أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رفيق عبد الكريم الخطابي - النمري ,,من الدعاية للشيوعية إلى الدعاية للأنظمة الملكية















المزيد.....


النمري ,,من الدعاية للشيوعية إلى الدعاية للأنظمة الملكية


رفيق عبد الكريم الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 21:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أن يكرر المرء نفس الخطاب بنفس التعابير المكرورة فذاك شأنه ,إن كان ذلك من باب ان التكرار قد يولد حقائق ,أو أن يوظف التكرار الممل ,مثله مثل البداهة في إضعاف وشل قدرة الفكر النقدي على النقد .. ,وما النقد في ممارسة الماركسيين اللينيين سوى إنزال الافكار المتأدلجة إلى تربتها الطبقية التي تحتضنها , وتحدد إمكانية تطورها بل وظهورها كذلك ,وتعريتها من كل غطاء تحاول التستر تحته إن بدعوى العلم أو الشيوعية أو حتى الإسلام,,,هذه أمور نترك جزءا منها لمقال أو مقالات وعدنا صاحبنا النمري بالرد فيها على مجمل بنائه الفكري,,,,,أما أن يكتب النمري حول شيء لا يعلمه فذاك ما لا يمكن السكوت عنه برغم الارهاق الذي نحسه بعد يوم مضني من العمل والمهام النضالية وليس الجلوس وراء المكاتب وممارسة الانشاء اللغوي حتى لا نقول شيئا آخر نزولا عند رغبة رفيقنا العلمي .
الكتابة بالنسبة للشيوعي وسيلة , لن ولم تكن غاية في ذاتها إلا بالنسبة للبرجوازي وخدمه,,,وقبلهم من كانوا لا يجدون ما يملأ وقت فراغهم إلا الكتابة,,الكتابة بالنسبة للشيوعي وسيلة لخدمة مشروع سياسي فكري ,,,من لا يجد أصلا هدفا لعمل الشيوعيين لماذا يكتب أصلا؟بل ولماذا الاسهال في الكتابة؟
إن كانت كل الطبقات عاجزة على الحكم ومنها الطبقة العاملة -إن وجدت أصلا في فكر النمري - الذي يشكك في وجود أنظمة رأسمالية أصلا في لوحة سوريالية تتحدث عن مجتمعات استهلاكية غير منتجة للبضائع..وكأن الاستهلاك ليس نتيجة للإنتاج ..وكأن مجتمعاتنا تعيش على التقاط ثمارالأشجار وتدجين الحيوانات..النمري يوجه لنا الأسئلة التالية:" نعود إلى خطاب رفيقنا رفيق عبد الكريم الخطابي الذي يشجع الشيوعيين المغاربة على تحويل زنازين النظام المغربي إلى ساحات للمعارك ضد الأعداء وسلاح الشيوعيين فيها هو الاستشهاد وإضرابات الجوع متناسياً شرط الضرورة في ضابط العمل الشيوعي. نعود لنسأله عن الضرورة المستوجبة لهذه المعارك كيلا تكون معارك دونكيشوتية، ما عساها تكون ضرورة هذه المعارك المكلفة لحياة الشيوعيين ؟ من هم الأعداء ؟ وما عساها تكون فائدة الشيوعيين في حالة انتصارهم على الأعداء ؟ ليس ثمة من أجوبة فاصلة على كل هذه التساؤلات " وأنا بدوري أوجه له سؤالا مباشرة لماذا تكتب أصلا؟ما هي القضية التي تحملها وتدافع عنها ؟ولما الاصرار على تسمية نفسك بالشيوعي؟
• وهذه أسئلة استنكارية نطرحها دون انتظار إجابة لأن المهم في هذه المقالة هو الدفاع عن معركة مستمرة يخوضها رفاق من داخل سجون الرجعية بالمغرب أقحم النمري نفسه فيها عن جهل لتشويه مضمونها...ولا مجال للاشارة إلى أن إشارة النمري أن رفيق عبد الكريم الخطابي هو من يشجع الشيوعيين المغاربة على تحويل زنازين النظام إلى ساحات للمعارك هي تهمة في المغرب وترسل المتهم بها إلى السجن ..