أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محسن رمضان - غرائب المنطق في الوطن العربي البائس














المزيد.....

غرائب المنطق في الوطن العربي البائس


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ملاحظة: كتبت هذه المقالة، في خطوطها العريضة، في يناير 2009 أبان الهجوم الهمجي للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة آنذاك.


بما أنني ليبرالي، وأرى أن العلمانية هي الحل لهذه الأمة البائسة المنكوبة، فإنني لا أستطيع إلا أن أرى للعقل قيمة أعلى بكثير جداً من شذوذ المنطق وأحلام اليقظة في النهار ورؤى الأوهام في الليل وآراء فقهاء السلطة ورهبان الدولة وعقد منتسبي الأديان الثلاثة لكل من هو مختلف عنه. هذا "العقل" بات يلح على هذا الوعي "الليبرالي" بما يبدو أنه من غرائب وعجائب المنطق عند هذه الأمة، وخصوصاً عند مراقبتنا ما يحدث في قطاع غزة من جرائم بحق الإنسانية والحياة. ولا أستطيع إلا أن أكتب لأقول:


يقولون: حماس "ألعوبة" بيد النظام الإيراني.
فأقول: ولكنكم تسكتون عن حقيقة أن الوطن العربي، كله من شرقه إلى غربه، بأنظمته وشعوبه، "مسخرة" بيد الأمريكيين والقوى الغربية. فلا يوجد "حاكم" عربي واحد، ولايوجد إعلام رسمي واحد، "تجرأ" وخالف النظرة الغربية للممجزرة الإسرائيلية التي تُرتكب الآن في غزة. بل إن قطاع من شعوبنا، قطاع من مسلميهم وأغلب مسيحييهم، أصبحوا يرددون كالبغبغاء ما يقوله هذا الإعلام البائس في التبرير لهذه الجريمة. فإذا كانت حماس ألعوبة بيد إيران، وترفض الاستسلام لقوى احتلال بائس مجرم عنصري بربري، فهي أحسن حالاً بكثير جداً من شعوب وأنظمة وذهنيات وعقول لا ترى في نفسها إلا "ذيلاً وذَنَبَاً" لغربيين يشعرون تجاههم بعقد نقص، وهذا على الرغم من أن شعوبهم الغربية لا تشعر حتى بالاحترام لكل ناطق باللغة العربية بغضّ النظر عن أصله أو لونه أو دينه. راقبوا بيانات استطلاع الآراء هناك وستملكون الدليل. فإذا كانت حماس ألعوبة، فهؤلاء ليسوا حتى هباء تلك الألعوبة عند القوى الغربية، فقط اذهبوا لسفاراتهم لتحصلوا على فيزا وستعرفون ذلك مباشرة.


يقولون: كان على قطاع غزة ومن يحكمهم هناك أن يقبل بالهدنة، ثم يسكتون.
فأقول: ولكنكم، في نفس الوقت، يحل عليهم صمت القبور على حقيقة أن "الجوع في غزة كافر"، وعن حقيقة أن "الحصار في غزة شامل"، وعن حقيقة أن "التعاون المصري – الإسرائيلي لخنق غزة مفضوح"، وعن حقيقة أن الجريمة الصهيونية اليهودية التي يتم ارتكابها في غزة عمرها الآن سنوات، وعن حقيقة أن أكثر من مليون فسلطيني يتم معاملتهم كلاجئين في وطنهم الأم، وعن حقيقة أن اليهود يبررون قتل الفلسطينيين باستخدام نصوصهم الدينية وكتابهم "المقدس"(!). فلا حياة في غزة، ولا بُنية تحتية في غزة، ولا غذاء أو دواء أو تعليم في غزة، ولا عَمَلَ في غزة. (وللتذكير فقط، سكان غزة من بني البشر أيضاً، مثلنا مثلهم، ومثلكم مثلهم تماماً من دون فرق). كل هذا قد أدى بهؤلاء الفلسطينيين إلى حالة هي أقرب إلى حالة الكفاف التي لو خرجوا على الناس بسيوفهم، (كما يقول تراث أمة الإسلام)، لكانوا معذورين. المجرمون هم الإسرائيليون، وكل مَن يبرر لهم جريمتهم فهو مثلهم.


