أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رفيق عبد الكريم الخطابي - الشعب المصري يتقدم شعوبنا في مواجهة الفاشيست المتأسلم..ومهام الثوريين















المزيد.....

الشعب المصري يتقدم شعوبنا في مواجهة الفاشيست المتأسلم..ومهام الثوريين


رفيق عبد الكريم الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 00:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الشعب المصري يتقدم شعوبنا في مواجهة الفاشيست المتأسلم..ومهام الثوريين

حتى في أحلك اللحظات، وأكثرها دفعا نحو اليأس من كل ما هو جميل فينا وحولنا، بل والكفر بكل ما تختزنه جماهير شعوبنا من طاقة إبداعية وقوة وصلابة على التغيير وصنع للمعجزات، والتي لا يمكن أن يتخيلها حتى أكثرنا تفاؤلا، وبرغم مساحات الظلام الكبيرة التي تحيط بنا...هناك دائما مساحات كبيرة للأمل وبقع للضوء كثيرة ولكن متناثرة، لا يستطيع المرء رؤيتها في شموليتها إلا إذا استعان بدروس التاريخ وأدرك قوانينه...فإن كانت الممارسة الثورية في الأوضاع المتفجرة تفصح عن الوجه المشرق والحضاري لشعوبنا، وتفجر كل ما هو جميل وراقي ومبدع في دواخل جماهيرنا التي حكم عليها قسرا بالجهل والفقر والمرض والجوع والموت...فإن الممارسة الرجعية للصراع تصر على تفجير الغرائز الأكثر بهيمية وهمجية واتساخا فيها، فلا يرشح على السطح إلا الوجه الأكثر بشاعة وتخلفا وإجراما مما يتقيأه الإنسان العائد إلى بدائيته الكريهة. ما أن يسود نوع من التطور السلمي أو الهادئ للتناقضات ولو مرحليا، وقبل أن تهدأ العواصف الجماهيرية حتى ترتفع الأصوات المبحوحة التي كانت حتى الأمس القريب تتصدر الشاشات والمواقع تنظيرا ثوريا، واليوم تطربنا تنظيرا استسلاميا تشاؤميا انتهازيا، كأنهم يغيرون قمصانهم حسب الفصول والموضة، ومن تلك الأصوات من يريد تهيئ الأجواء للحوار مع المتأسلمين القتلة في مصر ودماء ضحاياهم من شهداء الانتفاضة وخياناتهم لم تجف بعد .
ما حملته الانتفاضتين المصرية والتونسية من مستوى الوعي والتسييس للجماهير عجزت وستعجز كل النظم الرجعية على تحقيق ربعه أو عشره- ، كل أنظمة العمالة عجزت وستبقى عاجزة حتى على محو الأمية تلك الآفة التي قضت عليها العديد من الثورات في سنواتها الأولى وبإمكانات بسيطة جدا مقارنة بالتطور التقني الراهن-، ما أكدته وأبانته الانتفاضتين من مستويات للتضحية والشجاعة والإقدام والتآزر والتآخي في هذه المرحلة القصيرة زمنيا، لا يوازيه سوى ما كرسته ممارسات الأنظمة الديكتاتورية من قيم الفردانية والانتهازية والتخلف والجهل والوصولية وكل القيم البرجوازية المنحطة والبشعة بشاعة إجرامهم في حقنا وحق بلداننا طيلة عقود من الزمن.
بين هاتين الممارستين النقيضتين يقف الفكر العدمي الانهزامي عاجزا عن التفسير، وكيف يسعى هذا الفكر للتفسير وهو من أدمن التبرير،واستعاض عن التحليل بالتكفير. ومن نماذج هذا الفكر من صدمته نتائج الصناديق في الانتخابات الرجعية الأخيرة في مصركما تونس، وكأنها سابقة في التاريخ أن يخرج أشد أعداء الديمقراطية من صناديقها، وكأن الديمقراطية تنحصر في الانتخابات والاستفتاءات، ومن نماذج هذا الفكر المضلل والمضلل - بفتح اللام الأولى وكسرها- من توهم الاعتماد على وعود الخليفة بأمر الله محمد مرسي ممثل محمد بديع في قصر الرئاسة، أو من فاجأته فاشية الجماعة الظلامية وإجرامها، وهو ما لم ينافسها فيه، براعة واتقانا وتفننا سوى الأنظمة الفاشية من فرانكو إسبانيا وموسيليني إيطاليا وهتلر ألمانيا - إن كان في الإجرام فن أو براعة- من اغتيال المناضلين الطلبة العزل في الجامعات المغربية إلى قتل المفكرين في مصر ولبنان وغيرهما. ما يفاجئنا هنا ليس حجم إرهاب المتأسلمين في مصر أو سوريا أو المغرب أو تونس وليبيا واليمن وغيرهم كثير، بقدر ما يفاجئنا تفاجئ بعض أصحاب الثقافة من تلك الجرائم. لنقرأ الأديب عبد المعطي حجازي حين يكتب:" لم أكن أتصور، لا أنا ولا غيرى، أن تكشف لنا الأيام والحوادث أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة فاشية إلى هذا الحد، وأن فاشية هذه الجماعة طبيعة متأصلة فيها لا تستطيع أن تتحرر منها لأنها لا تستطيع أن تتحرر من الخلط بين السياسة والدين". أو من لا يرى في أحداث الواقع المتسارعة والمتفاعلة سوى تأكيد لخرافاته باستبدال مقولة "الصراع الطبقي" بمقولة انهزامية من مثل " العجز الطبقي" ويسقط عجزه وإفلاسه الفكري والسياسي بهكذا كلمات مبتذلة نقتطف منها كمثال هذا المقطع لأحد "جهابذة الفكر الشيوعي" بعدما استحالت ممارسة "الشيوعي" تقاس بمدى الالتصاق بالحواسيب بدل الالتصاق بهموم وقضايا العمال والفلاحين ، وموقعه يحدده كرسيه وليس انتماؤه لقضية الشيوعية عالميا:" الشعوب التي تخلصت من مثل هذه العصابات سواء في العراق أم في تونس ومصر ستعود لتواجه ذات القضية التي واجهتها في السبعينيات وهي انسداد الطريق أمام التنمية الوطنية ومعالجة المرض العضال المتمثل بالعجز الطبقي الشامل" ..وما هذا العجز سوى عجز صاحبه على النظر إلى الواقع من وجهة نظر ثورية والاكتفاء بموقف عدمي. على أرضية هذا الفكر العدمي تتساوى الأضداد جميعا فلا مخرج لتناقضاته سوى بالعودة إلى نقطة، هي فيه البداية، أكانت هذه النقطة بداية السبعينيات أو نهاية الخمسينات أو بداية الهجرة المحمدية ودولة الخلافة، لا اختلاف جوهري في هذا المنهج الظلامي إلا من حيث الغطاء اللغوي أما مضمونه فهو ذات النظرة للتاريخ دائرية دوما، لا ينطلق من نقطة إلا لكي يعود إليها، لا مكان فيها للقفزات النوعية ولا للمراكمة الكمية لنضالات الشعوب وإنجازاتها.
لندع هذه النماذج جانبا، ولنركز نظرنا في هذه المقالة على الفاعل الأقوى في الواقع، وهو بنظرنا أبطال التحرير ومناضلي الشعب المصري، وامتداداتهم من المغرب إلى العراق، الذين يتلمسون طريقهم لاستكمال أهداف انتفاضتهم التي بدؤوها عفويا ومازالت تراكم وتبحث عن أشكال وعيها الراقي، ونقطة البدء بنظري السعي لتنظيم قواها بما يعزل القوى المساومة والانتهازية وإن كان صوتها عاليا الآن إلا أن كل طموحها هو اقتسام الكعكة مع الظلاميين والمتأسلمين ، في حين أن هدف المنتفضين أكبر وأعمق من مجرد كنس مبارك وتنصيب مرسي فالكل في التبعية والعمالة سواء. لقد اختار المنتفضون عنوانا لانتفاضتهم وهو ما يجسده شعارهم" الشعب يريد إسقاط النظام". وهذا الشعار بدوره هو مجال للصراع الطبقي ، فإن كانت الانتهازية والإصلاحية والظلامية ترى أن هذه المهمة قد أنجزت لأن نظرتهم للصراع تقتصر على تغيير لا يمس علاقات الإنتاج أي المستوى الاقتصادي في البنية الاجتماعية، بل فقط شكل السلطة ونصيبهم منها، فإن الشعب المصري ينتظر من ذلك الشعار توفير لقمة خبز ومنصب عمل قار وصحة وتعليم لأبنائه وفك علاقات التبعية بالامبريالية وحليفتها الصهيونية. وإن كان هذا الأمر مستحيل بقيادة جماعة الإخوان المتأسلمين وباقي القوى المتذبذبة، لكون اغلبها لا تناقض سيطرة الطغمة المالية واقتصاد الريع، ولا تضع أصلا مسألة الأرض موضع سؤال أكانت أرضا عقارية أو فلاحيه..