وليس هذا هو المهم, بل إن فيه إساءة واحتقار للرفاق المضربين عن الطعام والذين حرموا من زيارة محاميهم واهلهم فكيف سيقنعهم مثلي بهكذا خطوة , وهم من يستطيع ليس إقناعي أنا فقط , بل وحتى النمري نفسه معي,وتعليمنا جميعا دروسا في الصمود والابداع النضاليين والتشبت بإنسانية الانسان في حدودها الدنيا ,أنا مثلك يا نمري قمت بقراءة لمعركة نضالية ,لكن من موقع مناقض لموقعك, لنتواضع قليلا ولننصت لصوت القادة الحقيقيين يقول الشهيد كنفاني : :" إننا نتعلم من الجماهير ، ونعلمها ومع دلك فانه يبدو لي يقينا أننا لم نتخرج بعد من مدارس الجماهير ، المعلم الحقيقي الدائم والدي في صفاء رؤياه تكون الثورة جزءا لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب"
في مقاله شهادة الشيوعيين يحاول النمري إظهار المضربين عن الطعام كمغامرين وانتحاريين عبر أسئلة استنكارية أنهى بها مقاله,ومدافعا بشكل محتشم عن الأنظمة الملكية ولأن أجزاء من هذا المقال نشرت تعليقا مباشرا على مقاله , نرى تجميعها في هذا المقال كوثيقة تؤرخ لمسلسل التشويه الذي طال معركة رفاقنا من طرف من يدعي الانتماء لنفس خندقهم.
أولا: من قال للنمري أن الرفاق المضربين عن الطعام يخوضون إضرابهم من أجل إسقاط النظام
أو من أجل ثورة اشتراكية ؟هل بحث في ملفهم المطلبي الذي على أساسه خاضوا معركتهم؟..هل يعرف وضعيتهم داخل السجن ؟ كل هذا يجهله النمري ومع ذلك يكتب ,,,,من قال أن هذه المعركة هي خيار الشيوعيين المغاربة في إشارة مضمرة ومسمومة لنعتهم بالمغامرة وهو ما كان ينعتهم به علي يعتة الذي يعتبره النمري "الأمين العام للحزب الشيوعي في المغرب " علي يعتة " كان من الأصدقاء المقربين للملك الحسن" كيف يكون المرء شيوعيا وصديقا للملك...مثل هذا التناقض لا يمكن أن يستوعبه غير النمري
علي يعتة أو للدقة الحاج علي يعتة وحزبه الآن أصبح يسمي نفسه حزب التقدم والاشتراكية وهو مشارك في كل حكومات النظام في العقدين اللأخيرين... ماذا نسمي من ينعث رئيسا لحزب سياسي معترف به وغارق حتى النخاع في الممارسات الرجعية بل ومن خدم الديكتاتورية المطيعين وممن كان من أوائل المتبرئين من شهداء انتفاضة الجماهير الشعبية في 1981 ونعتهم بأقبح النعوت ,ويعتبر النمري أن رئيسه صديقا للحسن الثاني وهو كذلك بالفعل ,أنه حزب شيوعي لمجرد أن إسمه يحمل الشيوعية...هل يجهل النمري أن الحكم على الأحزاب يكون حكما على البرامج والممارسات وليس التسميات,,؟ هل شخص بحجم النمري تغيب عنه هذه الألف باء ,,,ولماذا ..فقط ليصل أن الأنظمة الملكية رحيمة بالشيوعيين وفضاؤها السياسي يتسع ويتيح لهم مكان تحت سماء ديمقراطية الملوك ... هل هذا تحليل سياسي؟,,,ولأن النمري يقرأ تاريخ الأحزاب الشيوعية والاشتراكية انطلاقا من أسمائها وليس برامجها وممارستها السياسيتين ,,سيستنتج متنبي عصره والشيوعي الأوحد في عالمنا, وتبعا لمنطقه, أن الاشتراكيين هم من يحكمون المغرب ,وهذا ما تقوم به الدعاية الظلامية المتأسلمة, لأن حزبين يحملان هذا الاسم ,حكما لأزيد من عشر سنوات هما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب علي يعتة التقدم والاشتراكية,,,أن ينعث النمري علي يعتة بالشيوعي فذلك شأنه أما أن ينعث حزبه الاصلاحي بالشيوعي فذاك الجهل بعينه ,,,النمري يستسهل الاحكام كأي برجوازي صغير لا تهمه صلابة بنائه الفكري بل يهتم فقط لكثرة منتوجه الاشهاري,,أن يقوم النمري في تعقيب له سابق بإخراج رفاق من حظيرته الشيوعية ومنه المعني بمقاله,,ويعتبر علي يعتة شيوعيا بالمقابل فذلك يدلنا فعلا على طينة متنبي الشيوعية الجديد , لماذا يضطر النمري إذن للكتابة عن شيء يجهله؟ ,,,بل لماذا يدوس بقدمه على كل الأعراف النضالية ليقوم بدور التشويش على معركة ما زالت مستمرة حتى الآن من داخل سجون القهر؟ ,,لا بأس من درس بسيط حول تعامل الشيوعيين المبدئي مع المعارك النضالية,
