أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )














المزيد.....

اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقترن مفهوم البنية بالنظام والعقل العربي لا يفقه شيئا عن النظام بل يرفض ان يكون منظما او ان يحتويه نسق منظم. وستكون الامثلة الاتية خير دليل على فوضوية العقل العربي وعشوائيته:
ان اكبر منجزات العقل العربي تلك النصوص اللغوية الشعرية والى حد ما النثرية على مدى القرون الخوالي. وحتى هذه النصوص تفتقر الى النظام – أيضا- . فالشعر العربي القديم لا يخضع لبنية فنية او موضوعية محددة ثابتة. فعلى مستوى الموضوع تكون القصيدة الكاملة عبارة عن لفيف من الموضوعات المختلفة والمتنوعة يتنقل الشاعر خلالها في اجواء وجدانية متباينة قد تصل حد التناقض احيانا عندما يجمع بين موقفين متضادين للحزن والفرح معا. اما على مستوى البناء الفني فان وحدة البيت هي المسيطرة على البناء الكلي فكل بيت قائم بذاته مستقل في معناه و اذا ما شاء القارئ ان يبدل ويغير في امكنة الابيات لا يجد صعوبة بذلك وهذا اكبر دليل على انها فاقدة للنظام لان النظام لا يسمح بهذا التغير الذي يربك البنية المفترضة.
اما على مستوى المنجزات المادية فان العقل العربي لم يستطع ان ينتج نظاما هندسيا للبناء او الري او الطرق او ما شابه . فالبناء غير متناسق وفاقد لوحدة المنظور. فالمشاهد لا يستطيع ان يخرج بصورة نموذجية لنمط البناء. لانك لا تجد بيتين متجاورين يمتلكان التصميم نفسه. فكل بيت قائم بذاته - كما هو البيت في القصيدة الشعرية- له خصوصيته ولا يقبل ان يكون شبيها بغيره او ان يكون خاضعا لمنطق النظام الذي يتشابه فيه مع غيره.
وليس بعيدا عن ذلك الجانب المعرفي فالفردية والتمحور حول الذات هي ابرز صفات الانتاج المعرفي للعقلية العربية . فالفرد هو مركز المعرفة التي لا تصل حدودها الى مشاركة الاخر.(لم تقول ما لا يفهم ؟ و انت لم لا تفهم ما يقال ). فلا تواصل بين المبدع ومتلقيه. المبدع منشغل بذاته يصنع مجدها غير ابه بما دونه. ليس هناك تواصل بين ابناء الجيل نفسه وليس هناك تواصل بين الاجيال المختلفة لذلك غاب النظام المعرفي المتصل الخاضع لنظام التطور والتجدد. ولو اخذنا – مثلا- ظهور حركة الشعر الحر وروادها الثلاثة في العراق لوجدناهم متنافسين متصارعين كل يدعي الاسبقية في الريادة و الافضلية في مستوى الانتاج فليس هناك تعاون لانتاج معرفة مبنية على اسس ينتجها الجماعة.
اما النظام السياسي العربي فهو نتاج عقلية عشوائية غير خاضعة لمفهوم العضوية فكل بلد يظن نفسه هو الاوفر حظا من غيره في الثروات والقدرات والطاقات لذلك لا يقبل ان يتكامل مع غيره او ان يكون جزءا من وحدة عضوية سياسية. والبلد ذاته منقسم على نفسه بطوائف ومذاهب وعرقيات لا بل تجد الطائفة او المذهب نفسه منقسما ومشتتا بين اتباع ورايات وقد يصل الامر الى ابعد من ذلك حينما تجد تحت الراية الواحدة شعارات منقسمة ومشتتة ، لا يجمع بينهما جامع إلا الشكل واللون والهيئة .
ولسان حال العربي يقول : انا الافضل و انا الاعلم و انا الافهم و انا الاقدر و انا الاغنى و انا الاعرق. فمن تكون انت لكي نلتقي تحت مظلة النظام . انا الذي لا تحتويني ارض ولا سماء ولا تقيدني جدران او بناء ، انا العربي منفلت عن بنية الزمان والمكان.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !
- عذرا لك سيدتي : فيان !
- الداروينية وأنظمة التوريث الأعرابية
- همفر- بريده : همفري بريدو
- القران الكريم بترجمة أعرابية
- العرب و الأعراب : أين يكمن الخطر ؟
- لماذا يهجر الدواعش المسيحيين العراقيين من الموصل؟
- خطبة البغدادي ( Copy-Paste ) : محفوظة ( يا بط يا بط اسبح بال ...
- البغدادي والعربية ينهلان من المنبع نفسه
- قناة العربية تشهر افلاسها
- الدواعش مطية للمشروع السياسي الغربي
- الوهابية سلاح للدمار الشامل
- مصر تعود لمكافحة الاسلام الأعرابي
- التناغم الاعلامي يكشف الايدولوجيا الوهابية وصنيعتها الغربية
- حقوق الانسان (يافطة) لقتل الانسان الاخر
- العودة الى الفيلولوجيا : بأي لغة تكلم السيد المسيح؟
- محور الأعراب - بنو الاصفر
- قناة العربية وأخبارها المرتبكة
- ماذا تعلمنا من الاسلاف الاجلاف ؟ : اغنية للأطفال !!
- قال وليم جونز ( رحمه الله ) : اطلبوا العلم ولو كان بالصين !!


المزيد.....




- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...
- الجيش اللبناني يعلن توقيف أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة الإسل ...
- هيا غني مع الأطفال.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سا ...
- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )