أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - مغالطات يسوع المنطقية - 3















المزيد.....

مغالطات يسوع المنطقية - 3


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(الأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجس الإنسان)
يسوع الناصري [متى 15: 20]


تطرقت في المقالتين السابقتين (مغالطات يسوع المنطقية 1 و 2) [انظر الهامش رقم 1 و 2] إلى مقدمة في موضوع المغالطات المنطقية ومِنْ ثم إلى أربعة أنواع مختلفة لمغالطات يسوع المنطقية في موضوع غسل اليدين وهي:

1- مغالطة (الهجوم الشخصي) (ad hominem fallacy)
2- مغالطة السبب الزائف (Non Causa Pro Causa fallacy)
3- مغالطة (الرجل القش) (Straw Man fallacy)
4- مغالطة السؤال المركب (Complex Question fallacy)

في هذه المقالة سوف أدخل في موضوع مغالطات يسوع مباشرة بعد إعادة بعض الأطر اللازمة لفهم الموضوع للقارئ الجديد الذي قد يقرأ هذه المقالة لأول مرة. وأنا أستميح القارئ الكريم الذي قد قرأ الجزئين الأولين عذراً عن بعض التكرار البسيط في المقدمات، فهذه المقالة كنت أنويها كجزء واحد متكامل. إذ تكاملها مهم جداً أمام نظر القارئ حتى تكتمل الصورة العامة لمشكلة التناقض المنطقي والبرهاني والعلمي للكتاب المقدس المسمى (العهد الجديد)، وتتكشف (الشخصية الواقعية الحقيقية ليسوع أمام عينيه بدون هالة القداسة التي حولت تلك النصوص الساذجة إلى قصة حياة "إله").

سوف أعيد هنا تعريف المغالطة المنطقية باختصار [انظر الهامش رقم 1 للتفاصيل]: المغالطة المنطقية (Logical Fallacy) هي (قول أو رأي أو فكرة تبدو وكأنها إما برهان أو تفنيد صحيح منطقياً، وتبدو ظاهرياً أنها لا تتعارض مع المسلّمات العقلية ومنهج الاستدلال الصحيح، ولكن الحقيقة أنها أمام التحليل المتأني المحايد ليست أكثر من وهم وخداع وسلسلة من الأخطاء المبدأية أو المنطقية التي لا تبرهن على ما هو مطلوب، وإنما تتهرب منه. فهي توحي بإثبات العكس تماماً وتشي بقوة حجة الخصم وسلامة اعتراضه) أو، كتعريف مرادف: (المغالطة المنطقية هي خطأ في الاستدلال الذي يؤدي بدوره إلى انعدام المنطق الصحيح في الفكرة المطروحة، وتؤدي إلى استنتاجات خاطئة). وأدوات المغالطة المنطقية هما اثنين: إما استخدام وطرح نقاط أو مسائل غير ذات صلة مباشرة بالموضوع المطروح، أو طرح مقدمات (غير صحيحة منطقياً أوعلمياً) ومِنْ ثم بناء استنتاجات خاطئة عليها بسبب خطأ المقدمات.



المحور الأول: الاتهام الموجه ليسوع:
--------------------

انظر مقالة (مغالطات يسوع المنطقية - 1) [هامش رقم 1]، لتفاصيل الاتهام كما وردت في الأناجيل الثلاثة المترادفة (مرقس، متّى، لوقا)، إلا أن خلاصة الاتهام:

(واجتمع إليه [أي إلى يسوع] الفريسيون وقوم من الكتبة قادمين من أورشليم. ولما رأوا بعضاً من تلاميذه يأكلون خبزاً بأيد دنسة [لاحظ هنا وصف الأيدي: "دنسة"]، أي غير مغسولة، لاموا [...] ثم سأله الفريسيون والكتبة: لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ، بل يأكلون خبزاً بأيد غير مغسولة؟!) [مرقس 7: 1-5]

وانظر التفاصيل في: [مرقس 7: 1-5] و [متى 15: 1-2] و [لوقا 11: 37-38]


المحور الثاني: إجابة يسوع ودفاعه:
--------------------

انظر مقالة (مغالطات يسوع المنطقية - 1) [هامش رقم 1]، لتفاصيل إجابة يسوع ودفاعه كما وردت في الأناجيل الثلاثة المترادفة (مرقس، متّى، لوقا)، وسوف نقتسبها أدناه ضمن محور المغالطات المنطقية، أو انظر تفاصيل الإجابة في:
[مرقس 7: 6-21] و [متى 15: 3-20] و [لوقا 11: 39-47 واقرأ إلى نهاية الأصحاح]

(أنصح بشدة) القارئ الكريم أن يعود للجزء الأول من المقالة لقراءة تفاصيل إجابة يسوع ودفاعه، أو العودة إلى الأناجيل الثلاثة المترادفة لقراءة الإجابة كاملة، لأن صلب المقالة يعتمد على (تفاصيل) تلك الإجابة دون خلاصتها.


المحور الثالث: المغالطات المنطقية في إجابة يسوع
----------------------------


5- مغالطة يسوع المنطقية الخامسة: مغالطة (التوليد) (المنشأ) (Genetic fallacy) (fallacy of Origins) (لعن المصدر)
في هذه المغالطة المنطقية يتم قبول أو رفض الفكرة أو الدليل أو الرأي بناءً على مصدرها [مَنْ هو القائل؟]، وليس على أساس قيمتها الحقيقية أو منطقيتها أو صحتها العلمية أو البرهانية من عدمه. فصاحب هذه المغالطة يفشل تماماً في رؤية (عيوب) المقولة أو الرأي أو البرهان إذا كان (يملك ثقة عمياء في مصدرها)، أو، على العكس تماماً، هو يفشل في رؤية (صحتها ومنطقيتها وسلامة رؤيتها) إذا كان (معادياً وكارهاً لمصدرها). فـ (المنشأ) و (المصدر الأول) لكل مقولة أو رأي أو برهان هو مَنْ يحدد لصاحب هذه المغالطة مدى صحة الموقف من عدمه. وهذا بالطبع موقف منطقي وعقلاني خاطئ جملة وتفصيلاً، فـ (الثقة أو عدم الثقة في المصدر والمنشأ ليست ضمانة للحقيقة).

وهذه المغالطة هي مِنْ أكثر المغالطات التي يستخدمها أصحاب الهوى الديني ومتطرفيه [لاحظ على سبيل المثال تصرفات المتطرفين المسيحيين على موقع الحوار المتمدن والازدواجية المنطقية والبرهانية فيما يكتبونه بين ما يتعلق بمصادرهم ورموزهم المسيحية مقارنة بمصادر ورموز الأديان الأخرى]. إذ هم يملكون ثقة عمياء في مصادر عقيدتهم بغضّ النظر تماماً عن خطأها المنطقي أو البرهاني أو حتى المبدأي الواضح، في نفس الوقت الذي يكرهون فيه كرهاَ شديداً أي مصدر آخر يناقض عقائدهم بغضّ النظر تماماً عن مدى صحة البرهان أو الرأي المخالف. ففي تصرفهم هذا كأنهم يقولون لتلك الآراء المخالفة لهم: "لتذهب هذه الآراء مع أصحابها إلى الجحيم"، ولهذا السبب بالذات فإن هذه المغالطة المنطقية تُسمى أحياناً بـ (مغالطة لعن المصدر) (Damning the Origin fallacy).

الاتهام الموجه ليسوع:
(واجتمع إليه [أي إلى يسوع] الفريسيون وقوم من الكتبة قادمين من أورشليم. ولما رأوا بعضاً من تلاميذه يأكلون خبزاً بأيد دنسة، أي غير مغسولة، لاموا [...] ثم سأله الفريسيون والكتبة: لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ، بل يأكلون خبزاً بأيد غير مغسولة؟!) [مرقس 7: 1-5]

مغالطة يسوع المنطقية (التوليد) (المنشأ) (لعن المصدر):
لاحظ أن غسل الأيدي قبل الأكل، كمبدأ عام صحي أو علمي أو حتى كمعيار رمزي للطهارة، لا يمكن أن يكون محل خلاف في الذهنية العامة حتى في زمن يسوع. إلا أن يسوع، مبرراً تعمده هو [لوقا 11: 37-38] وتلامذته [مرقس 7: 1-5] الأكل بأيدي (دنسة)، يتجاوز هذا المبدأ العام بكل مميزاته وانعكاساته الجيدة على مستوى سلوكيات الفرد وصحته (ليُهاجم مصدر الأمر بغسل الأيدي قبل الأكل). فكأن يسوع كان يقول: "أنا آكل بيد دنسة لأن مصدر هذا الأمر أنا أكرهه"، وهذا (ليس معيار منطقي للحقيقة) كما هو واضح، بل هي مغالطة:

(فأجاب [يسوع] وقال لهم: حسناً تنبأ إشعياء عنكم أنتم المرائين كما هو مكتوب: هذا الشعب يكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً، وباطلاً يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس، لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس: غسل الأباريق والكؤوس، وأمورا أخر كثيرة مثل هذه تفعلون. ثم قال لهم: حسناً رفضتم وصية الله لتحفظوا تقليدكم) [مرقس 7: 6-9]
(ويل لكم لأنكم تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم قتلوهم إذا تشهدون وترضون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم، لذلك أيضا قالت حكمة الله: إني أرسل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويطردون، لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم من دم هابيل إلى دم زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت) [لوقا 11: 47-51]


6- مغالطة يسوع السادسة: مغالطة التلاعب بالألفاظ (fallacy of Equivocation)
في هذه المغالطة يتم استخدام المصطلح أو الكلمات موضوع الخلاف بطريقة (تخرجها كلها من المعنى المتفق عليه وتعطيها معنى آخر غير متفق عليه بين الأطراف). أي أنه يتعمد إعطاء الكلمات معاني متعددة غير متفق عليها إلى الحد أنه مِنَ الممكن أن يخترعها اختراعاً صاحب المغالطة. إلا أنه في أغلب الأحيان (يتم إبهام المعنى الثاني للكلمات والمصطلحات) بحيث يتم استخدام الكلمة أو المصطلح في جزئية محددة من الإجابة بمعنى مخالف تماماً لمعناها في موضع آخر من نفس الإجابة. وكل مَنْ يستخدم هذه المغالطة هو (إما جاهل بمعنى المصطلح أو أنه يتعمد التضليل) ولا خيار ثالث لهذه المغالطة إطلاقاً. وهذا الفعل من جانب يسوع، أي تلك المغالطة بالذات، هي (أحد أهم الأسباب في تعمد كتبة الأناجيل الأربعة إبهام وعدم كتابة ردود أفعال اليهود ونقدهم وتفنيدهم لِما يقوله يسوع لهم في الأناجيل)، إذ حتى تلامذته ذاتهم لم يفهموا ما كان يسوع يقوله للفريسيين والكتبة واضطروا أن يسألوه على انفراد بسبب أن يسوع قد أخرج لفظ (دنس) (نجس) من معناهما المعروف المتداول المُتفق عليه، (وأعطاهما معناَ مبهماً للجميع).

كما ذكرنا في مقالة (مغالطات يسوع المنطقية - 1) [انظر الهامش رقم 1] أن كلمة (نجسة) أو (دنسة) مشتقة من الفعل العبري الذي يعني حرفياً (ملوث) أو (غير نظيف)، كذا أتت الكلمة في (كل) نصوص العهد القديم بنصه العبري. ومن هنا أتى اعتراض اليهود على يسوع (مِنْ أن يديه هو)، كما في إنجيل لوقا، (وأيدي تلامذته) كما في إنجيلي مرقس ومتّى، (هي دنسة) ونجسة بمعنى أنها (ملوثة وغير نظيفة) ولا يجوز الأكل بها قبل غسلها عملاً بتقليد شيوخهم. إلا أن يسوع (افترض من عنده معنىً مخالفاً للنجاسة والدنس، ومبايناً تماماً للمعنى الحرفي للكلمة العبرية التي أتت في العهد القديم بمعنى ملوث وغير نظيف، لا يعرفه إطلاقاً اليهود ولا حتى تلاميذه كما في إنجيل مرقس مما اضطر حتى تلاميذه أن يستفهموه، عندما كانوا وحدهم معهم، عن المعنى فأجابهم بجواب لا علاقة له إطلاقاً بالموضوع عن (عملية قضاء الحاجة بعد عملية الهضم) [مرقس 7: 19] [متى 15: 17]، وهذا في ذاته مغالطة أخرى، مغالطة السبب الزائف (Non Causa Pro Causa fallacy)) [انظر إجابة يسوع في إنجيل مرقس: (ثم يخرج إلى الخلاء، وذلك يطهر كل الأطعمة) وانظر مقالة (مغالطات يسوع المنطقية - 2) (هامش رقم 2)]. فحوّل يسوع هنا معنى (دنس)، أي ملوث وغير نظيف، إلى معنى (محايد لجسد الإنسان وصحته وحُسن مظهره وتصرفاته)، ثم (حوّل معنى للنجاسة التي تعني حرفياً التلوث وعدم النظافة، إلى معنى غير متفق عليه إطلاقاً بل هو غير معروف حتى من جانب تلامذته الذين لم يفهموا إطلاقاً عن ماذا كان يتكلم أمام الفريسيين والكتبة، فاضطروا لسؤاله على انفراد [مرقس 7: 17]).