وهو ما لا يمكن بنظرنا من إقامة تنمية حقيقية ترتكز على اقتصاد متوازن بين فروعه الثلاث. إن من يقدس الملكية الخاصة ومن لايرى في الاقتصاد إلا التجارة لن يعيد سوى إنتاج كل مساوئ الليبرالية المتوحشة التي تفرضها الامبريالية وشركاتها العابرة للقارات الحاكم الأوحد والفعلي للاقتصاد العالمي. هذا الوضع بنظرنا لن يؤسس سوى لانتفاضات أكثر زخما من سابقتها، نتمنى أن تخرج من عفويتها في المقبل من الأيام وهو أمر منوط بمدى العمل الواعي للثوريين وسط العمال والفلاحين أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير...وهذا ما يفرض عكس الأولويات فالجهد المبذول في الاعتصام بالميادين قد يكون أقل مردودية نضاليا، من التوجه صوبا لتنظيم المنتجين الكادحين ودعم وقيادة نضالاتهم، دون التماثل مع ممارسات الليبراليين أو التعاطي معهم أكانوا بلحي أو بغيرها. لن نضع أنفسنا في مكان التنظير بدل الثوار الفعليين بمصر الأبية والذين خضبوا بدمائهم أرضها، بل منهم نتعلم ومنهم ننتظر المزيد من الدروس.
إن التجارة بالدين أي دين وإن كانت تدر مكاسب مهمة وسهلة في وقت قصير، إلا أنها تجارة تبور سريعا، خصوصا حينما يصل تجارها إلى كراسي السلطة. ولا يهمنا هنا قصر أو طول عمر هذه التجارة المفلسة فهي منوطة بوعي وحنكة المناهضين لها، لكننا نريد الذهاب رأسا لدراسة إحدى نماذجها التاريخية، لنؤكد أن هذه التجارة لا علاقة لها بمدى تدين أصحابها ولا بإسلامهم أو مروقهم، بل بشروط تاريخية تساهم في ظهور وتطور الظلامية. فالخطاب المستند على العواطف القومية والأحقاد العرقية وممارسات الكراهية والهوس الديني المتخلف وانتشاره في أوساط جماهيرية مهمة، يجد تربته في واقع مرير تعيشه هذه الجماهير، وترفضه دون التمكن من إفراز بدائل علمية وعملية لذات الواقع، فليس التقوقع الفكري والاجتماعي سوى تعبير عن رفض واقع أليم دون القدرة على تصور واقع آخر متحرر، يتنفس فيه البشر هواء الحرية والإنسانية، لذلك نرى الأمر أقرب إلى الانفعال النفسي منه إلى الاعتقاد الواعي بالنسبة لأتباع الظلامية ، أي أن مفعول المخدر الديني كباقي المخدرات له مدة صلاحية محدودة .
وهنا لا مجال للتذكير بفترة النشأة لجماعة الإخوان المتأسلمين، وهي الفترة التي افتقدت فيها مجموعة من الشعوب كل إمكانات التحويل الثوري لصالحها، وسقوط مجتمعاتها بين فكي الضواري الاستعماريين، في البلدان المتخلفة كما في بعض بلدان أوربا، وهي الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية أي بداية الثلاثينات. وهي الفترة التي يمكن أن نستقي منها نموذجا فاقعا للاستغلال الظلامي للإسلام من طرف فرانكو ديكتاتور اسبانيا، فبعد عودة ما عرف بالجبهة الشعبية للحكم عقب انتخابات 1936 بدأت الاستعدادات لانقلاب عسكري من قبل البيروقراطية العسكرية المدعومة من طرف الفاشية الإيطالية خصوصا في 18يوليوز1936، للإطاحة بحكم الجبهة الشعبية وهي جبهة تضم اغلب التعبيرات السياسية المحسوبة على اليسار في إسبانيا، وهو الانقلاب الذي قاده الجنرال فرانكو انطلاقا من مدينة تطوان بالمغرب في 19 يوليوز كقائد لجيش إفريقيا في اتجاه إسبانيا. ما يهمنا هنا من هذا الحدث التاريخي ليس دراسة الحرب الأهلية في إسبانيا بل طريقة تجنيد فرانكو للمغاربة في حربه القذرة تلك.
إن على من يحاول إيهام الجماهير اليوم بالرهان على الانتخابات البرلمانية المقبلة بعدما ركبوا أوهاما حول الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور وأقصد هنا خطاب بعض أقطاب "جبهة الإنقاذ الوطني" في مصر ، عليهم أن يتذكروا جيدا أن الجبهة الشعبية في إسبانيا قد نالت في البرلمان أغلبية ساحقة ب 277 مقعدا، بينما اليمين 132 مقعدا، والوسط 32 مقعدا فقط.ومع ذلك كان لليمين، مدعوما بالجنرالات والكنيسة، رأي آخر. ففي الوقت الذي كانت الجماهير الشعبية في اسبانيا ومعها النقابات والتنظيمات العمالية عند وصول الجبهة الشعبية للسلطة تتطلع إلى تحقيق ثورة جماهيرية تلغي الفوارق الطبقية الصارخة، كان اليمين يروج للحرب ضد الإلحاد والشيوعية، رغم أن عدد الشيوعيين في البرلمان آنذاك لم يتعد أصابع اليد. فباسم الحرب المقدسة ضد الإلحاد سيق الآلاف من المجندين المغاربة للموت والقتل دفاعا عن مصالح الفاشيست والطغمة المالية الاسبانية. وكما يروج الإخوان المجرمون اليوم بأرض الكنانة أنهم يحكمون باسم المقدس ودفاعا عليه، وأن مرسي هو أحسن الموجودين لحكم مصر، أشاع القياد بشمال المغرب وبعض فقهاء المساجد وعملاء الاستعمار الاسباني، بكون الحرب بجانب أهل الكتاب أي المسيحيين ضد الكفار هو جهاد يدخل الجنة. في مصر اليوم هناك حرب طبقية طاحنة وعليها أن تصور كحرب طبقية، بعيدا عن التسميات الحقوقية الفارغة من قبيل صراع الشرعيات (تارة شرعية انتخابية وتارة شرعية ثورية وتارة أخرى شرعية دستورية وهلم جرا مما تجود به قريحة الخطاب الانتهازي المساوم)، وكما في كل الحروب تمارس الرجعية والظلامية منها خصوصا نفس وسائل جلب الأنصار، لا مبادئ لهم ولا قيم سوى حشد الأنصار. لقد استعمل الإخوان المجرمون في حربهم الإشاعات الكاذبة والمغرضة وتاجروا بالدين كما العادة وصرفوا الأموال وألفوا القلوب عبر توزيع الزيت والسكر والوعود ..إلخ وهي ذات الوسائل التي استعملها الديكتاتور فرانكو، فمن الترغيب بالحصول على راتب في مجتمع أنهكه المرض والبطالة إلى الترهيب عبر زيادة الضرائب على من يرفض تجنيد أبنائه والحرمان من أبسط وسائل العيش..إلى التجارة بالإسلام طبعا. فقد أرسل الديكتاتور فرانكو بعثات للحج ووضع بواخر رهن تصرف الحجاج، كما أشاع دخوله للإسلام. بل هناك من المغاربة من عاد من الحج وأقسم أنه رأى الحاج فرانكو يقوم بمناسك الحج، وهناك من اعتبره أحد أبطال الإسلام أعز الله به عضدهم مثله مثل مرسي أو الشيخ حازم أبوصلاح. في كتاب مهم جدا عن هذه الحقبة للمؤرخة والباحثة الإسبانية "ماريا روزا مادارياغا" مترجم ومنشور بالحوار المتمدن من إعداد: محمد القاضي نقتطف المقطع التالي:"
"الإئتلاف المقدس" الذي نسج بين المسيحيين والمسلمين ضد "العدو الماركسي"، وهي الصورة التي تم الترويج لها على أساس أن المغربي المسلم مساند لأخيه الإسباني المسيحي، من قبل أمثال "أسين بلاثيوس" و"فيكتور رويث ألبينيس"... وهي الصورة التي كانت تنطوي عليها خطابات "التقارب والتآخي الإسباني المغربي" مثل الذي ألقاه المراقب العسكري القائد "غارسيا فيغيراس"، كما كانت تتردد هذه الخطابات في المناسبات الرسمية والإذاعات والصحافة وعلى لسان المسؤولين الإسبان. كما كان يتم مغازلة الشعور الديني لدى المسلمين عبر العمل على بناء المساجد (مسجد تطوان، مليلية...) كأهم معالم السياسة الدعائية التي قادها الفرانكاويين".
هذه الحرب القذرة التي جند لها الفرانكاويين أكثر من 65ألف مجند مغربي، نسبة الأطفال فيهم كبيرة جدا، سقط منهم كضحايا أكثر من 20ألف مغربي حسب إحصاء إسباني غير رسمي . تلك الحرب التي خلد مأساتها الفنان بيكاسو في لوحة رائعة، ووصفها الشاعر الاسباني الجمهوري (مِيغيل إيرْنَانْدِيثْ) قبل وفاته في سجن (أليكانتي) سنة 1942م قائلا: "إسبانيا لم تعد إسبانيا، إنها مقبرة جماعية، شاسعة، حمراء، ومقصوفة، هكذا أرادها الهمج".
- فرانكو كان مدعوما بالأمس بالفاشيست الألماني والإيطالي ، مرسي اليوم مدعوم بالديكتاتورية الأمريكية وحليفتها الصهيونية.
- فرانكو حارب بأبنائنا بالأمس من أجل مصالح الأوليغارشية المالية والبيروقراطية العسكرية ومصالح الكنيسة، فهل نسمح ومعنا أبطال الكنانة للفاشيست الجدد بقيادة الديكتاتور مرسي بن محمد بديع أن يحاربوا بأبنائنا اليوم من أجل مصالح نفس الطبقات والمراتب الاجتماعية مع وضع الفقهاء والدعاة المأجورين ومجلس الإرشاد والأزهر مكان الكنيسة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل نقبل أن نكون وقودا لحروب الآخرين كما فعلت بنا بريطانيا الاستعمارية التي لم تكن الشمس تغيب عن مستعمراتها ،ولم تستعمل جنودها إلا في النادر من المرات، بل حاربت بواسطة أجدادنا وهي الظاهرة التي تناولها لينين على لسان هوبسون في كتاب "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية":«ومن أغرب أمارات عمى الإمبريالية ذلك الاستهتار الذي تنخرط به بريطانيا العظمى وفرنسا والأمم الإمبريالية الأخرى في هذا الطريق. وقد تخطت بريطانيا العظمى الجميع. فمعظم المعارك التي استولينا بها على إمبراطوريتنا الهندية قد خاضتها جيوشنا المشكلة من الجنود المحليين؛ ففي الهند وفي مصر كذلك حديثا توجد جيوش نظامية كبيرة تحت قيادة البريطانيين. ومعظم الحروب التي خضناها لغزو إفريقيا عدا إفريقيا الجنوبية، قد خاضها من أجلنا الجنود المحليون»." ...فهل نعيد أخطاء الأجداد؟؟؟ لا أعتقد أن أبناء مصر، ورثة حضارة تفوق 7000سنة، ممن استأنسوا بأروع وسائل التواصل تطورا وأتقنوها، قد يعيدون إنتاج المأساة. لا أعتقد أن أبطال الكنانة سيخوضون حربا قذرة بالوكالة ضد مصالح شعبهم يقودها الإخوان المجرمون اليوم خدمة للامبريالية كما فعل الأجداد بالأمس...
قلت أن ظروف نشأة الإخوان المجرمين بمصر، التي كانت ساحة صراع يتنازعها كل أنواع الضواري الاستعماريين من إنجليز وألمان وحتى أطماع تركية، أوجدت بين المصريين من تمنى النصر للفاشيين لأجل الخلاص من الاستعمار المباشر، كما أوجدت بينهم من حن للخلافة العثمانية واستبدادها، وهو باعتقادنا ما شكل جزئيا خلفية تاريخية لنشأة الجماعة النكوصية المتخلفة المسماة جماعة "الإخوان المسلمين". واليوم شكلت مقولة التصويت لمرسي، بدعوى كونه مرشح الثورة ضد مرشح الفلول. أو مقولة المعارضة من داخل النسق السياسي القائم وغيرها من مقولات، أرضية وخلفية دعائية لكل الزمر الانتهازية المساومة على دماء الشهداء...
ضد الفلول تعني ضد الإخوان..
ضد مبارك تعني ضد مرسي..
يسقط النظام يعني يسقط نظام الاستغلال الطبقي والحيف الاجتماعي والقطع مع الامبريالية والصهيونية. يسقط النظام يعني تسقط الرأسمالية...
دون ذلك نقاشنا خارج السياق وتضحيات شعوبنا تصب مكاسبا في رصيد أعدائنا.
ملاحظة قد تكون ضمن السياق:
نسجل هنا أن الظلامي موسوليني ديكتاتور إيطاليا، أبان عن قدر لا بأس به من الشجاعة مقارنة بزميله مرشد الاخوان - فبعد كل جريمة قتل أو حرق أو تعذيب للمعارضين لسلطته كان يقف ليعلن مسؤوليته عما يقوم به أتباعه، كأنما يباهي به، متحديا معارضيه : «أعلن أمام هذا الجمع وأمام الشعب الإيطالي أنني أتحمل بمفردي مسؤولية ما حدث فإذا كانت الفاشية عصابة من المجرمين فإنني زعيمها» (من مقال حجازي المشار إليه أعلاه). أما حفيد موسوليني وهتلر اليوم فهو أكثر جبنا وخسة من أن يعترف بجرائمه، مرشد الإخوان المجرمين لم يتورع عن الكذب المفضوح حينما أعلن عن كون كل شهداء قصر الاتحادية هم من جماعته...في ذات الوقت الذي كان أحد الشهداء مسيحي والآخر صحفي معروف أنه ناصري معادي للجماعة ولم تستطع الجماعة بكل أموالها الملوثة نفطيا وأموال داعميها من شراء أو تجنيد سوى عائلتين من عائلات الشهداء الثمانية أو اكثر.... حتى في الظلامية هناك مراتب : جماعة الإخوان أشدها قبحا وتخلفا وجبنا.



#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناضلون أم مطبلون
- بداية النهاية للإخوان المتأسلمين بمصر
- الشكولاطة: حلاوة بطعم الدم البشري....الجزء الثاني
- نقابات الرحامنة.... نموذج لهجوم البيروقراطية المسعورة
- الشكولاطة: حلاوة بطعم الدم البشري....جزء1
- مواجهة مبدئية أم طعنات خلفية ؟
- الطبقة العاملة وحركة الشعوب هما ضمانة نجاح أي تغيير ثوري – ج ...
- نقاش سجالي مع الرفيق النمري في أفق حوار رفاقي
- -حول ستالين مجددا ...دفاعا عن اللينينية دائما-..... الجزء ال ...
- بصدد الدعوة :- آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي-..ا ...
- بصدد الدعوة :- آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي-
- في ذكرى الشهيد عبد الحق اشباضة... لنتعاطى مبدئيا مع ذكرى الش ...
- يوسف يبيع الإلاه بقطعة لحم في رمضان
- في الذكرى 25 لاغتيال الشهيد مهدي عامل...بعض من ملامح حضور فك ...
- للرفيق النمري كل أكاليل الورد الأحمر في عيد ميلاده
- • أفاق اليسار الثوري على ضوء الانتفاضات الشعبية الراهنة -الم ...
- انتفاضة 23 مارس 1965...الذكرى والعبر
- شهادة الشيوعيين : الواقع اصدق انباء من الكتب
- النمري ,,من الدعاية للشيوعية إلى الدعاية للأنظمة الملكية
- المناضل عز الدين الروسي ,,,عشق الحرية يكسر قضبان الزنزانة


المزيد.....




- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...
- تيسير خالد : قرية المغير شاهد على وحشية وبربرية ميليشيات بن ...
- على طريقة البوعزيزي.. وفاة شاب تونسي في القيروان


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رفيق عبد الكريم الخطابي - الشعب المصري يتقدم شعوبنا في مواجهة الفاشيست المتأسلم..ومهام الثوريين