عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 10:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يكذب الله علينا ؟.
قد يكون التساؤل غبيا حد السذاجة وقد يكون صادما للبعض حد الشفقة , به نوع من الجنون العاقل لكنه في النهاية سؤال مشروع ,سؤال يثير أكثر من علامة أستفهام وتعجب هل الله فعلا يخبرنا بالكذب أم من نقل عن الله يكذب أم أننا أصلا لا نفرق بين الحقيقة والكذب؟ ولأننا مازلنا نعيش في العقل الطفل العقل الذي يلهو بفضلاته ولم نبلغ الفطام الذهني المؤهل لنا لنفهم جلية الأمر , الكثير من القضايا بحاجة إلى أعادة فهم بعدما تبين أن البعض منها لا يمكن أن يكون صادقا بالمرة طالما أن من يخبرنا بذلك هو الأقرب للسماء الأقرب إلى مصدر الحقيقية ,وحينما تكون الجنة والنار كذبة كقصة آدم ونوح حسب قول الحبر الأعظم فلا بد من محاسبة الله على هذه الكذبة التي عاشها الإنسان ودفع الكثير من أجلها ,أنا لا أقول هذا مفتريا بل من يقول هذا هو العقل المصدوم من القول وأمثاله بالعشرات .
لا بد من أحد أن يخبرنا الحقيقة وليكن من يكن ومن أي تكوين عقلي أو أتجاه عقيدي نريد جواب بقدر هذا السؤال ,لا نريد من يزيد علينا الكذب بكذبة جديدة لا نريد جماعة الله أن يستمروا بالضحك علينا , ليس هذا فحسب بل وأطالب هؤلاء الرجال الذين أخبرونا الحقيقة أخيرا ان يتركوا مكانتهم لأنهم كشفوا للناس عورتهم وأصبحوا بلا رداء يغطيهم , كانوا يقولون لنا أن الله لديه نار عظيمة تحرق من يعصيه ومن يناصبه العداء وحتى من لم يؤدي فلسا لله سبق وأن أقترضه أو خلسه من الله , لذا سرقونا وعذبونا وضحكوا علينا بأن سخرونا كما يسخر العبد الأفريقي في بلاط سيده الروماني دون أدنى من شفقه لأننا نريد أن الله ينقذنا من هذه النار المزعومة وسلمنا لهم كل شيء . حتى الأذن بممارسة الحب كان بعلمهم وتحت أشرافهم وبالأخر يخرج علينا جار الله ووكيله في الأرض ليقول كل ما كان مجرد كذبة كنا نمزح بها معكم .
طيب أيها السيد النبيل الممتلئ لحما وشحما وترف ولم تلامس عينيك دمعة من دموع آبائي وأسلافي وهم يبكون خشيا وفرقا من غضب الله وعذاب الله ولم يشبعوا حتى من نومة لأنهم يخافوا أن يغضب الرب فجأة عليهم وتذهب أحلامهم بالخروج من النار سدى , كما أخبرتموهم أن الجنة حلم لا يتحقق إلا أن ترضى عنكم آلهة الأرض فحملتموهم حملا أخر ,حمل أن يرضوا هذه الآلهة بأن يفرغوا أخر غرام من دمهم في كأس سلطانهم وعاشوا وعشنا بلا حياة على أمل أن تخبروننا في يوم من الأيام أن المتكبر الله قد أذن لنا أن ندخلها ولكن كعبيد وعمال نظافة وجامعي قمامتكم وما تخلفون أنتم في لياليكم الحمراء مع نصيبكم من الحوريات والغلمان والخمر والعسل لننزوي في ظلال الأشجار البعيدة نمارس الأستمناء تأثرا بما أستلذت به حواسكم الكريمة , هل تكرمت علينا ونزعت لباس الكهنوت بعد أن نبهتنا للكذبة التي أنعمت بها عليك الحياة كل هذا الترف وأرجعت لنا جزأ من حقوقنا وأموالنا التي سرقتموها , أم أني أراك ما زالت في مكانك تستنزف المزيد لتضحك علينا مرة أخرة هكذا تستكردنا جهارا نهار ... شكرا لك ولربك الكذاب .
يقولون ومنذ أن وعينا أنكم من آدم وأدم من تراب هذا ما صرح به الله في كتاب قالوا أنه أنزله لبني تراب وقال فيه أكرمكم عندي أتقاكم ,فصدقنا وذهبت أنا الفقير الذي جدي كان من نفس تلك التربة الملعونة التي صلصلها الله وجعلها لنا سلفا وقلت له السلام عليك ,فجلدني مائة جلدة حد الله لأنني لست من نفس الطينة ,أنا من فضلات الحيوانات التي كانت ترعى في ذاك المكان أما هو فسيد من طينة قد نقاها الله وعطرها وزكاها ووضع كل أسراره فيها وتنازل عن جزء من عظمته وأودعها ثم قال لي أسجد هذا ربك الصغير ,الشيء المحير أنني قد صدقت الروايتين معا وعملت بالروايتين معا وأدمنت الغباء قبال الروايتين معا لأكتشف بعد هذا العمر إن أحداهما كاذبة وأظن أن الأولى محل شكي لأن الثانية ما زال الرب يداريها بكل فنون المدارات لأنها تخصه والحقيقة كلما شممت عطري وجدت أثرا مما يقول السيد وهذا ما يعزز أن الله قد يكون قد أستغفلني ليجعلني أسير خوفه اللا حقيقي واللا مصداق له وليسخرني عبدا له ولأبنه العزيز .
الجنة كذب والنار كذب وآدم كذب والطين كذب والكذب كذب فما بقى لنا أيها المعتوهون من صدق لنصدقه ,قلتم الله أرحم بعباده وأنه عادل ولا يظلم عنده أحد وأنه يرزق النملة السوداء في الصخرة الصماء في الحفرة الظلماء وصدقناكم ولكنكم بدل أن تعملوا لتجلبوا رزقكم مثلي وأمثالي من حيوانات الشغل جلستم في مرهف مجالسكم تنتظرون منا أن نطعمكم ونسقيكم ونمرغ لكم أكتافكم المتعبة من الراحة وأن نقاسمكم كل شيء قسمة ضيزى وبعدها تلعنوننا وتجلدوننا ,يا ليت هذا يكفي فقد أستحللتم دمنا لمجرد أننا نسينا أن نقول لكم لبيك يا سيدي لبيك عبدك الأهبل خادم بين يديك , ونسيتم حديث الرحمة ورواية النقمة وأنكم ونحن من خير الأمة ,فلا نحن أمة وقد بحثنا عن ذرة خير فيها فما وجدنا غير أنين البواكي وظلامات الدم المسفوك غدرا وجهرا وفي وضح نهار ربكم الذي سكن العلا ونام نومة طويلة , فعرفنا أنكم تكذبون لأن حكايتكم من أولها كذبة .
قال الله ورسوله (فلله خمسه وللرسول) وحدد الله بنص أصحاب الخمس وأصحاب الزكاة ومن يحق له أن ينعم بمال الله ,قالوا قد أسر الله لنا سرا أن نصف خمسه لنا ونصفه الثاني ملكنا وبالتالي فما لله وللرسول لهم وحدهم ,أليسوا أبناء الله وأحباءه ؟حتى صار المال دولة بينهم ,وكذبوا وأستكذبوا وقالوا أن الله لم يقل للفقراء والمساكين والغارمين وأبن السبيل عام شام بل خصنا به فهو لنا ولفقراءنا ومعوزينا ومترفينا سواسية ,وأكتشفنا أن لا فقرائهم ولا مغرميهم قد نالهم شيء فقط هم ومتملقيهم وحواشيهم ومن طالته يد الرحمة والترف وما شابه وليذهب الله للجحيم حتى لو قالوا الرعية أنه يكذب , فقد أمنا وأمنوا ومن يخرج عن هذا الإيمان طبقنا بحقه حد الردة وأنتهى الجدال .
قال الله قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ,قلنا قالوا وثنوا بالثانية فثنينا عسى أن ت=فلحوا ونطقنا قالوا وأقيموا الصلاة فأقمنا قالوا وأتوا الزكاة فأتينا قالوا وصوموا رمضان صبرا وأحتسابا فصمنا ,وقالوا حجوا البيت كما أمرنا فحج منا من كان للمستطاع سبيلا وقرأنا كتابا واحدا وتوجهت قلوبنا وعقولنا معا نحو بيته العتيق ومشينا مع الماشين وسرنا على هدى الغابرين , فما زالوا يقولون عنا مشركين ونحن نجس لا يقوم لنا دين ولا يقبل من عذر ولا ترفع لنا طاعة , قولوا لا إله إلا الله تفلحوا , قالوا كان هذا في عهد الأولين أما الآن أما تكون على ملتهم أو تكون من الخاسرين فأكتشفنا أن تفلحوا مجرد كذبة لا يؤمن بها أخواننا "المؤمنون الجدد" فيا ترى ماذا بعد الحين والحين أألهكم واحد أم علينا تفترون .
سادتي : أتدرون أنكم تقولون قولا فجا وأنكم في كل الأحوال لا تساوون عندي كما قال سيدي من قبل عطفة عنز لأنكم لو كنتم تكذبون الكذبة على بشر مثلي ومثلكم دون أن تلصفوا ما فعلتم بغيرنا لقبلت حتى نبوتكم إن أدعيتم بها فكلنا بشر وكلنا خطاؤون ,ولكنكم تعمدتم أن تقوا نحن الصادقين وربك أيها المغفل شيخ الكاذبين ,فأسئتم لي وحاربتموني وجعلتم عقلي يشك في عقله وبالتالي أنا أخاصمكم بحقي وحق الله هو من يتولى الأخذ به وأن مجرد أن أعري منهجكم المنحرف أكون قد نصرت الله فأكسب من جهتين , لا أريدكم تربحوا مني ولا أدع لكم بعد اليوم أن تكونوا حراس الدين لأن الحارس الكاذب أشر على الإنسان من الحرامي الصادق ,فلا أبقاني حقي إلا وأنا محارب لكم أريد حقي وحق أبي وحق جدي وحق كل السمين من عيونكم الوقحة ومن أجسادكم الغضة وبعد ذلك ستنالون اللعن مني إلى يوم الدين , يا سادة الكذبة وأحبار الكذبة ومشايخ شيوخ الكذابين ولعنة الله على من مات منكم أو بقى .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
