أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفيق عبد الكريم الخطابي - العدل و الاحسان ...بين الشعار الديني و العمالة للامريكي















المزيد.....

العدل و الاحسان ...بين الشعار الديني و العمالة للامريكي


رفيق عبد الكريم الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 22:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"المناضل الحقيقي هو من يستطيع استجلاء مختلف المصالح الطبقية التي تكمن خلف كل الشعارات والجمل المنمقة"

ان الشعار الديني لا يستعمل عادة بشكل بريء ، بل نستطيع القول ان رفع شعارات من قبيل الله اكبر او لا الاه الا الله تستعمل دائما بشكل انتهازي في المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية وفي هذا الحيز الضيق سنحاول الإضاءة على إحدى الأوجه الانتهازية بل والإجرامية لمن يسعى الى الاختباء وراء الشعار الديني عوض إعلان شعاراته السياسية المفلسة..
ولنبدأ بالشعار الذي رفعه من يسميهم الخطاب الاعلامي ب "ثوار ليبيا" واسميناهم منذ اليوم الاول لاحداث ليبيا بعملاء الامبريالية ، عندما كانوا يمارسون ساديتم وهمجيتهم في قتل ديكتاتور ليبيا رفعوا الشعار التالي :" الله اكبر.. الشعب يريد ..معمر كبش العيد.." وهو شعار دموي يكثف لموقف سياسي مفاده ان الشعب الليبي في تناقض مع شخص معمر القدافي ، وهي مسألة مغلوطة ، فتناقض الشعب الليبي هو مع نظام ديكتاتوري متخلف وبالتالي فمصلحته تكمن في بناء نظام ديمقراطي حقيقي يعيد توزيع السلطة والثروة بين فئات الشعب الليبي في افق بناء نظام وطني شعبي على يد القوى المؤهلة تاريخيا لذلك ..مضمون الشعار اذن يطرح التناقض بين شعب وفرد وهو نظرة للتناقض من وجهة نظر برجوازية اي استغلالية ،لان هدفها إبدال فرد معين بفرد أخر دون المساس بطبيعة النظام القائم على استغلال الطبقات المنتجة والكادحة من اجل استخلاص فائض القيمة..وهي نفس الممارسة التي نجدها عند كل الانظمة والقوى الرجعية ..فحين يقوم نظام ما بقتل مناضل ما فهو يفهم الامر بشكل ان انهاء حياة فرد قد توقف مسيرة شعب ، اي انه يرى صراعه مع مجموعة افراد يسميهم مشاغبين او حثالة او جردان او فوضويين وبمجرد تصفيتهم جسديا ينحصر الاحتجاج او مدى الثورة..النقطة الثانية في الشعار اعلاه هو تحويل او استغلال لاحدى الشعائر الدينية التي قد تكون لها دلالات التضحية بالذات من اجل المبدأ الى لوحة للقتل والتنكيل والانتقام ..انه فكر اجرامي صادر عن قوى مجرمة متاسلمة اي متاجرة بالاسلام ، وعبارة الله اكبر لا تغير شيئا من الوجه الوحشي لتلك الممارسة ولمن يرفع ذاك الشعار..نفس الشيء مورس في مدينة وجدة سنة 1991وفي فاس سنة 1992 من طرف نفس جحافل الظلام او التتر الجدد حينما رفعوا في وجهنا شعارا مماثلا:"الله اكبر عاصفة لليهود ناسفة" واليهود في الشعار يقصد بهم الطلبة العزل المدافعون باجسادهم وفكرهم عن الهوية التقدمية والديمقراطية وعن استقلالية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ..فقتلت تلك الجحافل طالبين من ابناء الشعب المغربي هما الشهيدين المعطي بوملي وايت الجيد بنعيسى وبطريقة وحشية فالاول قطعت عروقه وشوهت جثته وتركوه ينزف في الخلاء والثاني كسروا جمجمته بطوبة الرصيف(طروطوارة) امام مرأى الطلبة واجهزة القمع ..إنها نفس شعارات الاجرام لنفس عصابات القتل والاجرام في ليبيا كما تونس ، في مصر كما المغرب وسوريا..الملاحظة المثيرة ان هذه العصابات الظلامية تقود حملتها الان بدعم لوجيستي من طرف الامبريالية والصهيونية وبعض الانظمة الرجعية ، وهو نفس الدعم الذي تلقته تلك القوى في حملتها ضد الاوطم والصوت الثوري من داخله في كل من فاس ووجدة ابان غزوهما من طرف التتر حيث أن عمليات الاقتحام والقتل تمت امام اعين كل اجهزة القمع للنظام الرجعي بالمغرب..والمفارقة ان هذه القوى الظلامية لم يصدر عنها اي رد فعل ضد التغلغل الصهيوني داخل المغرب ، اذ على المستوى الاقتصادي بلغ حجم التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني اكثر من 18 مليون دولار خلال 8 اشهر الاولى من سنة2011 مقابل 13مليون دولار في 2010 ، وعلى المستوى الثقافي نذكر فقط بالنشاط الاخير الذي احتضنته جامعة الاخوين حول "الهولوكوست" نظمته جمعية " كيفوديم" الصهيونية والاغرب ان الصوت الوحيد الذي تصدى لهذا النشاط المشبوه كان من احد المناضلين من اصول يهودية هو سيون اسيدون الذي فضح ذلك في حوار له مع احدى الجرائد و عبر عن ادانته للنشاط وعن قلقه من التغلغل الصهيوني خصوصا في المجال الفلاحي حيث اصبح المغرب يعتمد بشكل كبير جدا على البذور المستوردة من هذا الكيان...المفارقة الاخيرة التي سوف نسجلها هنا هي: في الوقت الذي تتسابق فيه جماعة العدل والاحسان للحوار مع السفير الامريكي بالرباط وتأخذ منه التعليمات وتتبادل معه الاشارات ، حيث نلاحظ انه كلما ازداد الضغط الاعلامي على النظام السوري تخرج هذه الاخيرة في وقفات امام المساجد لسب وشتم هذا النظام وبرغم الحجم المقزم لهذه الوقفات فانها تحظى بتغطية مهمة من طرف ابواق الامبريالية (قناة الجزيرة...)، كمثال وقفات رمضان التي ضمت العشرات في حين ان مسيرات ضمت عشرات الالاف لم تحظ بنصف ذاك الحيز من التغطية ..في نفس الوقت الذي يتصدى المناضلون بالنهج الديمقراطي القاعدي لزيارة قام بها نفس السفير الامريكي لجامعة فاس وطردوه من الحرم الجامعي كي لايدنسه ..لنقارن فقط بين هاتين الممارستين ولنتساءل عن موقع شعار " الله اكبر" وعن محله من الاعراب، ولنتساءل عن الموقع الفعلي لمردديه اي المتاجرين بالدين..الساعين و اللاهتين وراء السلطة السياسية دون اي مشروع سياسي واضح ، وان كانت تلك السلطة مقتسمة مع من هو فيها اليوم ..سواء عن طريق صناديق الاقتراع او زحفا مدعوما من طرف الراعي الامريكي ؛ وهنا نذكر بان تلك "الرؤيا " التي تحدت عنها الفقيه عبد السلام ياسين سنة 2006 نفهمها سياسيا كسوء تفاهم بين الجماعة وسيدها الامريكي حول الموعد المحدد لتلك القومة ، وان من لا يزال يؤمن بانها " رؤيا " من الله عن طريق احد ملائكته فعليه اما ان يراجع قناعاته او يلتحق باقرب مستشفى للامراض العقلية او النفسية لاننا نفهم ان من تسبب بتلك "الرؤيا" الفضيحة لم يكن "ملاكا" من السماء وانما "ملاكا " من السفارة الامريكية بالرباط ...
ملاحظة اخيرة:
حينما نتحدث عن ممارسات القتل والتضليل التي تمارسها القوى الظلامية فإننا نسلط الضوء على جزء من الأدوات الإجرامية التي تستعملها البرجوازية ضد أعدائها و حفاري قبرها..فمن لا يملك قراره لا يستطيع إنتاج لا مواقفه ولا ممارسته ..واستخدامه للشعار الديني لا يلغي عمالته بل يؤكدها..فالشيوعيون الذين سقوا بدمائهم كل شبر من الكرة الارضية يواجهون حرمانهم من التنظيم والوجود داخل الدولة التي تعتبر نفسها رائدة الديمقراطية وقائدة العالم الحر كما يواجهون عملاءها المختفين وراء القناع الديني داخل انظمة العمالة والتبعية وحلفائها من القوى الظلامية المتاجرة بالدين...نفس القمع ونفس التقتيل وان اتخذ في امريكا غطاء دستوريا فانه ياخد في دول التبعية غطاء دينيا.. وبالتالي ففضحنا لهذه القوى المتأسلمة وصراعنا ضدها هو الجزء اليسير من صراعنا ضد الامبريالية والصهيونية والانظمة الرجعية



#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل مقاطعة : الحج الى مكة وآل سعود في السلطة..كما نقاطع ا ...
- تأملات أخرى حول الأضحى أو حين يتساوى الإنسان و الكبش... من ق ...
- الحج إلى مكة حلال أم حرام ، بوجود آل سعود في السلطة؟! من وجه ...
- من تفجير مراكش...إلى اعتقال رشيد نيني هل هي تكتيكات جديدة لل ...
- هل هي حركة تصحيحية من داخل حركة 20 فبراير موقع الدار البيضاء ...
- ليبيا ..هل هي محاولة لفرملة الثورة و.د.ش. في المغرب والجزائر ...
- رشيد نيني...حين يصبح خادم الديكتاتور منظرا للثورة
- انهيار الديكتاتور...ومهام الثوريين ............ تحية لشعب تو ...
- من أسياد الرومان...إلى أسياد الرأسمالية - من بيوت الدعارة... ...
- تأملات حول الأضحى أو حين يتساوى الإنسان و الكبش


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفيق عبد الكريم الخطابي - العدل و الاحسان ...بين الشعار الديني و العمالة للامريكي