أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - جمالية النص عند عامر عواد














المزيد.....

جمالية النص عند عامر عواد


عقيل الواجدي

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 13:03
المحور: الادب والفن
    


الكتابة فن حركي يعتمد التشويق كأداة جذب ، ولايفترض ان يكون عنوان التشويق اداة للاستسهال او السير بما هو مألوف ليتناغم مع ذائقة الواقع ، والمتتبع لما يُكتب الان يجد ان لاتوافقات او اسس واضحة للكتابة في غياب معياري الوعي والموهبة ، لذا انحسرت المتابعة بأشخاص محدودين اثبتوا جدارتهم في تبني الكتابة كمبدأ تم التأصيل له وفق معطيات واضحة اهمها الثقافة العامة والموهبة المتجذرة في اعماق انسانية الانسان التي هي الاخرى انحسرت عند الكثيرين كمتابعتنا لهم ...
الناصرية ، مرتكز الوجود الوعوي للبشرية جمعاء حيث نبت اول الحروف بارضها واخضرّ ادبها وعلومها ، وتتوجت بغار الابداع في كل تفاصيلها حتى ماهو بعيدا عن الادب ، فهي المدينة التي لايخلو بيت فيها – على الاطلاق – من اديب او مهتم بالادب ، فكان لابنائها قصب السبق في كل شيء تاركين لما سواهم تقفي الاثر لاغير ....
قصيدة النثر التي اختلف الكثيرون فيها وعليها اصبحت السمة التي لايمكن التغاضي عنها في رسم ملامح الواقع الادبي الشعري ، فهي احدى اعمدة الفن الكتابي سواء اختلفنا او اتفقنا على مفهومها ، وسواء تنكر البعض لها او تبناها الاخرون تبقى قصيدة النثر واقعا حياً وملموسا اخذ على ايدي بعض الرائعين درجة من السمو والابداع وترسيخ اسس واطر واضحة للجمال الكتابي من خلالها ، ومن اهم هذه الاسماء ( الشاعر عامر عواد الخفاجي ) ...
عامر عواد ، الانسان الشاعر ، يعد احد اجمل ممن كتبوا قصيدة النثر وفق رؤاه الخاصة المتجردة عن تناصات او تسلق بحبال الغير ، غير متعكز على مفاهيم اخذت بالنص النثري نحو الاسفاف ورصف الكلمات ، شاعر غادر عتمة التوهم الى نقطة اليقين بأن قصيدة النثر نوع ادبي يمكن الارتقاء به ، لذا منح شاعرنا ( عامر عواد ) قصيدة النثر الكثير من الجمالية من خلال نسج المفردات بأسلوب يسحبك للمتابعة دون عناء او تكلف ، راسما بأحرفه معاناة امة اختزلها بهمّه ، فهمّهما لايكادان ينفصلان عن بعض ، فهو المبلسم للجراح بعناقيد النشوة وهو الزارع للفرح اردية الحزن ...
في محاولة له لترميم لوحة الركام يأخذ بنا الشاعر نحو عوالم هذا الواقع المتناقض الذي لم يغفل شاعرنا في ان يكون متفائلا قدر الامكان ليمنح حروفه الحياة رغم حزنها المقيت ، الحزن موت في عالم تنصل للسعادة ...
قصيدة ( ترميم لوحة الركام )
آن لي دغدغة البلسم بالجراح
رسم عناقيد النشوة على ملامح هلاميه
احتطاب الضجر من الشموس
واطلاق التباشير في عتمة الزمن الضرير
آن لي سكب المياه في قافلة الوجع
فالمتاهات تتناسل
والاخضرار يغط في نوم عميق
آن لي الاهتداء اليك
لوحة تشابكت بالفراشات والنار
لون الرعد يشج أواصرك
والتغريد
شجن الدموع يهضم المسافات
بألحان مضرجة بالرصاص
والسقوط نحر المفاتن
على ارصفه مهمله
يبارك الصفعات بالزغاريد
واشجار تتنفس الاصفرار
من مسامات الشراشف البيض
يا لوحة احترقت
ومازالت خطوطها في الرماد
فالآنين لغة خالية من الطلاسم
لاتعرف وهم الحدود
والحروف زخرفة اللسان
تقايض الخوف بفوضى الصمت
آن لنا
آن لي
حل الوثاق بوخز الفقاعات

عامر عواد ، احد نتاجات وافرازات الواقع العراقي الممتد بأزمنة من الحروب والعوز والتسلط كما هو حال الاعم الاغلب من العراقيين ، الفرق انه استطاع ان يؤطر كل معاناته وينسجها لوحات تزين عالمة كما تزين الموناليزا جدار ، لم يغادر معاناته هربا كما فعل الاخرون ، او تنصل لعالمه ( الموبوء ) بالحب ، فعيون الحبيبة التي ماعاد منها الا ملامحاً تتشتت بين الصفحات لازالت ترقب شاعرنا وهو يسرج قناديل الحلم في عتمة عالم وأد كل شيء الا البقايا من انسانية من جاهدوا ليحتفظوا بها .
في قصيدته ( اقتربي ) التي اجدها قصيدة انتفاضة على واقع اخذ بشاعرنا الى زحمة الحياة فتناسى حقيقته المجبولة على التمرد ، الاستكانة ليست من ثوابته ، والركون لايلجأ اليه ، معتد بنفسه ، متميز بذاته ، يخلد الى ماضيه غير متنكر لواقعه ، متمنيا عودة الايام التي غادرته سريعا ، يبقى شاعرنا الجميل عامر عواد من المؤثرين في حركة وتميز قصيدة النثر العربية وبوسعه اعطاء المزيد ..

قصيدة ( اقتربي )
علنا نصطاد لحظة سعادة
انهكتنا المتاهات والدروب الضيقة
فما زلنا نرفرف بأجنحه من الشمع
نحاول التحليق بالافق
لكن القاع يتشبث بنا
كالجذر المغروس به
اقتربي
ودعينا ننسف ما تبقى من حطام
ونزرع الزهور على جسدينا
علنا نكتسي بالفراشات
اقتربي
فالخوف ما عاد ملاذ لنا
فالحرب تدور
فدعينا نتنزه بشوارع
يملؤها ازيز الرصاص
اقتربي
ودعي القبلة الأخيرة عند الشروق
نحيك منها نوافذ مزخرفه بالحنين
مشرعه نحو ومضة امل
تتخصر مسافات الحروب
عل احفادنا الذين لم يولدوا بعد
ينعمون بالسلام


عقيل الواجدي / الناصرية 8 آب 2014



#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاطر الفنية في حوار مسلح
- اتعفو وفي الارض نزفُ !!!
- حينما اشتقت لك
- وجع الأثداء
- فلسفة الطين / قراءة للناقدة عزة الخزرجي
- ميار
- فلسفة الطين
- مدن التشظّي
- سلال النارنج
- هناك حيث لا انا
- أُهدْهدُ سكينكَ التي طوَّحت بأحلامي !!!!
- أُحجيات ايلينا مدني
- ايتها التي ماكان لها ان تصدق
- ماذا لو ان الحسين حاضرا ؟
- بهية مولى والضمير الغائب
- اضاءة من عالم القاص عبدالمحسن نهار البدري
- ايماءة القبول
- قصائد قصار
- عَرض بحجم الافق / قصة قصيرة
- من ذاكرة الناصرية الادبية


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيل الواجدي - جمالية النص عند عامر عواد