أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - انتصرت روسيا وإيران، أما سوريا فلا














المزيد.....

انتصرت روسيا وإيران، أما سوريا فلا


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مركز بيسان للبحوث والإنماء
لم أر القيادة الأمريكية في حالة إرباك منذ ثلاثة عقود أبداً. لقد بدت القيادة الأمريكية واثقة الخطى بكل ما في الكلمة من معنى منذ أن فاز ممثل السينما راعي البقر العنيد رونالد ريغان في انتخابات العام 1980 مقصياً الرئيس الديمقراطي كارتر الذي فيه على كل حال بعض الملامح التي تذكر بخلفه الأسمر أوباما. فجأة في هذه اللحظة التي تمخر فيها قطع البحرية الأمريكية عباب المتوسط تبدو الولايات المتحدة في أضعف حالاتها منذ نهاية الحرب الباردة. وربما علي أن أقول منذ نهاية الحرب الكونية الثانية. تعلن الولايات المتحدة على رأس أعلى مسؤول فيها أنها ستضرب دون إبطاء لأن النظام السوري اجتاز الخط الأحمر في مسألة استخدام الكيميائي. ليس المهم في هذا السياق أن يكون النظام قد استخدم الكيميائي أو لم يستخدمه، تماماً مثلما هي الفكرة أنه ليس المهم أن صدام حسين كان لديه نووي أم لا. وربما أن العكس على الأرجح هو الصحيح: إذ لو كان لدى العراق أسلحة دمار فعلية وفاعلة لما تمكن أحد من الاعتداء عليه، ناهيك عن احتلاله وتدميره وإعادته عقوداً كثيرة إلى الوراء. ولا بد أن سوريا في وضع مشابه من نواح عدة. المهم هنا ليس دقة المعلومات أو مصداقيتها. المهم هو ببساطة شديدة أن الرئيس الأمريكي الذي هو شرطي العالم بدون منازع حتى زمن قريب قرر أن أحد السائقين وهو هنا بشار الأسد قد ارتكب مخالفة، ولا بد من معاقبته بالغرامة والسجن والضرب جميعاً.
لدهشتنا الشديدة انتظرنا الضربة –دون أن نريدها بالطبع، لأنها إنما تسقط على رقابنا العربية والفلسطينية وليس على رقاب غريبة- ولكنها لم تأت. وقد اتضح أن أوباما لم يستطع أن يمرر مشروعه لدى البرلمان الإنجليزي بفضل المواقف الحازمة للروس والصينيين والإيرانيين التي أوضحت أن ما يجري هو نسخة من التمثيلية التي نفذت بحق العراق. وليست مصادفة أبداً أن عضو البرلمان جورج جالاوي يقدم برامج ضد الحرب عبر قناة برس الإيرانية الممنوعة في أوروبا وأمريكا، كما أنه يقدم برامج أخرى في قناة الميادين. كانت خسارة كاميرون مفاجأة كبيرة له ولحليفه أوباما وللعالم أجمع. وبدا بعدها أن الولايات المتحدة لا تعرف الطريق إلى سوريا أبداً. بدا واضحاً أن أوباما محتاج إلى من ينزله عن شجرة ضرب سوريا، وذهب إلى فكرة استفتاء ممثلي الشعب في مجلسي الشيوخ والنواب عله يكسب الوقت ويناور في البحث عن مخرج.
"إن روسيا لن تذهب لقتال أحد فيما يتصل بالصراع في سوريا أو حول سوريا." هكذا أوضح لافروف. ولكن روسيا ستجهز سوريا بما يكفي من السلاح لتلحق أذى كبيراً بالقوات الأمريكية على أمل أن تعمق جراح هذه الإمبراطورية التي تعيش أسوأ لحظاتها منذ تأسيسها أواخر القرن الثامن عشر. وإيران أعلنت من جانبها أنها ستقدم كل ما يمكن من أجل إلحاق الخسائر بالولايات المتحدة وحلفائها. والتزم حزب الله "الأكثر براءة" من حيث دوافعه في الصراع صمتاً بليغاً يخيف إسرائيل وغيرها أكثر من الكلام كله. هنا يبدو أن الحزب على حق: "إذا كان الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب."
تراجعت الولايات المتحدة قليلاً. وفجأة تقدم الروس خطوة أخرى. اقتراح نزع الفتيل نهائياً عن طريق تخلي سوريا عن السلاح الكيميائي. كأن السلاح الكيميائي السوري هو التهديد الأشد خطورة على حاضر البشرية ومستقبلها. كأن القطع الروسية ناهيك عن الأمريكية ليست مدججة بالكيماوي والنووي على السواء. لكن سوريا ليست في وضع تستطيع معه أن تقول نعم أو لا. ولذلك فقد وافق المعلم في المسرحية التي أعدت على عجل في موسكو على الخطة الروسية الإيرانية. ووحده حزب الله لم يبد حماسة ولو بالتظاهر للفكرة. فليس في الفكرة ما هو مستتر أو محتاج إلى تحليل. وحتى عزمي بشارة منظر الديمقراطية وحقوق الإنسان المشهور لا يستطيع أن يقول إن المقصود هو حماية الشعب السوري من الأسلحة الكيميائية، وإنما هو إراحة إسرائيل –المرتاحة بدرجة كبيرة أصلاً- من أية احتمالات مستقبلية لأن تكون عرضة للتهديد السوري. ما حصل ببساطة يصب في خانة إضعاف سوريا أكثر مما هي ضعيفة بالفعل. وفي سياق هذا الضعف ستكون سوريا لفترة ما مقبلة، تطول أو تقصر، في حاجة إلى القطع الروسية الكثيرة المنتشرة قرب سواحلها لكي تحميها، وربما ستكون في حاجة إلى دعم وحماية إيرانيتين: تصغر سوريا مثلما صغرت مصر ومثلما الجزائر والسودان...الخ يتحول العرب إلى قطع صغيرة في ماكينات الآخرين، ربما الاستثناء هو بعض الدول العربية الكبرى من طراز قطر المتمتعة لحسن الحظ بقناة الجزيرة ويوسف القرضاوي وعزمي بشارة وقاعدة العديد، وبفضل هذا الرباعية القطرية إضافة إلى الديمقراطية الأميرية الراسخة سوف ينهض المشروع القومي العربي الذي يبشر به المفكرون القوميون الجدد بثمن بخس هو تدمير أقاليم من قبيل العراق وليبيا وسوريا ومصر والسودان.
من المؤكد أن روسيا قد نجحت في فرض تصوراتها على العالم، ولا بد أن إيران تشارك بفاعلية في هذا المسعى على طريق التحول إلى قوة إقليمية كبرى، ولكن سوريا والعرب عموماً بمن فيهم حزب الله، خسروا على الأرجح المزيد من النقاط وإن كانت لصالح "الحلفاء". ذلك أن أي مبتدئ في السياسة يعلم يقيناً أن الفراغ ممنوع، وأن ذلك في حالتنا يعني أن ضعف سوريا تعوضه قوة روسيا وإيران، إنما على حساب دمشق والعواصم العربية الأخرى. وليس المقصود بالطبع العواصم التي ترى نفسها جزءاً من المشروع التركي- الإسرائيلي – القطري. فتلك عواصم توقفت، على الأقل في مستواها الرسمي، عن التفكير في نفسها بوصفها جزءاً من مشروع عربي من أي نوع. إنها جزء من تحالفات إقليمية أخرى لا يهم أن تكون متناقضة مع الأحلام والمشاريع العربية، لأن بقاء الدولة-بئر النفط والغاز هو محور وجودها الأساس في المستويات المختلفة. لا بد أن روسيا وإيران والصين قد ربحت، ولكن سوريا والعرب لم يربحوا، ومن السخرية بمكان أن ذلك ينطبق بالدرجة ذاتها على المحميات النفطية.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والعرب الآخرون وأوهام الديمقراطية
- على هامش -ملتقى الحوار الثقافي العربي الألماني- حول دور المث ...
- منتظر الزيدي يقول: أنا لا أردد تراتيل الهزيمة ولو مرت أمامي ...
- قصة الأزمة الرأسمالية الراهنة
- أشباح 1929 تخيم في فضاء الكونغرس أو: أهي آلام ولادة الجديد؟
- كيفية ابتياع الفياجرا أو حرية تدفق السلع في زمن العولمة
- أوباما: ظاهرة امبريالية جديدة؟
- خطاب بوش أمام الكنيست
- الجامعة العربية تترنح، لأنها دون جذور
- زيارة نجاد للعراق ووهم القنبلة النووية الايرانية
- الشعب الفلسطيني والشعب الفنزويلي
- سندي شيهان تكتشف أن أمريكا بلد الحزب واحد
- العرب بين التمركز والتذرر
- بين وندي وإدوارد سعيد
- صور من أمريكا - 3 - اليهود الأمريكان ودعم الحقوق الفلسطينية
- صور من أمريكا-2- موت الحصان البطل -باربارا-
- صور من أمريكا
- من إنتاج الإغاثة الزراعية
- اعتقال سعدات ومسرحة الحدث
- اليسار والانتخابات وعزلة النخب


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - انتصرت روسيا وإيران، أما سوريا فلا