أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفيق عبد الكريم الخطابي - من أسياد الرومان...إلى أسياد الرأسمالية - من بيوت الدعارة...إلى أحزاب البرجوازية الصغيرة..أية علاقة














المزيد.....

من أسياد الرومان...إلى أسياد الرأسمالية - من بيوت الدعارة...إلى أحزاب البرجوازية الصغيرة..أية علاقة


رفيق عبد الكريم الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة قد تكون لها علاقة بما سيأتي:
إلى روح الشهيد غسان كنفاني الذي كتب إهداء إلى الأم الفلسطينية قائلا:"إلى أم سعد، الشعب المدرسة...التي تقف الآن تحت سقف البؤس الواطئ في الصف العالي من المعركة، وتدفع، وتظل تدفع أكثر من الجميع....لقد علمتني أم سعد كثيرا ،وأكاد أقول أن كل حرف في السطور التالية إنما هو مقتبس من بين شفتيها،فلسطينيتين رغم كل شيء ،ومن كفيها الصلبتين اللتين ظلتا ، رغم كل شيء ،تنتظران السلاح 20 عاما "


الرومان أول من قنن –شرع- الدعارة لكلا الجنسين وكانت مهنة ﴿القوادة﴾ شائعة جدا. ويأتي المشتغلون في هدا الحقل في مرتبة أحسن بكثير مقارنة بالعبيد من الناحية الاجتماعية،ولو أنهم كانوا محرومين من حق الاقتراع ، اما العبيد في المقابل فكان القانون لا يعترف لهم بإنسانيتهم فهم ليسوا مواطنين وليس لهم حتى الحق في التصرف بأجسادهم ،برغم أن كل حضارة الرومان بنيت حساب تلك الأجساد والدماء.ليأتي الأسياد ثم طبقة المحاربين في أعلى هرم السلطة وهم ﴿أي العبيد﴾ في أدناها بالمطلق.ولكي لايضل التناقض صارخا بين هاتين الطبقتين عمل الرومان دوما على الحفاظ بل وحتى خلق طبقة وسطى تشكل أساسا من الأغراب﴿أي الوافدين من الخارج﴾ و الحرفيين والقوادين والمومسات ذكورا وإناثا﴿مدن الرومان قديما كانت تخصص منازل وبيوت خاصة لمهنة الدعارة تحيط بتلك المدن،بشكل يشبه مدننا الحالية التي تسيج بمدن الصفيح وأحزمة البؤس والذل﴾.
لنتأمل قليلا في هدا الواقع التاريخي كيف أن العبد آنذاك ﴿جدّي الحقيقي وجد كل كادحي الحاضر﴾ وهو صانع الثروة والحضارة للأسياد يحسد مواطنا آخر أي القواد لأن له الحق في المتاجرة بجسده وهولا يتمتع حتى بالاعتراف به كمواطن،ولا كانسان - هده الحضارة الجبارة والمتقدمة والمزدهرة جدا في التاريخ القديم والتي ناهضها ثوار كثيرون،كانت تحمل بوادر فنائها في ذاتها ، وكان لابد من محرك للتاريخ يعيد له حياته وعنفوانه من جديد، بما هو تاريخ إنساني متقدم باستمرار نحو مجتمع تتحقق فيه إنسانية الإنسان-.
ولننظر الى وضعنا الحالي في ظل حضارة أخرى ، وأسياد آخرين ،إلى وضع الطبقات المنتجة للثروة والثراء والحضارة الرأسمالية، لننظر كيف تعيش الطبقة العاملة والفلاحون الفقراء وكل الكادحين في المغرب وفي كل العالم العربي ،لنرى أن الصورة لم تتغير كثيرا.فالشعب الذي يطمح أبناؤه ليس للقضاء على الاستغلال الطبقي بل يسعون إليه ويبحثون عن هدا الاستغلال نفسه ،فلا يجدون غير هراوات القمع الطبقي تنهال على رؤوس معطليه الباحثين عن عمل يسدون به رمقهم ورمق دويهم ،إلى الدين يتقاذفهم موج المتوسط ،الباحثين عن ملاذ آمن ولقمة عيش غير ممرغة بالذل ،إلى أجساد بناته ، التي ضاقت بها شوارع مدن السياحة وأرصفة البؤس وفنادق البرجوازية الذليلة (أسياد الرومان/التتار الجدد) ،لتنشر أجسادهن في كل الفنادق الخليجية، ولم توفرهم حتى البرجوازية اللبنانية اللقيطة لحصد فائض قيمة إضافي من خلال عرق ولحم بناتنا ، إلى مجموع المعارك النضالية والبطولية التي تجاوزت ستة أشهر في أحيان كثيرة من اعتصامات للعمال والعاملات من أجل فتح هدا المصنع أو داك ،هدا المنجم أو داك. هده المعطيات وغيرها كثير ،والتي تحتاج تأصيل نظري وسياسي شامل ومنهجي كي يصل المرء إلى الخندق الملائم لقناعاته وإنسانيته. تكتفي هنا بعقد هده المقارنة التاريخية البسيطة جدا ،لكي نخلص إلى الضرورة الموضوعية ، وهي إن لا مستقبل لحضارة كهاته ، ومصير الأسياد الجدد من برجوازيين وبقايا إقطاع...وغيرهم ، هو مصير سادة الرومان وغيرهم ، بالرغم من أن الأسياد القدماء كانوا أكثر قوة بالمقارنة مع أعدائهم الطبقيين آنذاك ، فأسياد الأمس كانوا آلهة أو أنصاف آلهة ، وأعداؤهم كانوا يسبحون في بحر من الجهل والانصياع .
إن أعداء أسياد اليوم مسلحون بنظرية ثورية وبوعي يختزن ويرث كل ثورات التاريخ ، فكل ثوار اليوم هم رفاق سبارتاكيس وغيره.إن أسياد اليوم (كومبرادور وحلفاؤه) الدين يحاولون أن يدفعوا الثوار كما عبيد روما إلى أن يكون كل طموحهم هو الأكل من فتات موائدهم أو الاسترزاق من نضالات شعوبهم هم أعجز أن يحولوا حلمنا الأحمر الناصع إلى مجرد أحلام وردية في المناسبات أو داخل دكاكين سياسية فارغة من أي مضمون ثوري/تغييري والتي تشبه الى حد كبير تلك البيوت التي كان الرومان يشيدونها في ضواحي مدنهم للقوادة والدعارة ، وهده الدكاكين السياسية اصلاحية كانت أو تحريفية توجد على هامش الصراع الثوري لإعاقته .
ان للتاريخ قوة تحركه وللشعب مناضليه الثوريين ، لنشمر على الأذرع ولنغادر بيوت الدعارة الجديدة تحت أي يافطة بنيت هده البيوت اشتراكية اصلاحية ، تروتسكوية ، ماوية أو غاندية ....فحزب الطبقة العاملة ، حزب الشعب ، حزب الكادحين والثورة يبنيه الثوريون المنغرسون قلبا وقالبا داخل هده الجماهير.
ملاحظة لها علاقة بما سبق:
كتب الشهيد غسان كنفاني ذات يوم ما يلي:" إننا نتعلم من الجماهير ، ونعلمها ومع دلك فانه يبدو لي يقينا أننا لم نتخرج بعد من مدارس الجماهير ، المعلم الحقيقي الدائم والدي في صفاء رؤياه تكون الثورة جزءا لا ينفصم عن الخبز والماء وأكف الكدح ونبض القلب ...



#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات حول الأضحى أو حين يتساوى الإنسان و الكبش


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفيق عبد الكريم الخطابي - من أسياد الرومان...إلى أسياد الرأسمالية - من بيوت الدعارة...إلى أحزاب البرجوازية الصغيرة..أية علاقة