في عرف المناضلين عموما والشيوعيين بالخصوص, عندما تنطلق معركة نضالية ,ما أي معركة , ينضبطوا لرأي الأغلبية ويساهمون في إنجاحها ولا يقومون بتقييم تلك المعركة إلا بعد نهايتها ,,لأن كل محاولة للتقييم إبان المعركة النضالية يضعف زخمها بل ويضع صاحبها موضوعيا في خدمة الجهات التي تسعى جاهدة لإفشالها ,,ولعل الكل يعرف أن النظام بالمغرب وبيادقه سعوا ويسعون لإفشال معركة الاضراب عن الطعام بكل الأساليب ,,,هذا الدرس الأول لممارسة كل من يدعي الشيوعية هو ألف باء الممارسة النضالية, لماذا يتجاهلها النمري ويترك هذا النقاش لما بعد المعركة ؟, ولنعط مثالا لتوضيح ذلك ,إذا اختار عمال أحد المصانع وقرروا معركة نضالية ما , هل واجب الشيوعيين المبدئيين التضامن معها والتعريف بها وتوفير الدعم لها , حتى لو كان تقديرهم السياسي يختلف تقديرات هؤلاء العمال...إن على مستوى الأشكال النضالية التي اختارها العمال,أوعن توقيت المعركة ....أم يبدأون بالتنظير, في خضم المعركة حول شعاراتها وتوقيتها واستراتيجيتها ,,وكل ما يسهم في شق صفوف العمال وإضعاف عزيمتهم..النمري اختار الخيار الثاني....,وإن كان يجهل هذا الدرس فلا عذر له سوى الإغراق في العمل المكتبي وممارسة النضال عبر الكلمات مثل أي شاعر يكتب للمتعة واللذة الذاتيتين,,المعتقلون السياسيون المضربون عن الطعام هل يخوضون معركتهم الخاصة المتعلقة بتحسين وضعهم داخل السجن وبعض المطالب المتعلقة بوضعهم خارج السجن كطلبة وبالتالي جزء من مطالبهم تحسين شروط التحصيل العلمي ,,,أم يخوضون معركتهم باسم الشعب المغربي ونيابة عنه أو عن الحزب الشيوعي الغير موجود في المغرب أصلا ونيابة عنه,,وفي جزء غير مباشر من المعركة يناضلون من أجل الحفاظ على مكتسبات من داخل السجون تحققت للمعتقلين السياسيين بالمغرب تاريخيا ومنها الاعلام والزيارات المباشرة والفسحة,, وغيرها من المكتسبات التي ضحى من أجلها شهداء داخل السجون ويجب الحفاظ عليها ,حتى نقضي نهائيا على تلك السجون وسجانيها,,,,
النمري لا يعرف شيئا عن هذا كذلك ويبيح لنفسه الكتابة عن أشياء يجهلنا ,,ولنا أن نتساءل عن السبب؟
في السجن وأمام اضطهاد وتعذيب الجلاد يوضع المرء أو المناضل في مواجهة ذاته كإنسان وفي مواجهة مباشرة مع الجلاد وهو مجرد من كل أسلحته , وأسلحة الشيوعي كما يجهل النمري هي جماهير شعبه , في هذا السجن يكون الخيار إما الانصياع لإرادة الجلاد عبر الحط اليومي من كرامتك وإذلالك وتجريدك من كل إرادة بكلمة واحدة الخيار بين الخضوع لتلك الارادة"إرادة السجان" وتستمر حيا ذليلا إما عبر استجداء العفو والاعتذار عن كل ما آمنت به ومارسته ,وهو ما يفعله الاصلاحيون عادة وحتى السلفيون وكل الظلاميين ,أو أن تختار تشبتك بإنسانيتك وترفع التحدي في وجه الجلاد وتعلن أن بامكان الانسان أن ينتصر على الجلاد في قلب أعتى مؤسساته القمعية المعنية بتجريد المعتقل من كل إرادة ومن كل انتماء انساني,,,في السجن يصعب الحديث عن انتماء سياسي أو إيديولوجي ولو كان حاضرا ,,بل أعتقد ان الحديث يتم عن إنسان فرد مجرد من كل سلاح في مواجهة بطش جلاد مدجج بكل الأسلحة بما فيها الأسلحة الايديولوجية ومقال النمري أمضى تلك الأسلحة الرجعية...
