أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - الإقطاعيات السياسية في العراق والطبقة الجديدة














المزيد.....

الإقطاعيات السياسية في العراق والطبقة الجديدة


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد التغيير الذي حصل في العراق قبل عقد من الزمن عقب قيام الولايات المتحدة الأميريكية – إنطلاقاً من مصالحها – بإسقاط نظام صدام الديكتاتوري وتبنيها لنظرية الفوضى الخلاقة (المدمرة) ، دخلت الأحزاب السياسية العراقية وقياداتها الى البلد وبرزت أحزاب وقيادات أخرى جديدة مع دخول أول دبابة أميريكية إلى بغداد ... لقد ساهمت نظرية (الفوضى الخلاقة) في تحول هذه الأحزاب خلال فترة وجيزة إلى إقطاعيات سياسية حاكمة على غرار الإقطاعيات الإجتماعية التي كانت تحكم المجتمعات السابقة ومازالت تحكم في بعض البلدان ومنها بلدنا حيث انتعاش ثقافة الإنتماء للقبيلة والعشيرة والولاء لها – اقليم كردستان مثالاً حيث تبنت الأحزاب الكردية نهج ترشيح الوجوه العشائرية للإنتخابات في الإقليم وكذلك للإنتخابات النيابية القادمة في العراق- هذه الإقطاعيات السياسية بشتى إيديولوجياتها ومشاربها (دينية،قومية،مذهبية ) تمرح وتسرح على مسرح الأحداث متغازلة بعواطف الأهالي الذين ما زالوا مخلصين ويحملون في دواخلهم بعض الثقة بالشعارات الدينية والقومية والطائفية .
هذه الإقطاعيات السياسية في العراق لديها معادلات سياسية مستساغة من قبل المتتبع والمهتم ، إذ يُلاحَظ بأن كل شيء حاضر في هذه المعادلات خصوصاً الجانب النفعي المالي من خلال الإستحواذ على السلطة ، والسيطرة على مصادر الأموال والقوة ، بإستثناء شيء واحد مطروح من المعادلة وغير موجود فيها ولا في قائمة الأولويات ألا وهو (المواطن) ، وهذه حالة طبيعية في مجتمعات كالمجتمع العراقي الذي غلبت فيه دوماً الشعارات المخادعة على المشهد وإعتقاد المواطن بها وتصديقها بخاصة إذا كان الشعار دينياً أو قومياً كونه يدور في فلك المقدس الذي الذي غدا جزء من المنظومة القيمية للفرد مما أدى ذلك الى مساهمة الفرد (المواطن) في صناعة الإقطاعيات السياسية الحاكمة وصناعة الزعماء والقادة كما كان الإنسان سابقاً يصنع أصنامه بنفسه ومن ثم يقدم لها فروض الولاء والطاعة ولا يستطيع بعد ذلك تهشيمها كونها تطبعت وتغلفت بغلاف القدسية .
لا يمكن المراهنة على هذه الإقطاعيات السياسية الحاكمة لبناء العراق وبناء دولة المواطنة كونها تؤمن بكل شيء لكنها لا تؤمن بشيئين (المواطن ، والقانون) ، إذ ان هذه الإقطاعيات السياسية وأتباعها من الطبقة الجديدة وذيولها من موظفي البيروقراطية الإدارية وأبواقها من الإعلاميين المرتزقة الذين يستلهمون أفكارهم من (القادة الرموز) ، جميعاً يمتصون مقدرات الدولة ويستنزفون طاقاتها من خلال إفتعال الأزمات والحروب الداخلية والصراعات الطائفية والقومية والحزبية ، فهي لا تمتلك إرادة البناء (مع احتكارها لكل الوسائل التي من شأنها إعادة اعمار وبناء الدولة) .
إن القدر السيء والحظ العاثر لهذا البلد يشبه ذاك القدر السيء والحظ العائر للكثير من الشعوب عبر التاريخ وكان آخرها قدر الشعوب التي ابتليت في جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق وإتحاد الجمهوريات اليوغسلافية ... إذ تحولت الدولة إلى منظومة قهر وظلم وتدمير للإنسان الفرد وكرامته وسلب حريته وتجويعه من خلال أساليب الحكم السيئة والمقيتة بأسم الشعار وبأسم المصالح العليا للبلد ... هكذا فعلت الطبقة الجديدة بالإنسان في تلك المجتمعات التي إختزلت الشعوب في الحزب القائد ومن ثم الحزب القائد في قيادات نفعية متنفذة ومن ثم اختزال حتى القيادات في ذات الزعيم الأوحد .
إزاء هذه الحالة المأساوية الحالكة التي نمر بها في العراق ، نحن أمام خيارين ، إما خيار الإصلاح (اصلاح جميع المؤسسات المجتمعية والسياسية وتصحيح مسار الديمقراطية) من خلال رأي عام عقلاني وعصري بعيد عن أساليب العنف ... وإما الإستسلام للواقع وترك الطبقة الجديدة والإقطاعيات السياسية تسمن كحيتان تلتهم كل شيء .



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل الإسلام السياسي في تجارب الحكم الحديثة
- اصحاب الأقلام السلطوية والخطابات الإنشائية
- فساد وإرهاب ... توصيفات وطنية
- أزمة الرأي العام في العراق...المشكلة الحالية نموذجاً
- الأمن شماعة لتعليق المشاكل في العراق...عقد شركة نوروزتيل مثا ...
- القائد التاريخي ... أم المدير الأمين ... ايهما الأفضل؟
- أصدقاء الشعب الكردي أم أصدقاء النظام السياسي الكردي؟
- بوق مرزوق
- نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإخت ...
- من حقي كمواطن أن اطالب مام جلال بالإستقالة من منصبه
- ساسة العراق ... من المربع الأول الى الحلحلة واللملمة واللصلص ...
- في هذا العراق لا أثق بالساسة ... كل الساسة
- أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة
- الرئيس مام جلال في طهران ...أين البروتوكولات والاعراف.؟!
- وليد المعلم ووهم البطولة الجوفاء
- ما بين الطفل حمزة الخطيب ... والطفل محمد الدرة... وطفل حلبجة ...
- دريد لحام من جوقة وعاظ السلاطين منذ أن وُجِد
- نواب رئيس جمهورية العراق...بطالة مقنعة في مديرية الشراكة الو ...
- الثنائي الإعلامي الممسوخ شريف شحادة وعصام تكرور السوريين
- بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟


المزيد.....




- توازن بين الجرأة والأنوثة..ديمي مور تخطف الأنظار بفستان فاتح ...
- تحليل.. 3 خيارات مطروحة أمام ترامب كلها معقدة في فنزويلا
- السبّاحة السورية يسرى مارديني تلفت الأنظار بفستان أنيق في بر ...
- مجلس الأمن يُقرّ خطة ترامب بشأن غزة.. وحماس ترفضها وتصفها بـ ...
- مجلس الأمن يعتمد قراراً أميركياً بشأن -خطة غزة-.. ومأساة الق ...
- تفاصيل ليلة تصويت مجلس الأمن على -خطة غزة-.. ما أبرز المواقف ...
- -لحظة تاريخية-.. مجلس الأمن يقر خطة ترامب لإنهاء حرب غزة
- ائتلاف رئيس الوزراء يتصدر انتخابات العراق وفق النتائج النهائ ...
- من غزة إلى جنوب أفريقيا..حكايات جديدة للهروب الذي فاجأ الجمي ...
- ديبورا تيرنس رئيسة قسم أخبار -بي بي سي- التي استقالت بسبب تر ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - الإقطاعيات السياسية في العراق والطبقة الجديدة