أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ناجح شاهين - فساد الأنجزة: سرية رواتب الموظفين فساد الأنجزة: سرية رواتب الموظفين














المزيد.....

فساد الأنجزة: سرية رواتب الموظفين فساد الأنجزة: سرية رواتب الموظفين


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 12:06
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    




شكراً للرأسمالية، فقد أقامت علاقة "حرة" بين رأس المال والعمل البروليتاري، وأنشأت حالة من المواطنة القائمة على الذات الحقوقية المتساوية أمام القانون. ربما يكمن في عمق النظام استغلال معتم يحتاج إلى مجهر ماركسي لرؤيته، لكن على السطح الأشياء كلها تجري وفق القانون الشفاف الذي يحكم بالعدل بين الناس جميعاً. في نظم ما قبل الرأسمالية كان مزاج الحاكم أو صاحب العمل يحدد الامتيازات المسبغة على الفرد، ويخلق فجوات غير مسوغة بين شخص وشخص حتى لو كانا يقومان بالعمل ذاته. لقد تم إقرار مبدأ الأجر المتساوي لقاء العمل الواحد.
لحسن الحظ أن بلادنا الصغيرة التي لا يمكن وصفها بالرأسمالية بالمعنى الدقيق للكلمة قد نجحت في استدخال أسس هذا النظام. ولذلك فإن وظائف السلطة ووزارتها تستند إلى معايير شفافة وإلى وجود سلم وظيفي بدرجات محددة وواضحة بحيث يمكن لأي شخص أن يقدر بدقة تامة راتب الفراش مثلما راتب الوزير وصولاً إلى رئيس الوزراء. وهذا القول ينطبق إلى حد كبير على عمل مؤسسات رأس المال الكبيرة من قبيل البنوك والشركات الكبرى التي يخضع فيها نظام الأجور لسلم واضح ومكشوف للجميع.
أما المنظمات الدولية التي يستلهم عملها قطاع الأنجزة الفلسطيني فتعلن في وظيفتها طبيعة العقد والوظيفة والراتب الذي يستحقه من يشغلها. ولذلك يمكن أيضاً بسهولة معرفة الأجر الذي يتلقاه أي موظف فيها. لكن في الأحوال كلها يبدو في سياقنا الحداثي الرأسمالي المعاصر أن هذا هو الأصل في الأمور، إذ ما الداعي لكي يمارس أي كان التكتم فيما يخص رواتب الموظفين؟
من المدهش بالفعل أن قطاع الأنجزة الفلسطيني بشكل عام يعد راتب الموظف سراً لا يجوز أن يطلع عليه أحد باستثناء الموظف ودائرة المالية التي تحول له مستحقاته الشهرية. وبالتالي فإن أحداً في المؤسسة لا يعرف رواتب بقية الزملاء، بل لا يستطيع حتى التنبؤ بشكل تقريبي بما يمكن أن يكون عليه ذلك الراتب. وفي هذا السياق تصبح الإشاعة حول الفساد هي المصدر الوحيد للمعلومة: فلانة سكرتيرة أنهت التوجيهية بنجاح باهت أو بدون نجاح ولكنها تتقاضى في المؤسسة الفلانية ألفي دولار. فلان يحمل درجة الدكتوراة ويقوم بالعبء الأكبر في المؤسسة ذاتها ولكنه يتقاضى راتباً يقل عن راتب تلك السكرتيرة بمئة دولار.
ليس من الصعب أن نقدر أن سياسية التكتم التي تمتاز بها بعض مؤسسات الأنجزة في مجال الرواتب إنما هي تعبير عن فساد يتم التستر عليه، وليس في ذلك مفاجأة لنا. إذ أننا لا نستطيع أن نثق أبداً في نزاهة هذه المؤسسات التي تعمل وفقاً لأجندات خارجية تسهم في اختراق الوعي الوطني المقاوم وتيسر التطبيع وتعميق التبعية. ولا بد أن ولاء مرتزقة هذه المؤسسات هو أولاً وأخيراً لليورو والدولار. ومن ناحية ثانية يغض الممول النظر عن فساد الأنجزة بأشكاله لأن المهم بالنسبة له هو أن تقوم هذه المنظمات بتمرير أجنداته.
لا يمكن لعاقل إلا أن يستنتج بأن تكتم إدارات الأنجزة على راتب الموظف إنما ينبع من وجود فساد تحرص على التستر عليه. ولو كانت نقية حتى من هذه الناحية الشكلية التي تخص توزيع كعكة التمويل الأجنبي لما ترددت مثلما يعمل سادتها القادمين من الشمال في تقديم سلم وظيفي واضح يسمح ليس بمعرفة الرواتب بين أبناء المؤسسة فحسب، وإنما اقتداء بالسادة القادمين من الشمال: الإعلان في الصحف عن المبلغ المالي المحدد الذي سيدفع لقاء الوظيفة المعلن عنها. لكننا نود أن نقول إنها بهذا الشكل تخون رسالتها القائمة على الخطابة الفارغة حول قيم النزاهة والشفافية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، والجوهر الفعلي القائم على بيع الروح لشيطان التمويل وتمرير أجنداته من أجل الحصول على أكبر المكاسب المالية الممكنة. ولا يسلم الأمر بالطبع من اللجوء إلى مقدار من الفساد يقل أو يكثر من مؤسسة إلى أخرى.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من فروق بين حماس وداعش؟
- المناضل مجد اعتراف الريماوي
- رأس المال المحلي لا وطن له
- أوباما، يصنع الدمى، يحركها، يعبث بها، ويحرقها
- ما الذي يبقينا على قيد الحياة؟
- أغلقوا المدارس/افتحوا بوابات الإنتاج والمقاومة
- المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري
- داعش في بيتي
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو إلى عادل سمارة
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو
- انتصرت المقاومة
- هاشم أبو ماريا
- المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- غزة وشلال الدم واحتفالات التوجيهي
- غزة تتعمد بالدم في زمن مجاهدي داعش ومقاتلي التنمية
- المنظمات غير الحكومية في ديجور الفساد والبيروقراطية وعدم الف ...
- يحبونني موافقاً، يكرهونني معارضاً: من سمات الشخصية العربية ف ...
- إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق
- سيكولوجية المثليين والاقتصاد السياسي
- حول السلعة الميتة والإنسان الحي


المزيد.....




- حكومة إسرائيل تتجه لاعتماد -موازنة تقشف- وسط حربي غزة ولبنان ...
- حربا غزة ولبنان تدفعان إسرائيل نحو موازنة تقشف
- وزارة المالية العراقية توضح mof.gov.iq موعد صرف رواتب المتقا ...
- حقيقة زيادة رواتب التقاعد العراق 5000 دينار.. وزارة المالية ...
- طهران تستدعي القائم بالاعمال الالماني لديها احتجاجا على قرار ...
- طهران تستدعي القائم بالأعمال الالماني احتجاجا على القرار غير ...
- الجمل يدعو العمال إلى التمسك بروح أكتوبر والوقوف أمام من يحا ...
- من احتفالية عمال مصر بذكرى انتصارات اكتوبر.. رئيس نقابة البت ...
- وزارة المــالية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر 50 ...
- بيان النقابة الوطنية لإصلاح الإدارة بخصوص برمجة “مشروع القا ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ناجح شاهين - فساد الأنجزة: سرية رواتب الموظفين فساد الأنجزة: سرية رواتب الموظفين