أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تناقضات العولمة ج2














المزيد.....

تناقضات العولمة ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 00:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


• التركيز على البعد الاقتصادي والمالي دون إعطاء دورا للعوامل البينية الأخرى ومنها تعميق السلام العالمي والحرية الاجتماعية للمجتمعات والكتل الكونية وبسط مفاهيم العدل الكلي بدل العدل الواقعي الذي يتناسب مع قواعد الحرية التجارية ومحاربة الفقر والتصحر والخراب البيئي ليس من خلال المعونات والمساعدات بل من خلال محاربة العوامل المباشرة لها, وإعادة توزيع الإرث المالي العالمي بمعنى إعادة المنتهبات المادية ومصادر الثورة للشعوب التي عانت فترة الاستعمار والاحتلال الأجنبي والتي لازالت أحد أهم أسباب تخلف الشرق والجنوب كلها عوامل تؤكد أن أسباب التناقض لازال محتدما ولا يمكن تجاوزه من خلال دعوات فكرية أو ممارسات جزئية قاصرة عن معالجة الأسباب الرئيسية وبالتحايل عليها من خلال فرض واقع حالم غير قابل للثبات والاستمرار مما يعني بقاء المشكلة دون حل جذري ومناسب ومتناسب مع الجريمة التأريخية.
• والتناقض الأهم والأجدر هو ميل دعاتها إلى فرز ورفض المشكل الحضاري والقيمي البيني ليس على أساس الموائمة والتناسب بل على أساس ما يمكن أن يعارض أو يتعارض مع روح وأس الفكرة الأيديولوجية ذاتها, فنجد مثلا محاولة عزل القيم الروحية وإفرازاتها ومنها الدين ليس مبنيا على نقد وتصحيح الممارسة الروحية بكافة أشكالها ومحاولة الاستفادة من المحرك الذاتي فيها وتعميق الروابط التي تنمي فكرة الكونية, ومعلوم أن الدين كمفهوم قيمي هو مفهوم كوني لا يحدد ولا يتحدد لا بالجغرافيا ولا بالتاريخ, لكونه كذلك كان الأجدر الاستفادة من محركه الذاتي في تعميق الإيمان بالكونية والعولمة وليس جعله هدف متناقض ومتضاد وصب جزء من جهد الصراع معه مما يزيد من انزواء الفكرة وتخلف الفرد عنها لما للعوالم الروحية من دور فاعل في تحسيس الوعي وتنشيط الذاكرة.
• واخيرا من التناقضات التي تعصف اليوم بفكرة العولمة غياب الأفق لما هو آت بعدها من أفكار ورؤى وإن بادر البعض على التبشير بعالم ما بعد العولمة أو ما يسميه البعض الحداثة المنعكسة لكنها تبقى مصطلحات غامضة تنتظر أن تثبت وجودها المادي أولا ومن ثم نقش الفكرة على ما ينتج عنها من ردود فعل فكرية أو فلسفية, هنا نجد تخلفا حقيقيا للفلسفة والفكر في قيادة الإنسان للغد, غياب وعي حقيقي عن إدراك طريق السير وكأن العالم يسير نحو المجهول الذي لا دليل حقيقي على نمطية ونسقية سيره,
تقول الأستاذة أماني أبو رحمة شيئا قريبا جدا مما تعانيه العولمة الآن وفكرة الإنسان الكوني من إشكالية مقاربة لقراءتها فتقول((يبدو خطاب الحداثة المنعكسة واعدا، سواء فيما يتعلق بإمكانية الحفاظ على الحوار الديمقراطي بين مجموعات مختلفة من الناس وفيما يتعلق بإمكانات الأفراد في إعادة تفسير وتغيير ظروفهم المعيشية الخاصة ولكن المفهوم مع ذلك، لازال بعيدا عن الوضوح ,يشير سكوت وجون أري إلى أن هناك في ثلاثة خطابات متوازية ومتناقضة جزئيا حول مفهوم الحداثة المنعكسة خطاب المعرفية (cognitive reflexivity)المنعكسة والجمالية المنعكسة(aesthetic reflexivity)والتأويلية المنعكس(hermeneutic reflexivity)ينطلق خطاب المعرفية المنعكسة من مفهوم المنعكسة الذي وضعه أولريش بيك وانتوني غيدنز(بيك 1992،غيدنز 1996).في هذا الخطاب، تعد المنعكسة أساسا قدرة فكرية تمكن الأفراد من فهم ومساءلة التدفق المتزايد للمعلومات المرتكزة على المعرفية نقديا وتشكيل رأيا شخصيا خاصا بهم عن الواقع)) .
هذا البعد عن الوضوح يعد تحديا حقيقيا لاكتشاف عالم ما بعد العولمة وقراءة التطورات المستقبلية والتنبؤ بها سواء على مستوى الفكر الفردي أو الجمعي في المجتمع الإنساني مما يشكل تناقضا حقيقيا بين هدف العولمة الذي يستهدف أولا قراءات متحررة وصحيحة لحركة الوجود ومن ثم ربط سير هذه الحركة مع مبادئ العولمة وهذا ما لا يمكن ان نجزم بوقعه أو توقعه الآن.
إن قراءة الواقع الإنسان في وجوده تحت نظام العولمة قد ينبئ عن توقع تراجع حقيقي للكثير من المكاسب الإنسانية التي بنيت وتولدت مع نضال الإنسان الكوني وليس هو نتاج مجموعات محددة جغرافيا وتاريخيا وضياع الكثير من المساهمات التي أرست قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان وهدف العيش المشترك على مستوى العالم الكوني وزيادة فرص البناء العلمي والمعرفي وتحديد أنماط إنسانية من العلاقة البينية بين أفراد هذا المجتمع, كما شهدنا ضياعا حقيقيا لقيمة الشطر الروحي والميتافيزيقي في الذات الإنسانية التي تتركز على الحلم والذاكرة الكلية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يا مطر
- التأريخ يبدأ من آدم المتعلم
- لم يكن قبل آدم المتعلم إنسان
- هل حقيقي أن ابن آدم هو أول إنسان ؟.
- حقيقة الخلق الأول
- أبن آدم أول من زرع وحصد وسكن البيت
- الماء وأشياء أخرى
- الصلاة البعيدة _ قصة قصيرة
- الإنسان أبن آدم والحيوان شبيه الإنسان
- مفهوم قضية الخلق في النص الديني
- قراءات في أساطير الخلق الأولى ح3
- المقومات المشتركة بين الأساطير
- قراءات في أساطير الخلق الأولى ح1
- قراءات في أساطير الخلق الأولى ح2
- لماذا يكذب الله علينا ؟.
- نكوص العقل الجمعي عن مدارات الضروريات
- الدكتور علي الوردي ومفهومه للثقافة
- المجتمع العراقي وقضية الحرية
- الدكتور علي الوردي ومقدمة في النشأة الأولى لنظريته الأجتماعي ...
- الجذور الفكرية لثقافة التطرف والأصولية التكفيرية 2


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تناقضات العولمة ج2