|
من ذاكرة الناصرية الادبية
عقيل الواجدي
الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 01:47
المحور:
الادب والفن
وانا اقلبُ اوراقي التي ركنتها سنينا غير ملتفت لها لاسباب ادركت انها غير مقنعة لاني تغاضيتُ عن وثائق مهمة تدعم تاريخ الحركة الادبية في مدينة الناصرية – جنوب العراق - لفترة امتدت من منتصف تسعينات القرن الماضي الى ماقبل احتلال العراق 2003 حيث اختط مجموعة من الشباب عنوانا للمشهد الثقافي الشبابي تحت عنوان ( رابطة الشعر العربي ) والتي اُرجيء الحديث عن دورها الى وقت لاحق . وانا اقلب اوراقي وجدت مجموعة شعرية تم اصدراها في ( ايلول 1998 ) بعنوان ( رماد الالم ) لمجموعة من الشعراء الشباب وبمقدمة للاديب الكبير ( احمد الباقري ) رغم تواضع الطبعة بسبب القصور المادي لهؤلاء الشعراء في ان يدفعوا مجموعتهم لمطبعة رسمية تظهرها بالمظهر اللائق ، الا انهم اكتفوا ان تكون وفق امكانياتهم المادية وبطبعة بسيطة كانت الخطوة الاولى نحو نتاج اكثر رقيا لهؤلاء الشعراء في مجموعات قادمة . رماد الالم ، مجموعة شعرية للشعراء ( حسين مزهر محمد الحصونه ، عقيل فاخر كاظم الواجدي ، عدنان عزيز دفار ، علي عبدالحسين حمادي الشيّال و علي مكي راضي ) تناولت مرحلة مهمة من تاريخ الادب في المدينة باقلام اشاحت بوجهها عن التملق والتزييف لتكون اقلاما نقية بنقاء قلوبهم ، فلم تبع حينما باع الكثيرون مداد اقلامهم ، ولم تنحني حينما انحنى الكثيرون ، اختطوا منهجا كاد ان يكلفهم حياتهم ناهيك عما كلفهم وهم ينأون بانفسهم عن كل ما يمكن ان يلوث تاريخهم ...
- الشاعر حسين مزهر الحصونة : من قصيدته ( قصائد )
كلّما حدثني علّق رأسه في السماء لذلك .. يتكاثفُ البخار مابيننا ياهذا ايها القادم من خلف الاصفرار لسانك هذا ام سكين !! قطّعني من اسماعي افقي ، مستطيل من خشب - الشاعر : عقيل فاخر كاظم الواجدي ، من قصيدة ( ماكان لي )
من يغنّيك !!! والعويلُ يتوحد الشفاه ! الازاهير ، لون الرماد الدم ُ ، حمائلُ السلام بعيدا عن الوشائج اعلنُ انتمائي اليك ايتها الطفولة !
- الشاعر : عدنان عزيز دفار ، من قصيدة ( العزلة )
حينما اتممتُ غزوي وعدتُ ظافرا لم يدر بخلدي ابدا ان البيارق التي انتصبت كانت تتساقط خلفي تباعا !!
- الشاعر : علي عبدالحسين حمادي الشيال ، من قصيدة ( حمّى )
مبدعة هي البلاد بآلات الصراخ كل الصرخات مرّت على اذني الاّ صرختك الاخيرة !! - الشاعر : علي مكي راضي ، من قصيدته ( ذاكرة الدم )
هكذا ، ومنذ نعومة افكاره ايقن ان الالهة لاتُسقى الاّ بدم الشرايين فاخلع رأسك انك ........
مقدمة الاديب ( احمد الباقري ) لايزال المشهد الشعري في ذي قار تعمره الخضرة رغم ظروف الحصار ، فهؤلاء الفتية الرائعون ( عقيل الواجدي ، حسين الحصونة ، علي الشيال ، علي مكي وعدنان عزيز ) يحملون همومهم على اكفهم ويسفحونها على رصيف الشعر ، ان هؤلاء الرائعين امتداد طبيعي لرواد الشعر في محافظة ذي قار ... ولهم وشائج عميقة بالشعر العراقي الحديث . لقد اختاروا قصيدة النثر ميدانا لهم فكانوا شُعلا على افاقها ، وتعلوا اشجارهم شامخة على ضفافها ، نحس في نبض قصائدهم مرارة الخيبة والخذلان والهزيمة والحزن العميق ، لقد انعكست الحرب في مرايا قصائدهم ليست بشكل مباشر ولكننا نحس ان خلف صورهم الشعرية اهوال الحرب ومرارتها ومأسيها ، نحس بطعم الدماء القانية تقطر من قلوبهم التي قطعتها سيوف غير مرئية ، وترن في فضاءاتها اناشيد صدئة ، غير اننا نرى اشباح نساء تجوس في اراضيهم ، تبدو النساء هنا مثل كراسي اعتراف يتلو الشعراء اعترافاتهم منها من خلف استار سميكة ، نسمع اصواتهم التي تشيع فيها نبرة الحزن ، فتمتزج بها ونصعد معهن الى سماء بلا وعود . لقد تحطمت سفنهم على سواحل بحر صخرية ، فانسلوا لاجئين الى جزيرة مشمسة ، قد تكون الحب او الذكريات او الحقيقة او التفاؤل ، لابد ان نمنحهم فرصة للاصغاء اليهم ، انهم يتنبأون لنا بعوالم جديدة ويرسمون بايديهم المدماة لوحة قاتمة على افاق مغلقة ، يقدمون لنا شهادات الذبائح على اطباق من انين ورغبات مقطوعة ، انهم يدخلون الى خيمة الشعر العراقي الحديث بهدوء ، لكن في اصواتهم صدق المتنبيء وحقيقة الشهيد . ( الناصرية / ايلول 1998 )
عقيل الواجدي الناصرية / 13 تموز 2013
#عقيل_الواجدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النائمون وحدهم الذين يعرفون
-
المآذنُ تُباركنا بالعويل
-
مرة اخرى يفجرونك ايها الحلم
-
وجهك لايستجيب لذاكرتي
-
أُمنيات بلا خوذة
-
أتوقُ الى وجهكِ المسجّى
-
قصة قصيرة / السجن لن يكلفني كثيرا
-
عبقيل
-
الحمار / قصة قصيرة
-
شفاه الزهر
-
الوعي في قصائد مريم الطاهر
-
علي عبدالنبي الزيدي واحتفاء متأخر
-
زنبقة الماء
-
ايها المسؤولون لستم انتم المعنيون من كلامي
-
ابواب الرغبة
-
الشاعر خالد ثامر البدري قربان الحرية
-
ما بعد يوم من عيدك ايتها المرأة !!
-
هل نحن جادون في التغيير !!
-
من يريد ان يجعل من الاخلاّء اعداءا !!
-
الاعلاميون ودورهم الفاضح
المزيد.....
-
موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي
...
-
التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
-
1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا
...
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|