|
أخر ألزمان ..يهود في صفوف داعش ..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 13:51
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
أخر ألزمان ..يهود في صفوف داعش ..!! سيفرح وينشرح صدر من يؤمن بنظرية المؤامرة ، فها هو برهان أخر ، على أن داعش صناعة ماسونية . وبما أنني لستُ من المؤمنين بنظرية المؤامرة ، فعند قرائتي لخبر إنضمام شابة يهودية فرنسية إلى داعش ، في أحد المواقع العبرية ، فركتُ عينيّ بشدة غير مُصدق لما أقرأ ، خاصة وأنني أُعاني من مشاكل أو على الأصح من أمراض عيون مُتعددة . ومع ذلك لم أُعر الخبر كبير إهتمام ، فقد تكون إبنة يهودية ، لأُم يهودية مُتزوجة من مسلم فرنسي ، ووفق الشريعة اليهودية فالبنتُ يهودية ولو كانت غير ذلك ..!! لكن البرنامج الصباحي لإذاعة الجيش الإسرائيلي ، وهي محطة موثوقة على فكرة ، ويُقدم برامجها نُخبة من الصحافيين الجديين ، أجرت مُقابلة مع مسؤول في الجالية اليهودية الفرنسية ، قال فيها هذا المسؤول بأن أعدادا من اليهود الفرنسيين إنضموا إلى صفوف داعش ، وخاصة بعض الفتيات اللواتي وصلن إلى مدن الدولة الداعشية في العراق وسوريا . وقد وصف موقع "ماكو " الإخباري العبري هؤلاء الفتيات بأنهن "إماء جنس " .. وللتوضيح فإسم الموقع(ماكو ) لا يعني معناه ألمعروف باللهجة العراقية ..!! وصرح كذلك مصدر فرنسي مسؤول بأن ما يقارب ال 1000 فرنسي وفرنسية من الشابات والشباب ، قد إلتحقوا بداعش في الفترة الأخيرة . كما وقال موضحا بأن السلطات الفرنسية لا تتعاطى مع ديانة هؤلاء ، مُشيرا إلى أن قسما منهم يعتنقون الديانة اليهودية . والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو : هل أصبحت داعش حركة أُممية ذات أيديولوجية تجذب أبناء جميع الديانات ؟؟ وهل أصبحت أيديولوجيتها ومُمارساتها ، فوق قومية وفوق دينية ؟؟ ولنبتعد قليلا وإلى أستراليا التي تحظى "بتمثيل " قوي في صفوف داعش . فقد تحدث مسؤولون في الجاليات الإسلامية عن علاقة وثيقة بين التطرف الديني الإسلامي وعصابات الجريمة المُنظمة في أوساط الجاليات الإسلامية . فالمُنضمون إلى داعش من المسلمين الأُستراليين هم أعضاء عصابات إجرامية في "الغيتوات " الإسلامية هناك . وتصدى الباحثون في مجال أبحاث العلوم السلوكية إلى مُحاولة إيجاد تفسير علمي لظاهرة الدوعشة وخصوصا في أوساط الشباب الغربي ، والذين يحظون بظروف معيشية جيدة ، على الصعيدين الإقتصادي والحريات الشخصية ، قياسا بنظرائهم من الشباب في العالم الثالث وخاصة في العالم العربي والإسلامي . لا أعتقدُ بأن أحدا يستطيع تفسير هذه الظاهرة ويضع نظرية عامة ، تنطبق على كل من إنضوى تحت راية داعش أو ساندها ولو في دواخل نفسه ، عن بُعد . لكننا قد نجد تفسيرا لهذه الظاهرة ، في مثيلاتها من الحركات التي سبقتها ، كالنازية ، ألفاشية والحركات العُنصرية ألأُخرى .والتي إمتازت بأيديولوجية تتبنى نظرية التفوق العرقي ، القومي والديني . وتحط من شأن الأخر المُخالف . فهي بهذا ايديولوجية بسيطة واضحة لا تعقيد فيها ، تُعطي لإعضاءها قيمة كبيرة وتتعامل معهم على أنهم السادة لهذا الكون والقادرون على إحداث التغيير وبسط سيادتهم على العالم وتحط من شأن المخالفين والمُختلفين . وبما أن الشباب وخاصة في جيل المراهقة ، وغالبية المنضمين لصفوف داعش هم أبناء هذا الجيل ، والذين ما يزالون في مرحلة البحث عن الذات ، ويعيشون مرحلة البلبلة الشعورية والفكرية ، فإنهم يجدون عند داعش الجواب لبحثهم عن ذواتهم ولحسم البلبلة الشعورية والفكرية . فداعش تزودهم بالهدف . ولا ننسى دور فيضان الهورمونات في مرحلة المراهقة ، والتي تبحث عن متنفس لها . فداعش تزودهم بالمغامرة الكفيلة بالتنفيس عن الإحتقان الهورموني . كما وأن منظومة القيم لم تكتمل لدى المراهق ، فإنه على إستعداد وجهوزية لتبني منظومة القيم الداعشية الجاهزة . وعودة الى المسؤول في الجالية اليهودية الفرنسية الذي قال :" بأنه لا يستطيع فهم ما يدور في رؤوس هؤلاء الشباب والشابات اليهود الذين إنضموا الى داعش ، فهم وحسب أقواله "مجانين " ، وهل تستطيع الدخول الى رأس "مجنون " ومعرفة طريقة تفكيره ؟؟!! هكذا أجاب على سؤال مُقدم البرنامج الصباحي . هل حقا هؤلاء "مجانين " ؟؟!! أعتقد بأنهم يعانون من صعوبة في التأقلم مع مُجتمعاتهم ، لكن أسباب إنضمامهم لداعش ، وأقصد هنا الشباب الغربي ، مُتعددة وكثيرة ، وقد يكون لكل واحدة واحد منهم أسبابه الخاصة أيضا . لكن هل نعيش فترة أخر الزمان ؟؟ أن يقاتل اليهودي إلى جانب المسلم والمسيحي ؟؟ أو، ولنكن أكثر دقة ، أن ينضوي ذوو الأصول الدينية المُختلفة تحت راية أيديولوجية تُقدس القتل والذبح ؟؟ عشنا وشُفنا .....
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زنا محارم ؟؟!! علامات إستفهام وتعجب
-
نبش ألقبور ..
-
ملالا تهزم ألملالي
-
دفاعا عن -الغريزة- ..!!تداعيات على مقال الزميلة روان يونس .
-
ألعلاج التصحيحي الإبدالي للمثلية ..!!
-
ببساطة ، كوباني لن تسقط ..!!
-
فاطمة ، الهولوكوست والخروف ..!!
-
من ألشمال تأتي - ألمصائب - ..!!
-
باتشا بازي وباتشا بوش ..
-
ليس دفاعا عن عميرة هس ..!!
-
أنسنة الإله أم حرب على الله ورسوله ؟!
-
نتانياهو والعالم ..
-
صدام الأعياد .
-
أوسلو ورصاصة ألرحمة .
-
بُقع ضوء داعشية...!!
-
الأكثر قراءة..!!
-
الإله الأعرج ..!!
-
-خلّي هالباب يلقى من الكلاب -..!!
-
ألعبيد حين يملكون ..!!
-
من أجل خاطر عيونكم ..؟؟!!
المزيد.....
-
السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با
...
-
اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب
...
-
السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو
...
-
حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء
...
-
كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
-
مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس
...
-
عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي
...
-
بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة
...
-
ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|