أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رفيق عبد الكريم الخطابي - من فؤاد السنيورة إلى فؤاد النمري.. طوبى للحريري الجزء 2















المزيد.....


من فؤاد السنيورة إلى فؤاد النمري.. طوبى للحريري الجزء 2


رفيق عبد الكريم الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 17:03
المحور: كتابات ساخرة
    


من فؤاد السنيورة إلى فؤاد النمري.. طوبى للحريري
الجزء 2
أن يحدد المرء سلوكه تبعا لكل حالة ووضع، أن يتكيف تبعا لأحداث الساعة، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية والميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي ولكل التطور الرأسمالي، أن يضحي بهذه المصالح الجذرية من أجل منافع وقتية، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية“
لينين، من مقال الماركسية والنزعة التحريفية، المجلد الثالث من المختارات


رأينا في الجزء الأول من هذا المقال كيف نظر النمري إلى 14 آذار، وفندنا اعتباره أن هذا تحالف يضم كل الطبقات ووضحنا ان هذا الوهم نتج عن العين التي بها نظر النمري إلى ذاك التحالف وهي عين طائفية ، والفكر الطائفي كما بين الشهيد مهدي عامل هو الشكل الذي عبره تمارس البرجوازية صراعها وسيطرتها الطبقيين ، ونختم هذه المسألة بمثال تاريخي قد يكون مفيدا ، نأخذه من أول حكومة أقيمت بعد الإطاحة بقيصر روسيا ، أي حكومة كيرينسكي الانتقالية، والتي بالمناسبة اطاح بها الشعب الروسي وأوجد بديلا عنها في شخص سوفييتات العمال والجنود والفلاحين قبل ان يتبناه البلاشفة ( سنتحدث عن هذه النقطة بتفصيل في الأيام القليلة المقبلة) ، المهم هنا فيما يتعلق بمقالنا، وحدها حكومة كيرنسكي كانت قبل إسقاطها .. تستهل نداءاتها وبياناتها، التي لم تتوقف إلى أن أسقطت، بهذه العبارة :" الحكومة الإنتقالية تتوجه إلى جميع طبقات البلاد لدعم الحكومة الانتقالية.."
اريد أن أنبه هنا ان مقدمة رسالة النمري إلى الحريري قد تنتمي إلى هذا النوع من الخطاب المعادي للبلشفية، تنتمي إلى خطاب كيرينسكي وحكومته أو لكاوتسكي على أبعد تقدير، لربما، ولكن لا يمكن بأي حال ان تكون لها أي علاقة بالفكر البلشفي قديمه وحديثه.
وحدها البرجوازية تنشر الوهم وتصر عليه بكون نظامها هو نظام كل طبقات المجتمع وبأن تعايش كل الطبقات أمر ممكن، تحت هيمنتها بالطبع، ووحدها البرجوازية الصغيرة تبشر بإمكانية التصالح بين الطبقات وبسلم اجتماعي تحت سيطرة البرجوازية .. في المقابل لا احد من البلاشفة اعتبر حكومة كيرنسكي حكومة كل طبقات روسيا..وحدهم البلاشفة مع جماهير شعبهم طالبوا بإسقاط تلك الحكومة " المافوق طبقية" وكل دول الحلفاء كانت تدعم تلك الحكومة ولما يئسوا من استمراريتها راحوا يبحثون عن ديكتاتورية عسكرية سافرة تحمي مصالحهم راهنوا على كاليدين ثم على الأميرال كولتشاك وكذلك راهنوا على الجنرال كورنيلوف..
كيرنسكي هو من هرب ، خلال فترة بعد الزوال في 7 نونبر 1917 بعدما استولى البلاشفة على السلطة في نفس اليوم ، في سيارة للسفير الأمريكي وترفع العلم الأمريكي، (وكذلك فعل الحريري الصغير متنقلا بحقيبة أمواله بين باريس والرياض) . في لحظة ذهابه أي كيرينسكي، أرسل بسرعة كلمة إلى السفير الأمريكي فرانسيس قال فيها أنه سيعود مع وحدات من الجيش في الجبهة وسوف " ينهي المسألة في أربعة أيام" ( وكذلك صرح الحريري الصغير انه سيعود إلى بيروت عبر مطار دمشق!!).
ونحن نورد هذا المثال طبعا، مع الاعتذار من كيرنسكي، لأن عملاء اليوم اخبث منه بعشرات بل بآلاف وملايين المرات ...
مع فائض من المشاعر الجياشة والعواطف القلبية ،الجديرة بأي مدمن أو مدمنة على المسلسلات التركية ( تركيا حليف ل "ثوار" على شاكلة النمري طبعا)، السيد النمري، يبدي تأثره البالغ باغتيال رفيق الحريري ولي نعمته ، كتب النمري في هذا السياق حرفيا :" يخاطب (أي النمري) الثري سعد ابن الراحل رجل الدولة الكبير رفيق الحريري الذي كان اغتياله صدمة لي.. وها أنا ذا أخاطب فيك والدك الذي من بين كل البشر حرره المال ولم يستعبده كما الآخرين ". استغرب هنا جبن أو احتياط النمري من استعمال كلمة " شهيد" مثلا عوض المغتال وهو أمر للصدفة نستحسنه وهو من حسن حظنا طبعا ، فقيمة الشهادة والشهداء لا يعرفها سوى الماركسيون اللينينون وهم من يكرمون جيدا شهداءهم وبالعلن ودون خجل أو حياء هذا ما فعله ماركس وهكذا فعل لينين من بعده وعلى نهجهم يسير تلامذتهم في العلاقة مع الشهداء، ما اثار استغرابي هو ان كلا الفريقين الطائفيين الرجعيين ، 8 و14 آذار، المتصارعين على سرقة الشعب اللبناني يعتبرون رفيق الحريري " شهيدا للبنان" وكذلك النمري طبعا بالاتساق مع كل رسالته فلماذا يخجل من البوح بذلك؟ ليس مهما بالنسبة لي أمر شهادة الحريري من عدمها فهذا أمر لا يعنيني وأرجئ أمره إلى الشعب اللبناني . هنا أجد من المهم الإضاءة على هذه الشخصية الفذة وهذا "الرجل الدولة" الفريد من دون كل البشر الذي لم يستعبده المال : طبعا لا يسعنا هنا إلا الترحم على إنجلز وسان سيمون وتشي غيفارا وعبد الكريم الخطابي وتشافيز وخوسي موخيكا(رئيس الأوروغواي الذي تبرع ب 90 في المئة من راتبه ويعيش مع زوجته المناضلة في كوخ بسيط) وغيرهم كثير كثير ممن لم تستحضرهم ذاكرتي المرهقة ( هؤلاء العبيد بنظر النمري ـ البلشفيك الأردني جدا جدا !!ـ استعبدهم المال وهؤلاء هم من تتدلى بطونهم ويسيل ذهن الشحم من رقابهم او قرفاداتهم بالدارجة المغربية)، ولا يسعنا هنا إلا الترحم على لينين الذي اجتمع بنوع آخر من البشر ،لا يعرفهم ولن يعرفهم النمري ما حيا ، سنعتذر من القراء المتعجلين للتوقف عند ذاك الاجتماع التاريخي الذي أعلن فيه لينين الانتقال إلى الاشتراكية ومع من اجتمع ومن هم رفاقه ، فلنتمعن في المقطع التالي لعل الوضاعة تنكشف ولعل العقول تنفتح :" في 10H45 من ليلة 7 نونبر 1917 ، بدأ مؤتمر عموم روسيا لسوفييتات مندوبي العمال والجنود جلسته الافتتاحية في صالة الاستقبال الكبرى بمعهد سمولني الذي كان من قبل (أي قبل الثورة) أكاديمية خاصة ببنات أو فتيات الأرستقراطية القيصرية. القاعة الضخمة ، كانت مملوءة بالدخان، بأعمدتها الرخامية ، الشمعدان الأبيض، وأرضيتها الخشبية المزركشة ، أصبحت الآن ملجئا للممثلين المنتخبين لجنود وعمال روسيا . متسخون وبلحي غير حليقة ، متعبون جدا ، مندوبو المؤتمر عن الجنود ما زال وحل الخنادق على بذلهم العسكرية ، العمال بقبعاتهم casquette وستراتهم الجلدية السوداء ، جنود من البحرية بثياب من " الجيرزي" مخططة يضعون على رؤوسهم قبعات دائرية من الصوف béret ، يستمعون بإمعان لأعضاء اللجنة المركزية التنفيذية الذين يصعدون بالتتابع إلى المنصة. المؤتمر دام ليومين . في مساء اليوم الثاني ، صعد رجل قصير القامة ـ مستقيم داخل سترة مجعدة ( مكمشة veste fripée) ـ إلى المنصة ، جبينه كبير ولامع ، بين يديه حزمة من الأوراق ، هتاف عام وحماسي كان في استقباله. الهتاف والترحيب دام لعدة دقائق ، عندئذ انحنى بخفة إلى الأمام ، المتحدث قال :" سننتقل الآن إلى البدء بتشييد النظام L’ordre الاشتراكي " . المتحدث كان لينين " . هكذا وصف أحد الصحفيين المؤتمر وهكذا كان رفاق واصدقاء وأحبة لينين، و في هؤلاء خطب لينين ولهؤلاء انحنى لينين ولهؤلاء كتب لينين المجلدات والكتب والرسائل طبعا ومن اجل هؤلاء نفي وضحى لينين وبهؤلاء تخلد إسم لينين في التاريخ شامخا بطلا وقائدا، هذا الأخير الذي تحدث إلى رايموند روبنس (رايموند روبنس رسميا كان مساعد قائد للصليب الأحمر الأمريكي بروسيا. لكنه في الواقع كان يعمل لمصالح الاستخبارات في الجيش الأمريكي) محاولا شرح خصائص النظام الجديد :" يقولون إني ديكتاتور ، يقول لينين ، أنا فعلا ديكتاتور في هذه اللحظة . أنا ديكتاتور بالمقياس وبالقدر الذي أستند فيه على رغبة وإرادة جماهير العمال والفلاحين. إذا توقفت عن فعل ما يريدونه ، فسيزيلونني من السلطة ، وسأكون ضعيفا مثل القيصر". هذا هو لينين وهؤلاء العمال الجنود والفلاحين ( وهم الوحيدون دون سائر الكائنات الذي يعجز المال وأصحاب المال على استعبادهم وإلا لما أنجزوا اعظم ثورات القرن الماضي وسيصنعون ازهاها في القرن الحالي) من كانوا أحبته ورفقته وما يشغل باله ولمن يوجه نصائحه وخبرته. طبعا كان بروسيا العديد من المليونيرات أمثال ليانوزوف " روكفيلر روسيا " و ريابوشينسكي وغيرهما، لكنهم كانوا اعداء للينين ولكل العمال الروس. الأكيد أن من يصف الشيوعيين بكونهم لا وطنيين ـ أي عملاء بدون لف ولا دوران ـ وبأن الملوك والملياديرات العرب هم الوطنيون وحماة الأوطان متساوقا مع الطروحات الإمبريالية ، فهو (أي النمري) ناقل أمين لرسالة السفير الأمريكي بروسيا اثناء الثورة البلشفية والتي لم يقرأها بالطبع، النمري تلميذ أمين للسفير الأمريكي دافيد فرانسيس الذي بعث برقية إلى واشنطن جاء فيها بحسب رأيه: أن مسألة النظام السوفياتي الجديد ليست سوى مسألة أيام . لقد ألح على وزارة خارجيته بعدم الاعتراف بالحكومة الجديدة ، ما دام البلاشفة لم يزاحوا ولم يعوضوا ب " وطنيين " روس..
سنكون مضطرين للترحم على الرفيق القائد ستالين الذي "استعبده المال" إلى درجة أن التركة التي خلفها بعدما اختطفه الموت من بين أحضان الطبقة العمالية العالمية وهو يقود دولة كان قيصرها يسبح فوق الذهب ويسكن القصور ، لم يترك سوى بضعة سترات كان يلبسها وبضعة روبلات لا تكفي كمصروف شهري لأي عامل روسي ، ستالين الذي لم يرسل لأمه التي طلبت منه مبلغا لشراء الأدوية، سوى بضعة روبلات ووعدها بتدبر الباقي لأنه لم يكن يتوفر على كل المبلغ رغم تواضع هذا المبلغ ..

وحده رفيق الحريري من دون كل البشر لم يستعبده المال!!! فمن يكون هذا "الرفيق الحريري" إذن، نبذة قصيرة عن الرجل قد توضح لنا بالملموس المعدن الحقيقي للسيد النمري والذي يسعى جاهدا لإخفائه عبر الشعارات التي ليست دوما براقة:
رفيق الحريري رجل من صيدا بجنوب لبنان ، لم يكمل تعليمه هو الآخر على غرار كل نماذج النمري البؤساء، هاجر إلى السعودية واشتغل مدرسا للرياضيات، بعد أربع سنوات فقطّّ من 1965 إلى 1969!! سينشئ مقاولته الخاصة وبسرعة قياسية سيقوم بعدة تعاقدات لإنشاء القصور والفنادق والمستشفيات وغيرها..؟؟؟؟!! بالتشارك مع الحكومة السعودية. بعد عشر سنوات من ذلك ونتيجة لعلاقاته المتميزة مع الأسرة الحاكمة سيحصل على الجنسية السعودية؟ّ! في مطلع الثمانينيات ، أي بعد 15 سنة من هجرته إلى السعودية فقط ، أصبح واحداً من بين أغنى مائة رجل في العالم، وعمل خلال الثمانينيات كمبعوث شخصي لملك السعودية فهد بن عبد العزيز آل سعود في لبنان. هذا المسار أليس جديرا بمسار أي رجل استخبارات؟؟ ( ليتذكر معي القارئ هذا المسار ولنعمل جميعا على مقارنته بمسار اغلبية الجواسيس الذين عملوا في الاتحاد السوفياتي مباشرة بعد اندلاع ثورة أكتوبر والذي سنعمل على نشر عملهم التخريبي هناك)، سأكتفي هنا بإشارة أخيرة قد تكون مهمة جدا بالنسبة للسيد النمري فقط دون غيره ، وهو ان العلاقة بين رفيق الحريري وآل سعود لم تستند كليا على المال فقط ، لأنه كلما ذكر آل سعود لا بد ان يحضر الجنس والمتعة الجنسية بالضرورة أي اللوبيدو بتعبير فرويد، نود الإشارة إلى أن المغتال رفيق الحريري بعد أن طلق زوجته نضال ام سعد الحريري ، ستتزوج السيدة نضال من الملك فهد ..قد يكون طلاقا وقد يكون تنازلا ، لكن في كل الأحوال اللعب مع آل سعود يتطلب زميلي الكثير من الحذر ..هذه ليست نصيحة فأنا واثق من أن من تنازل عن زوجته سيسهل على تابعه أو عبده أن يتنازل عن نفسه..وفي الختام نذكر بالجملة التي يجب على كل مرتزقة العمل السياسي تعليقها على ابواب منازلهم ويصرخون قبل النوم بالموعظة التالية :" وحده رفيق الحريري من دون كل البشر لم يستعبده المال" أختم بالسؤال البسيط التالي : ماذا كان سيحصل لو أن رفيق الحريري كان مستعبدا من طرف المال والعياذ بالله؟؟؟ّ!! في بعض الأحيان نحاول أن نبتعد ما أمكن عن السخرية ، لكن بعض الأنواع البشرية تثير السخرية السوداء بمجرد إعادة كتابة ترهاتهم... وهكذا في الحقيقة نرى النمري يكتب في بلاد يمنع البوليس فيها الناس من الضحك "سوية" ، وإلا لكان قتله الضحك ( هذه الجملة الأخيرة كتبها لينين ضد كاوتسكي ، لم نعمل سوى تعويض إسم كاوتسكي بالنمري..وفي هذا الصدد أتمنى أن نعيد جميعا قراءة كتاب لينين : "الثورة البروليتارية و المرتد كاوتسكي" مع استبدال إسم كاوتسكي بالنمري فقد نجد تطابقات مذهلة..مع الاعتذار من كاوتسكي طبعا).
لكن لنحاول مع ذلك إعادة بناء الفقرة السالفة، والتي بها عيب بنيوي طالما نبهنا إليه السيد النمري ، وهو أن الأفكار المطلقة قد تسيئ إلى صاحبها وهي منافية للعلم وللمنطق ولكل ذوق سليم. لو صيغت الجملة السالفة على الشكل التالي مثلا :" رفيق الحريري وحده من دون كل البشر(هذا التعبير يحبذه السيد النمري لذلك حافظنا عليه) لم يستعبده المال ، مقارنة بي وبالنسبة لي أنا فؤاد النمري ـ أحد رعايا المملكة الهاشمية ،الذي لا يعلم أنه ما زال لم يبلغ مستوى المواطن ـ هكذا ننتقل من المطلق إلى النسبي ومن السحر إلى القليل من العلم ، فإن الجملة السابقة يصبح فهمها ممكنا على ضوء العلاقة بين الحريري والنمري وليس من خارجها، أي عبر جدلية السيد والعبد أو الشيخ والمريد . وهذا الفهم الممكن هو التالي : أنا فؤاد النمري كائن ملكي أردني أنا عبد لرفيق الحريري الذي يسبح فوق المليارات جزء منها من أموال آل سعود والباقي من عرق وخيرات الشعب اللبناني ،وهو أي السيد الحريري ليس عبدا للمال لأنه يمتلك منه الشيء الكثير ، على عكس وضعي البائس والوضيع ، فإني عبد عند الحريري لأني اعبد ماله الذي أنا في أمس الحاجة إليه ، وما الرسالة سوى تجديد للبيعة اتجاه إبنه، وصك عبوديتي المتجددة، هنا نحن أمام شيء على الأقل قابل للفهم وللهضم "والله وحده المستعان على بلائه" .
هنا سيصبح من العبث نقاش انتماء رفيق الحريري إلى حركة القوميين العرب التي يخجل منها النمري ويسميها جماعة محسن إبراهيم، فهذا الانتماء مماثل بل مطابق لانتماء مفترض في يوم من الأيام للنمري إلى حزب شيوعي أردني أو إلى "الفكر الشيوعي" عموما.. وما يثير النمري ويسيل لعابه حول هذه الجماعة هو قيام قائدها محسن إبراهيم بنقد ذاتي لتجربة الحركة الوطنية اللبنانية قائلا بأن الحركة "في معرض دعمها لنضال الشعب الفلسطيني ذهبت بعيداً في تحميل لبنان من الأعباء المسلحة للقضية الفلسطينية فوق ما يحتمل، طاقة وعدالة وانصافا"، أي أن الشيوعيين بالنسبة للنمري ونموذجه محسن إبراهيم، لا يكونون كذلك إلا إذا تبنوا وجهة نظر الخط الانعزالي الفاشي أي خط الكتائب ، وهذا النقد الذاتي لتلك الجماعة المسماة جماعة محسن إبراهيم هو عمليا انتقال إلى موقع البرجوازية الفاشي في لبنان ، عبر الصيغة التي يتبناها الخط الفاشي في لبنان أي " لبنان أولا وأخيرا ..والوطن النهائي وغير ذلك من شعارات الفاشية اللبنانية..فلماذا يصر النمري على تسميتها بجماعة العمل الشيوعي ..في حين أن خروتشوف بالمثل كان قائدا لحزب شيوعي وقام بانتقال مماثل.. إن كثرة تكرار الأوهام قد يولد عند بعض البسطاء أو البلهاء شبه حقائق، لكن حقيقة الواقع والوقائع عصية ان تلوى أو تبلى. والاسهال بالحديث حول الشيوعية والشيوعيين ولوك نفس الفكرة / القناع حول خروتشوف والستالينية عشرات المرات بذريعة أن " الحقائق تكرر نفسها " مع تناسي ان الحماقات تكرر نفسها أكثر، فحديث النمري عن الفكر الشيوعي بعد كل ما تقدم هو شبيه بوطواط أو خفاش يقدم محاضرة عن ضوء الشمس والوان قوس قزح ليس أقل ولا أكثر.



ملاحظتين قد تكونان ضمن السياق:
1 ـ في الوقت الذي يخوض فيه"رفيق درب نيلسون مانديلا، عضو مؤسس للجناح العسكري ل l’ANC ، روني كاسريل الذي حارب الأبارتهايد في إفريقيا الجنوبية منذ بداية ستينيات القرن الماضي، أي أنه كان في سن العشرين من عمره"، إحدى آخر معاركه : العمل على الاعتراف بحق الفلسطينيين في أرضهم. وهو أصغر أولاد أحد المهاجرين اليهود، صرح مأخرا بأن قضية الشعب الفلسطيني قضية عادلة.وبأن الحصار الذي يتكبده الفلسطينيون أسوأ من الأبارتهيد.
يصرح النمري ان القضية الفلسطينية وكل القضايا الوطنية هي ملاذ البرجوازية الوضيعة ، وبموازاة ذلك ، بعث رسائل التبويس لأقطاب الطائفية بلبنان، ونصح المليونيرات، وتكريس الفكر الطائفي، تلكم مهام البرجوازي الغير الوضيع أي العميل أي "الثوري" المحنك الجديد حسب الفكر النمري الجديد على وزن النظام العالمي الجديد.
2 ـ في وثيقة رقم 3433/ 2006 من وثائق ويكيليكس:
إيهود أولمرت رد على طلب عضو الكونغرس الأمريكي توم لانتوس بدعم "إسرائيل" للسنيورة بالقول :" أنا أحب السنيورة وسأكون سعيدا بلقائه في أي وقت ".
الحب والهيام اتجاه فؤاد السنيورة من طرف الصهيوني إيهود أولمرت و...فؤاد النمري ( أترك اختيار الوصف اللائق للقارئ ) لن يضاهيه بالتأكيد أحد حتى زوجته...ولو استعملت أسلوب النمري في طريقة استخلاصه للنتائج عبر المنطق الصوري لوصلت إلى أن النمري هو نسخة أخرى من أولمرت أو أولمرت العربي أو أولمرت الأردني..لكن للأسف رغم حبي الكبير للمنطق الصوري في هذه اللحظة بالذات ، فإنه بسبب كرهي للانتهازية سأظل أحاول ان أكون ماديا جدليا ، ولن أعتبر أن من بدأ رسالته " بالبلشفي الأردني" أنهاها بأولمرت الأردني..واللهم لا شماتة. لكن الخلاصة أن السفارة الصهيونية في عمان تعمل بشكل جيد هذا ليس فيه شك!

ملحق :
هذه نماذج فقط لمقاطع كتبها لينين تصلح كما كل الكتاب حول المرتد كاوتسكي ، ولها نفس المضمون السياسي فقط نقوم بعملية الاستبدال البسيطة للإسمين النمري مكان كاوتسكي ، هذه النماذج التي نقترحها لا تشكل بديلا ‘ن إعادة قراءة كل الكتاب للتسلح ضد التحريفية التصفوية:
ولكن يكفي بهذا الصدد . فتعداد جميع السخافات والغباوات التي تفضل بها كاوتسكي امر مستحيل إذ أن كلا من جمله هاوية من الارتداد والجحود لا نهاية لها.
إنك تشوش الامور تشوشها بشكل قبيح ايها " المستشار في شؤون التشويش"!