الاتهام الموجه ليسوع:
(واجتمع إليه [أي إلى يسوع] الفريسيون وقوم من الكتبة قادمين من أورشليم. ولما رأوا بعضاً من تلاميذه يأكلون خبزاً بأيد دنسة، أي غير مغسولة، لاموا [...] ثم سأله الفريسيون والكتبة: لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ، بل يأكلون خبزاً بأيد غير مغسولة؟!) [مرقس 7: 1-5]

مغالطة يسوع المنطقية التلاعب بالألفاظ:
(ليس شيء من خارج الإنسان إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه، لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجس الإنسان [...] فقال لهم [أي لتلامذته]: أفأنتم أيضا هكذا غير فاهمين؟ أما تفهمون أن كل ما يدخل الإنسان من خارج لا يقدر أن ينجسه، لأنه لا يدخل إلى قلبه بل إلى الجوف، ثم يخرج إلى الخلاء، وذلك يطهر كل الأطعمة. ثم قال: إن الذي يخرج من الإنسان ذلك ينجس الإنسان لأنه من الداخل، من قلوب الناس، تخرج الأفكار الشريرة) [مرقس 7: 15 و 18-20]
(فقال يسوع [لتلامذته]: هل أنتم أيضاً حتى الآن غير فاهمين؟ ألا تفهمون بعد أن كل ما يدخل الفم يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج [يقصد قضاء الحاجة بعد عملية الهضم] وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر، وذاك ينجس الإنسان لأن من القلب تخرج أفكار شريرة) [متى 15: 16-18]

بل إن يسوع يذهب (في تلاعبه بالألفاظ) إلى أبعد من ذلك. فهو (يتعمد عكس السبب والمُسبب). فهو يقول في إنجيل لوقا أن الأيدي الدنسة [الملوثة غير النظيفة] لا تملك تأثيراً لأن جوف الإنسان ["الداخل" كما في تعبير يسوع] نظيفاً، ولا يمكن أن تلوثه الملوثات الخارجية. وهذا، كما هو واضح، خطأ في الاستدلال وفي المقدمات معاً من جانب يسوع. فيسوع هنا (حصر معنى النجاسة داخلياً فقط، وهو معنى مبهم وغير متفق عليه مع خصومه، بل يجهلونه تماماً). فخصومه اليهود، وغيرهم أيضاً من أجناس وأصناف البشر حتى هذه اللحظة في كل أصقاع الأرض، يعرفون (معرفة يقينية) أن (النجاسة مادية ظاهرية أيضاً، ويجب أن يتم إزالتها من المحيط الإنساني):

(يا أغبياء، أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضا؟ بل أعطوا ما عندكم صدقة، فهوذا كل شيء يكون نقياً لكم) [لوقا 11: 40-41]
(الأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجس الإنسان) [متى 15: 20]