قرار الاضراب لا يتخد في المكاتب ولا في هذه اللجنة أو تلك من لجان البيروقراطية التي تعود النمري على قراراتها ,وليس في يد كاتب هذا المقال ولا غيره, بل هو قرار حصريا بيد المعتقل الفرد وقناعاته,,,وقرار وقف المعركة أو الاضراب هو بنفس اليد,,وهذا ما يجهله النمري بالمطلق كذلك فقط لأن التجربة التي راكمتها الحركة الماركسية اللينينية بالمغرب ليست موثقة في كتب عقد الثلاثينيات
ولنضرب للنمري مثالا آخرعما نقوله ,,عندما انتفض الشعب الفلسطيني مسلحا بالحجارة في مواجهة آلة القمع الصهيوني ..وأطفاله أقول أطفاله تواجه الرصاص ...ما هو المطروح على المناضل الثوري ؟...إذا انطلقنا من فهم أن كل ممارسة نضالية مهما بدت بسيطة تشكل التراكم اللازم لتجذر كل ممارسة ثورية من أجل الوصول إلى نقلة نوعية ,,هل نقوم بالتنظير لواقع العلاقات الدولية والحسابات الرياضية التي تجيدها الانتهازية بنفس حسابات صاحب المتجر الصغير عبر مقارنة الربح والخسارة الآنيتين, إن المناضلين الثوريين يدعمون بدون قيد أو شرط انتفاضة أطفال الحجارة عبر المقال والشعر والتظاهرة ,,وغيرها من وسائل الدعم وقد يصل إلى الدعم المادي ,,فيما القراءة الأخرى الانتهازية سوف تقول التالي: بعد انقلاب العسكر في الاتحاد السوفياتي وسيطرة البرجوازية الوضيعة في العالم وخروج التاريخ عن مساره ,,فإن دور الشيوعيين ينحصر فقط في تمجيد الماضي وإدمان الإنشاء على النيت ولندع كل المطالب الاصلاحية للبرجوازية والساحة للقوى الظلامية , فالشيوعيون خارج التاريخ مادام التاريخ خارج التاريخ,,أليس هذا المنطق من واجهه الشيوعيون إبان التنظير للعمل من داخل الديمقراطية الصهيونية المزعومة ويصبح المطلب عوض تحرير فلسطين تحقيق المواطنة ضمن دولة الكيان الصهيوني ,,,النمري بمنطق متخلف حتى عن بشارة برلماني الكنيست المطرود شكليا من الكيان الصهيوني,,يدعو الشيوعيين إلى إفتراش المقاهي والادمان على الانشاء في النيت ,,وكل الشيوعيين المفترضين الذين سقطوا في المغرب وتونس ومصر والبحرين والعراق من أجل مطالب إصلاحية كالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ليسوا شيوعيين ما دامت هذه المطالب ستنفذها البرجوازية "الوطنية " وليست مطالبهم ,,منطق بعيد عن ماركس كما عن لينين ,,,متنبي شيوعية الانترنيت بعد ان اكتشف سنة سقوط الاتحاد السوفياتي يلقي فتواه الأخيرة : ٍ لن يجد الخطابي ورفاقه أي جواب آخرعلى سؤالي هذا غير الديموقراطية والعدالة الاجتماعية. الديموقراطية والعدالة الاجتماعية لا يستحقان استشهاد الشيوعيين"
ولأن للكتابة طعم يختلف بين من يكتب من داخل آوار المعارك ونضالات الشعوب وبين إنشاء المكاتب ..فالنمري عاجز عن فهم دياليكتيك حركة الجماهير ...تغيير شعارات الانتفاضة ومطالبها هو صراع طبقي بين كل القوى المشاركة فيها ودور الشيوعيين, في وسطها أي سيرا مع الجماهير , هو تجذير تلك الشعارات والمطالب وفضح الممارسات الانتهازية , بهذا الصراع وحده تتقدم حركة الجماهير, وليس بالتأمل من خارج الحركة , وبهذا وحده يتطور وعي الجماهير صانعة التغيير وصانعة التاريخ كذلك , ذاك الوعي وهذا التاريخ لا يصنع بالمقالات وحدها ولو كانت الأحسن تنميقا,,,هذه ألف باء الدياليكتيك الماركسي ...هل يجهل النمري هذا أيضا؟
