أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - نخوة بلا حدود :غزة ونهاية -الشهامة العربية-















المزيد.....

نخوة بلا حدود :غزة ونهاية -الشهامة العربية-


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 19:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعني الكلمة العربية النخوة، "الشهامة"، وترافقها دائماً كلمة "العربية" ،"الشهامة العربية" . أصبح التعبير محملاً بالمعاني الثقافية وحتى الآثار السياسية والضمنية على المدى الطويل . ولكن ماذا فعلنا ب"الشهامة العربية" أثناء وبعد حرب إسرائيل الأكثر وحشية على غزة ما بين 8 تموز و 26 آب الذي أسفر عن مقتل " استشهاد "2163 فلسطينياً وجرح أكثر من 11000 فلسطيني ؟
هل هي نهاية النخوة العربية؟ أو هل كانت النخوة العربية موجودة أصلاً في أي وقت مضى؟
لقد نشأت - كلاجئ فلسطيني في غزة من خلفية قروية بسيطة - على الاعتقاد بأن النخوة عنصر أساسي من عناصر الهوية العربية، جنباً إلى جنب مع "الرجولة ، الثبات ، البطولة" ، "الكرم" ،"الكرامة" ، و"الشرف" - وكانت لا غنى عنها لجميع السكان حتى يكونوا من الشخصيات المستقيمة. البديل كان مخجلاً لا يمكن التفكير به.
وبالتالي، فليس من المستغرب أن تتضمن الأغاني الوطنية الفلسطينية، والشعارات للأجيال المتعاقبة المتمردة في فلسطين هذه المصطلحات بكثافة. كانت النخوة التي جعلت غزة تتضامن مع ضحايا اشتباكات المسجد الأقصى في عام 2000، وضحايا السنوات المؤلمة للانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005). أخرجت (الكرامة) غزة إلى الشوارع للاحتجاج على مقتل أربعة عمال من العمالة الفلسطينية الرخيصة من قبل سائق شاحنة إسرائيلي، مما أدى إلى انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993). كان (الشرف) الذي جعل سكان غزة يقاتلون مثل محاربي الأساطير القديمة لمنع القوات الإسرائيلية من السيطرة على قطاع غزة الفقير والمحاصر في الحرب الأخيرة. لكن صمت الشارع العربي، - ربما المجتمعات العربية أيضاً تقاتل من أجل شرفها وكرامتها؟ - والصمت التام من العديد من الحكومات العربية عند مهاجمة اسرائيل للمدنيين في غزة، يجبرنا على التساؤل أين الشهامة العربية حالياً ؟
تظاهر الملايين دعماً لغزة عبر العالم في عمل عالمي جماعي غير مسبوق منذ الحرب الأمريكية على العراق عام 2003. قادت دول أمريكا الجنوبية هذا الدعم ، وحوّلت بعض الحكومات اللاتينية الأقوال إلى أفعال بصورة لا مثيل لها، لم تخف من افتراءات الإعلام الغربي أو انتقام الحكومة الامريكية. حتى أن بعض الدول العربية لم تُظهر تضامناً مع غزة يقترب من تضامن بلدان أمريكا اللاتينية ذات الأغلبية المسيحية مثل الاكوادور.
كان من المستحيل على وسائل الاعلام الاسرائيلية أو حتى الغربية أن تجادل جدّياً -عندما أُعلن وقف إطلاق النار في 26 آب - بأن إسرائيل قد انتصرت في عملية "الجرف الصامد" حاولت، ولكنها تمكنت من القول بعدم وجود منتصرين فقط . اعترف آخرون أن غزة قد انتصرت في الحرب لأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يحقق أي هدف من الأهداف التي وضعها للحرب.
الصدمة القوية المشينة بالتأكيد ،أن بعض الصحفيين العرب الذين بقوا هادئين إلى حد كبير مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة بدأوا حملة منظمة تنظيماً جيداً، تذرف دموع التماسيح على أطفال غزة، وتصّر أن غزة هُزمت، وتعزز رواية نتنياهو اليائسة أن حربه قد حققت أهدافها. بدأ خط الحملة المنظمة ( غزة هُزمت ) التي ضمت العديد من الصحفيين والمعلقين المأجورين التسويق لفكرة أن المقاومة لم تكن مجدية. يبدو بالنسبة لهم أن على الفلسطينيين قبول دورهم في الدراما العربية المستمرة كونهم ضحايا دائمين ، وليس أكثر. لا يوجد فلسطيني قوي، عملياً ونظرياً، الفلسطيني القوي نقيض الخط المهيمن في السيناريو السياسي العربي الحالي الذي يقوم على أن الحكام أقوياء والشعوب ضعيفة. منذ النكبة الفلسطينية ، والفلسطيني بطل في الشعر والخطابات الرسمية فقط ، ولكنه ضحية أبدية في الحياة اليومية.
