البرلمانية الشنكالية مع ... BBC ؟!

مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

البرلمانية الشنكالية مع ... BBC ؟!
شتان بين البرلمانية الأيزيدية فيان دخيل المهذبة التي تنشد للسلام وتحارب شتى أوكار التخلف والدمار, والبرلمانية حنان الفتلاوي التي ناصرت الدمار وعززت المعضلات العراقية حسب أدعائها العلني من خلال جهودها لمنع تحقيق المادة 140 في الدستور العراقي , وقد أفلحت في مسعاها مما أدى إلى الدمار والخراب في شنكال وغيرها من المناطق المتنازع عليها ضمن المادة 140, وهي تتحمل جانب من تلك الكارثة الرهيبة. وندرج مع التحليل جانب من مقابلة البرلمانية الأيزيدية فيان دخيل مع قناة BBC في الفاتح من ليلة يوم الأربعاء المصادف 1/10/2014م , وقد كانت تتصرف وتجاوب على أسئلة الإعلامية في القناة بهدوء تام وبلا انفعال أو توتر وجرأة وأخلاق فاضلة , وهذه تدل على التربية الصائبة وبلاغة عالية في ثقافتها . كانت إجاباتها رصينة وشاملة وقد استطاعت استيعاب أسئلتها بثقة فائقة وبكفاءة عالية , وقد حاولت الإعلامية إحراجها في تباين الأسئلة وبوسائل إعلامية محبوكة بشكل ناضج , وهنا أسرد بعض أسئلتها : ما مدى ثقة الأيزيديين من مناصرة الأمريكان لهم ؟ ما هي علاقتهم مع الأكراد , وطبيعة مآزرة الأكراد لهم ؟ وقد سألت الإعلامية السؤال الآتي لأجل الاستفزاز والإحراج لأنها كانت تعرف الإجابة "وربما غاية بنفس يعقوب " وقالت :أليس الدواعش كانوا أشرار مع الأيزيديين وغيرهم ؟ وأجابت السيدة فيان لأسئلتها بشكل لبق ومتسلسل وكما يلي : إن الأيزيديين فقدوا كل شيء جراء بطش الأشرار وفي وضح النهار , ما كان لهم من منقذ , وكان سوء سلوك الدواعش تجاوزت كافة المقاييس الدينية والمذهبية والقومية والإنسانية , ولم تستطع حكومة إقليم كردستان من صدهم , وكانت الحكومة المركزية مبتلة بسقوط نينوى وصلاح الدين وغيرها من المناطق التي في أيدي الدواعش الأشرار .لذلك لم يكن للأيزيديين من مناصر, كما ورد في الحكمة القديمة التي تقول : خلال الصراع الرهيب بين الكادحين والأمرياليين , فإن العمال لن يخسروا غير أغلالهم وقيودهم ، لذلك ألتجئت إلى الرأي العام العالمي ومنابع السلام والإخاء والوئام في كافة أرجاء العالم , لإنقاذ بني جلدتها والإنسانية من الأوغاد الفاسقين , والأيزيديين لا يملكون شيئاً لكي يخافوا من ضياعها جراء بشاعة الفتك والخسة للدواعش الذين يحملون راية الإسلام . وقد تعرضنا لكل المآسي والدمار التي قد تكون مستحيلة وفي القرن الحادي والعشرين وأسفاه للسفهاء . وقد قالت : تربط الأيزيديين مع الأكراد الوشائج القومية , وإن وجدت بعض الأخطاء , ولكن لا تطبق على كافة الأكراد , وأن الأيزيديين يسكنون الآن في إقليم كردستان , وكان استقبال الأكراد لهم تفوق شتى المقاييس " من كافة شرائح المجتمع الكردي "من المسكن والملبس والمأكل طوعاً وبجدارة عالية أكثر من طاقتهم المحدودة ,وهذا السلوك الكردي البديع يدل على رفضهم القاطع لأم الكوارث في القرن الحادي والعشرين مع حنينهم لماضيهم العريق , ثم أضافت لو كانوا هم مكان الأكراد المسلمين ما كان يجيدون أن يعملوا لهم مثل هذه الأخوة والشهامة ولكن سبحان الذي لا يخطأ , وكأن لسان حالها يقول: إن الأيزيديين قد تعرضوا إلى كارثة رهيبة أو طوفان ونظراً لبشاعة ومرارة الحدث , فإن بعض العناصر من الأيزيديين قد يطلقون بعض الجمل القاسية لتعاسة آلامهم وليس التخلي عن قوميتهم لأن الأيزيديين هم حماة القومية الكردية قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة , وإن القومية ليست بضاعة عفنة تباع وتشتري في سوق الدواعش ومن لفه لفهم من الأشرار ... وقد حاولت الإعلامية بشكل متكرر أن تخلق نوع من الفتور بين الأيزديين والأكراد ولكنا لم تفلح رغم مناوراتها الحثيثة في هذا المحور لرباطة جأش البرلمانية الأيزيديية . وفي أحدى أجوبتها قالت البرلمانية : بلا الدواعش كانوا أشراراً مع الأيزديين وغير الأيزديين , أما غير الأيزيديين فقد تعرضوا للبطش والقتل والسلب والنهب ...الخ ولكن كانت نصيب الأيزديين هذه المساوئ مع السبي , وقالت ليتهم يضربون الأيزيديين بالسلاح الكيماوي ولا سلوك الخطف , لأن خطف الأطفال والبنات والنساء عار وعادة مقززه , وربما كانت موجودة في الجاهلية أو عصور ما قبل التاريخ , وهذا الأجراء تؤكد بلا أدنى شك بشاعة تربيتهم الوقحة والدنيئة , لذلك جريمتهم القذرة ليس لها تفسير في التاريخ الإنساني لسببٍ بسيط إنهم بهائم بشرية بلا عقيدة , وقد شاهدنا سابقاً في القرى والبراري , عندما يستطيع الذئب على راعي أو الوصول إلى قطيع من الغنم فإنه يقتل كافة الأغنام بلا استثناء " أي القتل لأجل القتل " ولا يعاتبون على خبثهم , لأنها شريعة الضاليين ...

مراد كافان علي
1/10/2014

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل