أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - غياب جلال طالباني وتخلخل المعادلة السياسية العراقية














المزيد.....

غياب جلال طالباني وتخلخل المعادلة السياسية العراقية


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع إختلافي- كحق طبيعي – مع كثير من توجهات السيد جلال طالبني السياسية ، ومع ملاحظاتي على كثير من الحالات والمنعطفات في حياة الرجل السياسية (كما هي ملاحظاتي وإختلافي في وجهات النظرمع أغلب القادة والزعماء الكرد بسبب أخطاء قاتلة أُرتُكِبَت في مسيرة الحركة التحررية الكردية بحكم عوامل صعبة شتى وأصعبها عامل الجيوبولوتيك لكردستان ، وصراع الزعامات على مراكز القيادة والقرار إضافة إلى عوامل إجتماعية... وهذا بحث آخر) ، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الإيجابي والمتوازن والوسطي والمعتدل الذي لعبه (مام جلال)** على الساحة السياسية العراقية بعد الإطاحة بالنظام الديكتاتوري السابق ، سواء إبان فترة مجلس الحكم الذي أنشأه(الحاكم المدني الأميريكي للعراق بول بريمر) أو بعد تسنمه منصب رئاسة الجمهورية لولايتين ، إذ ان الكاريزما النادرة والحنكة السياسية ومحورية الشخصية محلياً وإقليمياً ودولياً (نائب رئيس منظمة الإشتراكية الدولية) وعلاقاته المتشعبة إضافة إلى تاريخه السياسي في صفوف الحركة الكردية المسلحة منذ نعومة أظفاره منحته القدرة على أن يكون لاعباً محورياً وإيجابياً في اللعبة السياسية العراقية الصعبة والمعقدة والخطيرة، وأن يكون رقماً مهماً بمثابة قاسم مشترك بين جميع المتناقضات ، بين الفرقاء السياسيين .
حينما تسلم مهامه رئيساً لجمهورية العراق لأول مرة في 6 أبريل 2005 واطلق قوله الشهير (لقد نزعت ردائي الكردي واردتيت العباءة العراقية) ، فقد لاقى مقبولية من العراقيين حتى من قبل مناوئيه ، ولم تكن تلك المقولة شعاراً مخادعاً أو محاولة لتحقيق مبدأ النفعية بقدر ما كانت جدية وانتقلت الى التطبيق العملي خصوصاً أثناء حقبة الإحتراب الطائفي الدموي التي بدأت في فبراير2006 والفترة التي تلتها ، بخاصة كان دوره متميزاً وبارعاً في الحفاظ على شكل العلاقة هادئة نسبياً ومتوازنة بين (بغداد وأربيل) رغم المشاكل المزمنة والمستعصية بين العاصمة الإتحادية وبين أربيل عاصمة إقليم كردستان ، فدون أدنى شك كان طالباني ماهراً في إدارة الأزمات وإدارة المراحل الخطيرة من عمر البلد .
الآن وبعد أكثر من سنة على غياب (مام جلال) عن الساحة السياسية بسبب مرضه الخطير ودخوله في غيبوبة طويلة في أحد مشافي برلين تعقد المشهد السياسي العراقي بشكل مذهل ، ودخل البلد منزلقاً أمنياً خطيراً خصوصاً في المناطق الغربية والوسطى من البلاد ، وبدت الخلافات بين الفرقاء السياسيين خطيرة ومرعبة ، وبدأت الخلافات تزحف شيئاً فشيئاً إلى النسيج الإجتماعي العراقي غير المتماسك أصلاً بسبب عمق وتجذر خلافات القيادات والزعامات إضافة إلى الأساليب المرعبة والمفرطة في الميكيافيللية لتصفية الحسابات بين الفرقاء السياسيين في ظل حالة فساد مرعبة متفشية كالسرطان في جسد المؤسسة السياسية والإدارية في العراق كجزء من حالة السعي لدى الكل للإستحواذ على كل شيء وإالغاء الآخر .
إن عملية الإصلاح في مجمل المؤسسات العراقية حتى الإجتماعية منها بحاجة إلى شخص وسطي معتدل فوق الإنتماءات مقبول لدى الجميع، كما ان ما سمي بـ(المصالحة الوطنية) أيضاً بحاجة الى شخصية من هذا النمط،ولقد كانت هذه المواصفات تتوفر في شخصية الرئيس جلال طالباني .. وللأسف فقد إنتهى دوره السياسي إلى الأبد بحكم عامل العمر والمرض المستفحل ... !
أما على الصعيد الكردي فقد ترك غيابه حالة من الخلخلة الخطيرة ، فحزبه (الإتحاد الوطني الكردستاني) تمزق على مستوى القيادة بسبب الصراع بين الأقطاب في هذا الحزب ، وتراجع بشكل ملفت للنظر في الإنتخابات العامة التي جرت في سبتمبر ، إذ كام طالباني بمثابة الخيمة والقاسم المشترك بين أقطاب حزبه المعقد التركيب ، كما كان بمثابة صمام الأمان بالنسبة للوضع العراقي ، صحيح إن حجم المشاكل كان أكبر بكثير من طاقة الطالباني ، لكن الرجل كان يلعب دوراً إيجابياً ملحوظاً وملموساً ... كما ان غيابه هذا تسبب في حالة من الصداع لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني.
ينبغي الآن بهيئة رئاسة الجمهورية في العراق وبالحكومة العراقية وبالإتحاد الوطني الكردستاني (حزب مام جلال) وكذلك برئيس إقليم كردستان السيد مسعود بارزاني مصارحة الشعب العراقي بجميع شرائحه ليقولوا له ماهو مصير طالباني الحقيقي ... إذ بات من المخجل جداً أن لايعرف شعب مصير رئيسه ... فعلى هذه الأطراف التي ذكرتها أن يوضحوا لنا فلسفتهم الخطيرة في عدم مصارحتنا بمصير الرئيس العراقي .
وحتى لا نجانب الموضوعية أقول إن طرحي أعلاه جاء كقراءة موضوعية إذ ليس بمقدوري ولا بمقدور أحد وبعمليات ترقيعية إخفاء الأخطاء التي وقع فيها مام جلال عبر مسيرته السياسية الطويلة ... ولا يمكن أيضاً إخفاء أخطاء القيادات والزعامات الكردية الأخرى ... !
*رئيس تحرير صحيفة الأهالي الليبرالية العراقية
** الأسم الحركي للرئيس العراقي جلال الطالباني ،إذ كان يعتد بهذا الأسم.