7- مغالطة يسوع السابعة: مغالطة الخروج عن الموضوع أو مغالطة تجاهل المطلوب (Red herring fallacy) (Ignoratio elenchi)
في هذه المغالطة (يتعمد) المغالط الإشارة إلى مواضيع تُضلل مستمعيه أو تشتت انتباههم عن الموضوع الأصلي، فهو بالتالي يحاول أن يجعل خصمه مضطراً إلى ترك موضوعه الأصلي الذي أحرجه وينتقل إلى موضوع آخر. فهو، أي المغالط، يتعمد البناء على مواضيع (غير ذات صلة) حتى يصل بمستمعيه إلى (استنتاج خاطئ فيما يخص الموضوع الأول الذي تم الاعتراض به عليه). فالمغالط في هذه الحالة (قد يستعمل أدلة منطقية سليمة أو قد لا يستعملها) ولكنها (كلها لا علاقة لها بالموضوع إطلاقاً ولا تبرهن على أي شيء كان قد طرحه خصمه عليه). وتتمتع هذه المغالطة (بجاذبية خفية ولكنها ناجحة)، فهي (تُظهر المغالط أمام جمهوره وكأنه مقتدر تمام الاقتدار على إثبات نتيجة ما بصورة صحيحة، ولكنه يفوتهم في نفس الوقت أن المغالط قد فشل تماماً أمام خصمه). فالسر الخفي في هذه المغالطة هو (مقدر المغالط في جذب الانتباه بعيداً عن موضوع الاعتراض).

الاتهام الموجه ليسوع:
(واجتمع إليه [أي إلى يسوع] الفريسيون وقوم من الكتبة قادمين من أورشليم. ولما رأوا بعضاً من تلاميذه يأكلون خبزاً بأيد دنسة، أي غير مغسولة، لاموا [...] ثم سأله الفريسيون والكتبة: لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ، بل يأكلون خبزاً بأيد غير مغسولة؟!) [مرقس 7: 1-5]

مغالطة يسوع المنطقية: الخروج عن الموضوع أو مغالطة تجاهل المطلوب:

(فقال له الرب [يقصد يسوع]: أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس والقصعة، وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً. يا أغبياء، أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضا؟ بل أعطوا ما عندكم صدقة، فهوذا كل شيء يكون نقياً لكم ولكن ويل لكم أيها الفريسيون لأنكم تعشرون النعنع والسذاب وكل بقل، وتتجاوزون عن الحق ومحبة الله. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. ويل لكم أيها الفريسيون لأنكم تحبون المجلس الأول في المجامع، والتحيات في الأسواق، ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم مثل القبور المختفية، والذين يمشون عليها لا يعلمون. فأجاب واحد من الناموسيين وقال له: يا معلم، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً (!) فقال: وويل لكم أنتم أيها الناموسيون لأنكم تحملون الناس أحمالاً عسرة الحمل وأنتم لا تمسون الأحمال بإحدى أصابعكم، ويل لكم لأنكم تبنون قبور الأنبياء وآباؤكم قتلوهم، إذا تشهدون وترضون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم. لذلك أيضاً قالت حكمة الله: إني أرسل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويطردون، لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم من دم هابيل إلى دم زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت. نعم، أقول لكم: إنه يطلب من هذا الجيل. ويل لكم أيها الناموسيون لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة. ما دخلتم أنتم، والداخلون منعتموهم) [لوقا 11: 39-52]


.........يتبع



هـــــــــــــــــــــــــــوامــــــــش:


1- مغالطات يسوع المنطقية – 1

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=433275


2- مغالطات يسوع المنطقية - 2

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434009



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطات يسوع المنطقية - 2
- مغالطات يسوع المنطقية - 1
- الإزدواجية العقلانية المسيحية
- في مسألة كلبية يسوع
- في مسألة عري يسوع
- نصوص كذب يسوع
- غرائب المنطق في الوطن العربي البائس
- التعامل مع فاقدي السلطة الأخلاقية
- الفقه اليهودي والمبادئ الإنسانية الليبرالية
- نصوص التوحش الإسرائيلي
- منطق السقوط المعكوس
- جرائم الحرب الإسرائيلية يا أيها الغثاء
- يسوع والمرأة السورية – 6
- أكره أن أودع أحداً
- حتى نفهم التطرف السلفي المسلح
- يسوع والمرأة السورية – 5
- أنتم صنعتم داعش
- يسوع والمرأة السورية – 4
- يسوع والمرأة السورية – 3
- يسوع والمرأة السورية – 2


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - مغالطات يسوع المنطقية - 3