أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفيق عبد الكريم الخطابي - أكاذيب حول تاريخ الاتحاد السوفياتي... الجزء 2















المزيد.....

أكاذيب حول تاريخ الاتحاد السوفياتي... الجزء 2


رفيق عبد الكريم الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكاذيب حول تاريخ الاتحاد السوفياتي

أشرنا في الجزء الأول إلى أن غزو أوكرانيا Ukraine وقطع أخرى من الاتحاد السوفياتي يستلزم حربا ضده، وهذه الحرب يجب الاستعداد لها جيدا. لهذه الغاية ستشرع وزارة الدعاية بقيادة غوبلز في حملة دعائية شرسة حول الإبادة الجماعية المفترض أن البلاشفة اقترفوها في أوكرانيا ، حقبة مخيفة من المجاعة الكارثية المرتكبة عمدا من طرف ستالين لكي يجبر المزارعين على تقبل السياسة الاشتراكية . هدف هذه الحملة الدعائية النازية كان تهيئة الرأي العام العالمي لتقبل عملية " تحريرية" لأكرانيا بواسطة القوات الألمانية. على الرغم من المجهودات الجبارة وعلى الرغم من أن جزءا من تلك الدعاية تم نشرها سابقا في الصحف البريطانية ، فإن الدعاية النازية حول الإبادة الجماعية المفترض وقوعها في أكرانيا لم تلق الصدى المتوقع على المستوى العالمي. لقد كان باديا أن هتلر وغوبلز يحتاجان للدعم والمساعدة لكي يرسخ النازيون شائعاتهم التشهيرية والمفبركة ضد الاتحاد السوفياتي. هذا الدعم سيجدانه في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويليام هيرست William Hearst: صديق هتلر:
ويليام روندولف هيرست مليونير كبير ساعد النازيين في حربهم النفسية ضد الاتحاد السوفياتي . هيرست كان مستثمرا في الصحافة الأمريكية معروف بكونه الأب الشرعي "للصحافة الصفراء" "Yellew press". ويليام هيرست ابتدأ مشواره كمحرر صحفي سنة 1885 عندما كان أبوه جورج هيرست ، مليونير الصناعة الاستخراجية وعضو مجلس الشيوخ ومالك صحيفة هو كذلك ، عينه مسؤولا عن صحيفة San Francisco Daily Examiner .
هكذا ابتدأت إمبراطورية هيرست الاعلامية ، الإمبراطورية التي كان لها أثر كبير على حياة وفكر الأمريكيين الشماليين . بعد وفاة أبيه، سيبيع ويليام كل أسهم الصناعة المنجمية التي ورثها، وبدأ يستثمر في عالم الإعلام. كانت أولى الصحف التي اشتراها ، صحيفة New York Morning Journal ، جريدة تقليدية سيحولها هيرست بشكل كلي إلى صحيفة فضائحية بامتياز، كان يشتري القصص بأي ثمن ، وعندما لا يجد فظاعة للبيع أو جريمة للنشر ، كان يطلب من صحافييه ومصوريه تأليف القصص. وهدا أصلا ما يميز كل صحافة صفراء: الكذب والفظاعات المختلقة والمقدمة كحقائق واقعية [ يكفي التأمل في الصحف المغربية ومنها التي تدعي الاستقلالية وغيرها العديد من وسائل الاعلام لنتعرف على مثل هذا النوع من الممارسة الصحفية والتي تعتبر تلميذة نجيبة لمنهج هيرست الاعلامي] .
هذه الاكاذيب "الهيرسيتية " ستجعل منه مليونيرا وشخصا بالغ الأهمية في عالم الاعلام. في سنة 1935 كان من بين أغنى الرجال في العالم ، بثروة تقدر ب 200 مليون دولار ، بعد شراء Morning Journal سيواصل هيرست اقتناء المجلات والصحف الأسبوعية في كل أنحاء الولايات المتحدة . في الأربعينات من القرن الماضي أصبح هيرست يملك 25 جريدة يومية و24 جريدة أسبوعية ، 12 محطة إذاعية ، محطتين للأنباء، ووحدة للأعمال التجارية وتوفير المواد والمواضيع للأفلام ، الشركة السينمائية " Cosmopolitan film company" ..وغير هذا كثير. في سنة 1948 سيشتري محطة من اولى المحطات التلفزيونية في الولايات المتحدة الأمريكية ، محطة BWAL-TV في باليتيمور. أضحت صحافة هيرست تبيع 13 مليون نسخة في اليوم وتصل ل40 مليون من القراء. تقريبا ثلث المواطنين البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية تقرأ لهيرست يوميا. من جهة أخرى، هناك الملايين من الأشخاص عبر العالم أجمع يتلقون " المعلومة " عن طريق إعلام هيرست عن طريق وكالاته للأنباء، والأفلام وسلسلة من الصحف والجرائد التي تترجم وتنشر بأعداد كبيرة عبر كل أرجاء العالم . الأرقام التي سردناها أعلاه توضح إلى أي الحد الذي يمكن لإمبراطورية هيرست أن تصله في التأثير على السياسة الأمريكية وكذلك على السياسة العالمية طيلة سنوات – حول مسائل متعلقة بدخول الولايات المتحدة الأمريكية للحرب العالمية الثانية جنب الاتحاد السوفياتي وعلى دعم مطاردة الساحرات المعادية للشيوعية لمكارتي (*) سنوات الخمسينيات من القرن الماضي.
