أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فضيلة يوسف - باولو فيريري والوعد بالتربية الناقدة















المزيد.....

باولو فيريري والوعد بالتربية الناقدة


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4584 - 2014 / 9 / 24 - 22:36
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يعد باولو فريري أحد أهم المربين الناقدين في القرن العشرين، ليس واحداً من مؤسسي علم التربية النقدي فقط ، لكنه لعب أيضاً دوراً حاسماً في تطوير حملة ثقافية ناجحة للغاية في البرازيل قبل هجوم المجلس العسكري في 1964. وبمجرد أن استولى الجيش على الحكومة، سجن فريري لفترة قصيرة لجهوده. وفي نهاية المطاف ذهب إلى المنفى، في المقام الأول في تشيلي وبعد ذلك في جنيف، سويسرا، وعاد إلى بلاده في عام 1980 ولعب دوراً هاماً في صياغة السياسات التعليمية وحتى وفاته المفاجئة في 1997. يعتبر كتابه "بيداغوجيا المقهورين" واحداً من النصوص الكلاسيكية للتربية الناقدة، وبيع منه أكثر من مليون نسخة، وأثّر على أجيال من المعلمين والمثقفين في كل من الولايات المتحدة والخارج. منذ الثمانينيات، لم يكن هناك أي مثقف في المشهد التعليمي في أمريكا الشمالية عنده الدقة النظرية أو الشجاعة الأخلاقية مثله. أما الآن فيهيمن على معظم المدارس والكليات التربوية الأيديولوجيات المحافظة، المتشبثة بالأساليب، الخانعة لتدابير أدوات القياس ويتم تشغيلها من قبل المسؤولين الذين يفتقرون للرؤية الواسعة والفهم النقدي للتعليم كقوة لتعزيز الخيال وتوسيع الحياة العامة الديمقراطية . مع استمرار المنطق الذي تحركه السوق الرأسمالية الليبرالية الجديدة التي أدّت إلى خفض قيمة جميع جوانب الصالح العام ، كانت النتيجة إزاحة جودة التعليم جانباً، وتم تخفيض مفهوم التعليم من سلعة عامة إلى سلعة خاصة إلى حد كبير. يتم تحديد كل من التعليم العام والعالي إلى حد كبير من خلال الطلب من الشركات التي تطلب توفر المهارات والمعرفة والمؤهلات التي من شأنها توفير القوى العاملة اللازمة للولايات المتحدة للحفاظ على دورها كقوة اقتصادية وعسكرية عالمية كبرى. وبالتالي ، هناك القليل من الاهتمام في التعليم العام والعالي على حد سواء، والأهم في العديد من المدارس التربوية ، لفهم التربية بعمق كممارسة مدنية وسياسية وأخلاقية - أي التربية كممارسة للتحرر. كما خضع التعليم على نحو متزايد لنظام الشركات، وتم استبدال آثار التربية الناقدة بالتدريب والوعود بالأمن الاقتصادي ، وإخضاع البيداغوجيا الآن للنظام الضيق( التعليم من أجل الاختبارات ) ،إلى جانب نظام قياس ورقابة صارمة في كثير من الأحيان ، يعزز كل منهما الآخر. إضافة إلى ذلك، تم تحويل المعلمين على نحو متزايد إلى فنيين متدني المهارات المهنية ، ولم يعد لهم أي دور في السيطرة على صفوفهم أو هياكل الإدارة المدرسية. أصبح (التعليم من أجل الاختبار ) وخصخصة التعليم وسيلة ل"ترويض" الطلاب وإرضاء الشركات وتم تخفيض عدد متزايد من أعضاء هيئة التدريس في التعليم العالي وتحويلهم إلى الدوام الجزئي.
ولكن هناك على المحك ما هو أكثر من أزمة السلطة وقمع الفكر النقدي. تشبه الكثير من الفصول الدراسية في جميع مراحل التعليم الآن "منطقة ميتة"، حيث ان بقايا التفكير الناقد، والتأمل الذاتي والخيال تهاجر بسرعة إلى مواقع خارج المدرسة وتفسدها ثقافة إعلامية تقودها الشركات. القضية الكبرى الآن أن التعليم العام يقوده (التعليم من أجل الاختبار) ، في حين ان الاهتمام بتعليم الطلاب الذين يقوّضون ترتيب المدرسة في عالم عقيم أخلاقياً يهتم بالاختبارات عالية المستوى وبطاقات النتائج التجريبية. ويقلد التعليم العالي هذا المنطق عن طريق الحد من الرؤية العامة لمصالح رأس المال وإعادة تعريف نفسه إلى حد كبير كمصنع لاعتماد الطلاب وطبق بيتري لتقليص حجم العمل الأكاديمي. في ظل هذه الظروف، نادراً ما طرح المربون أسئلة حول كيفية إعداد الطلاب في المدارس ليكونوا مواطنين متعلمين ، وتغذية الخيال المدني لديهم أو تعليمهم التأمل الذاتي للقضايا العامة والعالم الذي يعيشون فيه. كما يطرحه Stanley Aronowitz:
"يطرح قليل من التربويين السؤال الآتي: ما أهمية تعليم القراءة والكتابة والحساب التي تدرس في الصفوف الابتدائية والثانوية ؟والسؤال القديم حول ما يحتاجه الطفل ليصبح مواطناً قادراً على المشاركة في اتخاذ القرارات العامة الكبيرة والصغيرة التي تؤثر على العالم كما تؤثر على الحياة اليومية يلقى اجابة عابرة ولا ينظر إليه بجدية. هذه الأسئلة نفسها هي أعراض نظام تعليمي جديد يضع امتيازات العمل فوق أي من القيم التربوية الأخرى.، هذا النظام من البلاهة "العلمية" و "التربية العارية" المجردة من جميع عناصر التعليم والتعلم الناقد. يعتقد فريري أن التعليم في أوسع معانيه جزءاً من مشروع التحرر، وسياسة بارزة تقدم للطلاب شروط التأمل الذاتي، وإدارة حياتهم بشكل ذاتي وقوة التفكير الناقد. كما أوضحها Aronowitz في تحليله لأعمال فريري حول الثقافة والتربية الناقدة : الثقافة عند فريري لم تكن وسيلة لإعداد الطلاب لعالم العمل أو "المهن"، ولكن استعداداً لإدارة حياتهم بشكل ذاتي ،والإدارة الذاتية يمكن أن تحدث فقط عندما يحقق الناس أهداف التعليم الثلاثة : التأمل الذاتي، أي أن تحقيق العبارة الشعرية الشهيرة "إعرف نفسك"، وهو فهم العالم الذي يعيشون فيه، فهم القرارات الاقتصادية و السياسية، وبنفس القدر من الأهمية، الأبعاد النفسية. وعلى وجه التحديد تساعد التربية الناقدة المتعلم على إدراك القوى التي تتحكم حتى الآن في حياته وخاصة حياته الوجدانية .أما الهدف الثالث فهو المساعدة على تهيئة الظروف لإنتاج حياة جديدة، مجموعة جديدة من الترتيبات تكون السلطة فيها ، لأولئك الذين يبنون العالم الاجتماعي عن طريق تغيير الطبيعة وأنفسهم.
ما أوضحه فريري في "بيداغوجيا المقهورين"، -عمله الأكثر تأثيراً -، هو أن التربية في أفضل حالاتها ليست التدريب ولا طرق التدريس ولا التلقين السياسي ، التربية ليست طريقة أو تقنية تفرض على جميع الطلاب، ولكنها الممارسة السياسية والأخلاقية التي توفر المعرفة والمهارات والعلاقات الاجتماعية التي تمكّن الطلاب ما يعني بناء مواطنين قادرين على التفكير الناقد ، وتعميق مشاركتهم في الديمقراطية الحقيقية الموعودة. التفكير النقدي عند فريري ليس (التعليم من أجل الاختبارات)، ولكنه أداة لتقرير المصير والمشاركة المدنية. التفكيرالنقدي ليس ببساطة إعادة إنتاج الماضي وفهم الحاضر. على العكس من ذلك، التفكير النقدي طريقة للتفكير في ما وراء الحاضر، والانطلاق خارج حدود خبرات الفرد الحالية، والدخول في حوار نقدي مع التاريخ وتخيل المستقبل الذي لا يكون مجرد إعادة لإنتاج الحاضر. جسد Theodor Adorno روح نظرية فريري في التفكير النقدي بالإصرار على أن "التفكير ليس الاستنساخ الفكري لما هو موجود بالفعل على أي حال، التفكير محور نهم ، لا يمكن ارضاؤه بسرعة وبسهولة ، يرفض حكمة الحمقى بالاستسلام ، تفكير مفتوح خارج نفسه ".
رفض فريري الأنظمة التعليمية المتآكلة المبنية على متطلبات السوق والمعرفة كأداة وأولوية التدريب على الخيال والتفكير النقدي وتعليم التحرر والمسؤولية الاجتماعية. ، يعتقد فريري أن التربية النقدية تشمل الاعتراف بأن حياة الإنسان مؤثرة وليست مقررة ، وأن الضرورة المصيرية ليست الفهم الناقد للعالم فقط ، وانما التداخل أيضاً في النظام الاجتماعي بشكل أكبر من مسؤولية توعية المواطنين بدلاً من الحياد الزائف. إن قيمة المطالب السياسية والأخلاقية أكبر من دور المدرسة والفصول الدراسية كأدوات للسلطة الرسمية والدفاع عن النظام القائم،- كما فعلت إدارة أوباما عندما أعطت السياسات التعليمية الرجعية لبوش اسماً جديداً وفرصة جديدة للحياة-. رفض فريري أساليب التربية التي دعمت النماذج الاقتصادية التي تخفّض التحرر إلى الحرية الاستهلاكية و تحرير النشاط الاقتصادي من أي معيار باستثناء الربحية واستنساخ كتلة متنامية فائضة من البشر. تحاول التربية الناقدة فهم كيفية عمل السلطة من خلال إنتاج وتوزيع واستهلاك المعرفة ضمن سياقات مؤسسية معينة وتسعى لتشكيل الطلاب كمواضيع معرفية ومحاور اجتماعية. في هذا المثال، أساس السياسات هو كيفية تشكيل الهويات والقيم والرغبات في الفصول الدراسية. وبالتالي الاستثمار في ممارسة النقد الذاتي حول القيم التي يتم تعليمها والوعي الذاتي النقدي مما يعني تزويد الطلاب بالمهارات التحليلية حول المعرفة والقيم التي يتعلمونها في الفصول الدراسية للتأمل الذاتي. وعلاوة على ذلك، تحاول مثل هذه التربية توفير الظروف للطلاب لفهم النصوص بوسائط واضحة ومختلفة وتفتح آفاقاً جديدة بالنسبة لهم لإصدار أحكام أخلاقية أفضل تمكنهم من الشعور بالمسؤولية في ضوء تلك الأحكام.
أدرك فريري تماماً أن ما يجعل التربية الناقدة خطيرة جداً على الأصوليين ، والنخب الحاكمة والمتطرفين الدينيين والقوميين اليمينيين في جميع أنحاء العالم هو أنها تهدف إلى تعليم الطلاب ليصبحوا مفكرين ناقدين قادرين على التساؤل والتفاوض حول العلاقات بين النظرية والتطبيق، والتحليل النقدي والحس السليم والتعلم والتغيير الاجتماعي. التربية الناقدة تفتح الفضاء أمام الطلاب ليكونوا مواطنين مفكرين . وتوفر الحرية غير المشروطة لهم للتساؤل في التعليم العام والتعليم العالي، وهذه هي الديمقراطية نفسها. وكممارسة سياسية وأخلاقية، فإن معرفة القراءة والكتابة والمشاركة وسيلة ، تحاول جعل " التعددية وتعقيد التاريخ واضحاً ". يكون التاريخ بهذا المعنى سرداً منفتحاً على الحوار النقدي بدلاً من نص محدد مسبقاً للحفظ والقبول دون تردد. توفر التربية في هذه الحالة الظروف لزراعة الشكوك الصحية حول السلطة وتقديسها في الطلاب ، بشعور من الوعي النقدي. وفي ممارسة الأداء، يكون أحد اهداف التربية إعطاء الطلاب الفرصة لتأطير تأملهم الذاتي في مشروع الديمقراطية المستمر غير المكتمل. هذه هي العلاقة بين الديمقراطية والتربية بالضبط التي تهدد الكثير من القادة والمتحدثون الرسميون التربويون لدينا اليوم وهو السبب أيضاً أن عمل فريري على التربية الناقدة والثقافة بات اليوم أكثر أهمية مما كان عليه عندما نشر لأول مرة.
تمثل جميع أشكال التربية وفقاً لفريري، طريقة محددة لفهم المجتمع والتزام بالمستقبل. تصّر التربية الناقدة ، خلافاً للأوضاع السائدة في التعليم، على أن إحدى المهام الأساسية للتربويين هي الإشارة لمستقبل تسود فيه المساواة والحرية في العالم ، كجزء من مشروع ديمقراطية أوسع، هذه ليست وصفة للتلقين السياسي، وإنما مشروع يعطي التربية الناقدة قيمة ومعنى، وهو الموقف، الذي يهدد اليمينيين والسياسيين المحافظين الجدد والمحافظين المتطرفين أيضاً. هؤلاء الأفراد والجماعات يدركون تماماً أن التربية الناقدة ، مع تركيزها على العمل الجاد في التحليل النقدي، والأحكام الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية، تذهب إلى صميم معالجة عدم المساواة الحقيقية على المستوى الاجتماعي وتصور التعليم باعتباره مشروعاً من أجل التحرر بينما في نفس الوقت تطرح سلسلة من الأسئلة الهامة وغالباً ما يتم تجاهلها مثل: "ما هو دور المعلمين والأكاديميين والمفكرين؟ ما هي المصالح التي يخدمها التعليم العام والعالي ؟ كيف يمكن فهم وإشراك السياقات المتنوعة في التعليم ؟ ما هو دور التعليم كسلعة عامة؟ كيف يمكننا جعل المعرفة ذات مغزى من أجل جعلها ناقدة وتحويلية؟ وعلى الرغم من وجهة النظر اليمينية التي تساوي التلقين مع أي اقتراح للتربية الناقدة التي تهتم ببساطة بتقديم طرق جديدة للتفكير والتصرف بشكل ناقد مع السلطة للطلاب في الفصول الدراسية. فإنها تشعر بالقلق أيضا من تزويد الطلبة بالمهارات والمعرفة اللازمة لهم لتوسيع قدراتهم لاختبار ومناقشة الافتراضات والخرافات المتأصلة في الممارسات الاجتماعية القديمة وثم تحمل المسؤولية للتداخل في العالم الذي يعيشون فيه.
التربية ليست محايدة. انها دائماً موجهة لتعليم الطلاب العيش في وضع معين في المجتمع ؛ وتمكينهم من فهم العالم بمجمله ودورهم فيه وتحديد العلاقة بينهما، وتقبل التنوع فيه من خلال ما يتم تعلمه والخبرة التي يكتسبونها في الفصول الدراسية لجعل الحياة أكثر عدلاً، وديمقراطية. التربية موجهة بهذا التعريف، ولكن هذا لا يعني أنها مجرد شكل من أشكال التلقين. على العكس من ذلك، كما يقول فريري التربية كممارسة للتحرر يجب أن تحاول توسيع القدرات اللازمة للإنسان، وبالتالي احتمالات الديمقراطية نفسها. بالتأكيد، يشير هذا إلى أنه يجب أن تغذّى تلك الممارسات التربوية التي تعزز استثمار الطاقة غير المستنفذة عند الطلاب على جميع مستويات التعليم من المرحلة الابتدائية إلى التعليم العالي، ، ومحاربة المحاولات لإجهاض الإمكانيات البشرية، وحث المجتمع البشري على مساءلة نفسه ومنع التشكيك في المساءلة أو إنهائها .وبعبارة أخرى، تصيغ التربية الناقدة على حد سواء فكرة توسيع الثقافة من خلال لغة التشكيك، والنقاش والمشاركة (ثقافة الانفتاح) - جميع تلك العناصر الآن في خطر بسبب الهجمات الحالية الخطيرة على التعليم العام والعالي. كان هذا تراث فريري، ثقافة تستحضر ذكريات خطيرة، و تغييب متزايد للمشكلات التربوية الحالية.
التقيت فريري للمرة الأولى في وقت مبكر من الثمانينيات ، بعد أن لم يتم تثبيتي في العمل من قبل جون سيلبر، الرئيس اليميني سيئ السمعة لجامعة بوسطن. كان فريري يلقي محاضرة في جامعة ماساتشوستس، وجاء الى بيتي في بوسطن لتناول العشاء. كان متواضعاً على عكس سمعته. تحدثنا لفترة طويلة في تلك الليلة عن منفاه، إنهاء خدمتي، ماذا يعني أن يكون المثقف من الطبقة العاملة، والمخاطر الواجبة لإحداث التغيير، واستمرت صداقتنا حتى وفاته بعد 15 عام. كنت في وضع سيء للغاية بعد انهاء خدمتي وليس لدي فكرة عن مستقبلي. أنا مقتنع أنه كان لفريري ودونالدو ماسيدو، وهو أيضا صديق ومؤلف مشارك مع فريري ، دور في بقائي في مجال التعليم. ساهم عشق فريري للتعليم وصداقة ماسيدو في إقناعي أن التعليم ليس مهماً فقط، ولكنه موقع حاسم للنضال . على عكس الكثير من المثقفين الذين التقيت بهم في الأوساط الأكاديمية، كان فريري حريصاً على نشر أعمال المفكرين الشباب، وإرسال خطابات الدعم لهم. كانت بداية الثمانينات سنوات مثيرة في التعليم في الولايات المتحدة وكان باولو في المركز منه. ، بدأنا معاً في نشر الكتب عن التربية والثقافة الناقدة للشباب وكان لهؤلاء الشباب مستقبل في الجامعات والتأليف والترجمة.قضى فريري معظم حياته يعتقد أن الديمقراطية تستحق أن نكافح من أجلها، وأن التربية الناقدة هي العنصر الأساسي للتغيير الاجتماعي .كانت حياته شهادة ليس فقط لإيمانه بالديمقراطية، وانما الاستعداد للنضال ضد ظلم الإنسان. زاد اعتقاد فريري في الديمقراطية و إيمانه العميق والثابت في قدرته على مقاومة المؤسسات القمعية وتخفيف الحقائق الكئيبة في سجنه الخاص ومنفاه، كان إحساسه العنيف بالغضب واعتقاده بأن التربية والأمل هي شروط التغيير، عملاً من أعمال الخيال الأخلاقي الذي مكن التربويين التقدميين وغيرهم من التفكير والعمل. كان للأمل دور في الممارسات التحويلية، وأحد مهام المربي التحويلي هو "كشف النقاب عن فرص للأمل، بغض النظر عن العقبات ". كان فريري مفكراً عالمياً، لم يغفل تفاصيل الحياة اليومية ،وذكرنا باستمرار أن الصراعات السياسية فوز وخسارة في تلك المساحات المحددة التي تربط روايات التجارب اليومية مع الخطورة الاجتماعية والقوة المادية للسلطة المؤسسية. واليوم يعتبر عمل فريري أكثر اهمية من أي وقت مضى.
مترجم -بتصرف
Henry A Giroux



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل :الاستيطان والغرب المتوحش
- الاقتصاد السياسي للفصل العنصري الإسرائيلي، وشبح الإبادة الجم ...
- التضحية بالفقراء ( من غزة لأمريكا )
- دولة الجبناء
- لماذا نرفض الخدمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة
- غزة:كسر آخر المحرمات
- جز العشب في غزة
- فشل في غزة
- اسرائيل تستخدم فيديو من 2009 لتبرير تدمير مستشفى الوفاء
- عائلة غزاوية دمرتها القنابل الإسرائيلية
- مجزرة ريشون لتسيون - قاتل غزة
- توجيه هانيبال: كيف قتلت إسرائيل جنودها وذبحت الفلسطينيين لمن ...
- ثلاثة أسئلة لحماس
- الأساطير القاسية حول المعلمين
- إعادة تشكيل عيد العمال
- لماذا خان العرب غزة
- ابن الموت - محمد ضيف-
- نظرة تاريخية لمجزرة غزة 2014
- عولمة غزة : كيف تقوض إسرائيل القانون الدولي من خلال -الحرب ا ...
- لماذا لا يمنح الجيش الإسرائيلي جائزة نوبل للسلام؟


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - فضيلة يوسف - باولو فيريري والوعد بالتربية الناقدة