أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - ذاكرة الدخان / قصة قصيرة














المزيد.....

ذاكرة الدخان / قصة قصيرة


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 07:43
المحور: الادب والفن
    



ما كان ليمتلك الجرأة لولا ان أومأت له عيناها ، عيناها اللتان يتحاشاهما تحاشي الطريدة للرميّة ، الخجل تاريخ مزمن لم يتخل عنه ، الصمت يغلف عالما من المشاعر ، سحبته خطواته كانما ينقاد دون وعي نحوها ، مسافة حلم كانت تفصل ما بينهما ، هي ليلى : حلمه الذي يشرق مع الصباحات ولا يأفل معها ، هي ذاكرته التي تتفتق كاوراد الربيع ، تفقدها في كومة الرسائل المفروشة امامه والتي كانا يتبادلانها سرا ، الكلمات ترسم تعابير وجهها وهي تبوح له عن كوامن محبة كانت تخفيها توجسا ، كانا يفلسفان الاشياء ليقربان خطوط الالتقاء ، يكتبان بلون الضوء تفاؤلا ، ينسجان الايام ( كلّة عرس ) ، ارتشف ما تبقى من شاي في قعر كوبه وامال براسه الى الخلف ، لحظة استرخاء كانت لا حدود لها ، اطّرها نفث الانفاس الاخيرة - الى الاعلى - لسيجارة انتظرته طويلا حتى كادت ان تنطفئ ، لا صدى لهذه الجدران ، السكون يستبيح كل شيء ، المدفأة المنزوية اقصى غرفته الصغيرة تمد يدي دفئها نحو ساقيه العاريتين من الجوارب ، استسلم بكل حزن الى ذكرى تلك اللحظات التي جمعتهما معا ..
- احبكِ ،
كلمة تشظت بحروفها وهي تتعثر على شفتيه ، ادرك انها فهمتها وان لم تسمعها جيدا ، فعيناها اسرّا اليه الجواب بصمت ، رغم انه يدرك ان صوته قد خذله فقد كان صوته اقرب الى الحشرجة منه الى النطق ،
احبك : هي الكلمة التي لطالما تفنن برسمها بقلوب تقطر دما ، لا تكاد تخلو صفحة من كتاب له او دفتر او حتى حائط الا ووشمه باسميهما وبهذا القلب المنكسر .
ربما هو المساء الذي ارشف زمنا من الخيبات بانتصار وحيد ، كان من الشجاعة التي لو اعيد المشهد امامه لخذلته نفسه ، استند بكوعه على الطاولة التي امامه بكرسيها الوحيد واخذ يقلب الرسائل التي تبعثرت امامه من جديد ، كأنما يبحث عن شيء لم يقراه من قبل ، رغم يقينه انه يحفظ كل ما في الرسائل صما ، بفوارزها ونقاطها ، فوجهها لازال يرتسم مع كل حرف يقرأه ،
ما باله الليلة !!
مابال عينيها تفز من بين السطور كفزة قلب مر ذكرها امامه !!
شجرة السدر التي جمعتهما تحت ظلها ذات يوم لازالت تحتفظ على جذعها بقايا اسميهما وقلب ينز دما ، هي مزاره الذي لم يتخلف عنه يوما ، لظل الشجرة رائحتها ، وابتسامتها التي تخفيها عن عيون المترصدين ، هي كل ما تبقى منهما بعد ان غادرت وهذي البقايا من رسائل ،
احتياجه للسيجارة شتت من تفكيره ، لم يدمن التدخين رغم عشرات العلب التي دخنها في اعوامه الاخيرة ، ذاكرته لا تحفظ رائحة الدخان ، انسل من مخدعها وهي تروم الانصراف ، الصباح موعد رحيلها ، عليه ان يعيد الرسائل الى مكانها الى ان يحل المساء لينشرها امامه مرة اخرى ...



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة دادة عبيد والتداخل اللوني
- جمالية النص عند عامر عواد
- الاطر الفنية في حوار مسلح
- اتعفو وفي الارض نزفُ !!!
- حينما اشتقت لك
- وجع الأثداء
- فلسفة الطين / قراءة للناقدة عزة الخزرجي
- ميار
- فلسفة الطين
- مدن التشظّي
- سلال النارنج
- هناك حيث لا انا
- أُهدْهدُ سكينكَ التي طوَّحت بأحلامي !!!!
- أُحجيات ايلينا مدني
- ايتها التي ماكان لها ان تصدق
- ماذا لو ان الحسين حاضرا ؟
- بهية مولى والضمير الغائب
- اضاءة من عالم القاص عبدالمحسن نهار البدري
- ايماءة القبول
- قصائد قصار


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - ذاكرة الدخان / قصة قصيرة