في غمرة الانتفاضات الشعبية التي عمت المنطقة العربية يبدي متنبي عصره ملاحظته الثاقبة التالية:النظم الجمهورية هي الأكثر قابلية للتغيير بينما النظم الملكية تحافظ على استقرارها ؟؟؟هل لكونه أردني,,,هل لكونه مجرد ملاحظ وليس محلل؟؟؟لنتمعن في المقتطف التالي من مقال له معنون ب"ماذا يجري في مصر وفي تونس" :" ليس ثمة من شك في أن الشعوب العربية في جمهوريات العصابات الأخرى ستنهض قريباً للتحرر من حكم العصابات التي تمتص دماء شعوبها حتى الرمق الأخير. ما يجدر الإشارة إليه في هذا السياق هو أن الملوك العرب وبحكم سلطاتهم الملكية المطلقة لا يسمحون بسقوط السلطة في قبضة أية عصابة تنازعهم السلطة، ولذلك لا يجري امتصاص دماء الشعب في ممالكهم بصورة وحشية كما يجري في جمهوريات العصابات الأمر الذي يوفر هامشاً محدوداً للنمو الطبقي في حين أن النمو الطبقي في جمهوريات العصابات يتمحور باستمرار على المحور السالب وهو ما يدفع بعامة الشعب بجميع طبقاته، بالغني قبل الفقير، للإنتفاض ضد حكم العصابات المافيوي؛ بينما تنهض الشعوب في الممالك ضد الحكومة تحديداً وليس ضد الملك مثلما يجري في البحرين وفي الأردن وفي المغرب".
لا يكلف النمري نفسه عناء تحليل التعبيرات السياسية الفاعلة في الانتفاضات تجسيدا لمقولة لينين " التحليل الملموس للواقع الملموس " بل يكيف الأحداث لنظرته المسبقة أنطلاقا من مفهوم لا يعلمه سواه ٍلنتمعن في فكره قليلا: "العجز الطبقي الشامل في البلدان النامية تسبب في حالة سياسية مأساوية وهي أن الحكم لا يؤول لطبقة اجتماعية بعينها كما هو الحال في الدول المتطورة، بل إلى عصابة لا تنتمي لأي طبقة من طبقات المجتمع العاجزة"لقد كف التاريخ في بلداننا أن يكون تاريخ صراع طبقي وتوقف هذا الصراع أن يكون محركا للتاريخ منذ نشأة الطبقات وخروج المجتمع عن المشاعة ليعوضه صراع نمري بامتياز هو صراع عصابات,,,وقد تكون نتيجته إذا استمر هذا المنطق أن مهام الشيوعيين ببلدان هو تكوين عصابات للحكم عبرها وليكفوا عن تيههم النظري والسياسي عبر سعيهم في الانتظام في أحزاب شيوعية ماركسية لينينية ...وليكف المناضلون عن تكدير صفو فكر النمري عن الحديث عن طبقة عاملة ونضال ضد البرجوازية الكمبرادورية فقد ماتت الامبريالية وماتت أو دخلت الطبقات في عجز تاريخي يشبه البيات الشتوي لحيوانات القطب المتجمد ,,,وكل شيء في تراث الشيوعيين مات والبقاء للنمري وفكر العصابة الذي يدافع عنه

