أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراطية















المزيد.....

عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراطية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كنت سأغض الطرف عن تنكب مشقة الكتابة عن الديمقراطية والانتخابات، فقد مللت هذه الأسطوانة المستهلكة منذ وقت طويل. ويبدو أن الإعلام العربي ومنظمات "المجتمع المدني" ومفكري اللبرلة الممولة قطرياً –يا للمفارقة- سوف ينجحون في خاتمة المطاف في تحويلي إلى واحد من عبدة الاستبداد والديكتاتورية من باب النكاية وأخذ الموقف الأكثر تطرفاً في مواجهة لعبة الاستغماية الديمقراطية التي تغدو حصان طروادة في يد الأجهزة الامبريالية مع أنها في الواقع ليست إلا كائناً خرافياً من طراز الغول والعنقاء وطائر الفينيق و "أبو رجل مسلوخة".
عزمي بشارة المخلص للديمقراطية حد التماهي يبشر دون كلل ولا ملل من موقعه الديمقراطي المميز في إمارة قطر بالديمقراطية المتاحة في كل مكان من هذا العالم وخصوصاً في مكان إقامته مع استثناء وحيد بالطبع هو سوريا. ولذلك فقد صب جام غضبه على الانتخابات المقبلة قريباً في سوريا مبيناً لنا بمعرفته النظرية العميقة بنظرية الديمقراطية وممارستها عيوب الأكذوبة السورية فيما يتصل بالانتخابات. والحق أن المواطن العربي محظوظ بوجود مفكر قومي في مستوى بشارة لكي يتعرف إلى أساسيات الديمقراطية الأمريكية القائمة على ذهاب الناس إلى صندوق الانتخابات مرة كل أربع سنوات لكي يعطوا التفويض من جديد لواحد من أبناء القلة الثرية جداً والمنتمية لرأسمال المال فكراً وممارسة لكي يواصل برنامج نهب العالم الفقير في مستوى بلده ومستوى العالم على السواء.
لحسن الحظ فإن بشارة على بينة من ذلك. فهو يخبرنا في مقاله المنشور في العربي الجديد بتاريخ 16 أيار الجاري أن الديمقراطية الغربية يتم تفريغها أحياناً من محتواها. لكن الانتخابات مع ذلك لا تؤثر سلبياً على الحقوق المكتسبة للناس. فهي على الأقل لا تضر.
يا للهول! هكذا يحلل المفكر الحائز على جائزة ابن رشد للفكر الحر. بودي أن أصوب بشارة وأذكره بأوليات الأشياء: أولاً، ميزة الانتخابات هي أنها لا تؤثر على امتيازات الطبقة البرجوازية وقدرتها على انتزاع الفائض وتحقيق الأرباح عن طريق نهب البسطاء، وليس العكس. ثانيا، الديمقراطية شكل نموذجي للسيطرة الطبقية الرأسمالية عندما يكون في مكنتها أن تحقق الهيمنة في حقل الصراع الأيديولوجي في نطاق "المجتمع المدني" بما يسمح لها بتحقيق النهب الطبقي المقصود دون أن تستهلك شيئاً من الفائض على أجهزة القمع المتاحة للدولة. من هنا كان عزمي بشارة بالذات قد لاحظ قبل عقد من الزمان عندما وقع إعصار كاترينا أن جهاز الدولة في الولايات المتحدة ضعيف وقوة الدولة إنما توجد وتظهر في الخارج (= في الحروب الاستعمارية) ولذلك وقفت الدولة عاجزة أمام تداعيات الكارثة الناجمة عن الإعصار. لكن بشارة لا يعرف السر في ضعف جهاز الدولة في الداخل، وها نحن نتبرع ونخبره أن ذلك ناجم عن الهيمنة المطلقة على عقول الناس بحيث لا يعود هناك حاجة إلى قمعهم فالواقع أن سي.أن.أن وفوكس وهارفارد وبرنستون والتايمز تقوم بالواجب بنجاح كامل. إذا وقع تهديد لهذه الهيمنة سوف تقوم الأجهزة بدورها. ولنتذكر كم كان التهديد الشيوعي ضعيفاً في خمسينيات القرن الماضي، وكم كان القمع المخابراتي هائلاً في مواجهته. حسناً لا بد أن بشارة يعرف بلاداً ديمقراطية أخرى ولكن يحسن بنا أن نذكره بالبلد التي كان عضواً في برلمانها: "إسرائيل" وهي بالطبع بلد ديمقراطي، بل وديمقراطي جداً.
يخبرنا بشارة أن إجراء الانتخابات دورياً يمنع نشوء الاستبداد. ولكن هذا لسوء الحظ غير صحيح على الإطلاق. وما نظن بشارة يجهل أن ألمانيا بعظمتها قد انتقلت إلى استبداد هائل يقوده حزب هتلر القومي المتعصب عندما غدا تهديد الرأسمالية أمراً على أجندة الساعة عن طريق الشيوعيين في مطلع الثلاثينيات، وأود هنا أن أذكر بأن هزيمة هتلر في حرب ضخمة اجتاحت أوروبا هو الذي أعاد ألمانيا المحتلة إلى حظيرة الديمقراطية. بل لعل من المفيد أن أذكر بشارة أن ديمقراطية تشيلي قد قتلت في العام 1973 على يد الديمقراطية الأهم في العالم (الولايات المتحدة) وعادت تشيلي ليس إلى الاستبداد فحسب، بل إلى حكم دموي فاسد ومريع قاده جنرال صديق للولايات المتحدة اسمه بينوشية. الأمثلة كثيرة بالطبع، لكن قد لا نحتاج أكثر مما ذكرنا من أجل إنعاش الذاكرة.
ينتقل بشارة –ربما بتأثير عمله السابق في التدريس- إلى وعظ القارئ بخصائص الديمقراطية الليبرالية من باب استقلال القضاء ومحايدة جهاز الشرطة والجيش...الخ ليقفز إلى النتيجة أن إجراء الديمقراطية في ظل الحكم الديكتاتوري مهزلة وليس انتخابات. ولا ينقص بشارة مهارة الغمز واللمز لينتقد ضمناً الانتخابات المصرية مثلما السورية عبر نقده عودة حكم العسكر في ظل الشعوذة الإعلامية على حد تعبيره. والحقيقة أن الرجل على حق في وصفه لأداء الإعلام المصري –"تسلم الأيادي" وما يتصل بها- ولكن هل إعلام الجزيرة مثلاً أقل شعوذة وبثاً للأكاذيب من ذلك؟ الجواب يعرفه الناس جميعاً، فقد خسرت الجزيرة بحسب الدراسات ما يربو على ثلاثة أرباع مشاهديها بعد أن اكتشف الناس جميعاً المدربين في الإعلام وعلوم السياسة وغير المدربين أنها قناة تقوم بدور لا لبس فيه في خدمة أجندات الأنكل سام المتصلة بتنمية المنطقة العربية وجلب الحظ والديمقراطية إلى العرب المقهورين بالجوع وإسرائيل، وأنظمة مختلفة تمول عزمي والجزيرة ويوسف القرضاوي.
لا بد أن بشارة والجزيرة يتوقعون مني أن أقول إن هناك ديمقراطية في سوريا، ومصر. كلا لا يوجد ديمقراطية في أي مكان في العالم إذا كان المقصود بذلك أن يصل إلى الحكم قائد يمثل مصالح الأغلبية. يوجد طبقة سياسية اقتصادية تحكم من أجل مصلحتها بالاعتماد على معادلة الهيمنة والقمع: كلما تحققت الهيمنة على عقول الناس عن طريق وسائل التضليل المختلفة، كما قلت الحاجة إلى جهاز الدولة الإكراهي، والعكس بالعكس.
أما فيما يخص سوريا فأود أن أبين بعد أن أوجزنا القول في "حزيرة الديمقراطية"، إن ما يحدث فيها صراع لا علاقة له بالديمقراطية، ولا بالإيمان والكفر، وإنما بمعركة فاصلة محلية وإقليمية وكونية فحواها أن تدمر سوريا وإيران والمقاومة اللبنانية البطلة وتهزم القوى العالمية الصاعدة (روسيا والصين والبرازيل..الخ) لمصلحة المشروع الأمريكي-الإسرائيلي الكوني والإقليمي وعملائه في المنطقة العربية. ولست أدعي أن عزمي بشارة يجهل هذه الوقائع، لكن شراء المثقف الفلسطيني بحفنة من المال لم يعد شيئاً معقداً في هذه الأيام.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنون قتل الذكاء والإبداع في النشاطات الترفيهية المدرسية
- -متى ستقتلني؟- تسأل الفتاة خطيبها
- السيسي: إعادة إنتاج النظام
- استبدال الحمار/البغل بالسيارة
- اللغة الإنجليزية ومرجعيات العولمة
- قمر على رام الله، ودم على بيرزيت
- عداد الدفع المسبق، وخصخصة المياه، ووحشية رأس المال الفلسطيني
- خطاب رئيس الوزراء الكندي أمام الكنيست
- الهنود الفلسطينيون
- عزمي بشارة وألعابه الأيديولوجية
- خطة فرنسية لمساعدة المنظمات الأهلية الفلسطينية في تحرير فلسط ...
- انتصرت روسيا وإيران، أما سوريا فلا
- مصر والعرب الآخرون وأوهام الديمقراطية
- على هامش -ملتقى الحوار الثقافي العربي الألماني- حول دور المث ...
- منتظر الزيدي يقول: أنا لا أردد تراتيل الهزيمة ولو مرت أمامي ...
- قصة الأزمة الرأسمالية الراهنة
- أشباح 1929 تخيم في فضاء الكونغرس أو: أهي آلام ولادة الجديد؟
- كيفية ابتياع الفياجرا أو حرية تدفق السلع في زمن العولمة
- أوباما: ظاهرة امبريالية جديدة؟
- خطاب بوش أمام الكنيست


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراطية