغيث علمت بانني روح جسدها ممدد دون حراك، وعرفت ان روحي فارقت جسدي ،كما نراه في الافلام الخياليه او ما سمعنا عن ان الروح تتجول حول اهل المتوفي دون علمهم بعد الوفاة ،لان الروح غير مرئيه لهم . ابتسمت وقلت هكذا اذن ايها الحاج ،الحياة بالنسبه لك انتهت وكفى عيشا" لان قدرك الان ان تنتقل الى ربك الاعلى ليحاسبك على اعمالك ،وكان خوفي كبير لانني اعلم ان بعض اعمالي في حياتي لم تكن بمستوى الطموح الى الجنه، وضربت الكف في الكف نادما" على عدم استغلال حياتي بالمثل الاسلاميه الساميه حيث كنت محبا" ،في بعض الاحيان ،لملاذ الحياة التي جعلتني ابتعد عن بعض مستلزمات الاسلام. بعد سبعة ايام راقبت فيها ما تكبدته عائلتي من هم وغم وانفعالات وتعب في دفني و اقامة مجلس الفاتحه على روحي وما تشمله هذه العمليه من ارهاق للقائمين بها وللحاضرين لها من مناطق بعيده وتجشمهم مخاطر الطرق المسدوده والانفجارات . كل هذا وانا اتجول بينهم ،روح بلا جسد،واستمع للتعليقات والشعور بالحزن . بعد السبعة ايام وجدت نفسي في باحةٍكبيرةٍ فيها الكثير من عباد الله وكان هناك شيخ كبير بلحيةٍ ناصعة البياض ،ناداني باسم امي ورحب بي ،وقبل استفساري عن المكان ،قال انني ضيف الآن قبل الحساب االالهي . سحب الشيخ سجلاً ،على غلافه اسمي،تصفحه الشيخ ثم نظرني بطرف عينيه قائلاٌ(ملعون عندك مشاكل كثيره) واستمر بالقراءه مع نفسه ثم ابتسم وقال (ولكن عندك بعض الامور الجيده) فقلت مع نفسي الحمد لله ،وسألته هل لي امل بمغفره او تسهيلات؟ضحك وقال ان الله غفورٌ رحيم بعباده،ثم ذكرني كيف ان الله سبحانه عفى عن آدم وزوجته حواء من العذاب بالرغم من معصيتهم له وانزلهم من جنة السموات الى جنات الارض ليجعل آدم خليفة الله على الارض،وهذا دليل على حب الله لعباده ،وطمأنني ان لا ايأس من رحمة الله،ولكن فضولي استمر فقلت له كان لي سبعة بنات ربيتهم على الخير وطيب القلب واتباع منهج الاسلام، فهل لي بذلك من نصيب في رحمةٍ من خالقي ،كما اخبرنا بها رسولنا الاكرم محمد(ص) ((ما من مسلم له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه, أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة) ؟ابتسم شيخنا مرةً ثانيه وقال لي ان لااستعجل في امري ثم اعطاني ورقةً فيها رقم وطلب مني انتظار دوري للحساب مع باقي الحشر.

في قفزه على صدري من حفيدي وصياحه ( اكْعُد جِدّو) ،نهضت من نومي العميق وضممته الى صدري وتعوذت من الشيطان الرجيم وقلت (خير اللهم اجعله خير)،ثم قلت لنفسي، الآن استدرك لحياتك الفائته وارحم نفسك لتحصل رحمة خالقك ،يا صديقي ،وكفر عما فاتك لكي لاتندم كما ندمت في منامك فان الله قد منحك الفرصه الجديده للحياة.

حقيقة الامر، انني استوعبت الدرس وتصفحت ذكريات الماضي من الزمن وكيف كنت فيه ،فوجدت ان مجمل الاعمال التي مرت بحياتي تحتاج الى اعادة نظر وشعرت ان الهيكل العام لتصرفاتي فيها بعض الانكسارات والطعوج التي تحتاج الى تعديل ، والحمد لله ان مضار تلك الاعمال الغير مقبوله ،لم تمس حال احد غيري من الاصدقاء والاقرباء ،وقررت التصحيح بما يُمكِنني الله به من اعمال تُقَوّي ايماني وتمهد لي طريق افضل لآخرتي.وما جلب انتباهي في هذا الحلم هي المشاكل والارهاصات التي
مرت بها عائلتي من دفني واقامة مجلس الفاتحه والبكاء والعويل لمدة السبعة ايام .ومن هذا المنطلق قررت اعادة النظر في وصيتي التي كنت قد كتبتها سلفاً واضفت مايلي:

-ادفن في بغدادحبيبتي،وعدم اقامة مجلس فاتحه بل توزع تكاليفها على المتعففين والمحتاجين.
-عدم البكاء والنحيب على فراقي بل استذكروا المواقف المسلّيه في حياتي مع معزيكم.
-عدم لبس الملابس السوداء بعد اليوم السابع ،ولا داعي باظهار الحزن بارتدائها.

سيقول قائل ما بال صاحبنا وهذه المقاله التي تبعث على الشئم والحزن؟ ...اقول له ياصديقي ،
اما وعد الله حق ومن لايتمنى ان تعطى له فرصه لتقويم نفسه والتكفير
عن ذنوبه قبل مواجهة خالقه؟....
الله اطال باعمار من قرا هذه المقاله ووفقه لاعمال الخير ،انه سميع مجيب..........والسلام

فاروق الجنابي



#فاروق_الجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيشٌ من وَرَقْ
- عاشقٌ مهموم
- دغدغة حنين
- يعيش الاستعمار..يا.......
- - تي تي......مثل ما رِحْتي جَيتي-
- بين مذهبي وقرآني
- احفاد في القلب
- خَرْبَطَه!!!!!
- مظلومية مذهبين !!!
- الطريق الى عراق موحّد
- -ومانيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا-
- عتاب
- شليله وضايع راسها
- بين ماضٍ قضى ومستقبلٍ مهموم
- دكتاتوري أنا!!!!
- خاطرة استغفار
- الصديق المجهول
- ذكريات......وآهات
- يوم المكرمه
- الله عليك انتخبني!!!!!


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق الجنابي - احلام الشيخوخه