أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - نصوص كذب يسوع













المزيد.....

نصوص كذب يسوع


حسن محسن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أحد أهم مشاكل الحوارات الدينية هي أن أكثر المشاركين في نقاش الموضوع يكونون مدفوعين بعواطفهم الدينية بدلاً مِن حسهم النقدي المجرد. ولذلك تراهم يتسرعون في الاعتراض والتحدي والرفض من دون حتى أن يتمهلوا ليراجعوا نصوصهم المقدسة ذاتها أو يحاولوا أن يتفكروا في الدليل الذي يتم تقديمه أمامهم أولاً. أنا لن أطيل في المقدمة، فأنا في إجازة، وأود بها أن أشيح عَن ما كان يشغلني. ولم أكن أنوي أن أكتب هذه المقالة أصلاً، فلدي غيرها تنتظر أهم منها، لولا التعنت الذي يرفض الدليل الواضح أمامه كالشمس من البعض الذين جمعتني بهم محاورة عن النصوص المقدسة. فهذه المقالة قد أخذت مني نصف ساعة فقط، ولن أعطيها المزيد إذ الأمر واضح كالشمس في رابعة النهار، وهي ليست شاملة في موضوعها وإنما نصوصها هي ما علق بذاكرتي من النصوص المسيحية المقدسة، فأنا أصلاً بعيد عن كتبي ومراجعي. أما الهدف من المقالة هو:

"إثبات، من خلال النصوص المسيحية المقدسة في (العهد الجديد)، أن (يسوع كان يكذب بكل رحابة صدر، أو، كخيار مرادف، أن كتبة الأناجيل الأربعة كاذبون ومن طراز رديئ جداً)، فليختار مَن يشاء ما يشاء، إذ كذا يدل عليه النص المسيحي المقدس".

أمثلة (مختارة وليست شاملة) على كذب يسوع كما هي في الأناجيل الأربعة المعترف بها من الكنيسة:


المثال الأول:

يسوع أمام الحاكم الروماني بيلاطس عندما سأله (أنت ملك اليهود؟):
إنجيل يوحنا: (أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود) [يوحنا 18: 36]

الترجمة الحرفية للنص اليوناني لجواب يسوع، والذي (موّه عليه المترجمون المسيحيون العرب) هو كالآتي: (لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يُقَاتِلون الآن ليمنعوا اعتقالي من جانب كهنة اليهود). هذا هو (النص الحرفي) لجواب يسوع على سؤال الحاكم اليوناني له. فهو ينفي القتال ورغبته فيه وتشجيعه أتباعه عليه لأنه، كما يقول، مملكته ليست هنا. حسناً، لنقرأ هذه النصوص:

إنجيل لوقا، قبل اعتقال يسوع مباشرة: (فقال [أي يسوع] لهم [أي لتلامذته]: لكن الآن ، من له كيس فليأخذه ومزود كذلك. ومن ليس له فليبع ثوبه ويشترِ سيفاً) [لوقا: 22: 36]. فأجابه تلامذته: (فقالوا: يا رب، هوذا هنا سيفان. فقال لهم: يكفي) [لوقا 22: 38]. بل الأمر تعدى شراء السيوف والتجهز للقتال إلى القتال ذاته عند القبض على يسوع: (ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف، فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى) [يوحنا 18: 10] وانظر أيضاً [مرقس 14: 47 و متى 26: 51 و لوقا 22: 50]. و (الطريف جداً هنا) أن يسوع (تناسى) أنه هو الذي (أمر تلامذته بشراء السيوف والتجهز للقتال)، ولكنه عندما رأى أن المعركة خاسرة لا محالة أمام قوة مَن أتى للقبض عليه، قال لتلامذته: (فقال له [لسمعان بطرس] يسوع: رد سيفك إلى مكانه. لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون) [متى 26: 52]، وشر البلية ما يُضحك، ولكن العتب على عقول مَن يصدق تلك الخرافات.

الخلاصة هي أن يسوع كان (يكذب) على الوالي الروماني عندما قال له على حسب الترجمة المسيحية العربية: (لو كانت مملكتي من هذا العالم، لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود) [يوحنا 18: 36]، لأن أتباعه بالفعل كانت (لديهم سيوف، ولأن يسوع قد أمرهم بذلك، وقد قاتل أحدهم بالفعل وقطع أذن رجل)، أو كخيار ثان كتبة الأناجيل هم الكاذبون في قصصهم عن يسوع، اختاروا واحداً.



المثال الثاني:

هذا المثال هو مثال باهر على الكذب المفضوح. فأحدهما كان كاذب لا محالة، ولا خيار ثالث إطلاقاً، إما يسوع أو كتبة الأناجيل. ففي هذا المثال نقرأ في الإنجيل أن يسوع يخاطب مَن أتى ليقبض عليه بقوله:

إنجيل متّى: (قال يسوع للجموع: كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل ولم تمسكوني) [متى 26: 55]

الترجمة الحرفية للنص اليوناني هي (تقبضوا عليّ) بدلاً من التلطيف (تمسكوني) الذي مارسه المترجم المسيحي العربي هنا تملقاً لإلهه. فيسوع هنا، كما في الرواية الإنجيلية، يقول لمن أتى ليقبض عليه من اليهود بأنه (كل يوم كنت أجلس معكم في الهيكل ولم تمسكوني [لم تقبضوا علي])!!. فيسوع يدّعي هنا أنه (لم يسبق لهم أن حاولوا القبض عليه في الهيكل). حسناً، لنقرأ هذا النص الإنجيلي:

إنجيل يوحنا: (فرفعوا [أي اليهود] حجارة ليرجموه [أي يرجموا يسوع بسبب كفره]. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا) [يوحنا 8: 59].

