أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألعربية لغة أجنبية بالنسبة للعربي ...(2)!!














المزيد.....

ألعربية لغة أجنبية بالنسبة للعربي ...(2)!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 14:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كُنا وفي عهد المد القومي الثوري ، نتباهى بلغتنا وثرائها . وكان مدعاة إفتخارنا حينها ، عدد الكلمات الكبير في قاموس اللغة العربية . فقد بلغ عددها وحسب بعض التقديرات ال 12 مليون كلمة وإشتقاقا ، بينما باقي اللغات كالانجليزية فمجموع كلماتها لا تتعدى النصف مليون . فما بالك بالعبرية وغيرها من اللغات ؟!
نعم ، لم يكن يُشغُلنا السؤال حول عدد الكلمات التي نستعملها في حياتنا اليومية من هذا الكم الهائل بل والمحيط الزاخر من الكلمات ؟؟ وما هي نسبة الناطقين بالعربية الفصحى ؟ يتضح بأن العربية الفصحى ليست لغة أُم ، لأحد في هذا الكون ، وهذه مأساة العربية .
من يتحدث العربية الفصحى كلغة أم ؟؟أو يرضعها مع حليب الأم ؟؟ يبدو أن لا أحد . هذا هو حال اللغة اللاتينية في حقيقة الحال ، فهي لغة مكتوبة ، يتكلمها البعض ، تُستعمل في الطقوس الدينية . وقد تصدر ، بين الفترة والأخرى ، منشورات باللاتينية أو تُعقد مؤتمرات تبحث في فقهها ، لا أكثر .
فهل هذا ما ينتظر العربية الفصحى في قابلات الأيام ؟؟ لا أستغرب ذلك ، فاللغة تعيش وتتنفس بالرئة التي يملكها أبناء هذه اللغة . وبما أنها( اي العربية ) أم بلا أبناء ، فستختنق لأن "أبنائها" المُفترضين لا يستطيعون "إسعافها " وإحيائها قبل أن تدخل في حالة موت سريري .
إذن اللغة هي حياة وإبداع الناطقين بها ، وهي ليست قائمة بذاتها ولذاتها ، كما يُحاول أنصار "التحنيط " تصوير الأمور . فالعبرية والتي كانت الى قرن مضى لغة محنطة في المتاحف ، أصبحت لغة الأم لملايين الأطفال في إسرائيل ، يتعلمون بها ، يتخاطبون بها ، يحلمون ، يكتبون ويتشاتمون بها . أصبحت لغة حية جدا .
حتى أنها قد "تسربت " بهدوء إلى بعض اللغات (عن طريق بعض الكلمات العبرية ) ، ووصلت إلى العالمية ، لأن أبنائها يُبدعون ويخلقون بها . فكثير من انواع الاسلحة ، التكنولوجيا المتقدمة وفي علوم الطب ، مصدرها اسرائيلي ولهذا فهي تحمل اسماء عبرية او اسرائيلية .
ومن التلاحم ، التزواج أو "سطوة " العبرية على العربية ، فقد تولدت لغة جديدة (خليط أو هجين من العبرية والعربية ) يتحدث بها الفلسطينيون من سكان اسرائيل .
ففي هذه اللغة ، تم تعريب كلمات ليس لها بديل سهل ويعطي المعنى المُباشر في العربية ، لذا فقد تبنت هذه اللغة الكلمات التي تحتاجها ودون تكلف زائد ويستعمل هذه الكلمات والمصطلحات الكبير والصغير ، الأُنثى والذكر والأُمي والمتعلم .
و"تتفوق " اللغة العبرية والتي كانت الى وقت قريب لغة "طقوسية " فقط ، على العربية في كمية الترجمات منها وإليها .
وما يهمني أكثر هو كمية الترجمات الى العبرية ،والتي تصل الى ألاف العناوين الجديدة سنويا(4000) ، بحيث يُحافظ قاريء العبرية على تواصل وثيق مع مُنجزات الثقافة الإنسانية .
بينما ما يتم نقله الى العربية ، بسيط ، ضئيل ولأسفي الشديد ، ليس بمستوى يليق بالقاريء ، المؤلف والمُترجم . وبما أنني ثنائي اللغة والثقافة ، أستطيع إجراء مقارنة سريعة ، بين الترجمتين العبرية والعربية لرواية واحدة ، هي رواية "عداء الطائرة الورقية " للروائي العالمي خالد حسيني .
الترجمة العبرية شيقة ،تجذب القاريء لإتمام الرواية من الغلاف إلى الغلاف ، الأنيق والورق الصقيل .
الترجمة العربية ، "صحيحة " وقد تكون أمينة للنص ، لكنها غير مشوقة ويحس القاريء بالتعب والملل ، ناهيك عن الغلاف والورق ذي الجودة المتدنية .
وأود أن أُنهي بذكر هذه التجربة الصغيرة التي "أجريتُها " على مجموعتين اثناء عملي في ارشاد المجموعات ، كانت لدي مجموعتان ، عربية ويهودية ، وسألتُ اعضاء المجموعتين : من يعرف خالد الحسيني الروائي ؟؟
لم تكن النتيجة مفاجئة ، فقد قرأ ستة من اعضاء المجموعة اليهود الثمانية ، رواية خالد حسيني . بينما لم يقرأ إلا واحد من اعضاء المجموعة العربية الستة ،رواية خالد الحسيني .
ونعود مرة أُخرى الى نفس السؤال : هل المشكلة في العربية (الفصحى ) أم في الشعوب العربية ؟؟
وبدأ يقيني يزداد بأن العربية الفصحى ، ليست (لغة أم ) لأحد ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعربية لغة أجنبية بالنسبة للعربي .. (1)!!
- أخر ألزمان ..يهود في صفوف داعش ..!!
- زنا محارم ؟؟!! علامات إستفهام وتعجب
- نبش ألقبور ..
- ملالا تهزم ألملالي
- دفاعا عن -الغريزة- ..!!تداعيات على مقال الزميلة روان يونس .
- ألعلاج التصحيحي الإبدالي للمثلية ..!!
- ببساطة ، كوباني لن تسقط ..!!
- فاطمة ، الهولوكوست والخروف ..!!
- من ألشمال تأتي - ألمصائب - ..!!
- باتشا بازي وباتشا بوش ..
- ليس دفاعا عن عميرة هس ..!!
- أنسنة الإله أم حرب على الله ورسوله ؟!
- نتانياهو والعالم ..
- صدام الأعياد .
- أوسلو ورصاصة ألرحمة .
- بُقع ضوء داعشية...!!
- الأكثر قراءة..!!
- الإله الأعرج ..!!
- -خلّي هالباب يلقى من الكلاب -..!!


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - ألعربية لغة أجنبية بالنسبة للعربي ...(2)!!