يقولون: ما كان على حماس أن تطلق صواريخها على الكيان الصهيوني المحتل.
فأقول: هؤلاء يتانسون عن عمد الاعتداءات السابقة المتواصلة على الأبرياء والأطفال والنساء والعُزل مع وبدون هذه الصواريخ. فلا يبدو أن هناك أي قيمة لحياة عربي حتى ولو كان مسيحي أو على أي دين آخر، على اعتبار أن من يقرأون هذا الكلام في أغلبهم من العرب، أو حتى قيمة لحياة نساء العرب وأطفالهم، في مقابل أطفال ونساء اليهود. بل أن الحقيقة هي، وللأسف، أن كل ناطق بالعربية وصل اليوم إلى مرحلة لا يرى شيئاً محرماً إلا فيما يخص بيته هو. و "بيته" هنا على معناه الضيق الشخصي أو على معناه الديني والمذهبي. ولن يحمل هم ما يجري في بيت جاره دع عنك بيوت الأحياء التي تليه. وبعد ذلك كله يتظاهرون بـ "العقلانية" والدفاع عن "حقوق الإنسان"، وهم يعلمون أنهم كاذبون، ومن يستمع لهم يعلم أنهم كاذبون، والأمم الأخرى تعلم أنهم تافهون.


يقولون: حماس تتحمل وزر القتلى والجرحى في هذا الاعتداء الصهيوني البربري المجرم.
فأقول: ممتاز جداً. إذن قولوا لمصر، وبأعلى صوت، أنها هي التي تتحمل وزر القتلى والجرحى والتدمير من جراء العدوان الثلاثي عليها وبسبب قناة السويس. بل ارجعوا إلى تاريخ أديانكم، وأشيروا من خلال هذا المنطق البائس المتهافت إلى مَنْ كان المسؤول الأصلي عن كل قتيل وقع بسبب نصوصكم المقدسة. ولن تستطيعوا ذلك بالطبع، لأن المنطق بائس، ولأن الدافع لمثل هذا المنطق هو أبأس من البؤس ذاته. فالأجدر والأولى أن تسكتوا عن مثل هذا الكلام، لأنه وببساطة "غير عاقل".


يقولون: يجب على حماس أن تدخل تحت العباءة المصرية أو السعودية.
فأقول: الأول يحاصرهم ويتآمر ضدهم وتسكنه أوهام المؤامرة في كل شيء، والثاني لن يفعل شيء من دون الرجوع إلى ما وراء البحار، حاله كحال جميع الدول العربية. وليس من العقل الإستعانة بالميت والدخول تحت كفنه.


ولا زال هناك من يبرر لقتل الأبرياء في غزة بكل وسيلة متهافتة، وأقول: ألا شاهت الوجوه.



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعامل مع فاقدي السلطة الأخلاقية
- الفقه اليهودي والمبادئ الإنسانية الليبرالية
- نصوص التوحش الإسرائيلي
- منطق السقوط المعكوس
- جرائم الحرب الإسرائيلية يا أيها الغثاء
- يسوع والمرأة السورية – 6
- أكره أن أودع أحداً
- حتى نفهم التطرف السلفي المسلح
- يسوع والمرأة السورية – 5
- أنتم صنعتم داعش
- يسوع والمرأة السورية – 4
- يسوع والمرأة السورية – 3
- يسوع والمرأة السورية – 2
- يسوع والمرأة السورية – نموذج للمنهج السلفي
- السلفية المسيحية
- مقدمة في مفهوم السلفية
- لم يكن سعيداً، ولكنني فخور به - تعقيب على الدكتور القمني
- مشكلة البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي – 9
- في جريمة اختطاف الفتيات النيجيريات
- مشكلة البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي – 8


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محسن رمضان - غرائب المنطق في الوطن العربي البائس