أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - فشل الإسلام السياسي في تجارب الحكم الحديثة














المزيد.....

فشل الإسلام السياسي في تجارب الحكم الحديثة


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 02:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيكون التقييم خاطئاً عندما يأتي البعض ليحكم على تجربة الإسلاميين في الحكم بالنجاح مستنداً بذلك على تجربة حزب العدالة والتنمية التركي أو كما يسميه البعض بـ (التجربة الأردوغانية) ، إذ ان للتجربة التركية الإسلامية في الحكم خصوصية علمانية ملتصقة بالدستور الأتاتوركي العلماني الحديث المحصن والمحمي من قبل المؤسسة العسكرية التركية التي تمتلك القدرة على كبح جماح أي طرف يريد تغيير وجه الدولة تبعاً لمعاييره ، وهذا ما هو ملموس في تركيا ، فالتجربة تجربة دولة هناك ، ورغم المحاولات والنوايا لحزب العدالة والتمنية لإضفاء طابع اسلامي على الحكم وأسلمة الدولة ، لكن تبقى المحاولات عقيمة ، في وقت ليس بمقدور أحد أن ينكر أيضاً نجاح أردوغان في إدارة الدولة المدنية العصرية وبمفاهيم وأساليب عصرية لا تتعلق بطقوس أردوغان في الصلاة والصوم والدعاء ، فالرجل أثبت بأنه رجل دولة وعلى عدة مسارات وهذا بحث آخر.
لقد أثبت الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي فشله في مشاريع إدارة الحكم وبشكل ملفت للنظر ، فالتجربة الإخوانية المصرية دليل على بؤس مشاريع الإسلام السياسي في مجال أدارة شؤون الحكم وتسيير أمور الشعوب ، وظهر ذلك جلياً من خلال سنة واحدة أراد فيها اخوان مصر اختزال الدولة بكاملها في حزبهم واراد مرسي اختزال مصر وتاريخها وشعبها وقيمها وفنها وثقافتها في شخصه من خلال خطاباته البائسة المحتشدة بمفردة ( أنا ، أنا ) تلك المفردة التي تدل على الجهود المخلصة له لإختزال مصر العريقة بكل توجهاتها في شخصيته التي بُنيَت من قبل مؤسسة الاسلام السياسي .
أما الحال في ايران – ورغم مرور عدة عقود عجاف على التجربة – فليست الحال بأقل بؤساً من التجربة المصرية القصيرة ، فالفارق في الصبر وسايكولوجية المجتمع ، ولا يخفى بأن سايكولوجية الشعوب الإيرانية معروفة بالهدوء وطول النفس والصبر ، أضف الى ذلك ميزة القمع والقسوة التي تتصف بها مؤسسة الحكم الاسلامية الايرانية التي اغرقت ايران في حصار دولي عمره اكثر من ثلاثة عقود وتدهور حاصل في كل مفاصل الحياة ، وعزلة رهيبة عن العالم ، ومصادرة للحقوق والحريات بقوة الحديد والنار ، كما ان الجيش في ايران بكافة صنوفه أداة طيعة بأيدي النظام السياسي ، على عكس المؤسسة العسكرية المصرية التي تنماز بالإستقلالية .
وليست التجربة الأفغانية التي تمثلت في نظام طالبان المتخلف في الحكم بعيدة عن حديثنا والتي أعادت بأفغانستان مئات السنوات الى الوراء في تجربة قمعية متخلفة ، وما تسببت به ممارسات طالبان في فتح ابواب الجحيم على المنطقة برمتها منذ ايلول 2001 .
لا يخفى بأن الأنظمة الراديكالية في المنطقة ، عاشت في ابراج عاجية وكانت الفجوة بينها وبين شعوبها واسعة وخطيرة ، كنظام مبارك في مصر ، وبن علي في تونس ، والقذافي في ليبيا ، والبعثي الأسدي في سوريا ، وقبلها نظام صدام الدكتاتوري الدموي في العراق وقبله نظام شاه ايران (محمد رضا بهلوي)، تلك الأنظمة التي ألََهت نفسها ، من خلال أجهزتها القمعية ومن خلال سطوة المال وسطوة الإعلام وشراء ذمم جيوش المرتزقة من الطبالين والزمارين وما رافق ذلك من المحاولات الناجحة للإخصاء الفكري والثقافي ، ولا يخفى على أحد بأن الإنقلابات العسكرية القميئة التي حدثت في مصر وسوريا والعراق في خمسينيات وستينيات القرن الماضي قد ساهمت بشكل فاعل في صناعة الطغاة وتذليل الشعوب وتجويعها وتقزيمها والقضاء التام على الديمقراطية ... كل هذه العوامل ساهمت في أن يستغل الإسلام السياسي بشقيه (السني والشيعي) عواطف الشعوب وعقائدها واستخدامها كأدوات وآليات للخلاص مستخدمة بذلك خداعاً كبيراً وتنويماً مغناطيسياً للشعوب المتكئة على الأحلام وأمجاد التاريخ الزائفة ، بل والأنكى من ذلك ان هذا الإسلام السياسي قد وقف يتفرج على ثورات الشعوب التي خاضها الشباب ودفعوا ارواحهم ثمناً للتغيير والحرية ، فجاء الإسلام السياسي قافزاً من فوق أكتاف الأهالي وراكبة ثوراتهم للوصول الى الحكم بسهولة بفضل عاطفية الشعوب في هذه الدول وسايكولوجيتها المرتبكة الغارقة في التصديق بوعود (ظلال الله على الأرض) في ان الدول التي ستحكمها الأنظمة الاسلامية ستتحول الى جنة مثلى ... وهي بالفعل جنة مثلى بفضل قوانين التأمين على الحياة والضمان الصحي والضمان الإجتماعي والحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة ...!
لا يمكن لأية تجربة اسلامية سياسية في الحكم أن ترى النجاح خصوصاً ان أحزاب الاسلام السياسي مؤمنة ومعتقدة بحقها التاريخي الطبيعي في حكم الشعوب ، وهذا الحق الطبيعي معناه ركوب الشعوب وتطويعها وتذليلها مستخدمة لذلك نظرية التفويض الإلهي ومستغلة بذلك مشاعر الشعوب الدينية ... وها هي مصر تبعث برسالتها الى العالم لتقول بأن سنة واحدة من حكم الإسلام السياسي قد أضاف بؤساً على البؤس الذي تسبب به نظام مبارك ، وكادت مصر ان تسير نحو الأفغنة الحقيقية بعد ان كانت قرارات مرسي من اعلانه الدستوري وما تذيل به تخنق يوماً بعد يوم نفس الحرية وتطفيء الأضواء لتتحول بذلك مصر الى ظلام دامس كما تحولت ايران الى ظلام .
ان علمنة الدولة ، وفصل الدين عن السياسة او كما هو معروف فصل الدين عن الدولة لا يعني أبداً الإنقلاب على الدين ، بل بالعكس لقد احترمت الأنظمة العلمانية الدين ووضعته في مكانه المناسب ومنحت المؤمنين ومن كل الأديان كامل حقوق ممارسة طقوسهم ، وما فرار الإسلاميين من بلدانهم المسلمة الى دول اوربا والغرب - دول الكفر حسب توصيفات الإسلاميين- الا دليل واضح وبرهان ساطع على ذلك ، فهم يبحثون عن الحرية (كل الحرية) في بلاد الكفر ! فهل بمقدور أنظمة الحكم الإسلامية توفير عشر القدر من الحرية والكرامة والرفاه لشعوبها ، كما توفر دول الكفر ذلك لغير شعوبها وخصوصاً للاجئين الإسلاميين منهم ؟