إذن ما كان يقوله يسوع كان كذباً، وبشهادة الإنجيل ذاته. يسوع (كان في الهيكل وحاولوا القبض عليه ورجمه) ولكنه هرب منهم [وسوف أغض النظر عن تزوير الترجمة العربية هنا]. أو، كخيار ثان، كتبة الأناجيل هم الكذبة، اختاروا واحداً.


المثال الثالث:

يسوع أمام رئيس كهنة اليهود:
إنجيل يوحنا: (أجابه يسوع: أنا كلمت العالم علانية. أنا علمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائماً. وفي الخفاء لم أتكلم بشيء. لماذا تسألني أنا؟ اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا) [يوحنا 18: 20-21]

يسوع يقول في حواره مع الكاهن اليهودي أنه كلّم "العالم علانية"، ويقول: (في الخفاء لم أتكلم بشيء)، وأن هؤلاء الذين كانوا يستمعون له (يعرفون) ماذا قال. إلا أن (الحقيقة) هي أن يسوع كان (يتعمد أن يجعل المستمعين له لا يفهموا ولا يفقهوا ما يقول)، وأنه (تكلم في الخفاء ما ليس يقوله في العلن). إذ مستمعيه في العلن لم يكونوا (يعرفوا أو يفهموا) ما كان يقول. الأناجيل تقول ذلك صراحة. فلنقرأ:

إنجيل مرقس: (ولما كان [أي يسوع] وحده سأله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل [أي عن المثل الذي ضربه للجموع ولم يفهمه أحد]. فقال لهم: قد أعطي لكم أن تعرفوا سر ملكوت الله. وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء، لكي يبصروا مبصرين ولا ينظروا، ويسمعوا سامعين ولا يفهموا، لئلا يرجعوا فتغفر لهم خطاياهم) [مرقس 4: 10-12]
(وبدون مثل لم يكن [أي يسوع] يكلمهم [أي الجموع، أو "العالم" كما جاء في إنجيل يوحنا]. وأما على انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شيء) [مرقس 4: 34]

بل إن الإنجيل يخبرنا أنه حتى تلامذته لم يكونوا يفهموا يسوع تعمداً: (وأما هم [أي تلامذه يسوع] فلم يفهموا هذا القول، وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه، وخافوا أن يسألوه عن هذا القول) [لوقا 9: 45]. عبارة الإنجيل واضحة: (كان مخفى عنهم لكي لا يفهموه). لم يكن أحداً يفهم أمثال يسوع، بما فيهم تلامذته أنفسهم، (وبتعمد مِن يسوع وباعترافه هو) وبنص الأنجيل.

إذن، يسوع كان (يكذب) على الكاهن اليهودي عندما قال له: (هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا) [يوحنا 18: 21] وعندما قال: (وفي الخفاء لم أتكلم بشيء) [يوحنا 18: 21]، أو، كخيار ثانٍ، كتبة الأناجيل كانوا (يكذبون)، اختاروا واحداً.


المثال الرابع:

هذا مثال شهير جداً، وسوف يغنيني اقتباس النصوص من الشرح والتوضيح.

يسوع يؤكد، في موضعين في إنجيل متّى، أن يوحنا المعمدان هو إيليا النبي:
(وبينما ذهب هذان ابتدأ يسوع يقول للجموع عن يوحنا [المعمدان]: [...] وإنْ أردتم أن تقبلوا ، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي) [متى 11: 7 و 14]
(فأجاب يسوع وقال لهم: إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شيء، ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه [...] حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان) [متى 17: 11 - 12 و 13]

كان ذلك أعلاه ما قاله يسوع على حسب رواية كاتب إنجيل متّى. والطريف هنا أن كاتب إنجيل يوحنا كان له رأي مختلف تماماً عن كاتب إنجيل متّى بحيث أنه (جعل يوحنا المعمدان، بنفسه، يُكذّبُ يسوع):

إنجيل يوحنا: (وهذه هي شهادة يوحنا [المعمدان]، حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه: مَن أنت؟ [...] فسألوه: إذاً ماذا؟ إيليا أنت؟ فقال [يوحنا المعمدان]: لست أنا) [يوحنا 1: 19 و 21]

الخيارت هنا ثلاثة لا رابع لها: إما يسوع كاذب، أو كاتب إنجيل متّى كاذب، أو كاتب إنجيل يوحنا كاذب.


لا يزال هناك من الأمثلة ما يكفي لمقالتين قادمتين على الأقل لو أردت ذلك. إلا أن ما سبق يكفي جداً لأصحاب العقول والأفهام.



#حسن_محسن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرائب المنطق في الوطن العربي البائس
- التعامل مع فاقدي السلطة الأخلاقية
- الفقه اليهودي والمبادئ الإنسانية الليبرالية
- نصوص التوحش الإسرائيلي
- منطق السقوط المعكوس
- جرائم الحرب الإسرائيلية يا أيها الغثاء
- يسوع والمرأة السورية – 6
- أكره أن أودع أحداً
- حتى نفهم التطرف السلفي المسلح
- يسوع والمرأة السورية – 5
- أنتم صنعتم داعش
- يسوع والمرأة السورية – 4
- يسوع والمرأة السورية – 3
- يسوع والمرأة السورية – 2
- يسوع والمرأة السورية – نموذج للمنهج السلفي
- السلفية المسيحية
- مقدمة في مفهوم السلفية
- لم يكن سعيداً، ولكنني فخور به - تعقيب على الدكتور القمني
- مشكلة البيدوفيليا في الفضاء العقائدي المسيحي – 9
- في جريمة اختطاف الفتيات النيجيريات


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن محسن رمضان - نصوص كذب يسوع