أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - نكسة أممية لتركيا بسبب سياساتها الخارجية الجدلية














المزيد.....

نكسة أممية لتركيا بسبب سياساتها الخارجية الجدلية


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 4613 - 2014 / 10 / 24 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الميزانية الضخمة التي خصصتها تركيا لشراء الذمم وتشكيل لوبي خاص لدعمها كي تحصل على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي ذات جدوى ، مثل عدم جدوى الميزانية المخصصة منذ سنوات لقبولها عضوة في الإتحاد الأوربي ، فالدولة التركية ورغم بعض النجاحات التي تحققت على الصعيد الداخلي من مثيل تطور الصناعة والزراعة وتحجيم دور المؤسسة العسكرية وتحجيم المافياوات ، ومحاولة ترسيخ القانون الا انها جنت الفشل الذريع على مستوى سياستها الخارجية ، تلك السياسات التي اصطبغت بالطابع الشخصي لممارسات السيد رجب طيب اردوغان الرئيس التركي الإسلامي الإخواني المتميز بتطلعاته اللامحدودة لإعادة تحقيق الحلم الضائع المتبعثر (الدولة العثمانية) ، فلقد تصرف الرجل بغرور غير معهود وتعامل باستعلاء غير سابق مع محيطه الإقليمي والدولي ، إذ كانت مواقف حكومته مثيرة للجدل تجاه الأزمة السورية ومثيرة للجدل تجاه العراق وكذلك تجاه ما حدث في بلدان الربيع العربي (أو بلدان الفوضى العارمة ) .
ان منظر ومخطط وعقل السياسية الخارجية التركية (أحمد داود أوغلو- رئيس الوزراء حالياً) كان يخضع من وجهة نظري لأحد تقييمين ، فإما ان الرجل ذكي للغاية وكان يدرك ما يفعل على مستوى الأداء الدبلوماسي لكنه كان خاضعاً لرغبة أردوغان الجامحة في تجميع كل القرار الدبلوماسي بيده كباقي القرارات ، أو انه لم يكن يستقرأ المستقبل ولم تكن رؤيته المستقبلية فيما يخص المواقف الدبلوماسية الدولية رؤية متكاملة وسليمة... وإلا فان هذه النكسة ليست بمريحة ولا بهينة لتركيا التي تعرضت لصدمة لم تكن في حساباتها ، بل كان الغرور قد جعل من أنقرة تنظر الى نفسها باستعلاء غريب ومثير في عالم متغير جديد لا يتناغم مع التطلعات غير المحدودة والرغبات الجامحة للسيد رجب طيب أردوغان الحالم باعادة بناء الأمجاد على غرار القادة التاريخيين ، تلك التطلعات والرغبات التي جعلته يقع في شرك أخطاء قاتلة وها هو بدأ يجني ثمار تلك السياسات ، ودون أدنى شك سيكون مسلسل النكسات بالنسبة لتركيا طويلاً مثيراً وسيصل المتتبع الى رؤية مشاهد مثيرة فيما يخص السياسات التركية في عصر اردوغان والتي تسببت الى حد ما في إحداث إضطرابات خطيرة في الدول الإقليمية المحيطة بتركيا وجلبت وستجلب مشاكل جمة لتركيا على المستوى الداخلي أيضاً.
الفارق في عدد الأصوات بين تركيا واسبانيا للحصول على المقعد هو 72 صوتاً ، أي ان اسبانيا حصلت على 132 صوتاً مقابل 60 صوتاً لتركيا ، وهنا يصل المرء الى استنتاج مفاده مقدار وحجم المشاكل التي تعانيها تركيا مع كثير من الدول ، فحتى الدول الاسلامية التي كانت تركيا تعول عليها لتبوأ المقعد غير الدائم في الأمم المتحدة وضعت تركيا في موقف لا يحسد عليه ، هذه المواقف من هذه الدول المسلمة لا بد انها نتجت وتأتت في الفترة الأخيرة بسبب الالتباس في موقف تركيا من الحملة الدولية على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ، ودون أي شك أيضاً فان الرد والموقف التركي على الأحداث في العراق وسوريا كان له دور كبير في تعرضها لهذه النكسة ، التي لم يستطع وزير خارجيتها مولود جاووش اوغلو تدارك الوضع وحشد الدعم بعد أن أوفدته أنقرة الى نيويورك في اللحظات الأخيرة.
ان المقارنة بين عامي 2009 و2010عندما تم انتخاب تركيا بغالبية 151 صوتاً لعضوية المجلس وبين ما حدث في اكتوبر 2014 ونكسة تركيا الأممية وتعرضها لإحباط لم تتوقعه تشير (اي المقارنة) الى ان تركيا انذاك كانت بلداً مسلماً نموذجياً معتدلاً ومنفتحاً ، لكن الآن الوضع اختلف ولم يبق على ما كان عليه واصبح العالم ينظر الى رئيسها السيد رجب طيب أردوغان على انه يتجه الى مزيد من السلطوية ويطمح في كثير من المجد ...!
ان الآتي والقادم من الأيام سيكون حاملاً للمفاجاءات بالنسبة لتركيا كونها الآن في مأزق كبير وأصبحت محل ريبة وشك وانعدمت الثقة بها بسبب مواقفها من تقدم التنظيمات المسماة بـ (الجهادية) ، وكذلك مواقفها من احياء عملية السلام في الشرق الأوسط ، أما على المستوى الداخلي فقد بدأت أصوات المدافع وأزيز الطائرات وقرقعة البنادق تدوي من جديد في جنوب شرق الأناضول بعد ان انهار وقف اطلاق النار وبدأت العمليات العسكرية بين حزب العمال الكردستاني PKK والجيش التركي على خلفية مواقف تركيا الغريبة والشاذة من أحداث وحصار كوبانى الكردية السورية ، وقبلها موقفها الغريب والشاذ والمريب من هجوم داعش على سنجار وباقي المناطق الكردية في العراق وارتكابه للفظائع ... الآن تنظيم YPG (وحدات الحماية الشعبية الكردية) الجناح العسكري لـ (PYD) الموالي لحزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه عبدالله اوجلان بدأ يحصل على الدعم الجوي والعسكري واللوجستي الأميريكي في موقف لم يكن في توقع الكثير من المحللين بسبب الموقف التقليدي للولايات المتحدة الأميريكية من حزب العمال الكردستاني ... وهكذا فقد رأت تركيا الآن نفسها في وضع لا يحسد ، وسيتعقد وضعها أكثر وسيتلاحق مسلسل النكسات التركية بسبب نمطية التفكير لدى السيد أردوغان وحزبه الاسلاموي الطامح الى تحقيق الخيالات والأحلام التاريخية .



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد وتشكيلة الحكومة الجديدة ... فراق أم وفاق ؟!
- العراق ... صفحة أخرى ...ضرورة الشروع في تحقيق العدالة الإنتق ...
- رسالة مفتوحة إلى رئيس اقليم كردستان السيد مسعود بارزاني المح ...
- العراق ...إنفراج في الأفق بعد التوافقات على توزيع الغنائم ال ...
- الموازنة الإتحادية للعراق ورواتب إقليم كردستان ...!
- غياب جلال طالباني وتخلخل المعادلة السياسية العراقية
- الإقطاعيات السياسية في العراق والطبقة الجديدة
- فشل الإسلام السياسي في تجارب الحكم الحديثة
- اصحاب الأقلام السلطوية والخطابات الإنشائية
- فساد وإرهاب ... توصيفات وطنية
- أزمة الرأي العام في العراق...المشكلة الحالية نموذجاً
- الأمن شماعة لتعليق المشاكل في العراق...عقد شركة نوروزتيل مثا ...
- القائد التاريخي ... أم المدير الأمين ... ايهما الأفضل؟
- أصدقاء الشعب الكردي أم أصدقاء النظام السياسي الكردي؟
- بوق مرزوق
- نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإخت ...
- من حقي كمواطن أن اطالب مام جلال بالإستقالة من منصبه
- ساسة العراق ... من المربع الأول الى الحلحلة واللملمة واللصلص ...
- في هذا العراق لا أثق بالساسة ... كل الساسة
- أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - نكسة أممية لتركيا بسبب سياساتها الخارجية الجدلية