عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 10:09
المحور:
الادب والفن
قبلة .. في وجه العالم
" فلفل " .. و " فتّوش " .
كلباي الرائعان .
الخائفان ، الحزينان .
هما يعرفان أنّهما وحدهما .
ليس لهما سوى هذه الألفة الزائلة .. في بيتٍ عابرٍ ، و صاحبٍ عابر .
ومع ذلك ..
فأنّهُما لايكُفّان .. مثلي
عن النباحِ
في وجهِ العالم .
***
لا أريدُ أن اكتُبَ لكم شيئاً طافحاً بالأسى .. في هذا اليوم " السعيد " .
سأتركُ يوسف الصائغ يفعلُ هذا بدلاً منّي .
إنّهُ يجلسُ معي الآن .. قادمأً من موته المُدهش ، ليشاركني تفاصيل عيدي ، وعيده . نحنُ الذين لا تكّفُ الذئابُ عن نهش لحمنا .. كأنّنا خرافٌٌ تاهتْ عن القطيع ، وأستخفّ بها الرعاة . هو يربتُ على كتفي الآن ، و يخبرني أنّ ( مالك بن الريب ) قد تعافى هناك .. معه .. و يُغنّي لي ، وأغنّي معه :
[ " ما أفظع هذا ..!
آلافُ الناسِ يروني أيكي ..
لكن ،
ما من أحدٍ يستوقفني يوماً ..
ويقولُ : لماذا تبكي .
ما من أحد يسألني عنك !! "
فأُجيبُه ..
" إفتَحْ لي بابك
أو أغلقهُ دوني
يا رب ..
لا تتركهُ
في منتصفِ العُمرِ
موارِبْ . " ]
***
أنا أمتلكُ العالَمَ ..
لأنّكِ وحدَكِ
هذا العالَم .
انا أجوبُ المجرّاتِ ..
لأنّكِ العين التي أرى بها مداراتَ عُمري
نجمةَ
بعد
نجمة .
قلبي ممتليءٌ دائماً
بهذا الحنين الغريب
لأنّ قلبَكِ المُضيء
هو وحدَهُ الذي يغفو
في قلبي الفارغِ
إلاّ من الريح .
أنتِ روحي الوحيدةُ
التي تشتاقُ إليها روحي .
والروحُ تشتاقْ ..
حتّى اذا خبا النبضُ
ولم يعُد في الروحِ
روح .
***
يقول ( جابرييل غارسيا ماركيز ) :
[ لا أحدَ يستحّقُ دموعك . و لأن أستحقّها أحد .. فلن يدعك تذرفها . ]
وأحدى السبل التي أمنعكِ بها من ذرفِ دمعتَكِ ..
هي أن أمنعكِ من ذرفها بـ .. قُبلَة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