المسار السياسي لهيرست كان محافظا متطرفا ، قوميا معاديا للشيوعية . سياسته هي نفسها سياسة اليمين المتطرف. في سنة 1934 سيسافر إلى ألمانيا ، واستقبله هتلر كضيف وصديق عزيز. بعد هذه الزيارة، ستعرف صحف هيرست انغماسا ومنحى اكثر رجعية ، ستنشر كل المقالات المعادية للاشتراكية ، والمعادية للاتحاد السوفياتي، وبالخصوص لكل ما هو معادي لستالين . هيرست سيحاول ايضا استعمال صحفه للدعاية للمشروع النازي ، نشر بيانات النازية، وسلسلة مقالات لجورينغ Goering ، اليد اليمنى لهتلر. احتجاجات العديد من القراء ، آنذاك ، أجبرته على إيقاف مثل تلك المقالات وحجبها عن التداول.
بعد لقائه ذاك بهتلر، ستشرع الصحافة الفضائحية لهيرست ،دون تحقيق أو تأكد، في النشر حول الفظاعة والأحداث الرهيبة التي تجري في الاتحاد السوفياتي : اغتيالات وقتل وإبادة جماعية ، الاستعباد ، البحبوحة والامتيازات للقيادة السوفياتية والجوع للشعب، هذه الأخبار جميعها وغيرها كانت مادة تقريبا يومية وفي الصفحات الأولى. كل هذه المواد ستوفر لهيرست من طرف الغيستابو، البوليس السياسي النازي في ألمانيا. في الصفحات الأولى لتلك الجرائد اصبحت تظهر مرارا رسومات كاريكاتورية وصور مفبركة عن الاتحاد السوفياتي ، وستالين يصور كقاتل يحمل سيفا أو خنجرا بيده..يجب التذكير طبعا ان هذه المقالات كانت تقرأ من طرف 40 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمريكية ومن طرف ملايين أخرى عبر كل ارجاء العالم.
الأسطورة المتعلقة بالمجاعة في أكرانيا:
أولى الحملات التي قادها إعلام هيرست ضد الاتحاد السوفياتي تمحورت حول مسألة ملايين الأشخاص الذين يفترض أنهم ماتوا نتيجة المجاعة في أوكرانيا. هذه الحملة ابتدأت في 18 فبراير 1935 وطبعا بعناوين كبيرة ، في جريدة Chicago American نقرأ هذا العنوان الكبير :" 6ملايين من الأشخاص يموتون جوعا في الاتحاد السوفياتي " . باستعمال الأدوات التي تزوده بها ألمانيا النازية ، وليام هيرست ، بارون الإعلام والمتعاطف مع النازية ، سيبدأ في نشر قصصه المفبركة حول الإبادة الجماعية التي من المفترض أن تكون قد ارتكبت عمدا من قبل البلاشفة والتي سببت عدة ملايين من القتلى جوعا في أكرانيا.
أما حقيقة هده المسألة فهي من الناحية الواقعية أنه في بداية الثلاثينات من القرن الماضي عرف الاتحاد السوفياتي صراعا طبقيا ضاريا وسافرا وضمن هذا الصراع انتفض الفلاحون الفقراء المعدمون والمحرومون من أي ملكية للأرض ضد ملاك الأراضي الأغنياء، الكولاك، هؤلاء انخرطوا في صراع من أجل الملكية الجماعية للأراضي ، صراع من أجل خلق أو إقامة الكولخوزات.
هدا الصراع الطبقي الكبير ، والذي انخرط فيه ، بشكل مباشر و غير مباشر حوالي 120 مليون مزارع ، بالتأكيد ستكون له آثارا سلبية على استقرار الانتاج الفلاحي و نقصا في المواد الغذائية ببعض المناطق . نقص الغذاء سيضعف بدون شك قوى البشر، وسيقود إلى ارتفاع أعداد الموتى ضحايا الأوبئة . هذه الأمراض التي كانت في تلك الحقبة التاريخية متداولة بقوة في كل أنحاء العالم . ما بين 1918 و1920 تسبب وباء الأنفلوانزا الاسبانية في موت 20 مليون شخص في أوربا والولايات المتحدة ، لكن لا احد اتهم حكومات هذه الدول بقتل مواطنيها او بارتكاب جرائم الابادة الجماعية [وحدها الدعاية النازية وخدامها قادرة على فعل ذلك دون وخز من ضمير] الحقيقة المرة ألا أحد كان باستطاعته وقف الأوبئة من ذلك النوع بما فيها الحكومات ، فقط باكتشاف البينيسيلين ابتداء من الحرب العالمية الثانية ، أصبح بالإمكان المحاربة الفعالة لمثل هذه الأوبئة . وهذا ما حدث في نهاية الأربعينات.
