أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق














المزيد.....

إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 11:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار
صدق أو لا تصدق

لا بد أن المنظمة الدولية مثلها في ذلك مثل التجمعات الشكلية كلها التي لا يربطها رابط –وعندنا من هذه العينة جامعة الدول العربية سيئة الصيت والسمعة- قد وصلت حد الكوميديا التي لا تضحك ولا تبكي أحداً، لأنها من النوع الذي يتسم بالإسفاف التام. ففي هذا الوقت بالذات الذي تقوم فيه إسرائيل بحربها العامة ضد الفلسطينيين العزل بسبب "اختطاف ثلاثة مستوطنين أبرياء" انتخبت الهيئة العامة للمجتمع الدولي بأغلبية 79 صوتاً وامتناع حوالي السبعين عن التصويت مردخاي أميحاي السفير الإسرائيلي السابق لدى تركيا لترأس اللجنة الدولية الخاصة بتصفية الاستعمار. هل هذا معقول؟
بالطبع، لا بد أن يكون كذلك لأنه وقع. قامت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بترشيح إسرائيل. وكاد القرار يمر في الثامن عشر من الشهر الجاري (شهر حزيران الذي يشهد احتلال ما تبقى من فلسطين) بدون أية تشويشات. ولكن بلداً مارقاً هو سوريا (وهي بلد ديكتاتوري يجب أن لا نأبه له كثيراً) عدت ذلك أمراً خارقاً لقواعد العقل والمنطق. وقد تساءل مندوبهم الذي لا يقدر على ما يبدو مزايا الديمقراطية الإسرائيلية: "كيف يمكن للبلد الاستعماري الأبرز في هذه اللحظة –وقد يكون الأوحد عند التفكير في الاستعمار والاحتلال بمعناه التقليدي- أن يقود اللجنة المكلفة بتصفية الاستعمار من بين اللجان التي لا حصر لها في الهيئة الدولية التعسة؟" وقد "تضامنت" الدول العربية مع الموقف السوري لأسباب ليست واضحة لنا، ومن ذلك أن مندوبي السعودية وقطر المعروفين بعدائهما للديكتاتورية السورية وتواطؤهما مع الديمقراطية الإسرائيلية عدا ذلك أمراً غير لائق. وقد "اتحد" العرب في معارضتهم لهذا القرار وتضامن معهم عدد من الدول لا يزيد على عدد أصابع اليد، فكان أن عاد الحق إلى نصابه وتم إقرار إسرائيل وممثلها أميحاي رئيساً للجنة.
ليس من جدوى فيما نحسب من أية مناقشات لإقناع أحد بعبثية ما حصل. المجتمع الدولي لم يعد راغباً في حفظ ماء الوجه فيما يخص الأخلاق وحقوق العباد، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بميدان السياسة التي ما كانت يوماً إلا ميداناً للانتهازية. ألم يذهب ميكيافيلي الذي ما زال يهتدي بهديه أكبر مدرسة في السياسة وعلومها –المدرسة الواقعية التي ينتمي إليها أشخاص مثل كيسنجر وبوش وبلير- إلى أن المهم في السياسة هو أن تنجح في تحقيق أهدافك بغض النظر عن أية طرق تتبعها. وهكذا كان بالإمكان تدمير العراق بذريعة الأسلحة النووية على الرغم من المعرفة الكاملة –وليس الإيمان الغيبي- بأن العراق ليس لديه أسلحة ذات بال من أي نوع. وتم إخراج مسرحيات هزلية عن مجندة أمريكية أسيرة يقوم أبطال النينجا الأمريكان بتحريرها، ليتضح لاحقاً أن الموضوع كان فيلماً بالمعنى الحرفي للكلمة أخرجه مخرج مغمور من هوليود أصبح بفضل ذلك مشهوراً. ثم يستطيع العالم أن يدين حزب الله بالإرهاب على الرغم من أنه لا يقتل المدنيين ولا يستهدفهم. بل إنه في العام 2006 أدين بالإرهاب أثناء الحرب لأن إحدى قذائفه قتلت بضعة وعشرين جندياً إسرائيلياً بريئاً كانوا على الجبهة. أما قصف بيروت بكهربائها ومصافيها ومرافقها الصحية بغرض معاقبة اللبنانيين جميعاً، أو قصف المباني في غزة فتم تصنيفه وما يزال دفاعاً عن النفس.
لا فائدة من الاستمرار في عرض الأمثلة. أبناء وطني يعلمون ذلك لأنهم "يأكلون العصي" أما من يعدها في السعودية والخليج فلا يهتم إلا بكرسي الحكم ورضا أمريكا وإسرائيل وأوروبا الغربية.
لا بد أننا وصلنا إلى نهاية الزمن السعيد الذي يلعب فيه الذئب إلى جانب الحمل مثلما تنبأ الكتاب المقدس، وذلك في اعتقادنا التفسير الوحيد للقرار الدولي الشجاع بانتخاب إسرائيل من دون خلق الله لترأس اللجنة الدولية لتصفية الاستعمار، فكأننا ننتخب زعيم الذئاب وأشدهم بطشاً وافتراساً لكي يقوم برعاية مجموعة من الحملان حديثة الولادة. أرأيتم إن ذلك بالفعل لا يمكن أن يتحقق إلا لأن العالم قد وصل إلى الزمن المسياني الأخير. أو أنه قد وصل إلى مرحلة البربرية المتوحشة السافرة التي تنزع عن وجهها كل قناع. وهكذا سنسمع من مردخاي أميحاي على الأرجح خطاباً يطرب الآذان عن ضرورة تصفية الاستعمار الفلسطيني لنابلس والخليل وغزة التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من أرض الميعاد ما تزال تحت الاحتلال العربي، ناهيك عن احتلال حزب الله للجنوب اللبناني الذي لا بد من تطهيره لتجري مياه الليطاني إلى حقول أصحابها الشرعيين. ولا بد أيضاً من تحرير الأراضي الواقعة غربي الفرات وشرقي النيل فهي كلها أراض تعود لشعب الله المختار. كثيرة هي الأشياء التي سنتعلمها بعد هذا الفوز العادل لإسرائيل في المحافل الدولية على حد تعبير يديعوت أحرونوت. المهم يجب أن لا أفوت الفرصة لتوجيه الشكر للدول العربية التي اتحدت في التصويت ضد القرار، ولو على مضض. بالطبع لا يمكن أن نقدر الجهد العربي حق قدره إذا لم نتذكر المهام الجليلة الكثيرة التي يضطلع بها العرب في هذه الأيام وعلى رأسها الحرب الجهادية لتطهير العراق ولبنان من الكفار الشيعة، والحرب التنويرية لنشر الديمقراطية في سوريا، والحرب المتعددة الأوجه للمساعدة في فك لغز اختفاء المستوطنين الأبرياء. وفي سياق ذلك يتضح أن وجود وقت لمناكفة إسرائيل هو نعمة لا يستهان بها.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية المثليين والاقتصاد السياسي
- حول السلعة الميتة والإنسان الحي
- المخازي الأساس في الانتخابات السورية
- عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراط ...
- فنون قتل الذكاء والإبداع في النشاطات الترفيهية المدرسية
- -متى ستقتلني؟- تسأل الفتاة خطيبها
- السيسي: إعادة إنتاج النظام
- استبدال الحمار/البغل بالسيارة
- اللغة الإنجليزية ومرجعيات العولمة
- قمر على رام الله، ودم على بيرزيت
- عداد الدفع المسبق، وخصخصة المياه، ووحشية رأس المال الفلسطيني
- خطاب رئيس الوزراء الكندي أمام الكنيست
- الهنود الفلسطينيون
- عزمي بشارة وألعابه الأيديولوجية
- خطة فرنسية لمساعدة المنظمات الأهلية الفلسطينية في تحرير فلسط ...
- انتصرت روسيا وإيران، أما سوريا فلا
- مصر والعرب الآخرون وأوهام الديمقراطية
- على هامش -ملتقى الحوار الثقافي العربي الألماني- حول دور المث ...
- منتظر الزيدي يقول: أنا لا أردد تراتيل الهزيمة ولو مرت أمامي ...
- قصة الأزمة الرأسمالية الراهنة


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق