أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - ابن الموت - محمد ضيف-















المزيد.....

ابن الموت - محمد ضيف-


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 10:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مترجم
اوري افنيري
انتهت الحرب ، عادت العائلات إلى المستوطنات قرب غزة ، فتحت رياض الأطفال أبوابها مرة أخرى ، وكان وقف إطلاق النار قوياً تم تمديده مراراً وتكراراً. من الواضح أن الجانبين مستنزفان.
ثم فجأة، عادت الحرب .
ماذا حدث؟ أطلقت حماس الصواريخ على بئر السبع في منتصف وقف اطلاق النار.
لماذا؟
لماذا لا؟ أنت تعرف أن الإرهابيين متعطشون للدماء. إنهم لا يساعدون تماماً مثل العقارب.
ولكن الأمور ليست بهذه البساطة.
اقتربت محادثات القاهرة من النجاح، أو هكذا بدا الأمر.ولكن بنيامين نتنياهو في ورطة ، اخفى مسودة مشروع الاتفاق المصري لوقف إطلاق نار طويل حتى عن زملائه في مجلس الوزراء ،علموا عن ذلك فقط من وسائل الإعلام، التي حصلت عليها من مصادر فلسطينية.
جاء في المسودة على ما يبدو، تخفيف الحصار إلى حد كبير،.وبدء محادثات حول بناء الميناء والمطار في غضون شهر.
ماذا؟ ماذا استفادت إسرائيل من هذا؟ بعد إطلاق النار الكثبف والقتل، و 64 جندياً اسرائيلياً ميتاً، بعد كل هذه الخطب عن انتصارنا المدوي، وكان هذا كل شيء؟ لا عجب حاول نتنياهو إخفاء الوثيقة ، ودعا الوفد الإسرائيلي للعودة إلى المنزل دون توقيع. حصل الوسطاء المصريون الغاضبون على تمديد آخر لمدة 24 ساعة لوقف إطلاق النار. كان من المفترض أن تنتهي عند منتصف الليل يوم الثلاثاء، وتوقع الجميع على كلا الجانبين أن يتم تمديدها مرة أخرى ومرة أخرى. ثم حدث ما حدث في حوالي الساعة 16:00، تم إطلاق ثلاثة صواريخ على بئر السبع سقطت في مناطق مفتوحة ، لم تطلق صفارات الانذار ، وهذا غريب بما فيه الكفاية، نفت حماس إطلاقها ، ولم تعلن أية منظمة فلسطينية أخرى مسؤوليتها عن عملية الاطلاق ، كان هذا غريبا أيضاَ. بعد كل إطلاق سابق من غزة،كانت بعض المنظمات الفلسطينية دائماً تعلن بفخر أنها المسؤولة عن عملية الإطلاق.
كالعادة، بدأت الطائرات الإسرائيلية على الفور بالرد وقصف المباني في قطاع غزة. وكالعادة، أمطرت الصواريخ على إسرائيل. (سمعت أصوات صواريخ القبة الحديدية المعترضة في تل أبيب).
عاد العمل كالمعتاد !!
لأول مرة أصبح معروفاً أنه قبل ساعة من وصول الصواريخ ، طلب الجيش الاسرائيلي من السكان الاسرائيليين بالقرب من غزة إعداد الملاجئ و"الأماكن الآمنة".
ثم ظهر أن أول مبنى أصيب في غزة يعود لعائلة القائد العسكري لحركة حماس. قتل ثلاثة اشخاص، بينهم طفل ووالدته.
ثم انتشر الخبر: كانت عائلة محمد ضيف، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس (كان القسام بطلا فلسطينياً، والثائر الأول ضد الحكم البريطاني في فلسطين في الثلاثينات واستشهد) .ومن بين الذين استشهدوا هذا الثلاثاء زوجة الضيف وابنه الرضيع ولكن يبدو أن الضيف نفسه لم يكن هناك.
هذا في حد ذاته لا يثير العجب. فقد نجا الضيف من أربعة محاولات لاغتياله على الأقل ، فقد إحدى عينيه وبعض أطرافه في إحدى هذه المحاولات، لكنه خرج حياً.
جميع من حوله تم اغتيالهم : قادته المتتابعين ،أقرانه السياسيين والعسكريين ومرؤوسيه، اغتيل العشرات منهم على مر السنين، لكنه قاد حياة سحرية. وهو الآن على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية ، المطلوب الأول لإسرائيل، إنه "رقم واحد" ،الناشط الفلسطيني الأول على قائمة الاغتيالات إنه "ابن الموت"، المصطلح المشتق من الكتاب المقدس والمستخدم في إسرائيل دلالة على المطلوبين للاغتيال.
مثل معظم سكان قطاع غزة، الضيف هو طفل من اللاجئين من فلسطين ، تنحدر عائلته من قرية كوكبا، وهي ليست بعيدة عن غزة وتقع في اسرائيل الآن. لقد مررت بها في حرب عام 1948، قبل تسويتها بالأرض.
بالنسبة لجهاز الأمن الإسرائيلي ، الضيف جائزة تستحق خرق وقف إطلاق النار وإعادة إشعال الحرب. وبالنسبة للأجهزة الأمنية في دول عديدة حول العالم، بما فيها أمريكا وروسيا :الاغتيال رياضة وفن. أرادت إسرائيل أن تفوز بالميدالية الذهبية.
الاغتيال عملية معقدة. تتطلب الكثير من الوقت والخبرة والصبر والحظ. يتم تجنيد المخبرين قرب الضحية وتركيب الأجهزة الإلكترونية، والحصول على معلومات دقيقة عن كل حركة من حركاتها، ثم يتم تنفيذ تصميمها في غضون دقائق عندما تتاح الفرصة.
ولهذا السبب ، لا يمكن التأكيد أن جهاز الأمن (ويسمى عادة الشين بيت) قد حصل على اذن من نتنياهو، رئيس المكتب السياسي الوحيد لها للقيام بالعملية، ربما لا.
يبدو أنهم علموا بأن الضيف سيكون في زيارة عائلته. كانت فرصة ذهبية. لعدة أشهر، بل لسنوات، كان الضيف يعيش تحت الأرض، بالمعنى الحرفي - في مكان ما في متاهة من الأنفاق التي حفرها رجاله تحت القطاع ، لم تتم مشاهدته أبدا.
منذ بداية هذه الحرب، يعيش قادة حماس البارزين تحت الأرض.بدءاً من اسماعيل هنية ،لم يشاهد أحد منهم. وهذا الأمرمستحسن في جو تسيطر عليه الطائرات الاسرائيلية والطائرات بدون طيار، لأن حماس لا تملك مضادات للطائرات.
يبدو لي أنه من المستبعد جدا أن يخاطر الضيف بحياته من خلال زيارة عائلته ، لكن الشين بيت اعتقد ذلك. أعطت ثلاثة صواريخ غريبة أطلقت على بئر السبع الذريعة لخرق وقف إطلاق النار، وهكذا بدأت الحرب مرة أخرى.
الهواة الحقيقيون لفن الاغتيال غيرمهتمون في العواقب السياسية أو العسكرية لأعمالهم. إنه "الفن من أجل الفن".
بنفس الطريقة بدأت الحرب على غزة قبل عامين ، اغتال الجيش الإسرائيلي قائد القسام الرئيس، أحمد الجعبري. الحرب التي تلت ذلك مع مئات من القتلى كانت أضراراً جانبية فقط.
كان الجعبري في ذلك الوقت مكان الضيف، الذي كان يقضي فترة نقاهة في القاهرة.
كل هذا، بطبيعة الحال، معقد جدا بالنسبة للدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين. هم يحبون القصص البسيطة.
كان رد فعل البيت الأبيض فورياً على استئناف الأعمال العدائية بإدانة إطلاق حماس للصواريخ وأكد من جديد أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها". رددت وسائل الإعلام الغربية ذلك.
اما نتنياهو، الذي ربما كان لا يعرف مقدماً بمحاولة الاغتيال ، وجد وسيلة للخروج من المأزق. كان نتنياهو في موقف مؤسف دخله العديد من القادة في التاريخ الذين أشعلوا الحروب ثم لم يعرفوا كيفية الخروج منها.
في الحرب، وعد القائد في خطبه الطنانة بالنصر والإنجازات الضخمة. وهذه الوعود نادرا ما تتحقق. ( وإن تحققت قد تكون أسوأ مما تحقق في فرساي عام 1919)
نتنياهو رجل التسويق الموهوب، وعد كثيرا، وصدقه الناس (أيده 77٪-;-).وعلى الرغم من أن مسودة المشروع المصري لوقف إطلاق النار الدائم يميل لصالح إسرائيل، الا أنه أقل بكثير من تقديم انتصارلها. لقد أكد أن الحرب انتهت بالتعادل. تمرد مجلس وزراء نتنياهو ، حدث توتر ملحوظ في الرأي العام،أخرج استئناف الحرب نتنياهو من هذه الورطة.
ولكن ماذا الآن ؟
توجه انتقادات متزايدة لإسرائيل في العالم لقصفها سكان غزة. وفقد القصف جاذبيته في إسرائيل. القول المأثور "دعونا نقصفهم حتى يتوقفوا عن كرهنا " من الواضح أنه لا يعمل الآن.
والبديل هو الدخول إلى قطاع غزة واحتلاله تماما، وحتى بعد ذلك يجب على الضيف ورجاله أن يخرجوا إلى السطح ليتم اغتيالهم ، ولكن هذا اقتراح خطير.
عندما كنت جندياً في حرب عام 1948، تعلمنا أن لا نضع العدو في موقع لا يمكنه الخروج منه. في مثل هذه الحالة، سيقاتل حتى النهاية، مما يتسبب في سقوط العديد من الضحايا.
لا يوجد هناك طريقة للخروج من قطاع غزة. إذا تم إرسال الجيش الإسرائيلي لغزو القطاع بأكمله، سيكون القتال شرساً، مما يتسبب في قتل وجرح المئات من الإسرائيليين والآلاف من الفلسطينيين ودمار لا يعلمه أحد. وسيكون رئيس الوزراء إحدى الضحايا السياسية.
نتنياهو يدرك هذا تماما. ولا يريده. ولكن ماذا يمكن أن يفعل؟ يمكن للمرء تقريبا أن يشفق على الرجل.
يمكن لنتنياهو بالطبع، أن يأمر الجيش باحتلال أجزاء فقط من القطاع، قرية هنا، بلدة هناك ،ولكن هذا أيضاً سينشر الموت والدمار، ولن يقود إلى مكسب واضح وفي النهاية سيسود السخط العام. وقد هددت حركة حماس هذا الاسبوع بفتح "أبواب جهنم" لنا. ولن يؤثرذلك على سكان تل أبيب، ولكن بالنسبة للقرى والبلدات القريبة من غزة هذا هو الجحيم بعينه. الخسائر قليلة، ولكن الخوف مدمر. تغادر الأسر التي لديها أطفال بشكل جماعي وعندما يسود الهدوء تحاول العودة إلى ديارها، ولكن الصواريخ القادمة تطردهم مرة أخرى.
تثير محنتهم استجابة عاطفية قوية جدا في جميع أنحاء البلاد لا يمكن لأي سياسي تجاهلها وخاصة رئيس الوزراء الذي يحتاج إلى انهاء الحرب ، ويحتاج أيضا صورة انتصار واضحة. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟
يحاول الديكتاتور المصري المساعدة ، وحتى باراك أوباما، على الرغم من انه غاضب من نتنياهو ويكره جرأته وحتى محمود عباس، الذي يخاف من انتصار حماس.
ولكن صاحب القرار النهائي هو "ابن الموت"، محمد الضيف، إذا كان حياً يرزق. وإن لم يكن، فخليفته.
وإذا كان على قيد الحياة ، فإن اغتيال زوجته وابنه الرضيع قد لا تجعله أكثر لطفاً وأكثرمسالمة.



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة تاريخية لمجزرة غزة 2014
- عولمة غزة : كيف تقوض إسرائيل القانون الدولي من خلال -الحرب ا ...
- لماذا لا يمنح الجيش الإسرائيلي جائزة نوبل للسلام؟
- حماس : ليست هدف اسرائيل
- الجانب النفسي/العسكري للبلدوزر الإسرائيلي
- إرفعوا الحصار عن غزة يتحقق السلام
- إرفعوا حماس من قائمة الإرهاب وتفاوضوا معها
- الشعوب المحاصرة، مختبرات الفناء الخلفي :العلاقات التي تربط ب ...
- حماس وجنون العظمة الاسرائيلية
- ماذا لو كان الأطفال القتلى -الشهداء- في غزة يهوداً؟
- كابوس غزة
- كبح حقوق العمال في المكسيك
- تأثير الحرب في غزة على النساء
- الليبرالية الجديدة
- التفكير خارج الاطار العلماني
- هل تطلق النار على عراقي في الفضاء الالكتروني
- ماذا سيفعل اوباما مع KBR
- الدفاع الليبرالي عن القتل
- الولايات المتحدة والمأساة الأفغانية
- أمير الظلام ينفي وجوده


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - ابن الموت - محمد ضيف-