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقطاعيات السياسية في العراق والطبقة الجديدة
- فشل الإسلام السياسي في تجارب الحكم الحديثة
- اصحاب الأقلام السلطوية والخطابات الإنشائية
- فساد وإرهاب ... توصيفات وطنية
- أزمة الرأي العام في العراق...المشكلة الحالية نموذجاً
- الأمن شماعة لتعليق المشاكل في العراق...عقد شركة نوروزتيل مثا ...
- القائد التاريخي ... أم المدير الأمين ... ايهما الأفضل؟
- أصدقاء الشعب الكردي أم أصدقاء النظام السياسي الكردي؟
- بوق مرزوق
- نيجيرفان بارزاني والمعارضة الكردية... كل ديمقراطية تسقط بإخت ...
- من حقي كمواطن أن اطالب مام جلال بالإستقالة من منصبه
- ساسة العراق ... من المربع الأول الى الحلحلة واللملمة واللصلص ...
- في هذا العراق لا أثق بالساسة ... كل الساسة
- أحداث زاخو بأقليم كردستان...قراءة مغايرة
- الرئيس مام جلال في طهران ...أين البروتوكولات والاعراف.؟!
- وليد المعلم ووهم البطولة الجوفاء
- ما بين الطفل حمزة الخطيب ... والطفل محمد الدرة... وطفل حلبجة ...
- دريد لحام من جوقة وعاظ السلاطين منذ أن وُجِد
- نواب رئيس جمهورية العراق...بطالة مقنعة في مديرية الشراكة الو ...
- الثنائي الإعلامي الممسوخ شريف شحادة وعصام تكرور السوريين


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - غياب جلال طالباني وتخلخل المعادلة السياسية العراقية