إن كاوتسكي يأخذ من الماركسية ما هو مقبول عند الليبراليين (انتقاد القرون الوسطى ، الدور التقدمي للرأسمالية بوجه عام والديمقراطية الرأسمالية بوجه خاص) وينبذ من الماركسية ما هو غير مقبول عند البرجوازية ، ويلزم الصمت حولخ، ويطمسه( عنف البروليتاريا الثوري ضد البرجوازية ، من أجل القضاء على البرجوازية) . ولهذا السبب ، يتكشف كاوتسكيي حتما عن خادم ذليل للبرجوازية ، بحكم موقعه الموضوعي ، وايا كانت عقائده الذاتية. المختارات المجلد 3 الجزء الاول ص 98 .
"..إن كاوتسكي يزين وجه الديمقراطية البرجوازية بكل وقاحة وصفاقة ، فهو، مثلا ، لا ينبس ببنت شفة عما يفعله ،ضد العمال المضربين ، أشد البرجوازيين نزعة ديمقراطية وجمهورية في أمريكا أو في سويسرا.
آه ! إن كاوتسكي الحكيم والعلامة لا يقول شيئا عن هذا ! إنه لا يفهم ، هذا السياسي العالم ، إن الصمت هنا نذالة . فهو يفضل أن يروي على مسامع العمال قصصا للأطفال .. فيا للعلم ! و ياله من استخذاء ناعم امام البرجوازية ! وأية طريقة متمدنة في الزحف على البطن امام الرأسماليين و لعق جزماتهم!. و لو كنت كروب او شيدمان او كليمانسو او رينوديل، لدفعت الملايين للسيد كاوتسكي، و لنزلت عليه ضما و تقبيلا كيهوذا، و مدحته امام العمال، و دعوته الى"وحدة الاشتراكية" مع اناس محترمين امثال كاوتسكي . و كتاية الكراريس ضد "دكتاتورية البروليتارية" و رواية تاريخ الويغ و التوريز في القرن الثامن عشر في انجلترا. و التأكيد ان الديموقراطية تعني "حماية الأ قلية " و السكوت عن مدابح الاممين في جمهورية امريكا "الديموقراطية", اليست تلك خدمات يقدمها خادم دليل للبرجوازية؟ " ص 101

...إن الذي لا يستطيع أن يلحظ هذا ، إما هو خادم للبرجوازية عن وعي ، وإما هو إنسان ميت سياسيا تماما ، لا يرى الحياة الحية من وراء الكتب البرجوازية المغبرة ، مشبع كليا بالأوهام الديمقراطية البرجوازية ، وبالتالي جعل نفسه ، موضوعيا ، خادما ذليلا للبرجوازية..ص105



#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فؤاد السنيورة إلى فؤاد النمري.. طوبى للحريري
- المنظمة الإرهابية الأكثر دموية في العالم
- الأورو: أداة إمبريالية
- اغتيال مصطفى مزياني ..شهيد آخر، جريمة أخرى
- التحريفي الأول يعانق الظلامي الأول بالمغرب
- لهم قبلهم ..ولنا قبلنا
- لنجسد تضامننا مع الرفيق المناضل محمد المسعودي دعوة للرفاق في ...
- العراق والهمجية الامبريالية...هل من دروس لشعوبنا؟
- حول الانتفاضة المصرية الثانية
- رسالة إلى الشهيد شكري بلعيد
- الشعب المصري يتقدم شعوبنا في مواجهة الفاشيست المتأسلم..ومهام ...
- مناضلون أم مطبلون
- بداية النهاية للإخوان المتأسلمين بمصر
- الشكولاطة: حلاوة بطعم الدم البشري....الجزء الثاني
- نقابات الرحامنة.... نموذج لهجوم البيروقراطية المسعورة
- الشكولاطة: حلاوة بطعم الدم البشري....جزء1
- مواجهة مبدئية أم طعنات خلفية ؟
- الطبقة العاملة وحركة الشعوب هما ضمانة نجاح أي تغيير ثوري – ج ...
- نقاش سجالي مع الرفيق النمري في أفق حوار رفاقي
- -حول ستالين مجددا ...دفاعا عن اللينينية دائما-..... الجزء ال ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رفيق عبد الكريم الخطابي - من فؤاد السنيورة إلى فؤاد النمري.. طوبى للحريري الجزء 2