لم يحشد بعض هؤلاء المثقفين الزائفين ما يكفي من النخوة لتمجيد غزة على مقاومتها أو على الاقل لضخامة تضحياتها. يُقال أن معظم مقاتلي المقاومة في غزة (الذين يأتون في الغالب من فئات اللاجئين الفقيرة في غزة) صاموا (بلا طعام أو ماء من الفجر حتى الغسق) لأنهم حاربوا طوال شهر رمضان. قد يكون بعضهم لم يصم في بعض الأيام ، وإن وُجدوا، فلا يمكن مقارنة هذا بالإمدادات اللانهائية من الغذاء، وكل شيء آخر متاح تم توفيره للقوات الإسرائيلية الغازية. حتى لو رفض هؤلاء المعلقون بصدق رواية "غزة انتصرت" ، ألم يستحق هؤلاء الرجال والنساء الذين صمدوا مجرد الاعتراف ببضع كلمات مكتوبة من قبل "المثقفين" في ردهات الفنادق البعيدة في العواصم العربية الثرية؟
منذ دخلت شبكات الأخبار التلفزيونية الفضائية العربية، أصبح مصطلح "الشهامة العربية" موضع تساؤل لا نهاية له مرات عديدة. أين الشهامة العربية؟ - ربما كان أكثر سؤال يتردد من المتصلين العرب العاديين المشاركين في المناقشات السياسية التلفزيونية. كانت معظم الأسئلة في السياق الفلسطيني، ولكن في حالات العراق وسوريا في العقد الأخير أيضاً . لا توجد إجابة محددة بعد، ولكن هذه الشهامة العربية لا توجد بوفرة عند الطبقة الحاكمة الفلسطينية أيضاً.
قاد بعض من هذه القيادات السياسية هجمات كلامية ضد حكومة حماس السابقة على خلفية المال والرواتب ومحاولة الانقلاب الزائفة فقط أيام بعد وقف إطلاق النار. وفي بروتوكول مسرب من لقاء الدوحة مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بدا أن الحرب في غزة مسألة ثانوية، كما طغى جنون العظمة بحيث تصوروا أن الجميع يتآمر ضدهم. لم تشعر حكومة التوافق، التي تصرفت كما لو أنها لا تشمل قطاع غزة خلال الحرب، بضرورة العمل في أقرب وقت تم فيه إعلان وقف إطلاق النار، على دفع رواتب موظفي غزة الذين تم تعيينهم من قبل الحكومة السابقة في غزة.
ويبدو أن الأمور لا يمكن أن تكون أسوء من ذلك، أظهر بريد إلكتروني مسرب أن مسؤولين فلسطينيين منعوا تقديم شكوى فلسطينية إلى المحكمة الجنائية الدولية في محاولة لمحاكمة الحكومة الإسرائيلية و القادة العسكريين الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب. هنا النقاش حول الشهامة والكرامة والشرف انتهى، وبدأ النقاش حول مجموعة مختلفة كاملة من المصطلحات.
وصلت الحزبية المخزية قمّتها عندما حمّل مسؤولون في تنظيم فلسطيني حكومة غزة السابقة المسؤولية عن خسائر في الأرواح بين اللاجئين في غزة أثناء محاولاتهم اليائسة للهروب من القطاع نحو أوروبا على قوارب مكتظة. انضمّ إليهم إعلاميين عرب لهم أجنداتهم الخاصة لاموا الطرفين على قدم المساواة، وكأن الذين قاوموا متساوون مع أولئك الذين تآمروا.
حصل نتنياهو المحاصر على استراحة كان بحاجة ماسة لها من بعض المسؤولين فلسطينيين وبعض الإعلاميين العرب الذين لاموا غزة لعدوان إسرائيل عليها وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل. في حين ما زال الفلسطينيون يلقون النظرات على أنقاض حياتهم التي تم تدميرها في غزة، فإنهم يتلقون القليل من الدعم والتضامن من جيرانهم العرب، أو "الاخوة" في رام الله.
عندما يثني بعض المعلقين في وسائل الإعلام العربية على نتنياهو لقتله الفلسطينيين في غزة ويبكي متحدث باسم الامم المتحدة على الهواء مباشرة، على ضحايا غزة، يضطر المرء إلى التساؤل حول المعتقدات القديمة الاستثنائية المفترضة للمرء. وقد اتضح أن النخوة ليس لها حدود، ويمكن أن تمتد من بوليفيا الى سيريلانكا، ومن جنوب أفريقيا إلى النرويج.
مترجم
Ramzy Baroud



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة اسرائيل لجرائم الحرب
- غزة : المكافآت والعقاب
- باولو فيريري والوعد بالتربية الناقدة
- اسرائيل :الاستيطان والغرب المتوحش
- الاقتصاد السياسي للفصل العنصري الإسرائيلي، وشبح الإبادة الجم ...
- التضحية بالفقراء ( من غزة لأمريكا )
- دولة الجبناء
- لماذا نرفض الخدمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة
- غزة:كسر آخر المحرمات
- جز العشب في غزة
- فشل في غزة
- اسرائيل تستخدم فيديو من 2009 لتبرير تدمير مستشفى الوفاء
- عائلة غزاوية دمرتها القنابل الإسرائيلية
- مجزرة ريشون لتسيون - قاتل غزة
- توجيه هانيبال: كيف قتلت إسرائيل جنودها وذبحت الفلسطينيين لمن ...
- ثلاثة أسئلة لحماس
- الأساطير القاسية حول المعلمين
- إعادة تشكيل عيد العمال
- لماذا خان العرب غزة
- ابن الموت - محمد ضيف-


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - نخوة بلا حدود :غزة ونهاية -الشهامة العربية-