الحسن الثاني أرحم على الشيوعيين مثله مثل نظيره الأردني فيما نظيريهما حافظ الأسد وبومدين نكلا بالشيوعيين..؟؟ لماذا إذن الشيوعيون المغاربة انتحاريون فيما الأردنيون كالحملان ؟؟هذا ما يوحي به متنبي الإفتاء الجديد...في هذا المنطق تتشخصن الأنظمة عوض تحديد الطبيعة الطبقية للأنظمة السياسية الحاكمة في هذه البلدان نراه يقرأ تاريخ الحركة الشيوعية الجزائرية والمغربية وجهلا بهما عن طريق علاقاتهما بالملوك والرؤساء ولعمري هذه نظرة للتاريخ متخلفة حتى عن نظرة ابن خلدون له ....في المغرب الذي يصف النمري نظامه كالآتي , نعيد نشر كلمات النمري حرفيا :" الملوك العرب وبحكم سلطاتهم الملكية المطلقة لا يسمحون بسقوط السلطة في قبضة أية عصابة تنازعهم السلطة، ولذلك لا يجري امتصاص دماء الشعب في ممالكهم بصورة وحشية" قلت في المغرب الذي انتقلت ثروة ملكه الجديد إلى المرتية السابعة عالميا بعد أن كانت ثروة أبيه مصنفة في المرتبة 12 في وقت وجيز حوالي عشر سنوات ...في بلد مصنف في المرتبة الثانية بعد التايوان في السياحة الجنسية ,أي ان جزء كبيرا من أبنائه يعيشون على الدعارة,,,في بلد أكبر احتياطي للفوسفاط يشتري فلاحه الأسمدة بثمن يضاهي أو يفوق نظيره الفلاح الفرنسي,,في بلد يتوفر على أكبر السواحل في إفريقيا تقريبا يشتري مواطنوه السردين ب 20درهم فيما المستهلك الاسباني يستهلك سمكه بأقل من نصف ذاك المبلغ...في بلد يحرق العشرات من معطليه ومنهم أحد حاملي الدكتوراه استشهد نتيجة حرق نفسه بحثا عن عمل يعيل أسرته ,,والمئات أو الألاف ابتلعهم البحر بحثا عن غسل الصحون في أوربا وهربا من الفقر والتهميش...هل هذا النظام يمنع امتصاص دماء المغاربة من طرف العصابات ...هناك في المغرب من لا يزال يعمل ل12ساعة في مصانع البرجوازية الكومبرادورية بحوالي 5دولارات لليوم ودون ضمان اجتماعي ولا أية حقوق...أين تسكن أيها النمري العالم ببواطن الأمور وبكل شيء...المناضل الثوري وكذلك الشيوعي ليس من يتوفر على معلومات كثيرة بل هو من يستطيع توظيف معلوماته ضمن منهج ورؤية علمية وبما يخدم قضية الشيوعية على أرض الواقع وليس في سماء بداية القرن الماضي , ولا في زمان كتابة البيان الشيوعي...شجرة الواقع مخضرة ومزهرة دائما ,,فقط على الناظر إليها أن يقوم بتنظيف نظاراته أولا...بالمناسبة هل بإمكان النمري أن يطلعنا على ثروة ملك الأردن ,حامي دمه من امتصاص العصابة,؟
في البحرين ماذا يرفع المنتفضون , أليس إسقاط النظام ؟ وهل كان هذا المطلب مرفوعا منذ البداية في تونس ومصر...ماذا عن انتفاضة شرق السعودية ,,أم أن فكر شيوعيينا أصبح يستمد من جزيرة قطر...؟
المهم هذا بإيجاز رد بسيط على ترهات مقال صاحبه اختار الدفاع عن المملوكيات وهذا شأنه واختار مهاجمة شيوعيين عزل ومعركتهم ...لتصبح الشهادة ,في حالة الاستشهاد ,انتحارا للمضربين عن الطعام وليس قتلا من طرف نظام يلغي أبسط شروط إنسانية الانسان ...مقال اختار صاحبه مهاجمة الضحية وتبرئة القتلة ,,,مقال اختار صاحبه مقاربة موضوع من وجهة نظر السجان وليس السجين وجاهلا بكل واقع الصراع وحيثياته,,,في انتظار رد يليق بالأبطال خلف القضبان نذكر القارئ بقولة للشهيد مهدي عامل مغزاها عميق جدا : "ليس قائل القول كحامله "...والفرق بين منطق صاحبنا الجاهل وابطال النضال الثوري في المغرب , هو ذات الفرق بين هؤلاء الحاملين لقضية وفكر, ومتشبثين بإنسانيتهم في مقابل من يكتفي بالقول ولا يحمل شيئا ,,هو الفرق بين الكتابة النضالية والكتابة الانشائية,,,أخيرا مثال بسيط جدا ...