أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس علي العلي - نظرية السلام ورؤية الحرب














المزيد.....

نظرية السلام ورؤية الحرب


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 09:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نظرية السلام ورؤية الحرب

السلام ليس فقط مطلب إنساني تفرضه الظروف التي عصفت بالوجود الإنساني وما جرت عليه من ويلات ومأسي ولكن لأن السلام هي القاعدة التي يجب أن تكون المنطق المباشر والطبيعي للفكر الإنساني المجرد ,فليس من مصلحة الإنسان في هذا الكون أن يتعرض بين الفترة والفترة لتجربة قاسية تحطم أماله وأمانيه وتسرق منه أحلامه بالحرية والتطور وتنمية الحاجات الإنسانية ووسائل تحصيلها ومن ثم تعميق العلاقات البينية التي تحافظ على نمط عيش مختار وناجح ومجرب .
لذا فيكون السلام من ناحية التقديم والتأخير هو أول الحلول الإفتراضية والعقلية لمواجهة أي إشكالية تتعرض البشر في حياتهم الطويلة على هذا الكوكب , ثم التساؤل كم يكلف الإنسان من ثمن لو قدم الحلول السلمية على غيرها من الحلول , فالأزمات لا يمكن أن تحل بالأزمات ولا يمكن للنار أن تطفئها النار ,الإنحياز للسلام هو التفكير الطبيعي والخيار الأول والجاد والحقيقي لمعالجة التأزم والتوتر ,ويبقى السلام دوما بحاجة إلى نظرية عقلانية وإلى إرادة مخلصة تسعى لتحقيق هذه النظرية .
السلام إذن ليس ظاهرة طارئة كما هي الحرب وعندما تكون الصفة الغالبة لطبيعة الحياة البشرية هي الركون للسلام فهذا يعني أنها الأصل الذي تبنى عليه العلاقة الكونية وطالما أنها الأصل لا بد من إخضاعه لقانون هذا القانون هو الذي ينشئ مفهوم ومنطق النظرية ويمكن من خلاله أن تمتحن كتجربة ولو أنها من المسلمات التي لا تحتاج لبرهان , لكن المهم في هذا المنطق هو كيف نصوغ نظرية السلام ومن أين ننطلق في تحديد مساراتها .
النقطة المحورية التي تبنى عليها نظرية السلام هي أن الحرب لم تحسم في يوم من الأيام أي مشكلة تأريخية ,قد تنجح في أن تقمع المقاومة الطبيعية لمصادر التوتر وتفريخ المشكلات إلى حين أو إلى أجل وأحيانا تقمع الإنسان أن يقول رأيه بحرية في الحرب وأسبابها ونتائجها لكنها لا يمكن أن تقمع التاريخ أن يقول بفشل تجربة الحرب في أن تكون العلاج الناجح لتصفية والقضاء على الأزمات الإنسانية , لذا علينا كبشر أن نبحث عن طريق أخر وبالتجربة والبرهان بديلا عن الحرب وأخطارها ومضارها على الوجود , هنا سيكون السلام هو الخيار الأقدر في تصدر المشهد الإنساني , الفشل المتكرر في نيل النتيجة لا بد أن يؤشر لحالة من عدم التطابق بين الحل والمشكلة .
من هذه النقطة تنطلق النظرية لتواصل سرد الفكرة ما يعجز عنه العقل تسارع الحواس الفاعلة لتشغل وتستغل هذا العجز وبالتالي يتحول الإنسان من كائن عقلاني إلى كائن غرائزي وبالتالي يفقد مع الاستمرار قدرته العقلية لصالح القوة الحسية المجردة وبذا يفقد إنسانيته وتكوينه الجوهري , هذا يقودنا إلى أن خيارات الحرب تشكل فشلا عقليا بإمتياز وتكرر هذا الخيار في كل مرة مؤشر على فقدان الإنسان لطبيعته التكوينية كونه كائن متعقل , فيكون السلام صنع العقل وتدبيره وخياره في المعالجة أما الحرب فهي دوما خيار الغرائز وطبع الحيوانية السادية الكامنة في عمق الذات الإنسانية , ومع التطور الثقافي والمعرفي لا بد أن ينحاز الإنسان لعقله ولخياره الطبيعي وهو خيار السلام حتى يقمع الحس الحيواني التدميري المكنون بالا وعي .