مقالات صحافة هيرست ، التي تؤكد على كون الملايين الذين ماتوا نتيجة المجاعة في أكرانيا – مجاعة تسبب فيها عمدا الشيوعيون – لم تغفل طبعا الخوض في التفاصيل ولم تتناسى أي تفصيل! لقد استعملت صحافة هيرست كل الوسائل المتاحة لديها لتحريف وتشويه الحقائق ولتحويل الأكاذيب إلى وقائع للحصول على ما يريدون ،وهو توجيه الرأي العام في البلدان الراسمالية بشكل فجائي ضد الاتحاد السوفياتي.
هذا إذن اصل الأسطورة العملاقة الأولى ، بجميع فصولها المفبركة، والقائلة بكون ملايين الأشخاص قتلوا نتيجة المجاعة في الاتحاد السوفياتي . في موجة الاحتجاجات التي خاضها الإعلام الغربي ضد المجاعة التي من المفترض أن تكون بسبب الشيوعيين ، لا أحد اهتم بالتكذيبات الصادرة عن الاتحاد السوفياتي ولا إلى الردود الكاملة على دعاية هيرست ، وهي الوضعية التي استمرت ما بين 1934 و1987 ! طيلة ما يزيد عن 50 سنة سيتواصل غرس هذه الأكاذيب وبشتى الأساليب والتخريجات لفرض تقييم سلبي مسبق على التجربة الاشتراكية ب الاتحاد السوفياتي.
امبراطورية الاعلام الشامل لهيرست في سنة 1998.
ويليام هيرست سيموت في سنة 1951 في منزله في بيفيرلي هيلس ، بكاليفورنيا. هيرست سيترك خلفه إمبراطورية إعلامية مازالت مستمرة حتى اليوم في ضخ افكارها الرجعية في العالم أجمع. شركة هيرست La société Hearst واحدة من أكبر الشركات في العالم ، تجمع أكثر من 100 شركة وتشغل أزيد من 15 ألف شخص . إمبراطورية هيرست تضم اليوم جرائد ومجلات ، كتب ، إذاعات ، قنوات تلفزيونية وكالات أنباء وكذلك الوسائط المتعددة (الميلتي ميديا) .
52 سنة قبل أن تعرف الحقيقة
الحملة التشويهية المسعورة للنازية حول أكرانيا لم تمت مع هزيمة ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية. الكذب والتشويه النازي سوف يحمل لواؤه من طرف السي أي إيه وM15 ** وسوف تحافظ تلك الدعاية على مكانة مهمة في الحرب ضد الاتحاد السوفياتي. مطاردة الساحرات لماكارتي بعد الحرب العالمية الثانية استندت على قصة ملايين الموتى ضحايا المجاعة في أكرانيا. في سنة 1953 سينشر كتاب حول هذا الموضوع في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان :" الأعمال السوداء للكرملينLes Actes Noires du Kremlin " . مول إشهاره من طرف لاجئين أكرانيين في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهم أشخاص تعاونوا مع النازية إبان الحرب العالمية الثانية ولهؤلاء وأمثالهم وفرت الامبريالية الأمريكية اللجوء السياسي مقدمة إياهم ، للعالم أجمع ، كمدافعين عن الديمقراطية. [ كما يحصل اليوم مع لاجئي سوريا من ثوار النيتو ] .
عندما انتخب ريغان رئيسا للولايات المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي، وبدأ حملته أو حربه المعادية للشيوعية ، تم إعادة إحياء وتنشيط الدعاية حول الملايين من الوفيات في أوكرانيا مرة أخرى. في عام 1984، نشر أستاذ في جامعة هارفارد كتابا بعنوان "حياة الإنسان في روسيا" كرر وأعاد فيه لوك كل المعلومات المغلوطة التي أنتجتها صحافة هيرست في عام 1934 . في عام 1984، سيتجدد التزوير والكذب الذي أبدعته النازية في الثلاثينات مرة أخرى ولكن هذه المرة بتغطية " مسؤولة ومحترمة " وبتورية و "تقديرأكاديمي ومصداقية" من الجامعة الأمريكية [جامعة هارفارد وما أدراك ما هي] . لكن الأمر لم ينته بعد . في عام 1986، نشر كتابا آخر حول نفس الموضوع ، بعنوان (الحصاد الدامي) أو " حصاد الحزن Harvest of Sorrow " ، كتبه العضو السابق في جهاز المخابرات السرية البريطانية، روبرت كونكويست Robert Conquest ، وهو حاليا أستاذ في جامعة ستامفورد بولاية كاليفورنيا . لأجل هذا النوع من "العمل"، تلقى كونكويست 80 ألف دولار من منظمة القوميين الأوكرانيين . هذه المنظمة نفسها هي من مولت إنتاج فيلم أخرج في عام 1986، بعنوان "حصاد اليأس " (Harvest of Despair) وهو ، من بين أمور أخرى ، وجه آخر من كتاب كونكويست . حتى الآن، في الولايات المتحدة ، فإن الأرقام بشأن تقدير عدد ضحايا المجاعة في أوكرانيا، يتجاوز 15 مليون شخص !

مع أن هذه الملايين من الوفيات في أوكرانيا، التي مصدرها صحافة هيرست ومتكررة في الكتب والأفلام ، هي أرقام كاذبة تماما. الصحافي الكندي دوغلاس توطل "DouglasTottle "، قام بتفكيك هذه المغالطات والأكاذيب بدقة متناهية في كتابه الصادر في تورونتو في عام 1987: "الاحتيال ، المجاعة والفاشية Fraud, famine and fascism " ( مترجم إلى الفرنسة تحت عنوان : الاحتيال المجاعة والفاشية: أسطورة الإبادة الجماعية الأوكرانية من هتلر إلى هارفارد). أثبت توطل Tottle، من بين أمور أخرى، بأن الصور المستخدمة كمشاهد رهيبة لأطفال يموتون من الجوع ، اتخذت في الواقع من منشورات عام 1922، في الحقبة التي مات خلالها ملايين من الناس بسبب المجاعة و الحرب الناجمة عن تدخل ثمانية من القوى الخارجية في الاتحاد السوفياتي إبان الحرب الأهلية من 1918 حتي 1921. كما كشف دوغلاس توطل أيضا كل الحقيقة حول التقارير أو الروبورتاجات الوهمية حول المجاعة في عام 1934، التي نشرها إعلام هيرست . أحد المراسلين الذين أرسل لفترة طويلة من الزمن قصص وصور وتقارير كثيرة جدا عما يسمى المجاعة كان هو : توماس والتر " Thomas Walker "، هو شخص لم تطأ قدماه يوما أوكرانيا، ولم يستقر بموسكو سوى لخمسة أيام فقط !! . تم الكشف عن هذه الحقائق أيضا من طرف الصحافي لويس فيشر، مراسل للصحيفة الأمريكية " الأمة The Nation" بموسكو . فيشر كشف بأن الصحفي م, باروت M. Parrott ، المراسل الصحفي الفعلي لصحافة هيرست في موسكو، قد أرسل تقارير وروبورتاجات حول المحاصيل الممتازة في الاتحاد السوفياتي في عام 1933 والنمو الاقتصادي في أوكرانيا لكنها لم تنشر أبدا . أثبت توطل Tottle أن الصحفي الذي كتب القصص والتقاريرعما يسمى المجاعة في أوكرانيا، "توماس والكر" كان في الواقع "روبرت غرين Robert Green " وبأن هذا الشخص هرب من السجن في كولورادو! هذا المسمى " وولكر" أو بالأحرى " غرين" ، عندما عاد إلى الولايات المتحدة ، اعتقل واعترف أمام المحكمة بأنه لم يكن يوما في أوكرانيا . لكن هذه الأكاذيب حول ملايين الضحايا في أوكرانيا بسبب المجاعة المفترض أنها وقعت خلال عقد الثلاثينات وانها نظمت أو تسبب فيها ستالين ، تم اكتشافها في عام 1987 فقط ! وهكذا فإن هيرست، والنازيين، والعميل كونكيست وغيرهم خدعوا الملايين من الناس عبر الأكاذيب والقصص أو التقارير الزائفة. حتى اليوم كذلك تتكرر قصص هيرست والنازيين باستمرار من قبل كتاب اليمين أو الكتبة الرجعيين والمأجورين.


صحافة هيرست ، وبفضل دورها الاحتكاري في عدة ولايات داخل الولايات المتحدة ودور وكالات الأنباء التي بحوزتها في جميع أنحاء العالم، كانت تمثل أكبر متحدث رسمي باسم الجستابو. في عالم يسيطر فيه الرأسمال ، هيرست نجح في تحويل أكاذيب الجستابو إلى "حقائق" تنشر من طرف عشرات الصحف والإذاعات ومحطات التلفزيون ، وفي وقت لاحق عبر شبكات الاتصال والتواصل المترابطة في جميع أنحاء العالم . عندما اختفى الجستابو، تواصلت هذه الحرب الدعائية القذرة ضد الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي تواصلت بدون أي مشكل ولا أي عائق ، مع الرعاية والكفالة الجديدة لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA لها . الحملات المناهضة للشيوعية من طرف الصحافة الأميركية لم تفقد شيئا من شدتها ووهجها. استمرت الأعمال كما العادة ، كانت من قبل مرتبطة بخدمة وتحت طلب الجستابو ، وفيما بعد تحت طلب وكالة المخابرات المركزية.


(*)المكارثية McCarthyism) ): اتجاه سياسي رجعي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1950 يهدف إلى تشديد الرقابة والقمع على الشيوعيين الذين يعملون في الدولة. و قاد إلى حبس بعضهم بتهمة أنهم شيوعيون يعملون لمصلحة روسيا. ويستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الإرهاب الفكري الموجه ضد المثقفين.

(**)جهاز استخباراتي معروف باسم MI5 (الاستخبارات العسكرية، القسم 5)، دوره مكافحة التجسس وحماية المملكة المتحدة من أي هجوم ينطلق من داخل المملكة ، وهوجزء من ترسانتها المخابراتية.



#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكاذيب حول تاريخ الاتحاد السوفياتي..الجزء 1
- الثورة والثورة المضادة لن يوجد في بيتنا أي تروتسكاوي
- 11 شتنبر من وجهة نظر أخرى
- من فؤاد السنيورة إلى فؤاد النمري.. طوبى للحريري الجزء 3
- من فؤاد السنيورة إلى فؤاد النمري.. طوبى للحريري الجزء 2
- من فؤاد السنيورة إلى فؤاد النمري.. طوبى للحريري
- المنظمة الإرهابية الأكثر دموية في العالم
- الأورو: أداة إمبريالية
- اغتيال مصطفى مزياني ..شهيد آخر، جريمة أخرى
- التحريفي الأول يعانق الظلامي الأول بالمغرب
- لهم قبلهم ..ولنا قبلنا
- لنجسد تضامننا مع الرفيق المناضل محمد المسعودي دعوة للرفاق في ...
- العراق والهمجية الامبريالية...هل من دروس لشعوبنا؟
- حول الانتفاضة المصرية الثانية
- رسالة إلى الشهيد شكري بلعيد
- الشعب المصري يتقدم شعوبنا في مواجهة الفاشيست المتأسلم..ومهام ...
- مناضلون أم مطبلون
- بداية النهاية للإخوان المتأسلمين بمصر
- الشكولاطة: حلاوة بطعم الدم البشري....الجزء الثاني
- نقابات الرحامنة.... نموذج لهجوم البيروقراطية المسعورة


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفيق عبد الكريم الخطابي - أكاذيب حول تاريخ الاتحاد السوفياتي... الجزء 2