أغلب المغاربة بمختلف توجهاتهم يحملون مسؤولية من أقدم على إحراق جسده وهم بالعشرات ومن يرمي نفسه في البحر غرقا وهم بالآلاف للنظام ...وجزء كبير من المغاربة ليسوا شيوعيين طبعا يعتبرونهم شهداء لأنهم ضحايا نظام أغلق كل منافذ الحياة ,,هذا منطق جزء من مغاربة عاديين ..يأتي عالم زمانه ليلقي فتواه الهجينة على من يخوض معركته ضد النقيض المباشر ليشكك في جدوى معركتهم وهي في جانب منا لها خصوصية الدفاع عن مكتسبات للمعتقلين السياسيين تاريخيا, في المغرب بلد من وصف النمري نظامه ,,وبعد هذا نتساءل لماذا أصاب جزء من الحركة الشيوعية في بلدان الأعراب العمى السياسي والفكري والتيه الايديولوجي ..ولماذا تتغول القوى الظلامية في ساحاتها
ملاحظة أخيرة: قد يجد القارئ بعضا من تكرار للأفكار ,,أو بعضا من انعدام ترتيبها ..وذلك راجع لضيق الوقت أولا ..ولرغبتنا في عدم الانتظار أو التمهل في ردنا ,, اعتقادا منا أن دفاعنا عن معركة رفاقنا المضربين عن الطعام ورد الاساءة التي وجهت لمعركتهم لا يحتمل الانتظار , وكذلك لأن مضمون مقالنا يغني عن شكله...وتنميق مفرداته ..وإذ نعتذر للقارئ مسبقا على ذلك نشيرإلى أننا أصلا لا نبتغي مجدا شخصيا من وراء ممارستنا الكتابة كجزء من واجباتنا النضالية ,,,وليست استعراضا لعضلات اللغة والمعلومات



#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل عز الدين الروسي ,,,عشق الحرية يكسر قضبان الزنزانة
- السيد رعد الحافظ وديالكتيك الدعاية
- استنهاض الجماهير شرط أساسي لنشوء حركة يسارية حقيقية
- كمال الحساني ومحمد بودروة: بين مفهوم الشهادة ...وجرائم الصحا ...
- الشهيد عبد اللطيف زروال ...القائد الشيوعي والمعلم الأبدي
- العدل و الاحسان ...بين الشعار الديني و العمالة للامريكي
- من اجل مقاطعة : الحج الى مكة وآل سعود في السلطة..كما نقاطع ا ...
- تأملات أخرى حول الأضحى أو حين يتساوى الإنسان و الكبش... من ق ...
- الحج إلى مكة حلال أم حرام ، بوجود آل سعود في السلطة؟! من وجه ...
- من تفجير مراكش...إلى اعتقال رشيد نيني هل هي تكتيكات جديدة لل ...
- هل هي حركة تصحيحية من داخل حركة 20 فبراير موقع الدار البيضاء ...
- ليبيا ..هل هي محاولة لفرملة الثورة و.د.ش. في المغرب والجزائر ...
- رشيد نيني...حين يصبح خادم الديكتاتور منظرا للثورة
- انهيار الديكتاتور...ومهام الثوريين ............ تحية لشعب تو ...
- من أسياد الرومان...إلى أسياد الرأسمالية - من بيوت الدعارة... ...
- تأملات حول الأضحى أو حين يتساوى الإنسان و الكبش


المزيد.....




- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...
- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- حزب يساري بألمانيا يتبنى مقترحا بالبرلمان لدعم سعر وجبة -الش ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - رفيق عبد الكريم الخطابي - النمري ,,من الدعاية للشيوعية إلى الدعاية للأنظمة الملكية