من هنا يمكننا أن نصيغ خطوط عامة للنظرية قبل أن نقننها ونجعلها ضابط عام ,من الواجب العقلي بعد التجربة المرة مع الحرب وفشلها في إرساء عالم خالي من المشكلات والتناقضات لا يمكن الركون لها كحل لأنها أساسا تناقض بين متضاد ومتعارض وأحيانا تكون مجرد إنحراف سلوكي عليه ولكون الإنسان كائن يعيش بعقله ويحتكم له في جميع الأحوال عليه سيكون الرجوع لقانون العقل في نزع فتيل التناقضات الطبيعية الناشئة من تجربة والحياة والعيش المشترك هو القرار الأهم والوحيد والحاسم الذي لا ينافسه قرار أخر , وحيث أن العقل يختار دائما ما هو ملائم وموافق لطبع الطبيعة ونظامها السيال دوما نحو السلام والجمال عليه سيكون السلام هو القاعدة التي لا تشذ عنها الحلول حتى يتخلى الإنسان عن عقله وبالتالي يذهب إلى فصيلة كونية تتميز بطابعها الحسي السادي .
يمكننا من هذا الحال أن ننتقل وبوضوح نحو صياغة نظرية السلام التي ننشدها قانون كوني ويكون من قواعد العيش الإنساني التي تعد من الخطوط الحمر غير قابلة للإنتهاك فنقول في خلاصة قانونية (( السلام خيار الإنسان العاقل وطريقه للحياة الدائمة والخروج عن خيارات السلام يعني خروج عن الطبع الإنساني وتخلي عن الهوية الطبيعية له ,وعلى المجتمع الكوني الحفاظ على السلام الذي يعني الحفاظ على وجود الطبيعي وأي دعوى للخروج عن هذا القانون تعد نوعا بشعا من أنتهاك الحق الإنساني الطبيعي)) إن التمسك بهذا القانون وبروحه وجوهره يمكن أن يشكل أول مبادرة إنسانية حقيقية لتعرية بشاعة الحرب وتجذير مفهوم العقل المسالم وثقافة الطبيعة في مجتمعات تتعرض يوميا لهزات وجودية تحطم فيها كل الأحلام ببناء غد أكثر أمنا وأقل خطرا مع تزايد رهيب في أنتاج وسائل الشر وثقافة الكراهية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفهوم التقليدي للشخصية في مجتمع إيماني
- الشخصية الإنسانية وتعريفها
- حدث ذات ليلة _ قصة قصيرة
- التأريخ بين العقلانية الكلية وبين المادية وقوانينها
- دور البواعث والمحفزات دراسة في علم النفس التجريبي ح1
- دور البواعث والمحفزات دراسة في علم النفس التجريبي ح2
- صورة الرب في العبادات الدينية القديمة
- البحث عن جذر الذات
- التدين والإلحاد واللا دينية وعلاقة العقل بهم
- الدكتور علي الوردي وقراءة في منهجه النقدي
- الكلب الوديع وشارع عشرة
- إنعكاس البيئة في الحس السلوكي عند الإنسان _ نظرية د على الور ...
- العراقي بين الشخصية الأصلية والشخصية القناعية
- نظرية قيمة المعرفة عند الدكتور علي الوردي
- حكاية العيد مع العبد الأبق سعيد
- هل ينبغي التسليم بالعولمة كحقيقة وجودية ج1
- الخيار الصعب في نقد الذاكرة
- هل كان العراقيون القدماء وثنيون ؟.
- الأنا والأخر ونحن في عولمة الوجود
- التكامل بين الأنا والآخر في سياق ومفهوم فلسفة العولمة


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عباس علي العلي - نظرية السلام ورؤية الحرب