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصحاب الأقلام السلطوية والخطابات الإنشائية
- فساد وإرهاب ... توصيفات وطنية
- أزمة الرأي العام في العراق...المشكلة الحالية نموذجاً
- الأمن شماعة لتعليق المشاكل في العراق...عقد شركة نوروزتيل مثا ...
- القائد التاريخي ... أم المدير الأمين ... ايهما الأفضل؟
- أصدقاء الشعب الكردي أم أصدقاء النظام السياسي الكردي؟
- بوق مرزوق
- نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإخت ...
- من حقي كمواطن أن اطالب مام جلال بالإستقالة من منصبه
- ساسة العراق ... من المربع الأول الى الحلحلة واللملمة واللصلص ...
- في هذا العراق لا أثق بالساسة ... كل الساسة
- أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة
- الرئيس مام جلال في طهران ...أين البروتوكولات والاعراف.؟!
- وليد المعلم ووهم البطولة الجوفاء
- ما بين الطفل حمزة الخطيب ... والطفل محمد الدرة... وطفل حلبجة ...
- دريد لحام من جوقة وعاظ السلاطين منذ أن وُجِد
- نواب رئيس جمهورية العراق...بطالة مقنعة في مديرية الشراكة الو ...
- الثنائي الإعلامي الممسوخ شريف شحادة وعصام تكرور السوريين
- بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟
- كل مستقل في هذا الوطن خائن وعميل...!


المزيد.....




- محاولة اغتيال ترامب بالذكرى الأولى.. أسئلة بلا إجابات للآن
- تركيا.. فيديو تأثر زوجة أردوغان بخطابه ورد فعل الأخير يثير ت ...
- دراسة: لقاحات الطوارئ خفّضت الوفيات بنسبة 60% خلال الـ23 عام ...
- غارة إسرائيلية تخلّف سحابة غامضة تثير الذعر في غزة
- بين تفاؤل كبير وتشاؤم مفرط.. انقسام في أوكرانيا إزاء -تحولات ...
- أداء القيادة السورية وبلبنان بتصريح باراك يثير تفاعلا والأخي ...
- ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ...
- هل حقًا الانتخابات القادمة نقطة تحول في سوريا؟
- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - فشل الإسلام السياسي في تجارب الحكم الحديثة